الوقاية من هجمات الصداع النصفي

يشكل العلاج الوقائي (يُعرف أيضًا بالاتقائي) لهجمات الصداع النصفي مكونًا هامًا من المكونات المساهمة في تدبير هذه الحالة. قد تأخذ هذه العلاجات العديد من الأشكال المختلفة، بما في ذلك جميع الإجراءات ابتداءً من الجراحة، أو تعاطي أدوية معينة أو المكملات التغذوية، وصولًا إلى تغييرات نمط الحياة مثل ممارسة التمارين الرياضية وتجنب العوامل المحرضة لنوبات الصداع النصفي.

يتمثل الهدف من العلاج الوقائي في الحد من تكرارية هجمات الصداع النصفي، و/ أو درجة الألم المرافقة لها و/أو مدتها، بالإضافة إلى زيادة فعالية العلاج المحبط للصداع.[1] تبرز أهمية متابعة العمل على تحقيق هذه الأهداف في تجنب حالات الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية (إم أو إتش)، المعروف باسم الصداع الارتدادي، الذي يُعد مشكلة شائعة بين مرضى الصداع النصفي. من المعتقد أن هذه الحالة ناجمة بشكل جزئي عن فرط استخدام الأدوية المسكنة للألم، وقد تؤدي إلى تطور صداع يومي مزمن.[2][3]

اقترح فريق عمل اللجنة الفرعية للتجارب السريرية الخاصة بجمعية الصداع الدولية معايير إجراء تجارب الأدوية الوقائية.[4]

الجراحة

أمكن تحقيق العديد من التطورات الدوائية في علاج الصداع النصفي، لكن تستمر معاناة المرضى من الأعراض حتى بدء مفعول الأدوية.[5] علاوة على ذلك، يستمر المرضى عادة في اختبار جودة حياة سيئة على الرغم من النظام الدوائي العنيف. أثبتت تقنيات الجراحة المستخدمة في علاج الصداع النصفي أنها أكثر فعالية لدى مجموعة من المرضى المختارين، وغالبًا ما سمحت بالوصول إلى وقاية دائمة من الصداع النصفي. تتمثل أبرز هذه التقنيات الجراحية وأكثرها فعالية في تلك التي تشمل الكي الجراحي للأوعية الدموية السطحية في فروة الرأس (الفروع الانتهائية للشريان السباتي الخارجي)[6]، بالإضافة إلى استئصال العضلات في المناطق المعروفة باسم «نقاط الزناد الليفي العضلي».[7][8][9]

الجراحة الشريانية

يمكن تنفيذ الكي الجراحي للأوعية الدموية السطحية في فروة الرأس (الفروع الانتهائية للشريان السباتي الخارجي) عند التأكد من أن هذه الأوعية بالفعل مصدر الألم. يُعد الكي الجراحي من الإجراءات الآمنة وغير الراضة نسبيًا إلى جانب إمكانية تنفيذها في أي منشأة نهارية.[10]

تخفيف الضغط عن العصب

تشكل الجراحة المستخدمة لعلاج الصداع النصفي المترافقة مع تخفيف الضغط عن أعصاب معينة حول الرأس والرقبة خيارًا ملائمًا لدى بعض الأفراد غير المستجيبين للعلاج الدوائي.[11] تنحصر فعالية هذا الإجراء لدى أولئك ذوي الاستجابة الجيدة لحقن البوتوكس في مناطق معينة.[8][9]

حقن ذيفان السجقية

حصلت حقن ذيفانات السجقية العصبية (البوتوكس) على الموافقة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة لاستخدامها في الوقاية من الصداع النصفي المزمن،[12] لكن لا يبدو أنها فعالة في حالات الصداع النصفي الانتيابي.[13] يوجد العديد من الإجراءات الجراحية الباضعة التي ما تزال قيد الدراسة في الوقت الحالي. تشمل إحدى هذه العمليات الاستئصال الجراحي لعضلات محددة أو قطع فروع عصبية قحفية محددة في منطقة واحدة أو أكثر من مناطق الزناد المحددة الأربع.[8]

إغلاق الثقبة البيضوية المفتوحة

يمكن أيضًا ملاحظة ارتباط سببي بين وجود الثقبة البيضوية المفتوحة (بّي إف أو) والصداع النصفي.[14][15] تشير الدلائل إلى قدرة تصحيح العيب القلبي الخلقي، «بّي أف أو»، على إنقاص وتيرة حدوث الصداع النصفي وشدته.[16] على الرغم من ذلك، توصي الدراسات الحديثة بتوخي الحذر فيما يتعلق بإغلاق الثقبة البيضوية المفتوحة من أجل علاج الصداع النصفي، إذ لا توجد أدلة كافية لتبرير هذا الإجراء عالي الخطورة.[17][18]

مراجع

  1. ^ Modi S, Lowder D؛ Lowder (2006). "Medications for migraine prophylaxis". American Family Physician. ج. 73 ع. 1: 72–8. PMID:16417067.
  2. ^ Diener H, Limmroth V؛ Limmroth (2004). "Medication-overuse headache: a worldwide problem". The Lancet Neurology. ج. 3 ع. 8: 475–83. DOI:10.1016/S1474-4422(04)00824-5. PMID:15261608. S2CID:43840120.
  3. ^ Fritsche G؛ Diener HC (نوفمبر 2002). "Medication overuse headaches — what is new?". Expert Opin Drug Saf. ج. 1 ع. 4: 331–8. DOI:10.1517/14740338.1.4.331. PMID:12904133. S2CID:23422679.
  4. ^ Silberstein S، Tfelt-Hansen P، Dodick DW، Limmroth V، Lipton RB، Pascual J، وآخرون (2008). "Guidelines for controlled trials of prophylactic treatment of chronic migraine in adults". Cephalalgia. ج. 28 ع. 5: 484–95. DOI:10.1111/j.1468-2982.2008.01555.x. PMID:18294250. S2CID:42999636.
  5. ^ Jensen، R.؛ Stovner، L. J. (2008). "Epidemiology and comorbidity of headache". The Lancet Neurology. ج. 7 ع. 4: 354–361. DOI:10.1016/S1474-4422(08)70062-0. PMID:18339350. S2CID:9867923.
  6. ^ Shevel E (2007). "Vascular Surgery for Chronic Migraine". Therapy. ج. 4 ع. 4: 451–456. DOI:10.2217/14750708.4.4.451. S2CID:73164368. مؤرشف من الأصل في 2023-04-18.
  7. ^ Mosser، W.؛ Guyuron، B.؛ Janis، E.؛ Rohrich، J. (فبراير 2004). "The Anatomy of the Greater Occipital Nerve: Implications for the Etiology of Migraine Headaches". Plastic and Reconstructive Surgery. ج. 113 ع. 2: 693–697, discussion 697–700. DOI:10.1097/01.PRS.0000101502.22727.5D. ISSN:0032-1052. PMID:14758238. S2CID:5698125. مؤرشف من الأصل في 2023-04-23.
  8. ^ أ ب ت Guyuron، B. K.؛ Kriegler، J. S.؛ Davis، J.؛ Amini، S. B. (يناير 2005). "Comprehensive surgical treatment of migraine headaches". Plastic and Reconstructive Surgery. ج. 115 ع. 1: 1–9. DOI:10.1097/01.PRS.0000145631.20901.84. PMID:15622223. S2CID:29812683.
  9. ^ أ ب Poggi، T.؛ Grizzell، E.؛ Helmer، D. (يوليو 2008). "Confirmation of Surgical Decompression to Relieve Migraine Headaches". Plastic and Reconstructive Surgery. ج. 122 ع. 1: 115–122, discussion 122–4. DOI:10.1097/PRS.0b013e31817742da. ISSN:0032-1052. PMID:18594393. S2CID:14548980. مؤرشف من الأصل في 2023-04-22.
  10. ^ Shevel، Elliot (2007). "Vascular surgery for chronic migraine". Therapy. ج. 4 ع. 4: 451–6. DOI:10.2217/14750708.4.4.451. S2CID:73164368. مؤرشف من الأصل في 2023-04-18.
  11. ^ Kung، TA؛ Guyuron, B؛ Cederna, PS (يناير 2011). "Migraine surgery: a plastic surgery solution for refractory migraine headache". Plastic and Reconstructive Surgery. ج. 127 ع. 1: 181–9. DOI:10.1097/PRS.0b013e3181f95a01. PMID:20871488. S2CID:18817383. مؤرشف من الأصل في 2023-04-11.
  12. ^ BOTOX(R) Receives First Authorisation in UK as Preventative Treatment in Chronic Migraine نسخة محفوظة 2010-07-14 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ Naumann، M.؛ So، Y.؛ Argoff، E.؛ Childers، K.؛ Dykstra، D.؛ Gronseth، S.؛ Jabbari، B.؛ Kaufmann، C.؛ Schurch، B.؛ Silberstein، S. D.؛ Simpson، D. M.؛ Therapeutics Technology Assessment Subcommittee of the American Academy of Neurology (مايو 2008). "Assessment: Botulinum neurotoxin in the treatment of autonomic disorders and pain (an evidence-based review): Report of the Therapeutics and Technology Assessment Subcommittee of the American Academy of Neurology". Neurology. ج. 70 ع. 19: 1707–1714. DOI:10.1212/01.wnl.0000311390.87642.d8. ISSN:0028-3878. PMID:18458231. S2CID:6368020.
  14. ^ Post، M. C.؛ Luermans، J.؛ Plokker، H.؛ Budts، W. (يناير 2007). "Patent foramen ovale and migraine". Catheterization and Cardiovascular Interventions. ج. 69 ع. 1: 9–14. DOI:10.1002/ccd.20931. ISSN:1522-1946. PMID:17143907. S2CID:35658359.
  15. ^ Diener، H. C.؛ Kurth، T.؛ Dodick، D. (يونيو 2007). "Patent foramen ovale and migraine". Current Pain and Headache Reports. ج. 11 ع. 3: 236–240. DOI:10.1007/s11916-007-0196-2. ISSN:1531-3433. PMID:17504652. S2CID:19222855.
  16. ^ Harder، B. (2005). "Against the Migraine". Science News. ج. 167 ع. 8: 119–120. DOI:10.2307/4016110. JSTOR:4016110.
  17. ^ Schürks، M؛ Diener، HC (2009). "Closure of patent foramen ovale in the prevention of migraine: Not enough evidence in favor". Nature Clinical Practice Neurology. ج. 5 ع. 1: 22–3. DOI:10.1038/ncpneuro0971. PMID:19048002. S2CID:205340518.
  18. ^ Sarens، T؛ Herroelen، L؛ Van Deyk، K؛ Budts، W (2009). "Patent foramen ovale closure and migraine: Are we following the wrong pathway?". Journal of Neurology. ج. 256 ع. 1: 143–4. DOI:10.1007/s00415-009-0126-9. PMID:19172218. S2CID:19446370.