ساكسو غراماتيكوس

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ساكسو غراماتيكوس
معلومات شخصية

ساكسو غراماتيكوس هو مؤرخ وشاعر دنماركي عاش تقريبا بين عامي 1150 - 1220، وكتب Gesta Danurum (الأعمال الدنماركية) ويعتبر أهم وأول عمل عن تاريخ الدنمارك وأول مساهمة دنماركية للأدب.

سيرته

لا يعرف الكثير عنه إلا أنه كان من جزيرة زيلاند من عائلة محاربين وكان أبوه وجده قد خدما تحت إمرة فالديمار ملك الدنمارك (مات 1182)، وربما كان محاسبا عند أبسالون كبير أساقفة لوند بين عامي 1178 - 1201 الذي ذكر لأول مرة في كتاب التاريخ الموجز لملوك الدنمارك (باللاتينية: Historia Regum Danicae Comendiosa) عام 1185 وهو كتاب لسفين أغيسن عن تاريخ سفين إستريدسون الذي مات عام 1076، وتم تأليف الكتاب بتوصية من أبسالون، لكنه أقنع أغيسن بألا يكتب عن العهود الوثنية الأولى. ولا شيء آخر يعرف عن حياته أو شخصيته؛ وهناك سجل يرجع للعام 1265 يدعوه mirae et urbanae eloquentiae clericus وهناك ملخص عن أعماله يرجع للعام 1340 يصفه بأنه egregius grammaticus, origine Sialandicus. ويمكن أن نتحقق من أصله من جزيرة زيلاند، فكثيرا ما يمتدح الزيلانديين بين أهالي الدنمارك من السكانيين واليوتلانديين.

يحتمل أن لقب غراماتيكوس يرجع في الغالب إلى مصدر لاحق، قبل العام 1500 بقليل، ومن الواضح أنه أتى لخطأ ما. أما لقب رئيس كنيسة روسكيلده فقد أعطي له في القرن السادس عشر، وعلى الأغلب فهو الآخر غير صحيح، حيث أن المؤرخين خلطوا بينه وبين معاصر آخر هو رئيس كنيسة بنفس الاسم.

اكتسب ساكسو من عمله كسكرتير لرئيس الأساقفة أسلوبا لاتينيا بارعا وإن كان به شيء من التكلف، وكتب العديد من القصائد اللاتينية الجيدة، ولكن عدا عن هذا فلا يظهر أنه كان ذا تعليم عالي أو أنه كان واسع الاطلاع. وكان مثله الأعلى في أسلوبه كتّاب مثل فاليريوس ماكسيموس ويوستين ومارتيانوس كابيلا، وتأثر بالأخير على وجه الخصوص. وأحيانا فهو يذكر بيد ودودو دي سان كوينتن وبولس الشماس، ولكن لا يظهر أنه درس أعمالهم أو أي أعمال تاريخية أخرى بشكل شامل.

مصادره

تشمل مصادره الحكايات والأغاني الدنماركية، وبيانات كبير الأساقفة أبسالون وسجلات الأيسلنديين، وبعض المصادر الأقدم وقوائم بالملوك الدنماركيين والسجلات التاريخية القصيرة، والتي زودته ببعض الحقائق التاريخية الموثوقة. وهو يعتبر الحكايات كتاريخ موثق، ولهذا جعل مهمته الرئيسية أن يعدد وينظم تلك الحكايات، وعمله هو سلسلة ترتبط مع بعضها على نحو طليق عن سير الملوك والأبطال الدنماركيين.

الأعمال الدنماركية

تم تأليف كتاب الأعمال الدنماركية بطلب من كبير الأساقفة أبسالون (بجمع الفترتين معا) وكان عدد مجلداته ستة عشر تبدأ من الملك الأسطوري دان وتنتهي مع غزو كانوت العظيم لمنطقة بومرانيا عام 1185 والعمل الأصلي ضائع إلا من ثلاث أوراق عثر عليها في كتاب فرنسي عام 1863. ولكن أبسالون مات قبل انتهاء العمل فأهديت المقدمة لأندرياس كبير الأساقفة من بعده وللملك فالديمار الثاني.

كان العمل مكتوبا باللاتينية الفصيحة الأمر الذي أعطاه لقب غراماتيكوس (الفصيح)، وأول تسعة من الكتب تحكي عن 60 ملكا دنماركيا أسطوريا من الأزمان الأسطورية إلى العام 950. ومن أجل هذا اعتمد على الحكايات القديمة والملاحم وسجلات الأيسلنديين وأضاف الأساطير عن الآلهة المحليين وأدخلهم كملوك قدماء وأساطير أبطال غرباء، ومن هؤلاء نجد الآلهة بالدر وهوثر والأغراب الذين أدخلوا في التاريخ الدنماركي مثل يورمونريك (إرماناريك) وفيرموند الأنغلي (غارموند) وأوفه (أوفا)، وهيدين وهيلد الألمانيين وغيرهم. وثلاثة قصائد منها استحقت الذكر فنقلها ساكسو إلى اللاتينية وأولها نشيد حربي يدعى بياركمالر Bjarkmaaler وإنغيالشواديت Ingjalskuadet وهي قصيدة تحذر من خطر الترف المفسد على الفايكينغ وهايبارد وسيغنه Haybard und Signe وهي مأساة عن الحب والصراعات العائلة. هذا وكانت حكاية هاملت التي أخذها وليم شكسبير مروية من قبل ساكسو باسم أمليث. ونجد أيضا حكايات عن فريدفروده، وفينغه، ورولف كراكي، وهادينغ، والعملاق ستاركاثر، وهارالد هيلدتان، وراغنار لودبروك. وكثيرا ما قطع تلك القصص بترجمات للقصائد التي اعتبرها مصادر موثوقة رغم أنها كانت أقدم من زمنه ببضعة أجيال فقط.

آخر سبعة كتب تحكي عن سجلات ساكسو للأحداث التاريخية، وفي كتابه عرض تاريخ الدنمارك لألفي سنة ليظهر قدمها وتقاليدها وكلما اقترب أكثر من زمنه أصبحت رواياته أكثر مصداقية؛ وهو ما يظهر بشكل خاص في رواياته عن أبسالون والملك فالديمار. لكن وطنيته جعلته متحيزا لأبناء بلده، وافتقاده للحس الانتقادي أعماه أحيانا عن الحقائق التاريخية.

النسخ اللاحقة

قرئ عمل ساكسو كثيرا في العصور الوسطى، واستخلصت منه عدة سجلات تاريخية أصغر. وقد نشر لأول مرة عام 1514 من قبل الأديب الإنساني كريستيرن بيدرسن من مخطوطة في باريس فقدت لاحقا؛ وأعيد طبع هذه النسخة في بازل العام 1534 وفي فرانكفورت العام 1576. ومن بين الطبعات اللاحقة يمكن أن نذكر طبعة ستيفن ستيفانيوس (سورو، 1644)، والمجلد الثاني من هذه الطبعة يحتوي عملا غير معروف وإن كان مهما بعنوان ملاحظات ستيفانيوس في التاريخ الدنماركي لساكسو غراماتيكوس، والذي أعاد طبعه كريستيان أدولف كلوتز (لايبزغ، 1771) ولكن من دون الملاحظات؛ وأيضا طبعة بيير إراسم مولر التي أكملها يوهان ماتياس فيلشوف (كوبنهاغن، 1839 – 1858). وهناك طبعة كاملة بقلم ألفرد هودلر (ستراسبورغ، 1886)، بينما حرر غيورغ فايتز جزءا كبيرا في كتابه آثار التاريخ الألماني (1892).

لم تعد توجد أي مخطوطات كاملة بعد الآن؛ ولكن ما تزال هناك أجزاء صغيرة وجدت في ثلاث مخطوطات من المذكورة فوق. وأهم هذه الأجزاء عثر عليه في أنجيه في فرنسا، وقد كتبت في وقت ما في أواخر القرن الثالث عشر، وهي الآن موجودة في مكتبة كوبنهاغن. وأصبح كتابه ملهما لشعراء الدنمارك في القرن الثامن عشر.

روابط خارجية

  • مقالات تستعمل روابط فنية بلا صلة مع ويكي بيانات

مصادر