تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/491
المَامُوثُ الصُّوفِيُّ هو أحد أنواع الماموث التي عاشت خِلال العصر الحديث الأقرب (الپليستوسيني)، ومن آخر الأنواع التي ظهرت على سطح الأرض من هذا النسل، الذي ابتدأ مع الماموث الجنوب أفريقي خِلال أوائل العصر الحديث القريب (الپليوسيني). انشقَّ الماموث الصوفي عن ماموث السُهُوب وتطوَّر لِيُصبح نوعًا مُنفصلًا بِذاته مُنذ حوالي 400,000 سنة تقريبًا في آسيا الشرقيَّة. أقرب الأنواع الباقية وثيقة الصلة بِالماموث الصوفي هو الفيل الآسيوي. المظهر والهيئة الخارجيَّة باِلإضافة إلى سُلوك هذه الحيوانات هي إحدى أكثر هيئات وعادات حيوانٍ قبتاريخي دراسةً على الإطلاق، وذلك بِفضل اكتشاف جيفٍ لها كاملة ومُتجمدة في آلاسكا وسيبيريا، بِالإضافة إلى هياكل عظميَّة كاملة، ومُحتويات معويَّة سليمة، وأسنان، وبراز مُتجمِّد، إلى جانب الرُسُومات الكهفيَّة الكثيرة التي وضعها البشر الأوائل في مواقع مُختلفة من أوروپَّا وآسيا. كانت جيف وبقايا المواميث الصوفيَّة معروفةً لدى البدو الرُحَّل في آسيا الشماليَّة والوُسطى ولدى بعض أهالي القُرى والأرياف في تلك البلاد، قبل أن يعرف بها الأوروپيُّون خلال القرن السابع عشر الميلادي. وفي البداية، شكَّلت تلك البقايا موضع جدالٍ كبيرٍ بين العُلماء الأوروپيين، فاعتقدوها تعود لِمخلوقاتٍ أُسطوريَّة، أو لِحيواناتٍ هلكت أثناء طوفان النبي نوح. ولم ينتهي هذا الجِدال إلَّا سنة 1796م، عندما عرَّف عالم الحيوان الفرنسي جورج كوڤييه الماموث على أنَّهُ نوعٌ مُنقرض من الفيلة. عاشت المواميث الصوفيَّة جنبًا إلى جنب مع البشر، فكانت من أهم الأنعام في حياتهم، فاستغلُّوها لِلحُصول على عظامها وأنيابها في سبيل صناعة أدوات الصيد والنقش والنحت والزينة ولِصناعة دعائم الخيم وغيرها من الأدوات المعيشيَّة، كما اصطادوها وأكلوا لحمها وستروا أبدانهم بفرائها. اندثرت هذه الحيوانات من على البر الرئيسي الأوراسي والأمريكي الشمالي عند نهاية العصر الحديث الأقرب، أي مُنذ حوالي 10,000 سنة، ويُرجَّح أنَّ سبب انقراضها كان مزيجًا من اختفاء موائلها الطبيعيَّة جرَّاء التغيُّر المُناخي وكثافة صيد البشر لها، أو أحد السببين سالِفا الذكر. بعضُ الجُمهرات الصغيرة المعزولة صمدت على بعض الجُزر القطبيَّة الشماليَّة مثل جزيرة القديس بولس في آلاسكا، التي بقيت المواميث تعيشُ عليها حتَّى 6,400 سنة، وجزيرة رانگل في سيبيريا، التي صمدت عليها هذه الحيوانات حتَّى 4,000 سنة. بعد انقراضها، استمرَّ البشر يستعملون عاجها المُتناثر عبر السُهُوب أو المدفون تحت الأرض والبارز منها، كموادٍ أوليَّة في بعض الصناعات الحرفيَّة، وما زالت هذه العادة موجودة حتَّى اليوم بين أهالي المناطق الشماليَّة الروسيَّة. يُشيرُ الكثير من العُلماء المُعاصرين إلى إمكانيَّة إعادة إحياء هذا النوع عبر الاستنساخ نظرًا لِوُجود أنسجةٍ حيويَّةٍ سليمة حُفظت بالجليد طيلة قُرون، إلَّا أنَّ هذا الأمر ما زال صعبًا نظرًا لِدرجة تحلل موادها المُورثيَّة (الجينيَّة) المُجمَّدة.