أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/707

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حمَّاد البغدادي (تواريخ الميلاد والوفاة غير معروفة) هو عالم مسلم ورحالة من القرن العاشر الميلادي، يُشْتَهَرُ ويُعْرَفُ حصرًا من رحلته مع سفارة للدولة العباسية إلى ملك الصقالبة (بلغار الفولغا) في سنة 309 هـ (921م). دوَّن أحمد بن فضلان تفاصيل رحلته في كتابه: «رسالة ابن فضلان: في وصف الرحلة إلى بلاد الترك والخزر والروس والصقالبة»، وهي رحلةٌ نالت حصَّة ضخمة من البَحْث والدراسة على مر السنين لتميُّزها في وصف شعوبٍ عديدة في بلدان وسط آسيا وروسيا بحقبةٍ لم تتوفَّر فيها أي شهاداتٍ عيانٍ أخرى عن تلك الشعوب، وخصوصًا عن الفايكنغ وعاداتهم في دَفْن الموتى. أحمد بن فضلان ليس معروفًا بشخصه من أي مصدرٍ تاريخي ما عدا رسالته. فالمعلومات الوحيدة المعروفة عنه هي اسمه الكامل كما ورد في الرسالة، وموقعه كمولى سابقٍ لشخصٍ في حاشية الخليفة العباسي، ودوره في الرحلة نفسها كما وثَّقه بقلمه، ولم يقع الباحثون -عدا عن ذلك- عن أي ذكرٍ له في كتب التراث غير ما اقتُبِسَ ونُقِلَ عن نص رسالته. ويَظْهَرُ أن ابن فضلان كان ضليعًا بالدين الإسلامي ورجل علمٍ وثقافة، ويتكهَّن البعض بأنه كان مولى فارسيًا رغم إتقانه للغة العربية، وأما منصبه وتفاصيل حياته وحتى عُمْرُه فتبقى أمورًا مجهولةً تمامًا. ولم تَكُنْ رحلة ابن فضلان نفسها معروفةً -في السابق- إلا من نقولاتٍ جزئية وردت في كتب الجغرافيِّين المسلمين، وذلك حتى اكتُشِفَتْ في سنة 1924 مخطوطة مُطوَّلة لرسالته في مدينة مشهد الإيرانية، وما تزال هذه المخطوطة هي النصَّ الأكمل المعروف رسالة ابن فضلان (ولو أن بعض الباحثين يشكُّون في أنها النص الأصلي والكامل للرسالة). في سنة 309 هـ (921م)، كَلَّفَ الخليفة العباسي المقتدر بالله أحمد بن فضلان بالانضمام إلى سفارةٍ وجهَّها من عاصمته بغداد إلى مدينة بلغار (حاليًا في دولة روسيا)، وهي آنذاك عاصمة دولة الصقالبة أو بلغار الفولغا. كان السَّبب في إرسال هذه السفارة جوابًا على طلبٍ من حاكم الصقالبة ألمش بن شيلكي، الذي أشهر إسلامه حديثًا وقتذاك، وأراد إقامة حلفٍ مع الدولة العباسية يعينه في مقاومة سطوة دولة الخزر اليهود الذين فرضوا عليه التبعيَّة لهُم. كان هدف السفارة أن تَحْمِلَ إلى حاكم الصقالبة هدايا وأموالاً ليبني فيها مسجدًا وحصنًا يحتمي به من هجمات الخزر، وأن يرافقها فقهاء ومُعلِّمون يُلقِّنون أهل بلغار تعاليم الإسلام، ولم تتحقَّق هذه الأهداف كاملةً لأسباب عِدّة؛ رغم نجاح السفارة في الوصول إلى بلغار بعد رحلة استغرقت نحو عام.

تابع القراءة