تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
تفلسف
يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. (أبريل 2023) |
التفلسف هو فعل قد يعتبره البعض غامضا : لكن عند الفحص و التدقيق ، يمكن القول أنه يشير الى التفكر في الاسباب من خلال مفاهيم عامة حول العالم ، و هو نتاج لحب المعرفة بالمعنى الاشتقاقي للكلمة ، كما يمكن أن يطلق على فن العيش بشكل أفضل ، و من ثم فهو تمثل من نوع تأملي (معرفة خالصة) أو ممارسة أكثر التزاما : تهدف إلى حياة أكثر إنسانية ، و من هنا فممارسة التفلسف تربط بالفعل الأخلاقي والسياسي ، و أيضا بوسائلنا من أجل المعرفة .
كيف يمكن أن يكون هذا خاصا بالممارسة الفلسفية ؟ و هل يمكن أن نعتبر أن تمثل الفيلسوف للعالم من خلال فعل التأمل مغاير لتمثلات الاخرين ؟ من هنا ينبثق سؤالان فلسفيان يمكن اعتبارهما بمثابة موجه و محدد :
- لماذا تتفلسف؟
- كيف تتفلسف؟
تحليل التعابير الشائعة
الكلمات "فلسفة»،«فيلسوف»،«و تفلسف» لديها معانٍ عدة، و هذه المعاني تفهم من خلال السياق ،و هذا السياق يعرف من خلال ما يقوم به الشخص المتكلم أو المتكلم عنه ،أو من خلال موضوع حديثنا ، أو العمل الذي نلتزم به ،و على سيبل المثال :
- يقال شخص عاش تجربة بنفس فلسفي ، كما يقال شخص فيسلوف ، ينبغي أخذ الأمور بمنظور فلسفي إلخ هنا المفهوم مرادف لنوع من التروي و التحكم في الذات ، و الثبات عموما .
- لكن من جهة أخرى نقول عن شخص : أنه فيلسوف : عندما تكون له آراء يطبعها نوع من التفكير النقدي ، و من خلال القدرة على التفكير الذاتي ؛
- يعبر عن معنى : عمل من انجاز فلسفة معينة ، أو رؤية ( أخلاقية ، علمية ، تاريخية ، .إلخ ) للعالم ؛
- فلسفة فيلسوف : مثلا من خلال : مذهبه و نظام تفكيره المتماسك .؛
- درس الفلسفة : يعني الفلسفة من حيث كونها : مادة للتدريس ، و التي يتحدد مقررها من خلال برنامج تعليمي محدد
دراسة المفاهيم و أقسام الفلسفة
هل نتعلم الفلسفة أم نتفلسف؟
ماهي الممارسة الفلسفية ؟ربما لا تتماشى التعابير الشائعة دائما مع المعنى الصحيح لفعل التفلسف ، لكن يمكن التوصل الى المعنى الصحيح على سبيل المثال من خلال : موضوع من المواضيع التي تعالجها مادة "الفلسفة " ، و هذه المواضيع متعددة مثل الانسان والعالم ووسائل المعرفة ،و الفعل الأخلاقي و السياسي ، هذه المواضيع التي تمثل مجالا للتفكير تشترك في أنها تقتضي معالجة العديد من الأفكار و التصورات و المفاهيم معالجة ليست اعتباطية ، و من المتوقع إذن أن الفلسفة يمكن عدها نحوا من فن التفكير و التمحيص و الجمع و الفهم إلخ ، الذي يدور حول المفاهيم ، و ذلك باتباع قواعد صارمة.
و من ثم فإن النظرية هي مجموعة من المفاهيم المنظمة بشكل عقلاني . و في الفلسفة : هناك عدة احتمالات لتنظيم المفاهيم و تقسيمها ، هذه الاحتمالات من الكثرة بحيث لا يمكن حصرها في موضوع واحد. فعلى سبيل المثال يمكن ترتيب المفاهيم وفق التقسيم اليوناني للفلسفة : معرفة الطبيعة ، أو الفيزياء ، والأخلاق والمنطق ، وعلم الاستدلال ، أي أسلوب الحكم السديد للفهم . على هذا النحو ، فإن المنطق يبني معرفة العالم ، و ينظم جميع مفاهيم الفلسفة الأخلاقية . هذه الأخيرة يمكن اعتبارها أيضا : نظرية للمعرفة. و يُنسب هذا التقسيم أحيانًا إلى أفلاطون ، لكنه لم يتم صياغته بوضوح إلا مع الفلسفة الرواقية . و تقسيم آخر ، يأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن الفيزياء لم تعد جزءًا من الفلسفة اليوم ، لذا يقتصر على التمييز بين نظرية المعرفة والأخلاق فقط . ولكن هناك في الواقع العديد من المجالات الأخرى ، مثل علم الجمال والفلسفة السياسية .إلخ والتي نحت منحى مستقلا نسبيا خلال تاريخ الفلسفة .
من الناحية النظرية ، تغطي الفلسفة جميع مجالات الواقع ، لأن هدفها هو الواقع نفسه ، سواء كان جسديا أو عقليا (بهذا المعنى ، تُسمى الفلسفة : الفلسفة الأولى أو الفلسفة الميتافيزيقية ). في الواقع ، لا يوجد سوى عدد محدود من المفاهيم ، ومن الواضح أن قائمة المفاهيم تظل مفتوحة دائمًا ، وهذه المفاهيم هي التي يجب دراستها للتعرف على الفلسفة. و يمكن دراستها من الشخص نفسه عن طريق (تعلم التفكير والتحليل والاستدلال بشكل عام) ، أو ربطها بمفاهيم أخرى لتشكل مجالًا معينًا ( الأخلاق ، الجماليات ، إلخ) ، أو حتى وفقًا لتطورها التاريخي ( معرفة مذاهب الفلاسفة ، تاريخ الفلسفة). و من هنا ، فإن دراسة المفاهيم من ناحية ، و دراسة المنطق من ناحية أخرى : تشكل بداية شاملة لتعلم الفلسفة ، والغرض منها هو أن نفكر بأنفسنا . : sapere aude .
إذا كان هذا صحيحًا ، فيمكن للمرء أن يفهم لماذا لا يمكن تعلم الفلسفة : لا يوجد مضمون معين و معطى يمكن للمرء أن يقوله حول الفلسفة ، فلا يمكننا أن نقول : هذه هي الفلسفة بأكملها. الفلسفة كعلم مكتمل لا وجود له. وبالتالي ، فإن دراسة الفلسفة لا يمكن ان تكون تدريبًا على الذاكرة ، ولكنها تمرين للعقل : يستند ه إلى أدلة المفاهيم والحاجة إلى البراهين .
لذلك لا يمكن أن تكون طريقة تدريس الفلسفة دوغماتية (أي لا يمكن أن تكون غير قابلة للجدل وترفض كل نقد)؛ يجب أن يكون " تفكيرا مستبصرا " zététique (فن الشك). و من ثم فنحن لا نتعلم الفلسفة ، و لكن نتعلم التفلسف. لكن هل يمكننا الاستغناء عن أي تعلم حول الفلسفة ؟ لقد رأينا أنه لا يمكن ذلك .
تفلسف في المشاريع الشقيقة: | |