بودينغ عيد الميلاد

بودينغ عيد الميلاد هو نوع من أنواع البودينغ الذي يقدم تقليديًا ضمن عشاء عيد الميلاد في بريطانيا، وأيرلندا، وعدد من البلدان الأخرى التي وصلها هذا التقليد من طريق المهاجرين البريطانيين والأيرلنديين. إذ تعود أصول هذا التقليد إلى إنجلترا في العصور الوسطى، يُعرف هذا البودينغ أحيانًا باسم بودينغ البرقوق أو «بود» فقط، رغم أن هذه التسمية قد تشير إلى أنواع أخرى من البودينغ المغلي الحاوية على فواكه مجففة. رغم تسميته «بودينغ البرقوق»، فإن البرقوق ليس من مكوناته، وهذا يعود إلى استخدام كلمة برقوق مصطلحًا للزبيب في العصر ما قبل الفيكتوري. نُسجت العديد من الأساطير عن البودينغ، منها الفكرة الخاطئة التي تشير إلى أن البودينغ يُصنع تقليديًا من ثلاثة عشر مكونًا، وترمز هذه المكونات للمسيح والرسل الاثني عشر، أو أنها اختُرعت من قبل جورج الأول ملك بريطانيا العظمى. تحوي الوصفات الأولية للبودينغ على كميات أكثر بقليل من الشحم، والفواكه المجففة، والقرشلة (مسحوق كعك)، والطحين، والبيض، والتوابل، إضافةً إلى سوائل قد تكون حليبًا أو نبيذًا مُقوى، وأصبحت الوصفات التي تبعتها أكثر تفصيلًا.

أساسيات

لدى العديد من الأسر وصفات خاصة بها لبودينغ عيد الميلاد، بعضها تناقلته العائلة عبر الأجيال. تجمع الوصفة بنحو أساسي المكونات التقليدية التي كانت فيما سبق باهظة الثمن أو فاخرة وبصفة خاصة التوابل الحلوة لكونها أساسية في تكوين الرائحة المميزة، ويُصنع عادةً مع الشحم. إذ تكون ذات شكل داكن -قريب من السواد- ويعود هذا إلى السكريات الداكنة والعسل الأسود المضاف في أغلب الوصفات، وفترة الطهو الطويلة. يمكن ترطيب المزيج بإضافة عصير حمضيات، وبراندي وغيرها من الكحوليات (تتطلب بعض الوصفات إضافة بيرة داكنة مثل بيرة خفيفة، وبيرة قوية، وبورتر). كان بودينغ عيد الميلاد في القرن التاسع عشر يُوضع في  قماش البودينغ (قطعة قماش تستخدم لصنع البودينغ بديلًا للجلد المصنوع من أمعاء الحيوانات) لِيغلي، وقُدِم غالبًا بشكل دائري. تضمن العصر الفيكتوري الجديد نمطًا آخر لصنع البودينغ إذ يوضع الخليط في حوض ويبخر، يتبعها فك غلاف الخليط، ويُوضع على طبق مع تزيين الجزء العلوي منه بغصن من الإيلكس. تتضمن الخطوة الأولى من الطهي عادةً التبخير لعدة ساعات. افترضت أغلب وصفات ما قبل القرن العشرين أن البودينغ يجب أن يُقدم مباشرةً بعد الطهي، ولكن في النصف الثاني من القرن العشرين، أصبح من الشائع إعادة تسخين البودينغ عند تقديمه، فضلًا عن حدوث تغييرات بسيطة في الوصفات أعطت وقتًا إضافيًا بعد الطهي لكي يُصبح جاهزًا للتقديم. عند تقديم البودينغ، يُعاد تسخينه بالبخار مرةً أخرى، ويُزين بالبراندي الدافئ ومن ثُم يُشعل بعدها (لا يشتعل البودينغ ولكن البخار المصاحب للكحول). يُؤكل البودينغ مع الصلصة الصلبة (عادةً مع براندي أو الروم الساخن)، والقشطة، وقشطة الليمون، والمثلجات، والكاسترد، أو صلصة البشاميل، ويُزين أحيانًا بالسكر الناعم. يمكن تحضير إحدى وصفات بودينغ عيد الميلاد في فترة الكساد الكبير بدلًا من بودينغ البرقوق التقليدي الذي يتطلب تجهيزه أسابيع، مع هذا فكلاهما يجب غَليه وتبخيره، نظرًا إلى قلة المواد المتاحة للعوائل الأكثر فقرًا، يُستخدم الشاي البارد في هذه الوصفة بدلًا من براندي ولا يُستخدم البيض في الخليط أيضًا، وتستهلك هذه الوصفة مجهودًا ووقتًا أقل من بودينغ البرقوق.

التاريخ

الأساطير

هنالك أسطورة شعبية مفادها أن بودينغ البرقوق المرتبط بعيد الميلاد يعود إلى تقليد في العصور الوسطى في إنجلترا إذ «يجب صنع البودينغ في يوم الأحد الخامس والعشرين بعد الثالوث، وتُحضر الوصفة من ثلاثة عشر مكونًا لتُمثل المسيح والرسل الإثني عشر، وأن يحرك الخليط كل فرد من أفراد الأسرة من الشرق للغرب لتكريم الموغان ورحلتهم في ذلك الاتجاه». ومع ذلك، ظهرت وصفات بودينغ البرقوق بنحو أساسي، إن لم يكن بالكامل، في القرن السابع عشر وما بعده. قدمت ماري كيتيلبي أُولى وصفات صنع بودينغ البرقوق في كتابها «مجموعة تضم أكثر من ثلاثمائة إيصال في الطبخ والفيزياء والجراحة»، الذي كتبته عام 1714. هنالك أسطورة غير مثبتة على الإطلاق مفادها أنه في عام 1714 طلب جورج الأول ملك بريطانيا العظمى (يُعرف أحيانًا بملك البودينغ) أن يُقدم بودينغ البرقوق ضمن وليمته الملكية في أول عيد ميلاد له في إنجلترا.