أوقاف النبي
هذه مقالة غير مراجعة.(يناير 2023) |
أوقاف النبي أو الأوقاف النبوية:[1][2] هي مجمل ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة من عقار وزروع[3]، مما أفاء الله على رسوله من أموال بني النضير، وأموال مخيريق اليهودي[4]، وخيبر[3] وفدك وقري حول المدينة[1]، فمنها أوقاف عينية من الأصول الثابتة والمنقولات[5]، وبعضها من الدور والسلاح والأثاث بأنواعه [6]، والبعض أوقاف خيرية مثل المسجد النبوي[7] ومسجد قباء، وكان والي صدقات النبي والناظر عليها أبا رافع فلما توفي وقع النزاع بين العباس وعلي وفاطمة، ولم تعد هذه الاوقاف معلومة أو معرفة في وقتنا الحاضر.[8]
أوقاف النبي |
الأوقاف النبوية في المدينة المنورة
ترك النبي أموال متنوعة من عقار وزروع، وأصبحت بعد موته أوقافاً مستغلة يصرف ريعها على أزواجه وذريته، وما رواه البخاري: (أن فاطمة رضي الله عنها سألت أبا بكر بعد وفاة النبي أن يقسم لها ميراثها مما ترك النبي مما أفاء الله عليه.. من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة).[9]
وما ذكره البخاري: (أن علياً وعباساً جاء إلى عمر بن الخطاب في خلافته يختصمان فيما أفاء الله على رسوله من مال بني النضير)[3][10]، والشاهد أن بعض أمول بني النضير من يهود المدينة كانت بعض أحباس النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته.
وروى البخاري قال: (ما ترك النبي إلا سلاحه وبغلته البيضاء وأرضاً تركها صدقة)[11]، وهذه الأحاديث وغيرها توضح صدقات النبي وأحباسه في المدينة المنورة، وفي خيبر وفدك وهي قرى مجاورة للمدينة.[12]
أماكن وقف النبي في المدينة وما حولها
ذكر الخصاف: (قتل مخيريق يوم أحد وأوصى إن أصيب فأمواله لرسول الله فقبضها رسول الله وقال: (مخيريق خير يهود) وتصدق بها)[13]، وقال عمر بن عبد العزيز: سمعت بالمدينة من مشيخة من المهاجرين والانصار أن حوائط رسول الله السبعة التي من أموال مخيريق وكانت سبعة حوائط وأسمائها: (الاعواف، الصافية، والدلال، والمثيب، وبرقة، وحسنى، ومشربة أم إبراهيم)، وقد حبس المسلمون بعده على أولادهم وأولاد أولادهم وقد دخلتها إذ كنت والياً بالمدينة.[13]
- أموال بني النضير بالمدينة المنورة
كانت أموال بني النضير خالصة للنبي بعد غزوة بني النضير وهي مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف المسلمون عليها بخيل ولا ركاب:
روى البخاري: في مخاصمة العباس وعلي في ولاية أموال النبي صلى الله عليه وسلم ومما جاء فيه "قال عمر": ((وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ..)ٌ[14]، فكانت هذه خالصة لرسول الله ثم والله ما احتازها دونكم ولا استأثرها عليكم، لقد أعطاكموها وقسمها فيكم حتى بقي هذا المال منها، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله، فعمل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته..).[15][16]
وروى أبو داود (كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث صفايا: بنو النضير، وخيبر، وفدك، فأما بنو النضير فكانت حبساً لنوائبه، وأما فدك فكانت حبساً لأبناء السبيل، وأما خيبر فجزأها بين المسلمين ثم قسم جزءاً لنفقة أهله، وما فضل منه جعله في فقراء المهاجرين.[17]
ذكر إبن شبه: بعث يهود فدك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فتح خيبر: (أعطنا الأمان منك وهي لك) فبعث إليهم محيصة بن حرام فقبضها للنبي صلى الله عليه وسلم فكانت له خاصة)، وصالحه أهل الوطيح وسلالم من أهل خيبر عليها، فكانت له خاصة، وخرجت الكتيبة من الخمس، وهي مما يلي الوطيح وسلالم، فجعلت شيئاً واحداً، فكانت مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من صدقاته، وفيما أطعم أزواجه، وهذه مجمل أماكن الأموال النبوية.[1]
وقسمت أموال خيبر(الشق والنطاة) في أموال المسلمين، و(الكتيبة) وصارت في صدقات النبي فقسمت:
أصناف الأموال النبوية الوقفية
أولاً: الأوقاف العينية من الأصول الثابتة والمنقولات:
ترك النبي بعض الأموال الوقفية وغيرها من أراضي ومزارع ومستغلات متنوعة مما ورثه عن والديه، ومما أفاء الله عليه عن طريق الغزوات والفتوحات الجهادية في بقاع شتى في المدينة وما جاورها:
- ميراث النبي من والديه وزوجته خديجة: ورث رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيه عبدالله أم أيمن الحبشية واسمها بركة، وخمسة جمال وقطعة من الغنم ومولاه شقران وابنه صالحاً، وقد شهدوا بدرا، وورث من أمه آمنة بن وهب دارها التي ولد فيها بمكة في شعب بني علي، وورث من زوجته خديجة بنت خويلد دارها بين الصفا والمروة خلف سوق العطارين وأموالاً.
واستوهب النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة من خديجة وأعتقه، وزوجه أم أيمن فولدت أسامة بعد النبوة.
أما الداران: فإن عقيل بن أبي طالب باعهما بعد هجرة النبي، فلما قدم مكة في حجة الوداع قيل له: (في أي دورك تنزل؟ فقال: وهل ترك لنا عقيل من رباع)، فلم يرجع فيما باعه عقيل لأنه غلب عليه، ومكة يومئذ دار حرب، فأجرى عليه حكم المستهلك، فخرجت هاتان الداران من صدقته.[19]
ثانياً: تركة النبي صلى الله عليه وسلم من الدور والسلاح:
1) دور أزواج النبي: أما دور أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان قد أعطى كل واحدة منهم الدار التي تسكنها ووصى بذلك لهن، فإن كان ذلك منه عطية تمليك فهي خارجة عن صدقاته، وإن كانت عطية سكنى وأرفاق، فهي من جملة صدقاته، وقد أدخلت اليوم في مسجده، ولا أحسب منها ما هو خارج عنه.[20]
وأجمع المؤرخون أن حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أدخلت في المسجد النبوي بأمر الوليد بن عبد الملك الأموي سنة 88هـ، ونقل الطبري الخلاف ورجح أن ورثتهن لم يرثوا عنهن منازلهن، ولو كانت البيوت ملكاً لهن لانتقلت إلى ورثتهن، وفي ترك الورثة حقوقهم من هذه البيوت دلالة على ذلك، ولهذا زيدت بعدهن في المسجد لعموم نفعه للمسلمين).[21]
ونقل غيره: أن سودة أوصت لعائشة وباع أولياء صفية بنت حيي بيتها من معاوية بمائة ألف درهم، واشترى معاوية دار عائشة بمائة وثمانون ألف درهم، وشرط لها سكنها حياتها، وهذه النصوص وغيرها تفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاهن دورهن عطية تمليك يورث ويباع ويوهب، فهي خارجة عن صدقاته.
2) رحل النبي صلى الله عليه وسلم
دفع أبا بكر الى علي ابن أبي طالب آلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورايته، وحذاءه، وقال: (ما سوى ذلك صدقة).[22]
3) سلاح النبي صلى الله عليه وسلم:[23]
- السيوف: (كان له عشرة أسياف منها: سيف يقال له (المخدم) وسيف يقال له (الرسوب)، وكان الحارث بن أبي شمر نذر هذين السيفين للبيت الذي بجبلي طي، ويقال له (الفلس) فبعث صلى الله عليه وسلم علياً فهدم الفلس وجاء بالسيفين ويقال بل أهداهما اليه زيد الخيل الطائي فسماه زيد الخير، وقدم صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة في الهجرة بسيف كان لأبيه مأثوراً، وبعث إليه سعد ابن عبادة عند قدومه بسيف يقال له (العضب) وأصاب من سلاح بني قينقاع ثلاثة اسياف.
وكان له سيف يقال له ذو الفقار كان لمنبه بن الحجاج السهمي أخذه رسول الله من نفل الغنيمة يوم بدر.. وكان لا يفارقه، وكان قائمته وقبعته ونصله وحلقته من فضة، وكانت له حلقتان في الحمائل ومثلها في الظهر، فانتقل الى عترته).[24]
- الدروع: وهي السعدية: وكانت لكعبر القينقاعي وقال غيره (الصعدية) وفضة، وذات الفضول، وروى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير) ولعل المراد بعض دروعه لأنها متعددة وقد أوصلها الإمام ابن القيم إلى سبعة وذكرها فقال: (سبعة أدرع: ذات الفضول وهي المرهونة وذات الوشاح وهي الموشحة، وذات الحواشي والسعدية وفضة والبتراء والخريفة وهي مصنوعة من الحديد الممتاز.
وذكر الفراء درع النبي صلى الله عليه وسلم المعروفة بالتبراء آلت الى علي ثم الحسين بن علي، وعندما قتل أخذها عبيد الله بن زياد والي العراق، فلما قتل أخذها المختار بن عبيد الله ثم صارت الدرع الى عبادة بن الحسين الحنظلي فسأله عنها والي البصرة خالد بن عبدالله فجحده إياها فضربه مائة سوط ثم لم يعرف للدرع خبر بعد ذلك.[25]
- القسي والجعب والنبل: ذكر الامام القضاعي أسماءها فقال (الروحاء، الصفراء، والبيضاء) كلها أصابها من سلاح بني قينقاع: الروحاء والبيضاء: من شوحط والصفراء: وكانت من نبع وكانت له قوس يقال له (الكتوم) رمى بها في أحد فكسرت، وكانت له جعبة يقال لها (الكافور)، وكان يقال لنبله (المنصلة).
- التروس: ذكر القضاعي: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له ترس يقال له (الزلوق) وروى مكحول: (أنه كان له صلى الله عليه وسلم ترس فيه تمثال " رأس كبش " فكره مكانه فأصبح وقد أذهبه الله، فلا يعلم هل هو الزلوق أو غيره.[6][20]
- الرماح: ذكر القضاعي عن المدائني: أنه كان له صلى الله عليه وسلم رمح يقال له المثنوي أو المنتري، وأصاب من سلاح بني قينقاع ثلاثة رماح، وقال الصالحي: وعدد رماحه صلى الله عليه وسلم خمسة: (المثوى، المثنى، وثلاثة رماح أصابها من بني قينقاع).
- المغافر والبيضة: وذكر القضاعي: أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم مغفران: أحدهما: موشح، ومغفر، يقال له: "ذو النسوع"[26][27][28]، وله بيضة: وهي التي هشمت على رأسه يوم أحد، والفرق بين المغفر والبيضة: أن المغفر شبيه بالقلنسوة يغطي الأذنين وربما كانت له حديدة سابلة على الانف، أما البيضة فمدورة على مثال نصف بيضة النعام.[29]
- البردة: وقد وهبها النبي صلى الله عليه وسلم لكعب بن زهير فاشتراها منه معاوية[26]، وهي التي يلبسها الخلفاء في عصر أبو يعلي الفراء.[6]
- القضيب: وهو من تركة النبي صلى الله عليه وسلم التي هي صدقته، وقد صار مع البردة، من شعار خلفاء بني العباس.
- الخاتم: فقد لبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات، ثم لبسه أبو بكر، ثم عمر ثم عثمان، حتى سقط من يد عثمان في بئر فلم يجده[6]، والمعروف حتى اليوم بئر الخاتم جوار مسجد قباء.
وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم غير مما مضى مجموعة من التركات تدخل ضمن الأموال الوقفية وهي:
- ملابسه: (كالمأزر، والقميص، والقلانس، والجبة، والملحفة ، ونعله ، ونحو ذلك ).
- دوابه: ( خيله ، بغاله وحمره ، نعمه).
- آنيته: ( كقداحه ، وقدوره ، ومرآته ، ومكحلته، ومشطه ، ومقراشه ، ومخضبه ، وسريره، وقطيفته ،...) وغيرها من الأدوات الشخصية.[30][31]
ثالثاً: الأراضي العقارية والمستغلات الزراعية[32]:
- أموال مخيريق اليهودي: وهي أول أرض ملكها النبي صلى الله عليه وسلم وصية مخيريق اليهودي من أموال بني النضير.
- أموال بني النضير: الأرض التي أفاءها الله علي رسوله فاجلاهم عنها وجعل لهم ما حملته الإبل من أموالهم إلا السلاح فخرجوا بما استقلت إبلهم إلى خيبر والشام وخلصت أرضهم كلها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت من صدقاته يضعها حيث يشاء، وينفق منها على أزواجه، ثم سلمها عمر إلى العباس وعلي ليقوما بمصروفها.
- حصون الكتيبة والوطيح والسلالم: ثلاثة حصون من خيبر وهي مما أفاء الله عليه لأنه فتحها صلحاً، وصارت مما أفاء الله عليه فتصدق بها وكانت من صدقاته.
- النصف من فدك: لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر جاءه أهل فدك فصالحوه – بسفارة محيصة بن مسعود على أن له نصف أرضهم ونخلهم يعاملهم عليه، ولهم النصف الاخر، فصار النصف منها من صدقاته، إلى أن أجلاهم عمر ابن الخطاب فيمن أجلاهم من أهل الذمة عن الحجاز، فقوم فدك فدفع إليهم نصف القيمة ستين ألف درهم فصار النصف من صدقات النبي صلى الله عليه وسلم والنصف الاخر لكافة المسلمين، ومصرف النصفين الآن سواء.
- الثلث من أرض وادي القري: وذلك لأن ثلثها كان لبني عذرة وثلثيها لليهود ، فصالحهم الرسول صلى الله عليه وسلم علي نصفه ، فصارت اثلاثاً ، ثلثها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من صدقاته ، وثلثها لليهود وثلثها لبني عذرة ، إلى أن أجلاهم عمر ابن الخطاب وقوم حقهم بتسعين ألف دينار ، فدفع اليهم النصف وبني عذرة النصف وقسم نصيب اليهود بين بني عذرة وبين كافة المسلمين فاصبح ثلث وادي القرى في صدقات النبي صلى الله عليه وسلم والسدس لكافة المسلمين ومصرف الجميع سواء.
- موضع سوق المدينة ويقال له مهزوز: استقطعها مروان ابن الحكم من عثمان ابن عفان واحتمل أن يكون اقطاع تضمين – أي استغلال – لا اقطاع تمليك.
فهذه الصدقات التي حكاها أهل السير ونقلها وجوه رواة المغازي.[26][33]
الأوقاف الخيرية النبوية
عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة من جهة قباء وقام بضع عشرة ليلة في بني عمرو بن عوف وأسس أول مسجد أسس على تقوى من الله مسجد قباء، وانطلق الى المدينة وسكن دار أبو أيوب الأنصاري، وقام دوره وبنى مسجده المسجد النبوي، وهناك أماكن صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم في سفرياته وغزواته سواء كانت داخل المدينة أو خارجها وتسمى بالمساجد الأثرية والقليل منها معروف هذه الأيام، وسنورد أهم الأوقاف النبوية التي لا زالت موجودة:
- المسجد النبوي: روى ابن شهاب (.. فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بن عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس مسجد قباء وصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ركب راحته فسار يمشي ومعه الناس، حتى بركت عند مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين، وكان مربداً للتمر لسهيل وسهل غلامين في حجر سعد بن زرارة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث بركت راحلته: هذا إن شاء الله المنزل، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجداً، فقالا: لا بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبله منهما هبة، حتى ابتاعه منهما، ثم بناه مسجداً.. الحديث)[34]، فالنبي صلى الله عليه وسلم اشترى أرض المسجد النبوي من غلامين يتيمين أنصاريين[35] ولم يقبله بدون عوض، إشتراه من ماله وجعله وقفاً للمسلمين الى قيام الساعة، وهو أجل أوقافه صلى الله عليه وسلم وأطهرها وأزكاها الى يوم الدين ، وقد ثبت في أحاديث صحيحة قول النبي صلى الله عليه وسلم في نسبة المسجد إليه " هو مسجدي هذا" وقوله "مسجد رسول الله " وقوله: "مسجدي أخر المساجد"، فهذه الإضافة في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إضافة ملك كما هي إضافة تشريف وتعظيم، لان النبي هو الذي خطه وبناه من حر ماله وهو من أجل صدقات النبي صلى الله عليه وسلم وأعظم أوقافه الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.[36]
- مسجد قباء: روى الطبري في قصة هجرة النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال لأصحابه: انطلقوا الى أهل قباء " فأتاهم فسلم عليهم فرحبوا به، ثم قال: يا أهل قباء ائتوني بأحجار من هذه الحرة فجمعت عنده أحجار كثيرة ومعه عترة له، فخط قبلتهم بها، فأخذ حجراً فوضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا أبا بكر خذ حجراً وضعه إلى حجري، ثم قال يا عمر، خذ حجراً وضعه إلى حيث حجر أبي بكر، ثم قال: يا عثمان خذ حجراً وضعه إلى جانب حجر عمر، ثم التفت إلى الناس، فقال: ليضع كل رجل حجره حيث أحب على ذلك الخط".[37]
والشاهد: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وصل الى منطقة قباء وكان يسكنها قبائل بني عمرو بن عوف إتخذ مسجداً وهذا المسجد هو مسجد قباء اليوم: " وأول وقف ديني في الإسلام هو مسجد قباء الذي أسسه النبي صلى الله عليه وسلم وكان في ضيافة كلثوم بن الهدم شيخ بني عمرو بن عوف".[38]
ناظر الأوقاف النبوية
باشر النبي النظر في شؤون صدقاته وجعل مولاه أبا رافع والياً عليها، فكان صلى الله عليه وسلم يأخذ منها كفايته وكفاية أهل بيته لمدة عام، والباقي يصرفه صدقات في مصالح المسلمين، فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وقع النزاع فيمن يلي هذه الأموال، وطالب بالولاية عليها كل من العباس وعلي بن أبي طالب وفاطمة رضي الله عنهم.
وروى البخاري أن عائشة قالت: أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عثمان إلى أبا بكر يسألنه ثمنهن مما أفاء الله على رسوله، فقلت لهن: ألا تتقين الله ألم تعلمن أن النبي كان يقول: " لا نورث ، وما تركناه صدقة يأكل آل محمد من هذا المال ، فانتهى أزواج النبي إلى ما أخبرتهن"[39] قال ابن حجر: " فكانت هذه الصدقة بيد علي ومنعها علي عباساً فغلبه عليها، ثم كان بيد حسن بن علي ثم حسين بن علي ، ثم بيد علي بن حسين وحسن بن حسن ، كلاهما كانا يتداولانها ، ثم بيد زيد بن حسن وهي صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم[40]، وذكر الاصفهاني أن زيد بن حسن تخاصم هو والحسن بن الحسن في صدقة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قتل سنة 121هـ، إثر خروجه على هشام بن عبدالملك الأموي، والحسن هو: الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي ابن ابي طالب ، قال ابن حجر: قال معمر ثم كانت بعده بيد عبدالله بن الحسن حتى تولى بني العباس فقبضوها، وقال أيضاً: إن الصدقة كانت بيد الخليفة يكتب عهد من يولى عليها يقبضها ويفرقها في أهل الحاجة من أهل المدينة وكان ذلك على رأس المئتين ثم تغيرت الأمور والله المستعان.[41]
مواقع الأوقاف النبوية في وقتنا الحاضر
إن أعيان الأموال النبوية غير معروفة في عصرنا الحاضر، لأسباب كثيرة منها: الاعتداء على أملاك الأوقاف قديما وحديثاً[42]، وأن هذه الأوقاف قد عادة دامراً بعد أن كانت عامراً بسبب هجرة كثير من ولاة الصدقات الى المناطق الخصبة في العراق والشام ومصر فأهملت حتى عادة أرضاً بوراً.[43]
انظر أيضاً
المراجع
- ^ أ ب ت عبد الله بن محمد الحجيلي (2011). الأوقاف النبوية وأوقاف الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الأول. ص. 11. مؤرشف من الأصل في 2022-12-27.
- ^ آل معدي، محمد بن عبدالله بن راشد (2021). أوقاف النبي صلى الله عليه وسلم (ط. الأولى). مصر: جامعة الأزهر - كلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق. ج. الأول. مؤرشف من الأصل في 2022-12-27.
- ^ أ ب ت ث عمر بن شبه النميري البصري أبو زيد (1411 - 1990). أخبار المدينة النبوية (ط. 1). دار العليان. ج. 1. ص. 196. مؤرشف من الأصل في 2022-12-27.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ أ ب أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢هـ) (1399هـ). الإصابة في تمييز الصحابة (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. 1. ص. 78. مؤرشف من الأصل في 2022-12-18.
- ^ مُعَدِّي، آل؛ رَاشد، مُحَمّد بن عبدالله بن (1 يناير 2021). "أوقاف النبي - صلى الله عليه وسلم - -دراسةٌ حديثيةٌ موضوعية-". المجلة العلمية لکلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق. ج. 33 ع. 1: 1091–1152. DOI:10.21608/fraz.2021.147917. ISSN:2357-0660. مؤرشف من الأصل في 2023-11-18.
- ^ أ ب ت ث القاضي أبو يعلى الفراء، محمد بن الحسين بن محمد بن خلف ابن الفراء (1421هـ-2000م). الأحكام السلطانية (ط. الثانية). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الأول. ص. 202. مؤرشف من الأصل في 2022-12-27.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ علي بن عبد الله بن أحمد الحسني الشافعي، نور الدين أبو الحسن السمهودي (ت ٩١١هـ) (١٤١٩هــ). وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى (ط. الأولى). دار الكتب العلمية - بيروت. ج. 2. ص. 464. مؤرشف من الأصل في 2022-12-27.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (٧٧٣ - ٨٥٢ هـ) (١٣٧٩هــ). فتح الباري بشرح صحيح البخاري. بيروت: دار المعرفة. ج. 5. ص. 409. مؤرشف من الأصل في 2022-12-26.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ أبو عبد الله، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة ابن بردزبه البخاري الجعفي (١٤٢٢هـ). صحيح البخاري (ط. الأولى). بيروت: دار طوق النجاة. ج. 6. ص. 197. مؤرشف من الأصل في 2022-12-22.
- ^ صحيح البخاري مع الفتح، للأمام محمد بن إسماعيل البخاري، نشر المطبعة السلفية، مصر، القاهرة، 1380هـ، رقم (3094)، (7/ 334/ 4033،4034).
- ^ صحيح البخاري مع الفتح، للأمام محمد بن إسماعيل البخاري، نشر المطبعة السلفية، مصر، القاهرة، 1380هـ، (6/209)، رقم (3098).
- ^ أ.د.عبد الله بن محمد الحجيلي (2011م). الأوقاف النبوية وأوقاف الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الأول. ص. 25. مؤرشف من الأصل في 2022-12-27.
- ^ أ ب الخصاف، للأمام ابي بكر بن أحمد بن عمرو (1322هـ). أحكام الأوقاف (ط. الأولى). مصر، القاهرة: المكتبة الثقافية الدينية. ص. 1،2،3. مؤرشف من الأصل في 2022-12-27.
- ^ سورة الحشر، اية 6.
- ^ صحيح البخاري مع الفتح، للأمام محمد بن إسماعيل البخاري، نشر المطبعة السلفية، مصر، القاهرة، 1380هـ، 6/334، رقم (4033).
- ^ سنن أبي داود، للأمام ابي داود سليمان بن الأشعث الأسدي، دار الحديث، بيروت، 1391هــ، (3/365)، (3/371).
- ^ الازدي، أبو إسماعيل حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم، تركة النبي صلى الله عليه وسلم والسبل التي وجهها فيها، 1404هـ، ص (83).
- ^ أخبار المدينة، لأبي زيد عمر بن ابي شيبه النميري البصري (ت. 262هـ)، نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 141هــ، (1/187).
- ^ القاضي أبو يعلى الفراء، محمد بن الحسين بن محمد بن خلف ابن الفراء، الأحكام السلطانية، دار الكتب العلمية، بيروت، 1421هـ-2000م، ص 202.
- ^ أ ب الماوردي، أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي (ت ٤٥٠هـ)، الأحكام السلطانية، دار الحديث، القاهرة، ص 296.
- ^ وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، لنور الدين علي بن عبدالله المعروف بالسمهودي، نشر مؤسسة الفرقان، لندن، ط1، 1422هـ، 2/464.
- ^ القاضي أبو يعلى الفراء، محمد بن الحسين بن محمد بن خلف ابن الفراء (1421هـ - 2000م). الأحكام السلطانية للفراء (ط. الثانية). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الأول. ص. 202. مؤرشف من الأصل في 2022-12-27.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ القضاعي، محمد بن سلامة بن جعفر الشافعي أبو عبدالله القضاعي، تاريخ القضاعي، كتاب عيون المعارف وفنون اخبار الخلائف، فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية، 15/1758، ص 251.
- ^ ابن القيم الجوزية ، محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي، زاد المعاد في هدي خير العباد، مؤسس الرسالة، 1998م ، 1/130.
- ^ محمد بن يوسف الصالحي الشامي (١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م). سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (ط. الأولى). بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية. ج. 7. ص. 363. مؤرشف من الأصل في 2023-01-06.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ أ ب ت الماوردي، أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي (ت ٤٥٠هـ)، الأحكام السلطانية، دار الحديث، القاهرة، ص 297.
- ^ القضاعي، محمد بن سلامة بن جعفر الشافعي أبو عبدالله القضاعي ، تاريخ القضاعي ، عيون المعارف وفنون اخبار الخلائف، فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية ، 15/1758 ، ص 247-248.
- ^ الشامي ، محمد بن يوسف الصالحي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، 1997م ، 7/365-374.
- ^ ابن القيم الجوزية، محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي، زاد المعاد في هدي خير العباد، مؤسس الرسالة، 1998م ، 1/130-130.
- ^ صحيح البخاري مع الفتح ، للأمام محمد بن إسماعيل البخاري ، نشر المطبعة السلفية ، مصر ، القاهرة ، 1380هـ ، 6/212.
- ^ أحمد تيمور باشا؛ أحمد بن إسماعيل بن محمد تيمور (1370هـ - 1951م). الآثار النبوية (ط. الأولى). دار الكتاب العربي. ج. الأول. ص. 106. مؤرشف من الأصل في 2023-01-03.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ الأوقاف النبوية وأوقاف الخلفاء الراشدين، أ.د عبد الله بن محمد بن سعد الحجيلي، دار الكتب العلمية، بيروت، 2011، ص 41.
- ^ القاضي أبو يعلى الفراء، محمد بن الحسين بن محمد بن خلف ابن الفراء، الأحكام السلطانية، دار الكتب العلمية، بيروت، 1421هـ-2000م، ص 203.
- ^ صحيح البخاري مع الفتح، للأمام محمد بن إسماعيل البخاري، نشر المطبعة السلفية، مصر ، القاهرة ، 1380هـ ، 7/239، رقم (3906).
- ^ وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، لنور الدين علي بن عبدالله المعروف بالسمهودي، نشر مؤسسة الفرقان، لندن، ط1، 1422هـ، 1/324.
- ^ فتح الباري، للإمام أحمد بن علي بن حجر المعروف بالعسقلاني، (ت . 852هـ)، نشر المطبعة السلفية، مصر، القاهرة، 5/409.
- ^ الرفاعي، صالح بن حامد بن سعيد، الأحاديث الواردة في فضل المدينة جمع ودراسة، دار الخضيري، 1411هـ، ص 533.
- ^ مصطفى أحمد الزرقا (1418 - 1997). أحكام الأوقاف (ط. الأولى). دار عمار. ج. الأول. ص. 11. مؤرشف من الأصل في 2023-01-06.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ محمد بن محمد بن عبد الله الخيضري (1415 - 1995). اللفظ المكرم بخصائص النبي صلى الله عليه وسلم (ط. الأولى). ج. 1. ص. 332. مؤرشف من الأصل في 2023-01-06.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ صحيح البخاري مع الفتح، للأمام محمد بن إسماعيل البخاري، نشر المطبعة السلفية، مصر، القاهرة، 1380هـ، 6/197، رقم (3094).
- ^ فتح الباري، للإمام أحمد بن علي بن حجر المعروف بالعسقلاني، (ت . 852هـ) ، نشر المطبعة السلفية ، مصر ، القاهرة ، 6/208.
- ^ أخبار القضاة ، للإمام: محمد بن خلف بن حيان المعروف بوكيع، (ت306) نشر عالم الكتب، بيروت ، 1/154).
- ^ الأوقاف النبوية وأوقاف الخلفاء الراشدين، أ.د عبد الله بن محمد بن سعد الحجيلي، دار الكتب العلمية، بيروت، 2011، ص 56.