أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/582

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
خريطة تُظهر مسار الحملات الإسلاميَّة في أقصى شمالي الشَّام والأناضول وأرمينية خلال العصر الراشدي.
خريطة تُظهر مسار الحملات الإسلاميَّة في أقصى شمالي الشَّام والأناضول وأرمينية خلال العصر الراشدي.

الفَتحُ الإسلَامِيُّ لِأَرْمِيْنَيِة أو الغَزْوُ الإسْلَامِيُّ لِأَرْمِيْنَيِة وفي بعض المصادر ذات الصبغة القوميَّة خُصُوصًا يُعرفُ هذا الحدث باسم الفَتْحُ العَرَبِيُّ لِأَرْمِيْنَيِة، هو سلسلة من الحملات العسكريَّة التي قام بها المُسلمون لِفتح أرمينية، وهي المنطقة المُكوَّنة من الأناضول الشرقيَّة والقفقاس تحت راية دولة الخلافة الراشدة أولًا، ثُمَّ تحت راية الخِلافة الأُمويَّة بعد انتقال الأمر إلى بني أُميَّة. جرت أولى مُحاولات فتح أرمينية خِلال عهد الخليفة عُمر بن الخطَّاب عندما أرسل جيشًا بِقيادة عياض بن غنم الفهري سنة 18هـ المُوافقة لِسنة 640م، لِإتمام فتح الجزيرة الفُراتيَّة، فكان من نتائج هذه الحملة التوغُّل في سُهُول الجزيرة والوصول لِأرمينية وفتح مُدن سميساط وسنجار والخابور وميافارقين وآمد وماردين ودارا وأرزن وبدليس وأخلاط. ثُمَّ توجَّه قسمٌ من الحملة إلى بلاد غلاطية دون أن ينجح في فتحها، في حين أرسل عياض عُثمان بن أبي العاص الثقفي على رأس القسم الآخر، فافتتح قسمًا إضافيًّا من أرمينية البيزنطيَّة وصالح الأرمن على الجزية، دينارٌ على كُلِّ بيت.وفي سنة 21هـ المُوافقة لِسنة 642م، توجهت حملةٌ أُخرى إلى مدينة باب الأبواب على رأس أربعة جيوش بقيادة سُراقة بن عمرو وتمكنت هذه الحملة من مصالحة أمير المدينة على الجزية. عاد المُسلمون لِفتح باقي أنحاء البلاد الأرمنيَّة خِلال خِلافة عُثمان بن عفَّان، فكتب الأخير إِلى مُعاوية بن أبي سُفيان، وهو عامله على الشَّام والجزيرة الفُراتيَّة وثغورها يأمره أن يُوجِّه حبيب بن مسلمة الفهري إِلَى أرمينية لِإتمام فتحها، وقيل إنَّ عُثمان كتب إلى حبيب مُباشرةً يأمره بغزو أرمينية، فنهض إليها في ستة آلاف وقيل في ثمانية آلاف من أهل الشَّام والجزيرة الفُراتيَّة، فحاصر مدينة قاليقلا لِيُصالحه بعض أهلها على الجزية، فيما فضَّل آخرون الجلاء عنها، فلحقوا بِبلاد الرُّوم، ثُمَّ سيَّر مُعاوية ألفيّ رجل أسكنهم قاليقلا وأقطعهم بها القطائع وجعلهم مُرابطين بها. حشد البيزنطيُّون جيشًا كبيرًا لِمُواجهة حبيب بن مسلمة، فمدَّهُ الخليفة بِستَّة آلاف مُقاتل، وقيل اثني عشر ألفًا، خرجوا من الكوفة بِقيادة سلمان بن ربيعة الباهلي، فهزم الروم على نهر الفُرات. ثُمَّ زحف حبيب داخل أرمينية فافتتح مُدن دُبيل والنشوى وجرزان وتفليس. ثُمَّ توقَّفت الفُتُوحات شرقًا وغربًا بسبب اضطراب الأحوال الداخليَّة في بلاد المُسلمين نهاية خِلافة عُثمان بن عفَّان.

تابع القراءة