تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
وصول طلائع المهاجرين الشراكسة إلى بلاد الشام
في عام 1878م وصل أول فوج من المهاجرين الشراكسة إلى بلاد الشام عموما وهؤلاء كانوا مهجّرين تهجيرا قسريا من وطنهم الأم شمال القفقاس بضغوط وتهديدات عسكرية روسية متتالية بعد إكمال الاحتلال الروسي لشمال القفقاس عام 1864 وبتواطوء عثماني لتجديد وتقوية الجيش العثماني الذي شاخ وضعف ولحقت به الهزائم المتوالية على مختلف الجبهات في ذلك الوقت. وصل الشراكسة إلى سوريا في عام 1878. وتبعتهم أفواج أخرى من المهاجرين الشركس والشيشان والداغستان الذين أسسوا عدد من القرى والأحياء في المناطق التي وصلوها اولا في سوريا واستقر عدد منهم في دمشق في الشركسية ومناطق المهاجرين والمزه وغيرها وفي قرى مرج السلطانوغيرها واستقر عدد من الشركس في الجولان قرى المدارية ,بئر عجم، بريقة, عين زيوان، الخشنية، الفحام،، السلمنية، الجويزة، المنصورة، وفي حلب مناطق منبج، خناصر وفي حمص مجموعة قرى وبلدات تلعمري، عسيلة، تليلة، أبوهمامة، مريج الدر، ديرفول (داغستان)، تل سنان, تلعدا، السلمية، جصين وبعض البلدات الأخرى في سوريا.
في شرق الأردن الأبزاخ وحي القبرطاي وحي المهاجرين في عمان، وأسسوا القرى والبلدات الشركسية التالية وسط الأردن وهي :
وادي السير، ناعور، صويلح، الرصيفة، جرش، الزرقاء، السخنة، والأزرق (في شمال شرق المملكة الأردنية الهاشمية).[1]
والجدير بالذكر أن الشركس مقسمين إلى ثلاث طبقات لم يدخل الأردن أي من أبناء الطبقة الأولى والثانية بل جميعهم من أبناء الطبقة الثالثة 'العمال.
ويقدّر عدد المهجّرين الشراكسة بحوالي مليوني شخص، مات الكثيرون منهم نتيجة فتك الأوبئة ونتيجة غرق السفن التي أقلّتهم من بلادهم، ونتيجة للاعتداءات التي تعرّضوا لها والمعارك التي دفعوا لخوضها ضد مواطني بعض المناطق العثمانية التي أُسكنوا فيها.كما أن الحروب المتتالية التي شنتها عليهم روسيا القيصرية إحدى أقوى الجيوش الأوروبية في ذلك العصر طيلة مايزيد على مئة عام كانت قد أسفرت عن مقتل ما يبلغ مليوني نسمة أو يزيد. وهكذا أصبح الشراكسة أقليّة في وطنهم الأم شمال القفقاس (بحيث لا يتجاوز عددهم الحالي هناك مليون نسمة على أكثر تقدير) بعد هذه الحروب الوحشية الروسية الاحتلالية الهمجية التي تعتبر تطهيرا عرقيا للشعب الشركسي ومحاولة مرسومة ومخططة لها ومنظمة على مدى سنوات طويلة بهدف إبادة الشعب الشركسي وإفنائه، وتهجير من تبقّى منهم إلى الأمبراطورية العثمانية، بهدف تفريغ شمال القفقاس من الشراكسة المسلمين، واستبدالهم بشعوب موالية كالقوزاق والجورجيين والروس والأوكرانيين وغيرهم، ليتم توطينهم في شمال القفقاس بدلا من الشراكسة أصحاب الأرض والوطن الشرعيين.[2]