تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/634
غَزوُ البَحْرِ هو الاسم الذي تُطلقه المصادر العربيَّة والإسلاميَّة على الغزوات البحريَّة الإسلاميَّة على جُزُر المُتوسِِّط. بدأ المُسلمون تحت راية دولة الخِلافة الرَّاشدة وفي عهد الخليفة عُثمان بن عفَّان نشاطهم العسكري البحري أوَّل مرَّة في التاريخ، وكان الهدف من ذلك بدايةً القضاء على أوكار المُقاومة الروميَّة الأخيرة في ثُغُور وموانئ الشَّام التي استعصت عليهم، أو التي استرجعها الرُّوم بعد أن افتتحها المُسلمون أوَّل مرَّة، وكذلك الجُزر الواقعة قبالة السواحل الشَّاميَّة التي اعتصمت بها بقايا الرُّوم. كان عُمر بن الخطَّاب، ثاني الخُلفاء الراشدين، قد نهى الوُلاة عن رُكُوب البحر، وذلك لِإدراكه أنَّ المُسلمين يحتاجون إلى الخبرة والتجربة في الميدان البحري حيثُ الإمبراطوريَّتان الروميَّة البيزنطيَّة والفارسيَّة الساسانيَّة تتفوَّقان عليهم في هذا المضمار، فاعتبر أنَّ الأوان لم يحن لِمُواجهة هاتين الدولتين في البحر. وعلى هذا الأساس كانت السيطرة الفعليَّة لِلبيزنطيين في البحر المُتوسِّط، وكان هدف عُمر بن الخطَّاب تحصين السواحل التي افتتحها بِالقلاع والأبراج المشحونة بِالحاميات المُرابطة فيها لِلدفاع عنها. وهذا ما جعله يُؤدِّب العلاء بن الحضرمي والي البحرين الذي ركب البحر دون إذنه في الخليج العربي ضدَّ الفُرس فعرَّض المُسلمين لِلهلاك سنة 17هـ المُوافقة لِسنة 638م، كما تعرَّض عرفجة بن هرثمة البارقي إلى اللَّوم عندما ركب البحر أيضًا دون إذنه وهو يُقاتل أهل الرِّدَّة في عُمان. وكذلك نهى مُعاوية بن أبي سُفيان عامله على الشَّام عن رُكُوب البحر. ولمَّا تُوفي عُمر وانتقل الأمر إلى عُثمان بن عفَّان، أذن لِمُعاوية بِرُكُوب البحر لِقتال الرُّوم، إذ كان البيزنطيُّون قد استرجعوا بعض السواحل في نهاية عهد عُمر، فأعاد مُعاوية بن أبي سُفيان فتحها في عهد عُثمان، كما استطاع فتح طرابُلس الشَّام أوَّل مرَّة. قام مُعاوية بن أبي سُفيان بِمُعظم النشاط البحري الإسلامي حتَّى نهاية العصر الراشدي، فساد المُسلمون سواحل البحر المُتوسِّط من طرابُلس الشَّام إلى قرطاج، وأخذوا جُزُر أرواد وقبرص ورودس، وانتزعوا السيادة البحريَّة على الحوض الشرقي لِذلك البحر قبل نهاية العصر المذكور. وابتداءً من العصر الأُموي في سنة 40هـ المُوافقة لِسنة 661م، أخذت مياه البحر المُتوسِّط تتحوَّل إلى مياهٍ إسلاميِّة عن طريق سلسلةٍ من العمليَّات العسكريَّة البحريَّة وأوجه من النشاطين السياسي والتجاري، وبِفضل جُهُود الخُلفاء الأُمويين الذين وضعوا أساس القُوَّة الإسلاميَّة في البحر المُتوسِّط.
مقالات مختارة أخرى: حشرة – محرك نفاث – المشتري
ما هي المقالات المختارة؟ – بوابة التاريخ الإسلامي – بوابة المتوسط