هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها

التيسير في التفسير (كتاب للنسفي)

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
التيسير في التفسير
معلومات الكتاب
المؤلف عمر بن محمد بن أحمد النسفي
الناشر دار اللباب
الموضوع التفسير
التقديم
عدد الصفحات 2000 وأكثر
الفريق
المحقق ماهر أديب حبوش

كتاب التيسير في التفسير للنسفي من الكتب الفريدة المفيدة، الزاخرة بالفوائد والنكات، قد جمع فنون التفسير، وسلك فيه مؤلفه طريقة واحدة من أول سورة وحتى الأخيرةـ، فهو يبدأ في كل سورة بمقدمة تتناسب مع ما سيرد فيها من مواضيع، ثم يذكر نوع السورة من حيث المكي والمدني، ثم عدد آياتها فكلماتها فحروفها، ثم يذكر انتظام أولها بخاتمة التي قبلها، ثم انتظامها كلها بمحتوى سابقتها.[1]

والكتاب من أهم كتب التفسير، لذلك قد نقل عنه جمع من كبار العلماء، كما أثنى عليه كل من وقف عليه، وكل من ترجم للمؤلف، فقد قال عنه حاجي خليفة: «التيسير، في التفسير، لنجم الدين، أبي حفص: عمر بن محمد النسفي، الحنفي، ... -إلى أن قال-: ثم شرع في المقصود، وفسر الآيات بالقول، وبسط في معناها كل البسط. وهو من الكتب المبسوطة في هذا الفن».[2]

صحة نسبة الكتاب إلى مؤلفه

لا شك في نسبة كتاب التيسير في التفسير للنسفي، فقد ذكره عنه كل من ترجم له أو نقل عنه، كالأدنه وي فقد قال في ترجمة النسفي: «وأجل تصانيفه: التيسير في تفسير كتاب الله تعالى في أربع مجلدات، أبدع فيها بالنكات».[3]

مصادر نقلت عن هذا التفسير

قد نقل جمع من كبار العلماء عن هذا الكتاب، مصرحين في كثير من المواضع بعنوان الكتاب واسم مؤلفه، فمن أوائل من نقل عنه: علاء الدين البخاري، حيث نقل عنه في قوله تعالى: {غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ} [سورة البقرة:173] «قال الإمام نجم الدين رحمه الله في التيسير: قيل: هما واحد، ومعناهما: مجاوزة قدر الحاجة، والتكرار للتأكيد، كقوله تعالى: {رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [سورة التوبة:117].[4]

وممن نقل عنه الطيبي، وقد نقل عنه في كثير من المواضع، منها: عند تفسير قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِم أَغْلَالًا} [سورة يس:8]، قال: «ونقل صاحب الفرائد عن صاحب التيسير: الأغلال مع الأيدي مجموعة إلى الأذقان عبارة عن منع التوفيق...».[5]

خصائص الكتاب

لقد اجتمع في هذا التفسير أمور لم تجتمع في أي تفسير آخر من متانة الأسلوب، ووضوح المعاني، وكثرة النكات، وقوة الحجج، ومن أهم ما تميز به:

  1. أسلوبه في تفسير القرآن بالقرآن، واعتماده على ذلك في الاحتجاج والبيان، ووصوله فيه إلى درجة لم يصل إليها أي تفسير، فمن تفننه في هذا الباب، أن تحتمل الآية وجوها، فلا يذكر وجها من وجوهها إلا ويتبعه بدليله من القرآن، مثال ذلك: قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} [سورة طه:124]، «أي: كتابي فلم يقبله ولم يعمل به، بخلاف من اتبع الهدى، وقيل: عن توحيد، كما قال: {حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ} [سورة الفرقان:18]، وقيل: عن طاعتي، كما قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرُكُمْ} [سورة البقرة:152] ...». إلى آخر ما قال.[6]
  2. النفس الإيماني، والنفح الرباني، المتخالط مع التفسير اللفظي، والمتشابك معه، بعبارات لطيفة رائقة، وألفاظ منتقاة لائقة، صادرة عن قلب خاشع، ولسان ذاكر، فيشعر الإنسان أنها تتغلغل في أعماقه وتحرك منه المشاعر. كقوله في تفسير {اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ} [سورة الفاتحة:6] بعد نقله كلام بعض العلماء في الصراط، «وأنا أقول: هو ما ليس عليه ظلام النكرة ولا غبار البدعة، هو ما لا يضل سالكه ولا يهتدي تاركه، هو ما لا يخاف فيه قطع الطريق، ويمد سالكه ببدرقة العصمة والتوفيق، هو ما يسهل إلى المقصد، والمقصود وصول قصاده، والله تعالى بمرصاده».[7]
  3. النقول الرائعة، والأقوال الجامعة المانعة، والتي كثير منها لا تجده في الكتب، وفيها جوامع الكلم، والمواعظ والحكم، ففي سورة الفاتحة قال: «وقالوا: خيار المسلمين سبعة أصناف: الحامدون، والراجون، والخائفون، والمخلصون، والمتوكلون، والمستقيمون، والعارفون، وفي هذه السورة نصيب لكلهم، فقوله: {الحمد لله رب العالمين} على نصيب الحامدين، وقوله: {الرحمن الرحيم} على نصيب الراجين، ... ».[8]
  4. كثرة ما ينقله من آثار أو أقوال في التفسير أو النحو أو اللغة أو غيرها مما لا يوجد في كتب أخرى.
  5. كثرة ما فيه من أقوال تفسيرية وفوائد ونكات خاصة بالمؤلف، فانظر لروعة تفسير لقوله تعالى: {وذللت قطوفها تذليلا} [سورة الإنسان:14] حيث قال: «أي: وسهل لهم اجتناء ثمرها كيف شاؤوا، متكئين وقاعدين وقائمين، وهذا من عجيب الاختصار...».[9]

منهج المؤلف في الكتاب

هذا كتاب فريد مفيد، دقيق أنيق، زاخر بالفوائد والنكات، حسن الترتيب، متقن التأليف، قد جمع فنون التفسير، وسلك فيه مؤلفه طريقة واحدة من أول سورة وحتى الأخيرةـ، فهو يبدأ في كل سورة بمقدمة تتناسب مع ما سيرد فيها من مواضيع، ثم يذكر نوع السورة من حيث المكي والمدني، ثم عدد آياتها فكلماتها فحروفها، ثم يذكر انتظام أولها بخاتمة التي قبلها، ثم انتظامها كلها بمحتوى سابقتها.[1]

مصادر المؤلف في كتابه

هذا التفسير من التفاسير التي عنيت بالمعاني، ولم تخرج عن مواضيع الآيات إلى مواضيع أخرى متصلة بها، وقد انعكس هذا المنهج للمؤلف على المصادر التي استقى منها، حيث اقتصر في الغالب على كتب التفسير، بل على الأمهات منها، ومن أهم تلك المصادر:

تأويلات أهل السنة للماتدري، ولطائف الإشارات للقشيري، وكتب معاني القرآن للفراء والزجاج، ومجاز القرآن لأبي عبيدة، وتفسير مقاتل بن سليمان، وتفسير الثعلبي، وغير ذلك من كتب التفسير.[10]

قيمة الكتاب العلمية

قال عنه حاجي خليفة: «التيسير، في التفسير، لنجم الدين، أبي حفص: عمر بن محمد النسفي، الحنفي، المتوفى: بسمرقند، سنة 537هـ، سبع وثلاثين وخمسمائة. أوله: (الحمد لله، الذي أنزل القرآن شفاء ... الخ). ذكر: في الخطبة مائة اسم من أسماء القرآن، ثم عرف التفسير والتأويل، ثم شرع في المقصود، وفسر الآيات بالقول، وبسط في معناها كل البسط. وهو من الكتب المبسوطة في هذا الفن».[11]

وقال عنه الأدنه وي: «وله تصنيفات جليلة في التفسير والفقه وسائر العلوم وأجل تصانيفه التيسير في تفسير كتاب الله تعالى في أربع مجلدات أبدع فيها بالنكات».[3]

المراجع

  1. ^ أ ب عمر النسفي (1440هـ). مقدمة التيسير في التفسير. دار اللباب. ج. 1. ص. 71.
  2. ^ حاجي خليفة (1941م). كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون. بغداد: مكتبة المثنى. ص. 519.
  3. ^ أ ب أحمد الأدنه وي (1417هـ - 1997م). طبقات المفسرين (ط. الأولى). السعودية: مكتبة العلوم والحكم. ص. 171. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  4. ^ علاء الدين البخاري (1418هـ -1997م). كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. 4. ص. 532. مؤرشف من الأصل في 31 مايو 2022. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  5. ^ شرف الدين الطيبي (1434 هـ - 2013 م). حاشية الطيبي على الكشاف (ط. الأولى). جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم. ص. 11. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  6. ^ عمر النسفي (1440هـ). التيسير في التفسير. دار اللباب. ج. 10. ص. 352.
  7. ^ عمر النسفي (1440هـ). التيسير في التفسير. دار اللباب. ج. 1. ص. 154.
  8. ^ عمر النسفي (1440هـ). التيسير في التفسير. دار اللباب. ج. 1. ص. 90.
  9. ^ عمر النسفي (1440هـ). التيسير في التفسير. دار اللباب. ج. 15. ص. 147.
  10. ^ عمر النسفي (1440هـ). مقدمة التيسير في التفسير. دار اللباب. ج. 1. ص. 73- 74.
  11. ^ حاجي خليفة (1941م). كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون. بغداد: مكتبة المثنى. ج. 1. ص. 519.