بكر بن حماد

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بكر بن حماد التيهرتي
معلومات شخصية
الاسم الكامل أبو عبد الرحمن بكر بن حماد بن سهل
مكان الميلاد تيهرت -  الجزائر
الوفاة 296 هجري
تيهرت
العقيدة الاباضية[1]

أبو عبد الرحمن بكر بن حماد بن سهل (وقيل بن سهر) بن إسماعيل الزناتي التيهرتي (ولد سنة 200 هـ، تيهرت - توفي 296 هـ، تيهرت) أديب وشاعر وعالم فقيه نشأ في أحضان الدولة الرستمية وانتقل عام 217هـ إلى القيروان. تنقل بعدها إلى مصر وبغداد التي عاش زمنا بها ببلاط الخليفة العباسي المعتصم بالله فمدحه ونال عنده الحظوة.[2] اختلف في مذهبه حيث نسبه البعض إلى المالكية وآخر جعله من أهل الحديث ورأي ثالث قال أنه إباضي بحكم نشأته وتربيته في نواة الدولة الإباضية الرستمية وذهب رأي رابع إلى أنه مجهول المذهب وقال آخرون أنه من الشيعة الإمامية.

حياته ورحلاته

ولد بتيهرت عاصمة الرستميين سنة 200 هـ. وبها تلقى دروسه الأولى عن طريق جلة علمائها ومحدثيها وفقهائها، إلى أن بلغ سن السابعة عشر حيث غادر بعدها مدينته تيهرت نحو إفريقية والمشرق، ويعد بكر من أوائل الشعراء المجيدين والذائعي الصيت في المغرب العربي.

سافر بكر بن حماد من مدينته تيهرت سنة 217 هجرية قاصدا المشرق، فتوقف بالقيروان، وأخذ عن أكابر علمائها وبالخصوص عون بن يوسف الخزاعي والإمام سحنون بن سعيد التنوخي، وما لبث مدة من الزمن حتى غادر القيروان نحو المشرق قاصدا البصرة والكوفة حيث أخذ عن محدثيها مثل عمرو بن مرزوق وأبي الحسن البصري وبشر بن حجر وأبي حاتم السجستاني وعن علمائها مثل الرياشي وابن الأعرابي وقصد عاصمة الخلافة العباسية بغداد فاتصل بالخليفة المعتصم ومدحه بأشعار رائقة فأكرمه الخليفة وأخلع عليه من الجوائز الكثير، كما كانت بينه وبين دعبل الخزاعي بعض الحوادث، ولقي أبو تمام حبيب بن أوس الطائي، وعلي بن جهم الخراساني .[3]

ثم بعد مدة طويلة عاد إلى المغرب وأقام بالقيروان وأقام للتدريس هناك بجامعها. فقد كان من رواة الحديث مع ما اشتهر عنه من الشعر والأدب والفصاحة والبيان فلم تكن مجالسه لتخلوا من المناظرات العلمية في شتى صنوف العلم والأدب.

وبعد طواف طويل عاد إلى موطنه تيهرت وتوفي وهو في مقربة منها سنة 296 هجرية.

شيوخه

تلقى بكر بن حماد العلم على يد مشاهير عصره من العلماء نتيجة لرحلته إلى المشرق ومنهم:

تلاميذه

أخذ العلم عنه جمع غفير من علماء المغرب سواء في القيروان أو تيهرت أو في المشرق أيضا ومنهم:

  • قاسم بن عبد الرحمن التميمي التيهرتي.
  • قاسم بن أصبغ بن محمد البياني: رواى عن بكر المسند لمسدد.
  • محمد بن صالح بن محمد بن سعد....الخ وغيرهم كثير.

ثناء العلماء عنه

اشتهر بكر بن حماد بقوة حفظه وشدة ذكائه، وبحسن روايته للحديث الشريف، وقد وثقه علماء الإسلام ممن ترجموا له أو ذكروا الأحاديث المسندة عنه، مع ماكان مشهور به من الشعر والفصاحة والبيان حيث لم يكن يقل شأنه عن شعراء عصره مثل أبو تمام أو دعبل الخزاعي وقد أثنى عليه أقرانه وشيوخه وتلاميذه أيضا:

فوصفه الإمام العجلي: «من أئمة أصحاب الحديث» و«ثقة ثبت وكان صاحب آداب».[4]

كما قال عنه ياقوت الحموي: «بكر بن حماد أبو عبد الرحمن، كان بتيهرت وهو من حفاظ الحديث وثقات المحدثين المأمونين».[5]

وقال عنه محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الحميري: «بكر بن حماد، كان ثقة مأمونا حافظا للحديث».[6]

آثاره

رغم شهرة بكر بن حماد في علم الحديث النبوي الشريف ومعاصرته لعلماء أجلة في هذا الباب، لكن كتب التراجم والسير لم تذكر أنه ترك أي كتاب في هذا المجال، ورغم هذا فقد روى ونقل عنه تلاميذه بإملائه كتب الحديث مثل مسند ابن مسهد ومسند بقي بن خالد وغيرهم، وله أقوال في الجرح والتعديل منقولة عنه. أما بالنسبة للشعر فله فيه قصائد وأبيات كثيرة متفرقة جمعها مؤخرا الأستاذ رمضان شاوش في ديوان سماه «الدر الواقد من شعر بكر بن حماد».

نماذج من شعره

  • قصيدة يرثى فيها ابنه:[7]
بكيت على الأحبة إذا تولــوا
ولو أني هلكت بكوا عليا
فيا نسلي بقاؤك كان ذخــرا
وفقدك قد كوى الأكباد كيا
كفى حزنـا بأني منك خلــو
وأنك ميت وبقيـت حيـا
ولم أك آيسا فيئست لمــا
رميت الترب فوقك من يديا
فليت الخلق إذا خلقوا أطاعوا
وليتك لم تكن يا بكر شيـا
نسر بأشهر تمضي سراعـا
وتطوى في ليالهن طيـا
فلا تفرح بدنيا ليس تبــقى
ولا تأسف عليها يا بنيـا
فقد قطع البقاءَ غُروبُ شمس
ومطلعها عليا يا أخيــا
وليس الهم يجلوه نهــار
تدور له الفراقد والثريـا
  • وقال يهجو بن ملجم قاتل الإمام علي رضي الله عنه:[7]
قُلْ لابْنِ مَلْجَمَ وَالأَقْدَارُ غَالِبَةٌ
هَدَمْتَ وَيْلَكَ لِلإِسْلامِ أَرْكَانَا
قَتَلْتَ أَفْضَلَ مَنْ يَمْشِيْ عَلَى قَدَمٍٍ
وَأَوَّلَ النَّاسِِ إِسْلامًا وَإِيْمَانَا
وَأَعْلَمَ النَّاسِِ بِالقُرْآنِ ثُمَّ بِمَا
سَنَّ الرَّسُولُ لَنَا شَرْعًا وَتِبْيَانًا
صِهْرَ النَّبِيِّ وَمَوْلاهُ وَنَاصِرَهُ
أَضْحَتْ مَنَاقِبُهُ نُوْراً وَبُرْهَانَا
وَكَانَ مِنْهُ عَلَى رَغْمِ الحَسُودِ لَهُ
مَكَانَ هَارُونَ مِنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَا
وَكَانَ في الحَرْبِ سَيْفًا صَارِمًا ذَكَرًا
لَيْثًا إِذَا لَقِيَ الأَقْرَانُ أَقْرَانَا
ذَكَرْتُ قَاتِلَهُ وَالدَّمْعُ مُنْحَدِرٌ
فَقُلْتُ سُبْحَانَ رَبِّ النَّاسِ سُبْحَانَا
إِنّيْ لأَحْسَبُهُ مَا كَانَ مِنْ بَشَرٍ
يَخْشَى المَعَادَ وَلَكِنْ كَانَ شَيْطَانَا
أَشْقَى مُرَادٍ إِذَا عُدَّتْ قَبَائلُُِهَا
وَأَخْسَرُ النَّاسِ عِنْدَ الله مِيْزَانَا
كَعَاقِرِ النَّاقَةِ الأُوْلى التي جَلَبَتْ
عَلَى ثَمُودٍٍ بِأَرْضِ الحِجْرِ خُسْرَانَا
قَدْ كَانَ يُخْبِرُهُمْ أَنْ سَوْفَ يَخْضِبُهَا
قَبْلَ المَنِيَّةِ أَزْمَانًا فَأَزْمَانَا
فَلا عَفَا اللهُ عَنْهُ مَا تَحَمَّلَهُ
وَلا سَقَى قَبْرَ عِمْرَانَ بْنَ حِطّانَا
لِقَوْلِهِ فيْ شَقيٍّ ظَلَّ مُجْتَرِماً
وَنَالَ مَا نَالَهُ ظُلْمًا وَعُدْوَانَا
يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا
إِلاَّ لِيَبْلُغَ مِنْ ذي العَرْشِ رِضْوَانَا
بَلْ ضَرْبَةً مِنْ غَوِيٍّ أَوْرَثَتْهُ لَظَى
مُخَلّدًا قَدْ أَتَى الرَّحْمَنَ غَضْبَانَا
كَأنَّهُ لَمْ يُرِدْ قَصْداً بِضَرْبَتِهِ
إِلاَّ لِيَصْلَى عَذَابَ الخُلْدِ نِيْرَانَا

المراجع

  1. ^ الخلافة العباسية وموقفها من الدول المستقلة في المغرب تأليف الدكتور ياسر طالب الخزاعلة ص١٠٦
  2. ^ محمد، صالح؛ مسعود، صالح (31 يناير 2020). "بكر بن حماد التاهرتي حياته وآثاره". مدارات للعلوم الإجتماعية والإنسانية. ج. 1 ع. 1: 49–63. ISSN:2773-2746. مؤرشف من الأصل في 2021-08-24.
  3. ^ الدر الواقد من شعر بكر بن حماد" من ص43 إلى ص51. نسخة محفوظة 22 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ "معرفة الثقاة" 254/ 2
  5. ^ "معجم البلدان" 396/ 1
  6. ^ "الروض المعطار" 126/ 1
  7. ^ أ ب موسوعة الشعر الجزائري، مجموعة اساتذة من جامعة منتوري، دار الهدى، الجزائر، 2002، الجزء الأول، ص 188.

وصلات خارجية