كان عام 1947 مذبحة عدن واحدة من أشد الهجمات العنيفة على المجتمعات اليهودية المزراحية في الشرق الأوسط في العصر الحديث مما أدى إلى مقتل 82 على الأقل من اليهود ودمار موسع للجالية اليهودية المحلية في عدن ووضع حد لتاريخ آلاف السنين الطويلة.[1][2][3]

مذبحة عدن 1947
أسرة من يهود عدن المزراحيين

الخلفية

بحلول منتصف القرن 20 كان يتواجد في عدن عدة آلاف من اليهود. في الثلاثينات تفشى العنف بشكل استثنائي والذي تحركه دوافع دينية معادية لليهود وأعمال شغب صغيرة نسبيا في عام 1932. في عام 1933 وقعت هجمات معادية لليهود في عدن مع قذف العديد من اليهود بالحجارة وطعنهم من قبل مثيري الشغب العرب. اندلاع أعمال العنف هذه كانت ذات تأثير بسيط مقارنة بما حدث بعد ثلاثة أيام من تصويت الأمم المتحدة 1947 على تقسيم فلسطين حيث أدى إلى تحطم المجتمع العدني.

المذبحة

بعد 29 نوفمبر 1947 الذي حدث فيه التصويت من قبل الأمم المتحدة على تقسيم فلسطين إثر انتهاء الانتداب البريطاني نظمت احتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء البلدان والمجتمعات العربية وعدن ليست استثناء. بعد وقت قصير من بدايتها اندلعت الاحتجاجات في عدن وانفلتت لتتحول إلى عنف دموي ضد اليهود نجم عنه اتهام كاذب لليهود من أجل قتل اثنتين من الفتيات.

اندلعت المذبحة في 2 ديسمبر 1947 التي أدت إلى مقتل 82 يهودي وإصابة 76 وسرقة 106 من المحلات التجارية اليهودية من أصل 170 في عدن وثمانية أفرغت جزئيا. حرقت أربع معابد يهودية وسويت بالأرض وأحرق أو نهب أو أتلف 220 منزل لليهود. دمرت مدرسة سليم للبنات التي افتتحت في عام 1929 التي كانت تقع بجانب مدرسة الملك جورج الخامس اليهودية للبنين ضمن أعمال شغب عام 1947.

مع عدم وجود القوات البريطانية في عدن في ذلك الوقت بالذات شعرت الجالية اليهودية ببعض الراحة عندما سمعوا أن هيئة فرض ضرائب محمية عدن قررت شراء منازلهم لحمايتهم. لكن الهيئة غضت النظر عن العنف واطلاق النار عشوائيا على اليهود مما أسفر عن مقتل كثيرين.

النتائج المترتبة

بعد أحداث الشغب الدامية لم يعد للجالية اليهودية تواجد في عدن جنبا إلى جنب مع معظم الجالية اليهودية اليمنية. في استجابة لحالة محفوفة بالمخاطر على نحو متزايد فإن معظم الجالية اليهودية اليمنية أجليت سرا إلى إسرائيل في الفترة بين يونيو 1949 وسبتمبر 1950 في عملية بساط الريح.

استمر التدمير النهائي للمجتمع اليهودي حتى عام 1967 أي بعد وقت قصير من حرب الأيام الستة وبعد أن حصلت عدن على استقلالها عن بريطانيا (تم التنازل عن عدن للبريطانيين في عام 1839). كان هناك قتل ونهب وتدمير جديد للمعابد. أجلي اليهود أخيرا بمساعدة البريطانيين عندما اكتشفوا أن العرب كانوا يخططون لمذبحة ما تبقى من الجالية اليهودية. يهود عدن أصبح تقريبا ليس له وجود حاليا.

طالع أيضا

مصادر

  1. ^ May 30, 1932 نسخة محفوظة 24 ديسمبر 2012 على موقع واي باك مشين.and June 1, 1932[وصلة مكسورة]. However, John Willis (1997). "Colonial Policing in Aden, 1937-1967". The Arab Studies Journal. ج. 5 ع. 1: 57–91. مؤرشف من الأصل في 2012-12-24. اطلع عليه بتاريخ 2017-12-24.says there was one fatality.
  2. ^ Reuben Ahroni (1994). The Jews of the British Crown Colony of Aden. E.J. Brill. ص. 224–226.
  3. ^ Harry Trusted (1948). Report of the Commission of Enquiry into Disturbances in Aden, December 1947. Colonial No. 233. London: His Majesty's Stationery Office.