أرابيكا:الميدان/أرشيف/لغويات/2007/أكتوبر

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الفرق بين أسماء الله الحسنى"الرحمن"و "الرحيم"

بسم الله الرحمن الرحيم هذه العبارة تحتوي إثنين من أسماء الله الحسنى الرحمن الرحيم فما الفرق بين الإثنين


تفضل يا أخي هاك إجابة مبسطة شويه

بسم الله الرحمن الرحيم الفرق بين الرحمن والرحيم صفة الرحمن تعني - والله أعلم - المربي الذي يرحم مرباه ، لكنه لا يتركه يطمع طمعا مطلقا في رحمته ، بل يتجلى عليه بصفات جلاله وعظمته ، ليوقع في نفسه الخوف منه والمهابة له . وذلك من المبادئ العامة في التربية التي تفيد أن المربي لا بد أن يجمع بين الرحمة والهيبة ، ليستطيع توجيه مرباه التوجيه السليم على نحو قول الشاعر : فقسا ليزدجر ومن يك حازما فليقس أحيانا على من يرحم فكلمة الرحمن هنا تعني بمفردها ما يعنيه قول الله تعالى : (( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم )) ويدل على هذه الفكرة آيات كثيرة منها : 1-((يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن ..)) فهذه الآية التي وردت على لسان إبراهيم - عليه السلام - تفيد أن للرحمن عذابا يوقعه بالعصاة ومن هنا لا تخلو صفة الرحمن من الشدة . 2-( وخشعت الأصوات للرحمن ) فهذه الآية تفيد أن أصوات الخلق جميعا تخشع وتصمت هيبة من الرحمن وخوفا من عظمته . 3-(( وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا )) كيف يمكن للرحمن ذي الهيبة أن يتخذ ولدا ؟ كيف يمكن له - جلت عظمته - أن يشارك المخلوقات في صفة التوالد والتكاثر ؟ التي هي من أبرز صفات الضعفاء ؟ فمن نسب لله تعالى الولد كان كمن يحاول إسقاط هيبة الله وإنكار عظمته بتشبيهه بصفات الضعف التي تصيب خلقه . وهكذا وفي آيات أخرى … نجد أن اسم { الرحمن } يتضمن إلى جانب الرحمة شيئا من الشدة التي تبعث في النفوس الخشية والرهبة . ولا بد لكل مرب أن يجمع بين الرحمة والهيبة لاجتذاب من يربيهم وردعهم عن العدوان في آن واحد . أما اسمه تعالى { الرحيم } فيشير إلى رحمته تعالى الصافية الخالية من كل شدة لذلك نراها في معظم مواطن ورودها مقترنة بالمغفرة والتوبة كما في قوله تعالى : (( وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم )) وقوله أيضا ( واستغفروا الله إن الله غفور رحيم )) وقوله أيضا ( واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود )). والله تعالى أعلم إعداد : بكر صالح.