بلنسية

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بلنسية
متحف الفنون الملكة صوفيا

بَلَنْسِيَة (بالإسبانية: Valencia)‏ هي عاصمة مقاطعة بلنسية في شرق إسبانيا على البحر الأبيض المتوسط ومن أكبر مدن البلاد. يبلغ عدد سكانها 798.033 نسمة.

التسمية

كان الاسم اللاتيني الأصلي للمدينة هو فالنتيا "Valentia" والتي تعني القوة والبسالة، بسبب الممارسة الرومانية في التعرف على شجاعة الجنود الرومان السابقين بعد الحرب.[1]

أثناء حكم الممالك الإسلامية، لم يساير المٌسلمون الإسبان في إطلاق الاسم الأسباني على تلك المدينة، بل غيروا بعض حروفه وأدخلوا تعديلًا على رسمه فأصبح «بُلَنْسِية»، وأوردوه بهذا الرسم في مؤلفاتهم التاريخية والجغرافية. وصفها المُسلمون بـ «مدينة التراب» بسبب كثرة التراب لاتساع محارثها ومزارعها.[2]

تاريخ بلنسية

الرومان هم الذين أسسوا بلنسية القديمة في عام 139 ق. م. ثم استولى عليها القوط الغربيون عام 413 م.

التاريخ الأندلسي لمقاطعة بلنسية

فتحها المسلمون عام 714 م، وأرسوا فيها وفي مدائن شاطبة ودانية وساجنتوم قواعد الحكم الإسلامي. وإلى المسلمين في عهد دولتهم بالأندلس يرجع الفضل في ازدهار سهل بلنسية، فقد شقوا على جانبي النهر أو الوادي الأبيض إحدى وثلاثين ترعة، وأجروا منه المياه لري أراضيه كلها بالراحة. وكانوا يسمون هذه الترع السواقي. ودخل هذا الاسم العربي في لغة الإسبان، وبقى ماثلاً فيها حتى الآن. وقد كانت في العهد العربي ثالثة مدائن الأندلس في الترتيب بحسب عدد سكانها الذي تجاوز آنذاك ربع مليون نسمة.

مملكة إسلامية

تأسست مملكة إسلامية في بلنسية عام 401هـ -1010 م على يد اثنين من موالي المنصور بن عامر، ولم يكن عملهما بهذه المملكة يعدو تفقدهما لشئون الري والمحافظة على نظامه في منطقة بلنسية، لكنهما تمردا وأعلنا استقلالهما على أن يكون الحكم شركة فيما بينهما، ولم يلبث أن توفي أحدهما، فأبعد أهلها الآخر عن المدينة، وصارت بلنسية خاضعة لحكم حاكم برشلونة إلى أن فتحها عبد العزيز بن عبد الرحمن حفيد المنصور بن عامر. ووقعت بلنسية في القرون التالية تحت سيطرة حكام ملوك الطوائف ثم المرابطين ثم الموحدين، إلى أن احتلها الفرنجة عام 1238 م بعد سقوط قرطبة بسنتين.

مملكة بلنسية

انشئت مملكة بلنسية رسمياً في 1237 م في سياق عملية الاسترداد عندما فتح على بلنسية من ملوك الطوائف. وقد أنهى فيليب الخامس مملكة بلنسية في 1707 م، عن طريق مراسيم، نتيجة لحرب الخلافة الإسبانية.

خلال فترة وجودها، كانت تحكم مملكة بلنسية القوانين والمؤسسات وذكر في ميثاق بلنسية منحها حكومة ذاتية واسعة، في البداية من تاج أرغون، وفي وقت لاحق من المملكة الإسبانية.

غزوات

هناك كثرة من الفتوحات من السكان المور ضد القاعدة المسيحية، وأخطر تلك التي رأسها زعيم مور محمد أبو عبد الله المعروف أيضا باسم الأزرق. قاد تمرد هام في 1244، 1248 و 1276 م. وخلال أول فتح المسلمين بايجاز الاستقلالية للأراضي الجنوب من نهر شقر، ولكن اضطر إلى الاستسلام بعد فترة وجيزة. خلال الثورة الثانية، وقتل الملك جيمس الأول تقريباً في المعركة، ولكن الأزرق خضع أخيراً، حياته فقط لأن يدخر وقتاً طويلاً من العلاقة مع العاهل المسيحية. وخلال المرحلة الثالثة والأزرق نفسه ولكن قتل ابنه واصل المسلمين تشجيع الاضطرابات والفتوحات المحلية ظلت دائماً في الافق.

مملكة إسبانيا

عندما اندمج تاج أرغون مع تاج قشتالة لتتكن مملكة إسبانيا، أصبحت مملكة بلنسية عضواً في الملكية الإسبانية.

الهندسة المعمارية

كاتدرائية بلنسية.

تحتوي الكتدرائية منارة كبيرة متبقية من الجامع الذي كان للمسلمين. الشوارع القديمة للباريو ديل كارمن تحتوي مباني يعود تاريخها إلى الرومانية والعربية. بنيت كاتدرائية بلنسية (كاتدرائية العذراء) بعد الاسترداد بين القرن الثالث عشر والقرن الخامس عشر، في المقام الأول من النمط القوطي ولكن يحتوي على عناصر من التكلف وعمارة رومانسكية.

صنف اليونسكو (Lonja de la Seda) موقعَ تراثٍ عالمي. السوق المركزية (Mercado central) هي واحدة من أكبر في أوروبا. ويوجد في بلنسية مدينة الفنون والعلوم وهي مجموعة بنايات ثقافية حديثة.

في الأدب

دخل آل سيد وهو أحد الفرسان القشتاليين مدينة بلنسية بعد خضوع أميرها ذو النون، فأقام المحارق وعاث فيها نهبًا وتقتيلًا. بعد حصارٍ مطول دام سنوات، استفحلت الأوبئة بالمدينة وأتى سكانها على أكل الجيفة والجرذان، في مشهد مأساوي طبع الشاعر ابن خفاجة الذي رثى المدينة باكيا:

عاثت بساحتك العدا يا دار
ومحا محاسنك البلى والنار
أرض تقاذفت الخطوب بأهلها
وتمخضت بخرابها الأقدار
كتبت يد الحدثان في عرصاتها
لا أنتِ أنتِ ولا الديار ديار

الأغنية من ألبوم الجنة الضائعة لفرقة محمد الأمين الإكرامي وكابيلا دي مينيسترس، الموسيقى والشعر الأندلسي من بلنسية في القرن الحادي عشر.

وقد قال فيها ابن الزقاق البلنسي:

بلنسية ٌ إذا فكَّرتَ فيها
وفي آياتها أسْنَى البلاد
واعظم شاهدي منها عليها
بأنَّ جمالَها للعينِ باد
كساها ربّنا ديباج حسن
له علمان من بحر وواد

[3]

و ذكرت في قصيدة أبو البقاء الرندي لكل شيء إذا ماتمّ (رثاء الأندلس) التي نظمها بعد سقوط عدد من المدن الأندلسية

لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ نُقصانُ
فَـلا يُـغَرَّ بِـطيبِ العَيشِ إِنسانُ
هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ
مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ
دهى الجَزيرَة أَمرٌ لا عَزاء لَهُ
هَوَى لَهُ أُحُدٌ وَاِنهَدَّ ثَهلانُ

حتى قال

فاسأل بلنسية ما شأنُ مرسية
وأينَ شاطبة أمْ أينَ جيان
وأين قرطبة دارُ العلوم فكم
من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين حمص وما تحويه من نزهٍ
ونهرهُا العَذبُ فياضٌ وملآنُ

[4]

انظر أيضًا

المراجع

  1. ^ A. E. Astin (1989). The Cambridge Ancient History. Cambridge University Press. ص. 140. ISBN:978-0-521-23448-1. مؤرشف من الأصل في 2020-06-09.
  2. ^ الحُلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية، الجزء الثالث، صـ 182
  3. ^ ابن الزقاق البلنسي نسخة محفوظة 5 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  4. ^ لكل شيء اذا ماتمّ ( رثاء الأندلس ) نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.