تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية الجيدة/476
سُقُوطُ حلب سنة 351هـ المُوافقة لِسنة 962م هوَ أحدُ الأحداث المحوريَّة المُهمَّة في التاريخ الإسلامي عُمومًا وتاريخ العصر العبَّاسي الثاني خُصُوصًا، إذ كان لِسُقُوطها في يد الروم البيزنطيين صدىً هائل في مُختلف أنحاء العالم الإسلامي نظرًا لِأهميَّتها الاقتصاديَّة والبشريَّة والاستراتيجيَّة، كما دق سُقُوطها ناقوس الخطر في أرجاء البلاد الإسلاميَّة مُعلنًا قُدرة الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة على بُلُوغ أعماق الشَّام، كما استبشر البيزنطيُّون بِهذا النصر الذي حققوه مُعتبرين أنَّ بِإمكانهم استرجاع أمجاد إمبراطوريَّتهم الغابرة وإعادة الحال كما كان عليه قبل الفُتُوحات الإسلاميَّة لِلشَّام ولِمصر، واسترجاع بيت المقدس من المُسلمين. كانت حلب - إلى جانب كونها العاصمة الثانية لِلشَّام - تُشكِّلُ عاصمة الدولة الحمدانيَّة القائم على عرشها سيف الدولة الحمداني، الذي كان يُدين بِالولاء لِلخلافة العبَّاسيَّة في بغداد. واشتهر سيف الدولة بِغزواته الكثيرة في ديار الروم وفتحه لِلكثير من القلاع والحُصُون البيزنطيَّة، وقيامه بِعمليَّة حراسة حُدود ديار الإسلام على الجبهة البيزنطيَّة، فكان العدوَّ الأوَّلَ لِلروم وشكَّل عائقًا يجب إزالته. في 18 ذو القعدة 351هـ المُوافق فيه 18 كانون الأوَّل (ديسمبر) 962م وصل البيزنطيُّون بِقيادة نقفور فوقاس بِجيشٍ ضخم فاق بِعناصره وعتاده حجم الجيش الحمداني، فهُزم الأخير شر هزيمة، وحُوصرت حلب ثُمَّ اقتُحمت، وارتكب الروم فيها مجزرة كبيرة وعدَّة فظائع، فأعملوا السيف في أهلها وأحرقوا البُيُوت والمساجد والأشجار والمزروعات والمعالم الحضاريَّة من أسواق وقُصُور بما فيها قصر سيف الدولة، وسبوا آلاف المُسلمين وأطلقوا سراح الأسرى البيزنطيين، واستحالت حلب وأعمالها خرابًا. وحدها القلعة استعصت على الروم، وتمكَّنت حاميتها من دفع هؤلاء في كُل مرَّة حاولوا اقتحامها. واضطرَّ نقفور فوقاس أن ينسحب من المدينة بعد بضعة أسابيع من احتلالها بعد أن بلغته أنباء مُؤامرة تُحاك ضدَّه في البلاط البيزنطي في القُسطنطينيَّة، وأنَّ المُسلمين احتشدوا في دمشق والعراق ومصر وتنادوا لِنُصرة حلب والزحف إليها والثأر من الروم. بعد انسحاب البيزنطيين وعودة سيف الدولة إلى المدينة، حمل عدَّة حملات على الأناضول لِلاقتصاص من الروم والثأر لِمن قُتل من المُسلمين، فدارت بينه وبين البيزنطيين عدَّة معارك لم يكن فيها النصر حاسمًا لِأي طرف، إلى أن قرَّر نقفور فوقاس - الذي أصبح إمبراطورًا - أن يُبرِّد الجبهة الإسلاميَّة لِيتفرَّغ لِلجبهة الأوروپيَّة وإلى قتال البُلغار العاصين لِبيزنطة.
مقالات جيدة أخرى: وجدة – علم الفلك – الرياض
ما هي المقالات الجيدة؟ – بوابة تاريخ إسلامي – بوابة حرب