تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/559
السُلطان الغازي الغيَّاثي مُمهِّد الدولة والدين چلبي مُحمَّد خان الأوَّل بن بايزيد بن مُراد العُثماني، ويُعرف اختصارًا باسم مُحمَّد الأوَّل أو مُحمَّد چلبي، و«چلبي» كلمة تُركيَّة تُفيد معنى الظرف والظرافة أو الحُسن والجمال، يُعتقد أنها مُشتقة من كلمة «شلبي» العربيَّة، لِذلك يُشاع كتابة اسم هذا السُلطان كـ«مُحمَّد شلبي»، ويُقال أيضًا أنَّ هذا اللقب إنَّما هو لقبٌ أُسريٌّ تُركيٌّ وأنَّ أصله مغوليّ، فعُرِّب مرَّة بِالجيم ومرة بِالشين استعاضةً عن الجيم المُثلثة الفارسيَّة، فيُكتب لقب هذا السُلطان تارةً كـ«مُحمَّد جلبي» وتارةً كـ«مُحمَّد شلبي». هو خامس سلاطين آل عُثمان وثالث من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم بعد والده بايزيد وجدُّه مُراد، ولم يُراعِ بعض المُؤرخين هذا الترتيب بل اعتبروا باقي أبناء السُلطان بايزيد الأوَّل سلاطينًا على البلاد التي تنازعوا مُلكها بعد هزيمة أنقرة ووفاة والدهم، لكنَّ المُتفق عليه هو عدم اعتبار من نازع السُلطان مُحمَّد چلبي في المُلك من إخوته، وعدِّه هو خامس سلاطين الدولة العُثمانيَّة، لِكون إخوته لم يلبثوا في المُلك مُدَّة طويلة. تولَّى مُحمَّد چلبي عرش الدولة العُثمانيَّة بعد فترة صراعٍ بينه وبين إخوته دامت نحو 11 سنة (804 - 816هـ \ 1402 - 1413م)، عُرفت باسم «عهد الفترة»، وهي فترة عقيمة في التاريخ العُثماني، إذ لم تحصل فيها توسُّعات وفُتُوحات ولم يعمل العُثمانيُّون على استرداد ما سلبهم إيَّاه تيمورلنك بعد أن هزمهم في واقعة أنقرة، بل ادَّعى كُلُّ ابنٍ من أبناء بايزيد الأوَّل: سُليمان وعيسى وموسى ومُحمَّد، الأحقيَّة لِنفسه في خِلافة أبيه، وتنازعوا بينهم أشلاء الدولة المُمزقة رُغم تربُّص الأعداء بهم من كُل جانب، إلَّا أنَّ النصر كان من نصيب مُحمَّد في نهاية المطاف، فانفرد بِمُلك ما تبقَّى من بلاد آل عُثمان، وكانت مُدَّة حُكمه كُلُّها حُروبًا داخليَّةً لِإرجاع الإمارات التي استقلَّت في مُدَّة الفوضى التي أعقبت موت السُلطان بايزيد في الأسر. دام مُلك هذا السُلطان حوالي 8 سنوات أعاد لِلسلطنة خِلالها الرونق الذي كادت تخسره بِحرب تيمورلنك، وكان شُجاعًا محبوبًا ذا سياسة، فأرجع لِإمبراطور الروم عمانوئيل الثاني البلاد التي كان أبوه قد ضمَّها إلى دولته، وهو أوَّل من شرع بِتعليم العساكر البحريَّة في الدولة العُثمانيَّة. ولمَّا قضى سنيّ حُكمه في إعادة بناء الدولة وتوطيد أركانها فقد اعتبره بعض المُؤرخين المُؤسس الثاني لِلدولة العُثمانيَّة.
مقالات مختارة أخرى: الفتح الإسلامي لأرمينية – زها حديد – ثعلب أحمر
ما هي المقالات المختارة؟ – بوابة الدولة العثمانية – بوابة التاريخ الإسلامي