المدرسة المرادية (دمشق)

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
المدرسة المُراديَّة
المدرسة المُراديَّة كما بدت خلال شهر نيسان (أبريل) 1989م
التسمية
أسماء بديلة
أزهر دمشق
نسبة الاسم إلى
معلومات عامة
نوع المبنى
المكان
حارة الورد، سوق ساروجة
المنطقة التاريخية
البلد
المدينة
الديانة
الإدارة
مُديريَّة أوقاف دمشق[1]
أبرز الأحداث
بداية التشييد
التفاصيل التقنية
مادة البناء
حجارة وفسيفساء

المدرسة المُراديَّة أو المدرسة المُراديَّة البرَّانيَّة أو المدرسة النقشبنديَّة البرَّانيَّة[2] هي إحدى مدارس دمشق العائدة للعصر العُثماني. أنشأها العالم الشّيخ مُراد بن علي البُخاري النقشبندي وأوقفها، وكانت أساسًا خانًا للَّهو والفُجُور، فتحوَّلت إلى مدرسةٍ مرموقة فيها مكتبة نفيسة. شُبِّهت بالأزهر في مصر حتَّى أطلق عليها البعض لقب «أزهر دمشق».[3] قال ابن بدران الدمشقي الحنبلي: «كَانَت مَحَطَّ رِحال الأفاضل معمُورةٌ بِالعُلماءِ وطُلَّاب الْعلم وَلَهُم من أوقافِها مَا يَكفِيهم وَكَانَ بهَا مَكتَبَةٌ عَظِيمَة حَتَّى كَانَت يُقَال لَهَا أَزْهَر دمشق».[4]

ومُرادٌ بن عليّ المذكور سمرقنديّ الأصل والمولد. هاجر إلى الديار الهنديَّة وكانت حينذاك تحت حُكم السُلالة المغوليَّة التيموريَّة، فأخذ الطريقة النقشبنديَّة وتصوَّف وحجّ. ثُمَّ تنقَّل بين بلادٍ مُختلفة قبل أن يستوطن دمشق بعد سنة 1080هـ. أقطعه السُلطان العُثماني مُصطفى بن مُحمَّد بعض القُرى من أعمال دمشق، فبنى هذه المدرسة التي نُسبت إليه، وممَّا اشترطه في كتاب وقفها أن «لا يسكُنها شاربٌ للتُتُن».[5] قال ابن بدران: «وَشَرَطَ فِي كتاب وَقفهِ أنَّهُ لَا يسكُنُهَا أمرَد وَلَا مُتزوِّج وَلَا شَارِبٌ للتُتُن…».[4]

تتكوَّن المدرسة من صحنٍ ومُصلَّى ومدفن. أمَّا الصحن فمفروشٌ بالفُسيفساء وإلى شماليه وغربيه سبع غُرف للمُجاورين. وإلى الجنوب ثلاث قناطر ومن ورائها المُصلَّى، وهو مُؤلَّف من غُرفة واسعة ذات قوسٍ عظيم، وفيه محرابٌ ومنبر، وإلى يمين المحراب قبَّة فخمة بحيطانٍ مُزخرفة تحتها قبران كبيران. وعلى القبر لوحة نُقشت عليها أبياتٌ من الشعر.[6] كان لهذه المدرسة بابٌ كبير سُدَّ لاحقًا، وما زالت آثاره ظاهرة، واستُعيض عنه ببابٍ صغير يُدخل منه إلى الجامع. وإلى جانبه مئذنةٌ مُستديرةٌ مبنيَّة من الحجارة السوداء والبيضاء نُقش على قاعدتها المُربَّعة ما نصُّه:[6]

منارةٌ للهُدى شُيِّدت بحقٍ
بأعلى رأسها الله يُذكرُ
ببسم الله أبدأ في بناها
وحمدٍ يا عليّ لمن تشكُرُ
وسهمٌ للقضا أضمرت فيها
بتاريخٍ لمن بالسوء أبصرُ
أجيبوا داعيًا لله نادى
ونادى للصلاة الله أكبرُ

أساء نُظَّار الوقف الأمانة في وقتٍ لاحق، فباعوا جانبًا من أوقاف المدرسة وقطوا رواتب طلبتها. قال ابن بدران: «…ثُمَّ إنَّ نُظَّارَهَا باعوا جانبًا من أوقافها وَقَطعُوا راتب الطّلبَة وأمست فِي عصرنا هَذَا كأمثالها خَالِيَةً من دراسةِ الْعلم مُعطَّلة عَن الِانْتِفَاعِ بهَا يسكُنُهَا بعض الْفُقَرَاء وَبَعض من لَا شُغلَ لَهُ…».[4] كما سُرقت أكثر موجودات مكتبة هذه المدرسة ولم يبقَ منها سوى مائتين وستين مخطوطة.[7]

كادت هذه المدرسة وسائر المعالم التُراثيَّة والأثريَّة في سوق ساروجة أن تتهدَّم وتندثر نتيجة حريقٍ كبيرٍ اندلع خلال أواسط شهر تمُّوز (يوليو) 2023م، اتُّهمت إيران ووُكلائها العقاريين بالمنطقة، إلى جانب النظام السوري، بالوُقُوف وراءه لإجبار السُكَّان على بيع مُمتلكاتهم لإحداث تغييرٍ في التركيبة السُكَّانيَّة.[8][9]

حاشية

المراجع

  1. ^ "مسجد المُراديَّة". مُديريَّة أوقاف دمشق. 30 أيلول (سبتمبر) 2013. مؤرشف من الأصل في 7 أيلول (سبتمبر) 2023. اطلع عليه بتاريخ 7 أيلول (سبتمبر) 2023. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=، |تاريخ=، و|تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  2. ^ مُحمَّد كُرد علي (1403هـ - 1983م). خطط الشَّام (PDF) (ط. 2). دمشق: مكتبة النوري. ج. 6. ص. 98. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  3. ^ أكرم العُلبي (1979). خطط دمشق: دراسة تاريخيَّة شاملة من سنة 400هـ حتَّى سنة 1400هـ (ط. 1). دمشق: دار الطبَّاع. ص. 208. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  4. ^ أ ب ت عبد القادر بن بدران الدمشقي (1985). مُنادمة الأطلال ومُسامرة الخيال (ط. 2). دمشق: المكتب الإسلامي. ص. 264-265. مؤرشف من الأصل في 9 أيلول (سبتمبر) 2023. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= و|تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  5. ^ Q113504685، ج. 7، ص. 199، QID:Q113504685
  6. ^ أ ب محمد أسعد طلس (1943). ثمار المقاصد في ذكر المساجد. دمشق: المعهد الإفرنسي بدمشق. ص. 251. مؤرشف من الأصل في 2023-09-09. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  7. ^ مُحمَّد مُطيع الحافظ (1442هـ = 2020م). التُراث الخطِّي في دار الكُتُب الظاهريَّة بدمشق وأثره في إغناء تراجم الأعلام (PDF). شبكة الألوكة. ص. 9. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2021-01-19. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  8. ^ أحمد رياض جاموس (20 تمُّوز [يوليو] 2023). "نيران إيرانية تمسح معالم دمشق القديمة". نون بوست. مؤرشف من الأصل في 9 أيلول (سبتمبر) 2023. اطلع عليه بتاريخ 9 أيلول (سبتمبر) 2023. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=، |تاريخ=، و|تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  9. ^ رياض معسعس (25 تمُّوز [يوليو] 2023). "حرائق دمشق وخطورة محو التاريخ". القدس العربي. مؤرشف من الأصل في 9 أيلول (سبتمبر) 2023. اطلع عليه بتاريخ 9 أيلول (سبتمبر) 2023. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=، |تاريخ=، و|تاريخ أرشيف= (مساعدة)