دخيرة

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
قرية الذخيرة
الذخيرة
تقسيم إداري
البلد  سوريا
المحافظة محافظة حلب
المسؤولون
المنطقة منطقة منبج
الناحية ناحية خفسة
رمز التجمّع C1878
خصائص جغرافية
إحداثيات 36°15′40″N 38°00′54″E / 36.26120°N 38.01512°E / 36.26120; 38.01512
السكان
التعداد السكاني 2,643 نسمة (إحصاء 2004)
معلومات أخرى
التوقيت +2
الرمز الهاتفي 6813 021

خريطة

الذخيرة قرية سوريّة تتبع إداريّاً لمحافظة حلب منطقة منبج ناحية الخفسة، بلغ تعداد سكانها (4,943) نسمة حسب التعداد السكاني لعام 2008.[1]

وقد سُكنت القرية منذ فجر التاريخ على عدة مراحل: ففي المرحلة الأولى؛ كانت في نهاية الألف الثالث قبل الميلاد والألف الرابع، وكانت امتدادًا للحضارات المتعاقبة من عصر فجر السلالات الأولى من سومرية حيث شكلت حدات سياسية صغيرة سُميت بدويلات المدن، ونظراً لظهور أول السلالات الحاكمة السومرية في هذه الفترة الزمنية أُطلِق عليها اسم عصر فجر السلالات، وتمتّعت المدن السومرية، مثل: لكش، وأويدو، والوركاء، وأور، ونفر، وكيش بالاستقلالية في إدارة شؤونها، ومن أشهر الملوك في تلك الفترة جلجامش؛ وهو أحد ملوك الوركاء القدماء، ولان دخيرة تقع على وادي الفرات الأعلى فهي امتداد لتلك المدن الزراعية المتحضرة التي عرفت الزراعة كمصدر أولي للعيش.[2] والذخيرة القديمة كموقع يعتبر أقدم نموذج للعمارة المنظمة.

وقد وُجدت رقم أثرية تدل على ذلك في أطراف القرية الشمالية الغربية عند ينابيع ماء كانت تسمى عيون نهر الخفسة نسبة لقرية تقع جنوبها، وكذلك وجدت رقم أثرية آشورية في تلة "الصنيعية" الاثرية وما حولها وهي تلال تعود للحقبة الاشورية في جنوب شرق الذخيرة على اطراف الجنوبية لمزرعة عبدالكريم التابعة لها، وتشير الرقم الاثرية لحضارات متعاقبة مرت على هذه القرية، والى تنظيم حضاري متقدم للمياه وطرق توزيعها على بيوت القرية المنتشرة حول ينابيع مياه تتوافد لتشكل واد يمتد حتى يصل الى نهر الحمر القادم من الشمال الغربي من ينابيع سهول منطقة الحُمر بضم حرف الحاء. وتأتي أهمية هذه المدينة القديمة لما يحيط بها من مدن تعود لذات الحقبة منها حبوبة كبير، حيث يرجع تشييد مدينة حبوبة كبيرة إلى الألف الخامس ق.م

وهناك ثلاث تلال أثرية لم يتم الكشف عن مخبواءتها الاثرية الهائلة وهي تلال الجرادية في شرق القرية وتلال وادي عفارن وتلال الشيخ عيسى وهذه التلال بحسب المصادر الاشورية هي ثغور مهمة للدولة الاشورية في مواجهة الدولة الحثية في اسيا الصغرى بلاد الاناضول لفترات امتدت حتى الف عام من عمر الحضارة الاشورية بينما تشكل تلك التلال مدن صغيرة ازدهرت في الالف الثالث والثاني لتشكل مدنا عامرة بالحياة في فترات تمدد الاكادية والكنعانية وقد تمدد نفوذ تلك المدن الصغيرة لتضم وادي الفرات الأعلى لفترات متعاقبة لكنها سقطت واندثرت مع تقدم الرومان والاغريق في الألف الأول قبل الميلاد وأصبحت منطقة نفوذ للحضارتين المتصارعتين الفارسية والرومانية والإغريقية على مدى الف عام لتطمر تحت تلال من التراب خلال الثلاث آلاف عام التي مرت عليها حتى العصر الحالي والتي لم تفتح الى هذه اللحظة، وتشير المصادر إلى أن تلك التلال تحوي على كنوز من الذهب والفضة والقطع الاثرية والمنحوتات النادرة ذات القيمة التاريخية العالية.[3]

وهناك من يؤكد من الباحثين انه يعتقد ان بعض قبور الملوك الاشوريين قد دفنوا فيها وبعض القادة المرابطين المهمين التي تذكر بعض المصادر على اهميتهم.. وتنتظر تلك المقابر ان تفتح ليرى العالم تلك الكنوز المخبوءة تحت التراب التي قد تنقل المنطقة لمصافي الحضارات المتقدمة في الالف الثالث والرابع قبل الميلاد [4] ..

أما في العصر الحالي فقد سكنت من جديد وعمرت بعد الغزو المغولي بحوالي 200 عام حينما افرغت المنطقة وعادت اليها الهجرات البشرية البدوية من العراق والجزيرة العربية بين عامي 1600 و1400 ميلادية وبدأت تعود اليها الحياة وتدب في أوصالها لحظات النمو والازدهار وبلغت أوج نشاطها في عام 2011 قبل نشوب الأحداث الاخيرة لتعود اطلالا في عام 2017 ويهجرها أهلها بسبب تحولها لنقطة صراع بين مختلف القوى في المنطقة. وفيها عدة خريجين جامعيين من مختلف التخصصات الطبية والعلمية الى الادبية وينتشر أبناؤها في جميع بلاد الاغتراب3.[5]

مصادر

  1. ^ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: التجمعات السكانيّة السوريّة، التعداد السكاني العام 2004. تاريخ الولوج 18 أيّار/ مايو 2013 نسخة محفوظة 25 أغسطس 2020 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ معوشي، سامية (2017). "الطقوس الدينية المصاحبة لبناء المعابد في حضارة وادي الرافدين". مجلة الحكمة للدراسات التاريخية: 69. DOI:10.34277/1458-000-011-006. مؤرشف من الأصل في 2023-10-23.
  3. ^ شاهين، علاء الدين عبدالمحسن (2015). "المرأة في المصادر النصية والأثرية في شبه الجزيرة العربية إلى القرن الأول قبل الميلاد". مجلة دراسات في علم الآثار والتراث: 132. DOI:10.33948/1643-000-006-006. مؤرشف من الأصل في 2023-06-30.
  4. ^ Chavdarov، Anatoliy V (28 يونيو 2020). "NA traces cattle back to a small herd domesticated around 10,500 years ago | UCL News - UCL – University College LondonAccessed 20 Sep 2022". NA traces cattle back to a small herd domesticated around 10,500 years ago | UCL News - UCL – University College LondonAccessed 20 Sep 2022. spl10 ع. 1. DOI:10.26782/jmcms.spl.10/2020.06.00048. ISSN:0973-8975. مؤرشف من الأصل في 2023-06-09.
  5. ^ Harari، Yuval Noah (2017). Homo Deus. Verlag C.H.BECK oHG. ISBN:978-3-406-70402-4. مؤرشف من الأصل في 2023-03-26.