أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/686

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشريف حسين قُرابة سنة 1916
الشريف حسين قُرابة سنة 1916

الشريف حسين بن علي بن محمد الهاشمي (1853 -4 يونيو 1931)، مُؤسِّس المملكة الحجازية الهاشمية، قائدُ الثورة العربية الكبرى في مطلع القرن العشرين، وأوَّل من نادى باستقلال العرب من حكم الدولة العثمانية. ينتسِب إلى الأشراف من بني هاشم ولقّب بـ «ملك العرب». وُلد في الأستانة عام 1853 أثناء وجود والده هناك، وتلقّى علومه الأولى فيها ثم عاد إلى مكة وعاش في كنف عمه الذي قرَّبه إليه وأسند إليه بعض المهام. برزت توجُّهاته التي تدعو إلى التخلص من الحكم الأجنبي وتحقيق الاستقلال العربي فقاد الثورات المسلحة ضد الدولة العثمانية من أجل استقلال العرب. نُفي إلى الأستانة سنة 1893 بعد خلافه مع عمه عون الرفيق، ومكث فيها لفترة إلى أنْ عاد سنة 1908 أميرًا على مكة ليدير شؤون البلاد وهو يتطلّع إلى الاستقلال العربي التام الذي كان يعمل من أجله. تزوّج الشريف الحسين بن علي ثلاث مرات: الأولى من ابنة عمه «عابدية» التي أنجبت له ثلاث أبناء ذكور وهم بالترتيب: عليّ وعبد الله وفيصل. ثم تزوّج في المرة الثانية من فتاة شركسية أنجبت له ابنة واحدة ولكن هذا الزواج لم يدم طويلًا، وفي المرة الثالثة تزوّج من «عادلة خانم» حفيدة رشيد باشا الكبير فولدت له ابنه الرابع زيد وابنتين: فاطمة وسّرَّةَ. عمل الشريف الحسين على استعادة مكانة الإمارة الحجازية إلى سابق عهدها وإصلاح ما أفسده عمه الذي أهمل شؤون الأمن وابتز أموال الحجاج وتقاعس عن الضرب على أيدي العابثين، أدى هذا الأمر إلى خلافه مع الولاة العثمانيين الذين كانوا متواطئين مع عمه. سعى الشريف الحسين إلى المحافظة على سلامة الحج والحجاج باعتباره أحد أهم مسؤوليات شريف مكة، وكان من المعارضين بشدة لسياسة جمعية الاتحاد الترقي التي تولَّت الحكم في الدولة العثمانية، وكانت نتيجة سياساتها التي رفضها العرب أنْ أعلن الشريف الحسين قيام الثورة العربية الكبرى عندما أطلق الرصاصة الأولى من شرفة قصره في مكة معلنًا بِدء العمليات العسكرية بقيادة أنجاله الأمراء علي وعبد الله وفيصل وزيد، فتقدَّمت جيوشهم وحقّقت الانتصارات، وأنهت الوجود العثماني في الحجاز والشام وصولًا إلى تأسيس الدولة العربية في سوريا أولًا ثم في العراق ثم في الأردن. وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى وانتصار الحلفاء وانهيار الدولة العثمانية، مثَّل الشريف الحسين في مؤتمر فرساي للسلام ابنه الثالث فيصل الذي رفض التصديق على معاهدة فرساي (1919) رافضًا الانتداب على سورية وفلسطين والعراق من قبل فرنسا وبريطانيا.

تابع القراءة