أحداث الشغب ضد اليهود في طرابلس عام 1948

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحداث الشغب ضد اليهود في طرابلس

جزء من الصراع العربي الإسرائيلي
المعلومات
الموقع طرابلس
التاريخ حزيران/يونيو 1948
الهدف يهود مدينة طرابلس
نوع الهجوم عصيان مدني
الأسلحة عصي، زجاجات حارقة ومسدسات
الدافع الانتقام من اليهود بسببِ طردهم للمسلمين من فلسطين واحتلالهم لبلدهم
الخسائر
الوفيات 18 قتيل (14 يهودي و4 عرب)
الإصابات حوالي 100
المنفذون ليبيا سكان مدينة طرابلس العرب


أحداث الشغب ضد اليهود في طرابلس هي أعمال شغب حصلت بين الطائفتين العربية واليهودية في مدينة طرابلس الليبية والمناطق المحيطة بها في شهر حزيران/يونيو 1948 وذلكَ خلال الإدارة العسكرية البريطانية لليبيا. أسفرت هذه الأحداث عن مقتلِ 13-14 يهودي كما تسبب في مقتل 4 منَ العرب وتدمير 280 بيت يهودي.[1] وقعت الأحداث خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1948.

الخلفية

عانى يهود ليبيا تحت الحكم الإيطالي خلال الحرب العالمية الثانية وما كادت تنقضي ثلاث سنوات بعد الحرب الدامية حتّى بدأت أحداث الشغب في ليبيا.

عام 1948 وفي أعقاب الحرب العربية–الإسرائيلية التي بدأت الشهر الماضي والتي تم فيها إعلان تأسيس «دولة» إسرائيل؛ بدأت أعمالُ الشغب هذه وذلك انتقاما لما قام به اليهود في حق الشعب الفلسطيني المسلم.[2] وفقا لتقرير مسؤول بريطاني كبير فإنّ مدينة طرابلس أصبحت نقطة عبور لكل من المتطوعين التونسيين والجزائريين الذاهبينَ في طريقهم للقتال من أجل مصر التي كانت قد أعلنت للتو عن رغبتها في استقطاب مزيد من المتطوعين لمواجهة المُحتل الإسرائيلي هذا فضلا عن استقطاب كل الشباب المتحمّس لقتل الصهاينة.[3] ذكرَ مكتب الإعلام البريطاني أنه لاحظَ تصاعد الروح العدوانية في الآونة الأخيرة بين الشباب اليهودي مشيرا في الوقت ذاته إلى حادثتين حصلتا قبلَ يوم واحد من أعمال الشغب. نجمَ عن الحادث نقلُ شابين عربيين إلى المستشفى وذلك بعدما تعرضا للضرب على يدِ يهود.[4]

الشغب

بدأت أعمال الشغب في 12 حزيران/يونيو في طرابلس عاصمة ليبيا.[5] خلال هذه الفترة وعلى عكس أحداث الشغب السابقة كانت الجالية اليهودية في طرابلس على أتمّ الاستعداد للدفاع عن نفسها ولتنفيذ هجمات ضد العرب أصحاب الأرض أصلا. عملت الجالية اليهودية الغنية على تأسيس «وحدات حماية الشعب» التي كانّ الهدفُ منها مكافحة مثيري الشغب من المسلمين.[6]

وفقا للتقارير البريطانية فإنّ أعمال الشغب قد اندلعت بشكل عفوي. لقد لعبت التدابير اليهودية التي تم إعدادها مسبقا دورًا في تجحيم أعمال العنف هذه. لاحظ المستعمرون البريطانيون حينها قيام الجماعات اليهودية بكتابة عبارات في لافتات باللغة العبرية مثلَ «إنه لأمر جيد أن يموت اليهودي من أجل الوطن» كما أشارت نفس التقارير إلى دور المنظمة اليهودية في تسريع وثيرة أعمال الشغب. في حقيقة الأمر لم يكن الهدفُ من وراء «وحدات حماية الشعب اليهودي» حماية الجالية اليهودية كما يدل على ذلك اسمها بل دخلت هذه الوحدات في اشتباكات معَ الشرطة من أجل الخروج من المدينة القديمة ومهاجمة العرب هناك.[7] بدأت أعمال الشغب من خلال مشادة بين اليهود والعرب في وسط طرابلس. في غضون نصف ساعة؛ تجمّع حشد من العرب وشقوا طريقهم نحو الحي اليهودي في البلدة القديمة (المعروفة أيضا باسم «حارة اليهود») حيث هاجموا سكان الحي بالعصي والحجارة إلا أنّ الوحدات قد ألقت عدّة قنابل حارقة وقاتلة على الحشد. استمر الشغب لمدة ساعة قام فيها اليهود باعتلاء سطوح المنازل وهاجموا قوات الشرطة من خلال إلقاء القنابل والحجارة والرصاص الحيّ.[8][9] أسفرت أعمال الشغب عن مقتل ثلاثة عشر أو أربعة عشر يهودي مُقابل أربعة من العرب كما جُرحَ 38 يهودي و51 عربي هذا فضلا عن الأضرار التي لحقت بالممتلكات وترك ما يقرب من 300 عائلة معوزة. تعرّض اليهود في الريف المحيط ببنغازي لهجمات انتقامية أخرى وذلكَ بسبب ما حل بالشعب الفلسطيني المسلم في أراضيه.

ما بعد الحادث

في تشرين الثاني/نوفمبر 1948 وبعد أشهر قليلة من أحداث الشغب ذكر القنصل الأمريكي في طرابلس أوراي تافت جونيور أن: «هناك سبب يدعو إلى الاعتقاد بأن المجتمع اليهودي أصبح أكثر عدوانية نتيجة الانتصارات اليهودية في فلسطين. هناك أيضا سبب للاعتقاد بأن المجتمع هنا تلقى تعليمات وتوجيهات من "دولة" إسرائيل ... يُبلغني الآن كل من القادة اليهود والعرب أن العلاقات باتت سيئة مما كانت عليه منذ عدة سنوات.»[10][11]

بشكل عام؛ تسبب احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وتهجيرها للشعب المسلم من هناك في عمليات انتقامية نشبت في معظم الدول العربية بما في ذلك ليبيا. من عام 1948 إلى 1951؛ وبعدما عملت إسرائيل على تسهيل انتقال اليهود -وغير اليهود- إلى فلسطين المحتلة هاجرَ حوالي 30.972 باتجاه فلسطين المُحتلة.[12]

انظر أيضا

المراجع

  1. ^ Shields، Jacqueline. "Jewish Refugees from Arab Countries". مكتبة اليهود الافتراضية. مؤرشف من الأصل في 2016-10-25.
  2. ^ Report of the Chief Administrator: "The proclamation of the state of Israel on 15th May 1948 aroused among the Arabs less interest then was expected and advice and pressure from B.M.A. prevented any public display of Jewish jubilation." "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2016-12-28. اطلع عليه بتاريخ 2019-05-25.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  3. ^ Report of the Chief Administrator: "But after 15th May, despite intensified frontier control by the French authorities, Tunisian and Algerian volunteers began to appear in increasing numbers in Tripoli en route for the training camps at Mersa Matruh. This gave a stimulus to local volunteering and the Tripoli Palestine Defense Committee were busily engaged in sending French and Libyan recruits Eastwards. At the same time many ardent young Zionists were departing for Italy on the first stage of their journey to Israel..... On 7th June Egypt announced she would accept no more volunteers from the West." "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2016-12-28. اطلع عليه بتاريخ 2019-05-25.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  4. ^ British Public Information Office "It was the presence of these disgruntled visitors combined with a certain aggressive spirit noticeable lately among the local Jewish youth (two Arabs had been taken to hospital on June 11th after incidents in which they had been beaten by Jews after isolated street accidents) that possibly provided the fuel for the outbreak which followed."
  5. ^ "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 2012-03-02. اطلع عليه بتاريخ 2011-07-12.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: الأرشيف كعنوان (link)
  6. ^ Selent, pp. 20-21
  7. ^ Report of the Chief Administrator: "Rioting broke out spontaneously and there is no evidence or suggestion of planning or preliminary organization.... This cannot be said of the Jewish defence measures. They show some evidence of preparation as a few grenades were thrown from housetops and there were occasional shots. This, together with the appearance of signs in Hebrew "It is good to die for one's country" (Appendix IV) are an indication that some form of defence organization was in existence, and its role was not purely defence, because on several occasions determined parties of young Jews battled with the police in efforts to break out of The Old City in order to attack Arabs. When the situation was back to normal Jewish shopkeepers in the New City who opened their shops were threatened by small gangs of Jewish hooligans and forced to close again. The French Consul has reported an air of toughness and truculence among his Jewish proteges and officers of the Administration who experienced the 1945 riots have noticed a hardening of moral as compared with 1945." "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2016-12-28. اطلع عليه بتاريخ 2019-05-25.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  8. ^ Report of the Chief Administrator: "Police and civilian eyewitnesses have uncontestably established that this was the initial incident from which arose, within minutes, the subsequent disorders." "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2016-12-28. اطلع عليه بتاريخ 2019-05-25.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  9. ^ British Public Information Office: "The Saturday morning and afternoon of June 12th were completely normal until 16.10 hrs. At this latter time a Jewish youth in the vicinity of the junction of Via Leopardi and Corso Sicilia became involved in an argument with an Arab. Some Tunisian Arabs, believed two, in the vicinity, also joined in and words led to blows and a running fight down the Via Leopardi in which other Tunisians from the vicinity of the Cafe Pasquale and Jews from the Mercato Rionale joined. The argument between the original Jew and Tunisians was forgotten and the cry was taken up by Arabs, presumed to be Tunisians, of "If we can’t go to Palestine to fight the Jews lets fight them here". A crowd of Arabs quickly gathered and made for the Jewish quarter of the Old City via the Bab el Horria, Via Manzoni, Via Leopardi areas. Bombs were thrown by Jews at these Arabs who were themselves armed with sticks and stones.
    By 16.40 hrs a crowd of about 500 Arabs, mostly young boys, had taken up positions on the high waste ground to the immediate West of the Via Leopardi and were throwing rocks at Jews making for the Old City and others living in houses between Via Leopardi and Via Manzoni. The Jews were retaliating and had taken up positions on rooftops. Looting had started in houses nearby to the Arab crowd. A police officer and a party of police from Market Police Station turned out and on approaching the Jewish quarter from the Via Leopardi came under stone throwing from Jews on the city walls.
    A bomb was thrown at the police party from the rooftops manned by Jews. This was followed by several shots from small arms. The police party opened fire and succeeded temporarily in clearing an area between the opposing factions. A general stand-to of police was ordered at 17.40 hrs and a curfew ordered from 19.00 to 06.00hrs." "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2019-03-12. اطلع عليه بتاريخ 2019-05-25.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  10. ^ Fischbach 2008.
  11. ^ NARA RG 84, Libya— Tripoli, General Records 1948-49; file 800-833, Taft to Secretary of State (November 23, 1948)
  12. ^ History of the Jewish Community in Libya نسخة محفوظة 18 July 2006 على موقع واي باك مشين.". Retrieved July 1, 2006 [وصلة مكسورة]