أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/688

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الدولة السعودية الأولى في ذروة اتساعها في عهد الإمام سعود الكبير
الدولة السعودية الأولى في ذروة اتساعها في عهد الإمام سعود الكبير

الدولة السعودية الأولى (1157 - 1233 هـ / 1744 - 1818 م) هي دولةٌ قامت في شبه الجزيرة العربية، بعد الاتفاق الذي تمّ بين الأمير محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب، والذي ترتب عليه تكوين وحدةٍ سياسيّةٍ كبيرةٍ، على أرض شبه الجزيرة العربية، ضمن العديد من الكيانات السياسية الصغيرة التي كانت تتواجد في إقليم نجد. وكونت منها وحدةً سياسيّةً تخضع لنُظمٍ واحدةٍ، وظلت هذه الدولة قائمة حتى تمكن إبراهيم باشا، والي مصر، من إسقاطها بعد استيلائه على عاصمتها الدرعية في عام 1233 هـ/1818. توالى على حكم الدولة في هذه المدة أربعة حكام، ولعبت الدولة السعودية الأولى منذ قيامها دورًا كان له آثارٌ بعيدةٌ في التغير الذي أصاب شبه الجزيرة العربية في مختلف ميادين الحياة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، حيث وحّدَت ليس فقط الكيانات النجدية الصغيرة بل امتد نفوذها على معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية، وهددت كلًا من العراق والشام، وظلّت تتسع حتى سقطت الدرعية في عام 1818. وأحدثت الدولة السعودية الأولى نظامًا اقتصاديًا قائمًا على الشريعة الإسلامية كان له أثر بعيد على سكان المناطق التي خضعت لنفوذها ونظمت أمور هذه المناطق الاقتصادية والمالية. ونجحت في إقامة مجتمعٍ مترابطٍ اجتماعيًّا طيلة فترة سيادتها. وقد شجع حكام الدولة السعودية الأولى العلم والعلماء، وإحياء العلوم الشرعية. في عام 1139 هـ/1727 تولّى الأمير محمد بن سعود -الذي أصبح يلقب فيما بعد بـ"الإمام"- الحكم، وقاد البلاد إلى مرحلةٍ جديدةٍ في تاريخ المنطقة، وأسس الدولة السعودية الأولى، حيث أصبحت الدرعية في عهده ذات مركزٍ قويٍّ واستقرارٍ داخليٍّ وحكمٍ راسخٍ في المنطقة، وفي عام 1157 هـ/1744 غادر الشيخ محمد بن عبد الوهاب مدينة العيينة وتوجه إلى الدرعية، حيث ناصره أميرها محمد بن سعود وقدم له التأييد والتمكين من خلال الاتفاق التاريخي الذي حدث بينهما في ذلك العام، والذي سمي بميثاق الدرعية، وأصبح المنطلق الأساس لتأسيس الدولة السعودية الأولى. قامت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية على أساس إفراد الله بالعبادة، ومحاربة الشرك بجميع أنواعه وسد الذرائع المؤدية إليه، وتطبيق الشريعة الإسلامية والقضاء على البدع في الدين، وحظيت هذه الدعوة الإسلامية بالتمكين والانتشار نتيجةً لتأييد الإمام محمد بن سعود الذي أسس الدولة القادرة على حمايتها ونشرها في عهده وفي عهد من جاء بعده من أسرته. أصبح هذا التحالف هو الأساس الذي قامت عليه الدولة السعودية الأولى، وتمكن أئمتها من توحيد معظم مناطق شبه الجزيرة العربية ونقلها إلى عصرٍ جديدٍ اتسم بالاستقرار، وانتشار الأمن، وتطبيق الشريعة الإسلامية. نتيجة لقيام الدولة السعودية الأولى ظهر الكثير من العلماء وازدهرت المعارف والنواحي العلمية والاقتصادية، وأنشئ العديد من المؤسسات والنظم الإدارية، وأصبحت الدولة تتمتع بمكانةٍ سياسيةٍ كبيرةٍ نتيجةً لقوتها، واتساع رقعتها الجغرافية، خاصة في عهد الإمام عبد العزيز ثم ابنه الإمام سعود.

تابع القراءة