أرابيكا:طلب عدم شطب/نحو قراءة منهجية للتراث الصـوفي الإسلامي

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


دراسة تحليلية لمفهوم الثقافة العلمية - مقدمة:

  يقف العالم الآن ونحن في بداية الألفية الثالثة على أعتاب مرحلة جديدة مثيرة من التقدم الإنساني نتيجة للتطورات العلمية والتكنولوجية التي تؤثر في حياة كل أفراد المجتمع علميين كانوا أو غير علميين . وأصبح كل المواطنين يعايشون هذه التطورات وعليهم التفاعل معها بشكل أو بآخر فالعلم والتكنولوجيا أصبحا كالماء والهواء في حياتنا اليومية وهما من الأمور الضرورية لحياة كل فرد لكي يصبح مواطنا يعيش عصره.
    ويشير صروف ( ) إلى أن أثر العلم في حياة الإنسان ينبع من ثلاثة مصادر : الأول يتمثل في الانتفاع بفوائده التطبيقية ، وهى الفوائد التي نجمت عنها وسائل حفظ المدونات وتسهيل نشرها بالطبع والتوزيع . وطرق المخاطبات السريعة، التي قربت الأمم والأفراد بعضهم من بعض، وتعدت الحواجز الجغرافية والحدود السياسية، ونتائج العلوم الحيوية في إتقان طرق الزراعة وتحسين أنواع النبات والحيوان بالتأصيل والانتخاب ، وما انبثق منها وبنى عليها من علوم الطب والصحة العامة وأساليب الصناعة الواسعة النطاق . 

وأما المصدر الثاني فهو الأسلوب العلمي في البحث، الذي بنيت عليه جميع المكتشفات والمخترعات. هذا الأسلوب الذي يتوخى الحقيقة ميدان التجربة والمشاهدة ولا يكفي باستنباطها من التأمل في النفس أو باستنتاجها من أقوال الفلاسفة الأقدمين .

    وأما المصدر الثالث فهو التحول الدائم في مذاهب العلم والتنقيح المستمر في أصوله ومبادئه والتعديل الذي لا ينفك العلماء يدخلونه على حقائقه متفرقة ومجتمعة. لقد تغيرت المذاهب العلمية المتعددة وفقا لما يكشفه البحث ويقتضيه الزمن والتنسيق العلمي. 
   والسؤال هو كيف نعد المواطن كي يعيش عصره ؟ بمعنى كيف نربي المواطن الذى يستطيع أن يتكيف مع تلك التطورات المتلاحقة ويفهمها ويتغلب على مشكلاتها ويكون له موقف منها ويتخذ القرارات المناسبة بشأنها ويكون عنصرا فعالا في توجيهها والإضافة إليها من خلال فكر ناقد ومنتج في ذات الوقت ؟ وعلى نحو موجز :
     كيف نعد المواطن للعيش فيما يسمى بمجتمع المعرفة ( تاعلمية والتكنولوجية ) ؟ 

وهنا ظهر طرح تربوي ينادي بأن إعداد هذا المواطن يمكن أن يتم من خلال تبني توجيه الثقافة العلمية Science Literacy Approach الذي يستهدف إعداد المواطن المثقف علميا ويرفع هذا التوجه شعار ( ثقافة علمية للجميع ) ( ) الذي ينضوي على فكرة أن تصبح الثقافة العلمية إحدى أساسيات المواطنة فلا تقتصر بذلك على أصحاب التخصصات أو المؤهلات العلمية وإنما تكون حقا لكل فرد في المجتمع

ولقد اهتمت عديد من دول العالم بهذا التوجه وذلك في إطار التسابق بينها في تسليح أفرادها بالثقافة العلمية باعتبارها أقوى عناصر التقدم والرقي في عالمنا المعاصر كما سبق الإشارة في بداية الدراسة ( ) 

أهمية الثقافة العلمية والحاجة إليها :

     لقد أصبحت الثقافة العلمية أحد الأهداف المهمة التي يجب أن يعمل تعليمنا على تحقيقها. وذلك نتيجة لحاجاتنا الماسة إلى تزويد المواطن بثقافة علمية عصرية أمكنه من فهم العلم وطبيعته وتطبيقاته في الحياة العصرية وهذا يتيح له القدرة على مواجهة التحدي الحضاري العلمي والتكنولوجي الذي يشهده عالمنا المعاصر . فتربية المواطن العادي الذي لن يتخذ بالضرورة العلم ميدانا للتخصص ولا المهن العلمية عملا للاشتغال هذا المواطن أصبحت تربيته أو إعداده للمشاركة في حياة المجتمع لا تكتمل بدون الثقافة العلمية Scientific Literacy  فالتربية إعداد للمشاركة المثمرة في حياة المجتمع .
     إن أبعاد الثقافة العلمية متعددة وآثارها متشعبة ، ولعل من بعض الأسئلة التي تجاوزها العالم المتقدم ولكنها مازالت مطروحة بشكل أو بآخر في المجتمعات النامية سؤال ملح هو : لماذا لا نترك العلوم والتقنية لأهلها من أصحاب الاختصاص يتولون رعايتها ومتابعتها وفهمها ؟ وهل من الضروري أن يكون هناك إلمام عام واهتمام متجدد لدى عامة الناس بقضايا وأطروحات الحركة العلمية ؟ أما الإجابة على هذا السؤال فتتلخص فيما طرحه العالم سنو Snow  الذي يقرر إن من الخطر أن يكون لدينا ثقافتان لا يمكنهما التواصل فيما بينهما في الوقت الذي تقرر فيه العلوم الجزء الأكبر من مصيرنا وتتضح معالم هذه الخطورة عند إدراك أن النشاط العلمي والتقني هو نشاط بشري يحتاج إلى بيئة تحتضنه ومناخ يرعاه وقواعد تحمله وهذا لا يتوفر إلا في ظل مجتمع متفهم لطبيعة العلوم ، مدرك لشروطها ، واع لمتطلباتها ، متفاعل مع تطورها . لقد كان الخطأ الذي وقعت فيه كثير من الدول النامية " أنها تصورت أن العلوم والتقنية مجرد صناديق مغلقة ومصانع منعزلة وأجهزة متطورة وأن شراءها واستيرادها ينقلها إلى مصاف الدول المتقدمة ، وكانت الفاجعة عندما اكتشفت تلك الدول أنها استوردت واستمرت في الاستيراد بينما اتسعت الفجوة بينها وبين الآخرين وبقيت مجتمعاتنا قابعة حيث هي ، فلا هي أنتجت ولا هي طورت ولا هي أبدعت وتنمو قائمة المشتريات وتتوالد بينما تعيش تلك المجتمعات نمطا استهلاكيا متناميا بمنأى عن عمليات البحث والتطوير والإنتاج إن الحقيقة التي أدركتها كثير من الدول بعد تجارب مريرة هي ما أدركه الفلاحون والمزارعون منذ عصور سحيقة وهي أن الإنسان لا يستطيع أن يجني ثمار غرسة حرمت من عناصرها الحيوية ومناخها الخاص وبيئتها المناسبة ، وهذا يعنى أن لعملية نقل التقنية وتوطينها شروطا وضوابط وآليات ، وعلى رأس قائمة الأولويات قاعدة بشرية واسعة تستشعر حماسا حقيقيا بالدور الريادي والحاسم للحركة العلمية وتهتم بمؤازرة جهود أصحاب التخصصات العلمية وتتبنى ابتكاراتهم ، وتحرص على تفهم ومواكبة المدلولات الفكرية والمعطيات الاقتصادية والتغيرات الاجتماعية المترتبة على العلوم وتطبيقاتها والمرتبطة بالتراكم المعرفي والنشاط البحثي ( )
     حيث أن العلم أصبح جزءا لا يتجزأ من النسيج المتماسك للمجتمع الذي نسعى إليه ، فلا يمكن أن تكون هناك مواطنة ناجحة مثمرة في المجتمع دون دراسة وفهم لكل من العلم وطبيعته والتكنولوجيا والمجتمع والعلاقة المتبادلة بينهم ( ) 
     وقد اتفق المربون في الماضي على أن التعليم يجب أن يمحو أمية المتعلم في القراءة والكتابة والحساب ، أما الآن فلم يعد هذا كافيا إذ أن محو الأمية الثلاثية هذه لا يضمن للفرد التعايش في مجتمع يتأثر بدرجة كبيرة بالعلم منهجا ومعرفة وتقنية ( )
     لذلك فإن القدر من التعليم الذي كان مقبولا لتكوين الفرد المثقف علميا في الماضي لم يعد مقبولا في الوقت الحاضر وأصبح لا يفي بما ترجوه المجتمعات لمواطنيها . كما أن المستويات المطلوبة للتثقيف العلمي تتطور دائما بتطور تدخل العلم وتقنياته في حياة الأفراد .
    وهذا يعنى أن على المؤسسات التعليمية أن تستوفي للمتعلم مقومات الثقافة العلمية وتمحو أميته العلمية . فالثقافة العلمية إذن ، أصبحت أساسية من أساسيات التربية فلم تعد الأساسيات القديمة ( القراءة والكتابة والحساب ) هي كل ما يلزم كسبه لمحو أمية المواطن ، بل إن الثقافة العلمية أصبحت جزء لا يتجزأ من هذه الأساسيات . 
    أن ثقافة المواطن هي التي تحدد اهتماماته وممارساته وسلوكياته وأولوياته ، وتتبلور منطلقاته الفكرية وركائزه العلمية ودوافعه الذاتية ن لذا فإن الثقافة العلمية للمواطن  تصبح أمرا لازما لحركة الوعي العام في التكوين الاجتماعي والمنظومة الثقافية ، فنجاح الأنشطة العلمية والبحثية والتطور التقني مرهون بإرادة جماعية واعية تدفع بها إلى الواجهة الاجتماعية والثقافية والفكرية ليصبح  الإنتاج العلمي نمطا بارزا ضمن أنماط الحياة اليومية ويكون التفكير العلمي معلما ثابتا في الممارسات والتعاملات .
    وقد ساد العالم المتقدم خلال ربع القرن الأخير موجه من النشاط العلمي والتكنولوجي وكان من نتيجة امتداد هذا النشاط العلمي إلى ميادين الحياة المختلفة أن تعدل أسلوب التفكير في حل المشكلات وقد أمكن للشعوب المتقدمة القضاء على كثير من التقاليد والخرافات الضارة والمعتقدات الخاطئة والتي تعوق تقدم المجتمع بفضل انتشار الثقافة العلمية فيها . ( )
   إن انتشار الثقافة العلمية وتنميتها لكل فئات المجتمع وخاصة الصغار وغيرهم أصبح دعامة لتحسين نوعية الحياة ووسيلة الاتقاء التكنولوجي المنشود ونرى ذلك واضحا في بعض الدول الصناعية المتقدمة ، حيث تهتم برامج التعليم فيها بنشر هذه الثقافة ، ولا يقتصر ذلك على برامج التعليم فحسب بل إن مؤسسات أخرى تساعد في هذا الصدد وقد يفسر ذلك العلاقة بين ارتفاع مستويات الثقافة العلمية عند عامة الناس وبين الإنجازات التكنولوجية التي تحققت منها . 
   ومن ثم فإن الثقافة العلمية لم تعد ترفاً يمكن الاستغناء عنه فهي تسهم في إعداد المواطن ليشارك بمعرفته وتفكيره واتجاهاته مشاركة إيجابية وفعالة في كل بيئته ومجتمعه ولذا يجب أن تكون الثقافة العلمية أساسية من أساسيات التربية فهي تساعد الإنسان على حسن استثمار قدراته وإمكانياته التي تعود عليه وعلى بيئته ومجتمعه بالفائدة ، ولذا كان لزاما على المؤسسات التعليمية أن تسعى إلى تحقيقها . 

وتلخص هيا المزروع أهمية الثقافة العلمية للقرد وأهميتها للمجتمع وكذلك لنظام العلم ( النشاط العلمي ) نفسه فالنسبة للفرد المثقف علميا الذي يعيش في مجتمع متأثر بالعلم والتقنية فإن الثقافة العلمية تساعده على أن : 1- يستخدم المبادئ والمهارات العلمية لاتخاذ القرارات الشخصية السليمة المتعلقة بصحته وسلامته . 2- يكون مؤهلا لطرق مجالات جديدة في حياته الوظيفية لامتلاكه العادات الذهنية المسايرة لمهارات التفكير العلمي . 3- يمتلك رؤية غنية ومثيرة عن الكون . وبالنسبة للمجتمع فإن وجود الأفراد المثقفين علميا يسهم في : 1- تفعيل المشاركة في صنع القرارات العامة في القضايا المتعلقة بالعلم والتقنية لقدرته على إعطاء الآراء الهادفة والمبنية على أسس موضوعية بعيدة عن الأهواء والجهل مثل القرارات المتعلقة بحماية البيئة والهندسة الوراثية وغيرها . 2- زيادة الإنتاجية الاقتصادية لتوفر العمالة ذات المهارات العلمية 3- زيارة رخاء الدولة ومنافستها في السوق الدولي لزيارة نشاطها العلمي بوجود البيئة المثقفة والمناخ المناسب للثقافة العلمية .

والنسبة لنظام العلم فإن وجود الفرد المثقف علميا يساهم في توفير ما يلي: 1- القاعدة الجماهيرية الواعية التي تدعم نشاط الحركة العلمية. 2- الأرضية الخصبة لإنبات المواهب والميول والقدرات العلمية وانضمامها إلى الحركة العلمية . 3- الوعي والدعم المعنوي والمادي للبرامج والمشاريع العلمية .


مبررات الثقافة العلمية :

   إن معيار التقدم في المجتمعات الحديثة اليوم هو مدى استيعاب مواطني ذلك المجتمع للعلوم والتقنية وكفاءاتهم في التفاعل معها بكل بساطة. كما أن القدرة على التنافس في عصر العولمة تعتمد على التفوق العلمي الذي يحتاج إلى تواصل ودعم ومشاركة من المواطنين بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم واهتماماتهم ، ولن يتأتى ذلك إلا إذا استطاعت هذه الفئات أن تتكيف مع متطلبات الحركة العلمية ... وتستوعب حقائقها وتفهم مضامينها .. وتتفاعل مع عمومياتها وتفهم مسلماتها وهذا يقود بالضرورة إلى بوابة الثقافة العلمية .

ومن منطلق أن الحركة العلمية حركة بشرية تنتج عن تدافع الناس وتفاعلات المجتمع وتداخلات الحياة ، وعلى أساس أنها أصبحت المشكل الرئيس لملامح المجتمعات الحديثة والمحدد الأول لرفاه المجتمع وقدراته الإنتاجية والتنموية ، فإن التوعية العلمية وهي الممارسة الفاعلة في نشر الثقافة العلمية تطمح إلى تحقيق أربعة أهداف رئيسة وذلك كما يلي( ) 1- تهيئة تربة خصبة لإنتاج علماء وكفاءات وكوادر قادرة على الممارسة العلمية والإبداع التقني فالقاعدة الجماهيرية المتفاعلة مع الفكر والمتواصلة مع الحركة العلمية هي بطبيعة الحال منبت المواهب ومستودع القدرات. 2- توفير الشفافية العلمية التي تيسر على المواطن ماهية الفكر العلمي وعمومياته .. ومواكبة تطوره.. واستيعاب التقنيات ليستفيد منها أقصى استفادة ممكنة، ويتعامل معها وفق ضوابطها وشروطها في ممارسة رشيدة وإدراك حقيقي لمتطلبات الحياة المعاصرة. 3- تطوير القدرة لدى قاعدة واسعة من الناس على فهم المشكلات الاجتماعية والفكرية المرتبطة بالعلوم والتقنية، والسعي إلى الإسهام في المشاركة في اتخاذ القرارات المرتبطة باختيار التقنيات... ومواكبة المستجدات والمتغيرات... وتحديد البدائل.. وتنظيم الممارسات العلمية... وتهيئة الأنماط الاجتماعية والمؤسسية القادرة على التفاعل بإيجابية مع طوفان الحركة العلمية والتقنية الشديد . 4- تهيئة مناخ من الرأي العام متعاطف مع الحركة العلمية وداعم لمجابهة الانطباعات الانفعالية وردود الفعل السلبية التي تلوث مناخ الثقة اللازم لنمو الحركة العلمية وتغلغلها وبشكل طبيعي في نسيج البيئة الاجتماعية وعندما نركز على أهمية جعل الثقافة العلمية مكونا رئيسا من مكونات الثقافة العامة للمواطن العربي ، فإن ذلك ينبثق عن ضرورة إعداد المواطن العربي ليعيش عصره بكل تحدياته وأبعاده وآفاقه ، إن عملية نقل التقنية وتوطينها وهي هاجس قديم متجدد لدى الدول النامية ، تصبح قضية خاسرة إذا لم تظهر بمظهر الثقافة العلمية ولم تتضامن مع انطلاقات الوعي العلمي ، ولم تفلح في القضاء على ظاهرة الأمية العلمية .

    أما التنمية الاقتصادية ، وهي مطلب حيوي تسعى إليه كل المجتمعات فإنها لن تتحقق لأي أمة إذا لم تنشأ فيها كوادر بشرية منتشرة على ساحات العمل ومواقع الإنتاج وقاعات ( صنع القرار ) تستمد عطاءها من فهم واع لمضامين الحركة العلمية ويشحذ هممها تحد متجدد في خطى تقنية متسارعة وتزود مجتمعاتها بخطط مدروسة وإبداعات متلاحقة تنعكس في صورة حقيقية للرفاه والتطوير والنشاط الاقتصادي .

وهناك أسباب تدعو إلى الاهتمام بالثقافة العلمية أهمها ما يلي: • التسارع المذهل في الاكتشافات العلمية والابتكارات التكنولوجية : لقد عم المجتمع العالمي المعاصر ثورة علمية تقنية جعلته يتسم بالتسارع المذهل في الاكتشافات العلمية والابتكارات التكنولوجية التي تمثل إحدى سمات القرن الحادي والعشرين ، فهناك تسارع في المواصلات والاتصالات واستحداث الأقمار الصناعية وإنتاج الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية والطاقة النووية ، وإنتاج أجهزة ومعدات أكثر تطورا مثل الصناعة بمساعدة الكمبيوتر والحاسبات الآلية ، وابتكار أجهزة تقنية لها القدرة على توليد صور ثلاثية الأبعاد كما أصبحت كثير من السلع تعتمد على إنتاج المعارف ومعالجتها وتخزينها ونقلها والاستفادة منها . • الطبيعة الاقتحامية للتقنية :

     تقتحم التقنية المجتمعات سواء كانت تلك المجتمعات في حاجة إليها أو غير مرغوب فيها ، وذلك بسبب ما تقدمه من سلع وخدمات جديدة أو ما تولده من حاجة إلى سلع جديد أو خدمات ، وما تقدمه من ابتكارات جديدة أو ما تولده من حاجة إلى سلع جديد أو خدمات ، وما تقدمه من ابتكارات جديدة كل يوم تتسم بجودة الأداء وربما تتسم بالرخص وقد تكون أصغر حجما أو تكون أقل استهلاكا للطاقة مما يولد الحاجة إليها وتزايد الطلب عليها . ولا يستطيع أي مجتمع من المجتمعات في عصر التقنية أن يستغني عما تنتجه في كافة المجالات وبصفة خاصة في مجال الاتصالات والحاسبات الآلية والمعلومات فإن أي مجتمع يحتاج إلى تنمية تحتاج إلى تقنيات حديثة ، ولذلك فإن المجتمع يجب أن يعد أفراده للتعامل مع هذه التقنيات حتى يستطيع أن يلحق بركل التقدم .

• تأثير التقنية على العمالة :

    أظهرت العديد من الدراسات والبحوث أن أي تقدم علمي وتقني يسهم في تقليل الحاجة إلى العمالة اليدوية ، سواء كان هذا في مجال الزراعة أو الصناعة ، وينتظر أن تقل الحاجة إليهم وتكتفي بما يعادل 10 % فقط من مجموع العمال ، وحتى هؤلاء سيكون معظمهم من العمال ذوي المهارات العالية أو الفنيين وقد أشارت إحدى هذه الدراسات التي أجريت في كندا إلى أن 420 ألف كندي عاطل عن العمل ، في حين توجد أكثر من 600 ألف وظيفة شاغرة تطلب مهارات علمية وتقنية لا تتوافر في هؤلاء العاطلين عن العمل( )

ولا يختلف الأمر كثيرا في العالم العربي عن هذا الوضع ، فبينما تزداد البطالة توجد وظائف شاغرة تحتاج إلى عمالة ماهرة تملك القدرة على التعامل مع التقنيات الحديثة ، ومن هنا تبرز أهمية التنوير التقني كمطلب لتحقيق أهداف التنمية الوطنية .

• الحاجة المتزايدة إلى الحديث والجديد

    نظرا لأن التقنية الجديدة عادة ما تكون أكثر تقدما وأكثر تعقيدا فقد أدى ذلك إلى حاجة أفراد المجتمع إلى كل ما هو جديد أو حديث والتخلص من القديم وهذا الجديد أو الحديث من تقنيات مختلفة يحتاج إلى أفراد لديهم قدرة على التعامل مع هذه التقنيات الحديثة .

• الحاجة إلى المعلوماتية :

    أصبح العصر الحالي يسمى بعصر المعلوماتية حيث زاد الطلب كثيرا على المعلومات ومع سهولة الاتصال اللحظي أصبح للمعلومات قيمة عالية سواء لحل المشكلات أو للتبادل وأصبحت أكثر الأجهزة والمعدات في الدول المتقدمة وكثير من الدول النامية تعتمد على أجهزة استشعار وتحكم وتشغيل دون تدخل الإنسان ولكن بالاعتماد على المعلومات المنقولة التي تعمل بذكاء ووصل الأمر إلى حشد تشخيص الأعطال بواسطة هذه الأجهزة الذكية بما يطلق عليه الذكاء الاصطناعي الذي يحاول تقليد تصرف الإنسان ويحتاج كل هذه المستجدات والمستحدثات إلى فرد لديه تنور علمي يستطيع التعامل معها والاستفادة منها دون خوف أو تردد بل  والمشاركة في إنتاجها إن أمكن ذلك( )

مفهوم الثقافة العلمية: Scientific Literacy

  هناك العديد من التعريفات والتفسيرات والمعاني المتنوعة المعطاة لهذا المفهوم في الأدبيات التربوية مما يدل على وجود أزمة في تحيد معنى متفق عليه لدى الاختصاصيين في مجال الثقافة العلمية ( ) ويعود هذا التنوع في الثقافة العلمية إلى عدة أسباب لعل من أبرزها ما يلي:( )     

1- أن هذا المفهوم ليس وليد اليوم فمنذ زمن ومصطلح الثقافة العلميةScientific Literacy في الخمسينيات من القرن الماضي وهو ينمو ويتطور بتطور مجال الثقافة العلمية ذاته بفلسفتها وأهدافها. 2- اختلاط معنى مفهوم الثقافة العلمية مع مفاهيم أخرى مشابهة له مثل : الوعي العلمي Scientific Awareness والتنوير العلمي Scientific Enlightment . 3- تعدد الجهات المهتمة بالثقافة العلمية ( المؤسسات التعليمية ، والمؤسسات الإعلامية .... الخ ) ولكل وجهته في تحقيق الثقافة العلمية في المجتمع . 4- حدوث تغييرات في فلسفة العلم وفي فلسفة تعليم العلوم مما تبعه تغير في النظرة إلى مفهوم الثقافة العلمية لارتباطه بهاتين الفلسفتين . 5- كون الثقافة العلمية جزء من ثقافة أي مجتمع وحيث أن ثقافة المجتمعات مختلفة بالضرورة لذا فإن هذا المصطلح يكتسب معناه في سياق ثقافة المجتمع . 6- أن الاختصاصيين في مجال الثقافة العلمية من ذوي التوجهات التربوية المتعددة ولكل رؤياه في تعريف هذا المصطلح لقد بذلت عشرات من المحاولات لإيضاح معنى الثقافة العلمية منذ نحو قرابة خمسة عقود من الزمن .

ويمكن أن تنحصر هذه المحاولات في ثلاث اتجاهات أساسية وهي :

1- تحديد معنى الثقافة العلمية من خلال تعريف مصطلح ( الثقافة العلمية) . 2- تحديد معنى الثقافة العلمية من خلال تحديد سمات الفرد المثقف علميا . 3- تحديد معنى الثقافة العلمية من خلال تحديد أبعاد / مكونات الثقافة العلمية أولا : تحديد معنى الثقافة العلمية من خلال تعريف مصطلح ( الثقافة العلمية) .

  تنطوي الأدبيات التربوية على كثير من التعريفات التي استهدفت تحديد معنى مصطلح الثقافة العلمية . وفيما يلي عرض لعينة من تعريفات الثقافة العلمية هذا المصطلح :

1- تعريف هيرد( ) 1959 , Hurd : فهم العلم وتطبيقات في المجتمع ( ) بحيث يساعد كل ذلك على فهم البيئة التي يعيش فيها بأوسع معانيها ، واستغلال قدراته وإمكاناته في المجالات العلمية التي تعود عليه وعلى المجتمع بالفائدة ( ) 2- تعريف بيلا وآخرون (1966) Pella et al., :" فهم الفرد للمضامين الاجتماعية للعلم ولفروعه المختلفة " ( ) 3- تعريف روبا وأندرسون (1978) Rubba S Anderson :" قدرة الفرد على قراءة وفهم المعلومات العلمية العادية وأيضا المجالات العلمية ومعرفته لقدر معين من دور العلم في المجتمع وأن يفهم معنى الاختراعات ( ) 4- تعريف إبراهيم بسيوني عميره وفتحي الديب ( 1983) :" الإلمام بالمبادئ الهامة والنظريات ذات الخطر ، وفهمها وظيفيا ، وفهم طرق العلم وأساليبه ، والتمرس على استخدام التفكير العلمي وإتقان المهارات العلمية والأكاديمية والعامة .( ) 5- تعريف محمد صابر سليم .(1989) :" قدر من المعارف والمهارات والاتجاهات يتصل بالمشكلات والقضايا العلمية ومهارات التفكير العلمي اللازمة لإعداد الفرد للحياة اليومية التي تواجهه في بيئته ومجتمعه " ( ) 6- تعريف الرابطة القومية الأمريكية لتقدم العلوم 1990م AAAS :" معرفة وفهم المفاهيم الأساسية للعلوم والرياضيات والتكنولوجية وأساليب التفكير العلمي بدرجة تمكن الفرد من استخدام هذه المعرفة وهذه الأساليب على المستوى الشخصي والاجتماعي ، وتحديد مظاهر ( الثقافة العلمية ) في المعرفة بالعالم الطبيعي واحترام وحدته والإلمام ببعض المعارف الأساسية في العلوم ، والقدرة على استخدام التفكير العلمي واستخدام المعرفة العلمية " ( ) 7- تعريف رمضان الطنطاوي 1990 :" تفهم المبادئ والمفاهيم الأساسية ذات الصلة بالمشكلات والقضايا العلمية وطريقة الحصول عليها وتكوين اتجاهات إيجابية تمكن الفرد من تطبيق المعرفة العلمية المناسبة في مواقف الحياة اليومية وإدراك العلاقة المتبادلة بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع " ( ) 8- تعريف سنية الشافعي : 1992 :" عملية هادفة لتنمية المعارف والمهارات والاتجاهات وأوجه التقدير والتفكير العلمي فيما يتصل بالقضايا العلمية والتقنية المعاصرة وارتباطها بالمجتمع " ( ) 9- تعريف محمد يونس ونصره الباقي (1993) :" الحد الأدنى من مفاهيم العلوم الطبيعية اللازمة للمواطن العادي كي يتعامل مع الذات والغير ، أفرادا وجماعات ، ومع الأشياء حية أو غير حية ، ومع الأحداث في بيئة بقدر من المسئولية والنجاح الذي يضمن السلامة له وللمجتمع الذي ينتمي إليه " ( ) 10- تعريف عبد الحكيم بدران 1414 هـ :" القدرة على تحليل المواقف والمشكلات تحليلا منطقيا واستخدام التقنية المتاحة أو الجديدة بطريقة فعالة ، وهي تتضمن أيضا القدرة على صياغة سلسلة من الأعمال مع الأخذ في الحسبان المعلومات المتاحة للوصول إلى نتائج ممكنة " ( ) 11- تعريف محمد عبد الحميد ، خليل الخليلي 1995 :" كل ما يتحقق لدى الفرد ممن معارف علمية وعمليات فكرية ومهارات تمكنه من الانخراط في استقصاءات يعالج فيها المشكلات المتصلة بحياته الشخصية ، وبحياة مجتمعه وبيئته التي تلعب فيها العلم والتكنولوجيا دورا مركزيا " ( ) . 12- تعريف نبيل فضل (1995):" القدر المشترك الأساس من المعرفة والسلوك الإنساني القابل للتعميم والبقاء والنمو بحيث يمكن الفرد من التعامل الذكي مع التحولات الاجتماعية / الثقافية واتخاذ قرارات حياته اليومية . ( ) 13- تعريف مجلس الأبحاث الوطني 1996 NRC :" معرفة وفهم المفاهيم العلمية والعمليات اللازمة لصنع القرارات الشخصية والمشاركة في الشئون المدنية والثقافية والإنتاج الاقتصادي ، أيضا تتضمن أنواع مميزة من القدرات " ( ) 14- تعريف محسن حامد فراج (1996):" قدر معين من المعرفة الأساسية والاتجاهات العلمية وفهم الطبيعة وتاريخ العلم ودور العلماء ، وإدراك للعلاقة المتبادلة بين العلم والتكنولوجية والمجتمع والوعي بالقضايا والمشكلات البيئية والغذائية والصحية والسكانية وقضايا البيولوجيا المرتبطة بالأخلاق والقدرة على ممارسة الاستقصاء والتفكير العلمي واتخاذ القرارات السليمة بالرجوع إلى مصادر المعلومات الموثوق بها للتصرف إزاء المواقف والمشكلات الحياتية التي تواجه الفرد في بيئته ومجتمعـه " ( ) 15- تعريف منصور بن سلمة (1996) :" قدر من المعرفة العلمية يمكن الفرد من فهم طبيعة العلم والمنهج العلمي ، وحدود العلم والبيئة التي يعيش فيها ، بحيث يشارك في إصدار أحكام في قضاياها ، والقدرة على التعامل مع الأجهزة الحديثة في البيئة ، وأن تكون اتجاهه موجبا نحو العلم وتطبيقاته ، وأن يكون على معرفة مناسبة بالتراث العلمي الإسلامي كل هذا لكي يتمكن من المشاركة المثمرة في حياة المجتمع " ( ) 16- تعريف عبد اللطيف حيدر (1998) :" المعرفة والفهم لمفاهيم وعمليات العلم اللازمة لاتخاذ القرار والمساهمة في الشئون المدنية والثقافية والاقتصادية" ( ) 17- تعريف أحمد النجدي وآخرون (1999) :" قدر من المعارف والمهارات والاتجاهات يتصل بالمشكلات والقضايا العلمية والرياضية والتكنولوجية ، وقدرات ومهارات التفكير العلمي اللازمة لإعداد الفرد للحياة اليومية التي تواجهه في بيئته ومجتمعه" ( ) 18- تعريف محمد السيد علي (2001) :" القدر المناسب اللازم لإعداد الفرد للحياة المعاصرة من حيث المعارف والمهارات العلمية والفنية ، والاتجاهات الإيجابية نحو كل من العلم والتكنولوجية وأثرهما على كل من المجتمع والبيئة " ( ) 19- تعريف حسين محمود (2001) :" ذلك القدر من المعرفة والفهم للمفاهيم العلمية وعمليات العلم ومهارات التفكير العلمي والاتجاهات التي تجعل الفرد قادرا على المشاركة واتخاذ القرارات المناسبة في حياته اليومية . وهذا يعني أن الشخص يكون قادرا على أن يكون لديه القدرة على أن يصف ويشرح ويحلل الظواهر ويستطيع أن يقرأ بفهم المقالات العلمية ويتفهم القضايا العلمية على كافة المستويات العلمية والقومية والوطنية ، وأن يكون لديه القدرة على أن يقيم المعلومات والمعرفة العلمية" ( ) 20- تعريف محمد علي نصر (2001) :" تزويد الأفراد بمعلومات وظيفية مرتبطة بالعلم وتطبيقاته ، واتجاهات إيجابية نحو العلم كنعمه وسلبية كنقمة ، وتفكير علمي في حل قضايا العلم ومشكلاته ، وتفكير ابتكاري نحو الجديد والمستحدث في مجال الاكتشافات والاختراعات العلمية ، والمهارات يدوية وعقلية واجتماعية ومهارات اتصال في مجال العلم وتطبيقاته وميول واهتمامات علمية في مجال العلم ، وتقدير جهود الدولة في المجالات العلمية ، وجهود العلم والعلماء ، وإتباع السلوك البيئي السليم ، كل ذلك في إطار قيم وأخلاق يتماشى مع الإطار القيمي للمجتمع ( ) ثانيا : تحديد معنى الثقافة العلمية من خلال تحديد صفات / خصائص المثقف ( المنور علميا ) .

   جرت عديد من المحاولات لتحديد معنى الثقافة العلمية ( التنور العلمي ) من خلال شرح لصفات / خصائص الفرد المثقف علميا Scientifically Literate Person  لعل من أبرز هذه المحاولات منسوبة إلى أصحابها مايلي :  

• محاولة بيلا وآخرون 1966 ., Pella et al ( ) وفيها تم تحديد الفرد المثقف علميا بأنه الذي يتسم بفهم: 1- العلاقة المتبادلة بين العلم والمجتمع . 2- طبيعة العلم. 3- الأخلاقيات التي تتحكم في العلم. 4- المفاهيم الأساسية للعلم. 5- الاختلافات بين العلم والتكنولوجية. 6- العلاقة المتبادلة بين العلم والإنسانيات . • محاولة هاني 1966 , Haney ( ) : فقد وضع قائمة تنضوي على السمات للشخص المثقف علميا : 1- أن يكتسب المعرفة التي تمكنه من توضيح وتفسير الظواهر الطبيعية والتنبوء بها. 2- أن ينمو من خلال قدرته وشغل نفسه بعمليات العلم المختلفة محاولا تطبيق تلك العمليات في المواقف المناسبة في حياته اليومية. 3- التزود بالاتجاهات العلمية والعمل على نموها وتطبيقها في خبرته اليومية. 4- تفهم العلاقات المختلفة بين العلم والمجتمع. 5- أن يتعلم العديد من المهارات اليومية النافعة في حياته المستقبلية. 6- لديه الاهتمامات والهوايات التي تساعده على العمل. • محاولة كوزمان( ) 1969 Cossman : فيرى أن الشخص المتنور علميا هو الذي يفهم : 1- عمليات العلم المختلفة. 2- طبيعة العلم وعلاقته بمؤسسات المجتمع. 3- عمق وكيان المعرفة العلمية. 4- سمة العصر والانجازات العلمية فيه.

• محاولة هيرد( ) 1970 Hurd : إذ وصف الشخص المثقف علميا بأنه: 1- يقدر قيمة التثقيف العلمي من خلال الانجازات العلمية. 2- ينظر إلى الإبداع الاجتماعي والاقتصادي على أنه ضرورة لمساعدة التطور العلمي والتكنولوجي للوصول إلى حلول جذرية لمشاكل المجتمع . 3- يدرك العلاقة الوطيدة بين العلم والتكنولوجية . 4- يكون على وعي وإدراك بالعلاقة بين العلم والمجتمع . • محاولة شوالتر( ) 1974 Showalter : توصل إلى أن الفرد المثقف علميا يتميز بما يلي : 1- يفهم طبيعة المعرفة العلمية. 2- يستخدم بدقة المفاهيم والمبادئ والقوانين والنظريات في تفاعله مع الكون المحيط به. 3- يستخدم عمليات العلم في حل ما يعترضه من مشكلات ، وفي اتخاذ القرارات ، وفي فهمه للكون المحيط به. 4- يتفاعل مع مكونات الكون المحيط به بطريقة تتسق مع القيم التي يقوم عليها العلم. 5- يفهم ويقدر الصلة التي تربط بين العلم والتكنولوجيا والعلاقة المتبادلة بينهما , والعلاقة التي تربطها بالمجتمع. 6- يكون نظرة أكثر غنى ورضا ومتعة عن الكون الذي يعيش فيه وذلك نتيجة لدراسته للتربية العلمية ، كما يستطيع أن يستمر في التربية العلمية مدى الحياة. 7- يستطيع أن يكون العديد من المهارات اليدوية ذات الصلة بالعلم والتكنولوجيا. • محاولة إيجن ( ) 1974 Agin ، إذ يرى أن الشخص المتنور علميا ينبغي أن يتصف بما يلي : 1- لديه دراية كاملة بما يتعلق بدور العلم بالنسبة للمجتمع. 2- يعرف المبادئ والمفاهيم العلمية المبتكرة ويتحرى إثباتها علميا. 3- يفهم العلاقة التفاعلية التي بين العلوم والدراسات الإنسانية الأخرى. 4- القراءة العلمية ومناقشة الآخرين حول الأمور المتعلقة بالعلم. • محاولة كارين وصند ( ) 1980 Carin & Sund وبمقتضاها تم تحديد الصفات التالية للشخص المثقف علميا. 1- أن يستخدم المفاهيم والمهارات والقيم والعلمية في اتخاذ القرارات اليومية . 2- أن يميز بين الأدلة العلمية والآراء الشخصية. 3- أن يفهم العلاقة المتداخلة بين العلم والتكنولوجيا والجوانب الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع. 4- أن يتعرف على حدود وفوائد العلم والتكنولوجيا في زيادة رفاهية البشر . 5- أن يظهر اهتماما بالاستقصاء ، ونموا في المعرفة العلمية طوال حياته.

• محاولة آرثر وروبرت ( ) 1980 Arthur & Rebert فقد حدد الصفات التالية للشخص المثقف علميا : 1- يستخدم المفاهيم العلمية . 2- يفهم أن المعرفة العلمية الجديدة تعتمد على عمليات البحث والتساؤل. 3- يستخدم المهارات العلمية. 4- يستخدم القيم في اتخاذ قراراته اليومية عندما يتعامل مع الآخرين ومع البيئة. 5- يميز بين الدليل العلمي والرأي الشخصي. 6- يدرك الحدود والمنافع الخاصة بالعلم والتكنولوجيا في تحقيق رفاهية الإنسان. 7- يفهم العلاقة بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع التي تحدث التطور الاجتماعي والاقتصادي. 8- يدرك أن المعرفة العلمية تجريبية وقابلة للتغير. 9- يستطيع تقييم العمل العلمي الذي يقوم به الآخرون من خلال معارف كثيرة وخبرات كافية. 10- يربط بين المعرفة العلمية وبحثه واستقصائه في الحياة . 11- يفهم أن المعارف العلمية ضرورية لبيئة الإنسان. • محاولة كوليت وتشابيتا( ) 1984 Collete & Chiappetta : إذ وصفا الشخص المثقف علميا هو الذي لديه : 1- خلفية علمية قوية في الحقائق ، المفاهيم ، النظريات العلمية ، والقدرة على تطبيق مكونات هذه الخلفية العلمية . 2- فهم واضح لطبيعة العلم. 3- الاتجاه الإيجابي نحو العلم والتكنولوجيا . 4- إدراك قيمة العلم والتكنولوجيا للمجتمع ، ومعرفة كيف يؤثر كل من العلم والتكنولوجيا في المجتمع. 5- القدرة على استخدام عمليات العلم لحل المشكلات واتخاذ القرارات اليومية المناسبة . 6- القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة تجاه الموضوعات العلمية المتعلقة بالمجتمع. 7- القدرة على توظيف عمليات العلم التي تتيح الفرصة للفرد ليكون فعالا في عمله وفي وقت فراغه. 8- فهم البيئة نتيجة لتعلم العلوم . • محاولة ريتشارد( ) 1985 Richard : ويرى أن الأشخاص المتنوريين علميا يكونوا أصحاب أهداف محددة ومفتوحي العقول وكذلك كثيري الأسئلة ، وأن مهاراتهم البحثية والمعرفية تجعل بإمكانهم تفسير المعلومات المتعلقة بالعلم والتي تقدم في الأوساط الشائعة ( من جرائد وتلفزيون ..... الخ) محمد نصر الدين العقاد مصر الفيوم