قانون تبييض المستوطنات

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من قانون التسوية)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

قانون تبييض المستوطنات أو قانون التسوية (قانون تسوية الاستيطان في يهودا والسامرة، 2017) هو قانون إسرائيلي، يتعامل بأثر رجعي مع وضع المستوطنات الإسرائيلية الموجودة في الضفة الغربية. ومن المفترض أن التشريع ينظم وضع حوالي 2000 [1] إلى 4000[2] وحدة سكنية في 16 مستوطنة[3] كانت قد بنيت على أراضي مملوكة لفلسطينيين. في 6 فبراير 2017، مرر الكنيست التشريع بموافقة 60 ومعارضة 52 من الاعضاء.[4][5]ووفقا للقانون، فأن الأراضي التي بنيت عليها المساكن ستبقى لأصحابها الشرعيين، ولكن سيتم استخدامها من خلال الاستملاك بالمصادرة. وفي المقابل، سوف يتم تعويض أصحابها الفلسطينيين بمعدل 125٪، أو الحصول على أراضي بديلة (حيثما أمكن ذلك).[6] منتقدي القانون قالوا بأنه «قانون نزع ملكية» (بالعبرية: חוק ההפקעה‏) بسبب انه يتضمن مصادرة أراضي.[7]

جاء صدور هذا القانون بعد أسابيع قليلة من قرار تاريخي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يطالب بوضع حد للاستيطان الإسرائيلي.

يصادر القانون حق الفلسطينيين في استخدام أراضيهم، لكن لا يصادر ملكية هذه الأراضي، وتنتقل المسؤولية عن هذه الأراضي لما يسمى حارس أملاك الدولة. وينص على تقديم تعويضات مالية للفلسطينيين الذين يثبتون ملكيتهم للأراضي المقامة عليها المستوطنات، أو تقديم أراض بديلة لهم.[8]

وافق الكنيست على القانون في قراءة أولى يوم 16 نوفمبر 2016 وذلك عبر تصويت أيد فيه القانون 58 عضوًا وعارضه 50، وكان من بين المؤيدين رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو.[9] وحصل القانون، بعد تعديله، على الموافقة في القراءة الثانية يوم 6 ديسمبر من العام نفسه بتأييد 60 عضوًا ومعارضة 49.[10] جاءت الموافقة الثالثة والنهائية على القانون في مساء 6 فبراير 2017، بتأييد 60 عضوًا ومعارضة 52.[11]

معارضة القانون

عبر زعيم المعارضة الإسرائيلية إسحاق هيرتزوج عن الموقف بقوله إن «علمًا أسودًا يرتفع فوق القانون المعتوه الذي يهدد بتدمير الديمقراطية الإسرائيلية».[12] وأعلن النائب العام الإسرائيلي أفيخاي مندلبليت أن القانون غير دستوري، وأنه لن يدافع عنه أمام المحكمة الإسرائيلية في حال تقديم التماس لإلغائه.[13]

وقد قام مركز عدالة ومركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان ومركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة بتقديم التماس[ترجمة الالتماس 1] في تاريخ 8 شباط 2017، ممثلين عن 17 مجلس محلي (15 مجلسًا قرويًا وبلديّتين)، مطالبين بإلغاء هذا القانون، باعتباره مناقض للقانون الدوليّ الإنسانيّ ولكونه غير دستوريّ.

ويذكر الالتماس بأنّ القانون يشكّل انتهاكًا جسيمًا لحقّ السكّان الفلسطينيين في الضفّة الغربيّة في الملكيّة: «يُهدر هذا القانون الحقوق الأساسيّة للفلسطينيين في الضفّة الغربيّة ويتركهم دون أي حماية قانونيّة، إذ يمكّن القانون من سلب الأملاك الخاصّة لصالح المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربيّة على أساس رؤية ايديولوجيّة-اثنية. (...) إن الهدف المعلن والواضح للقانون من شأنه أن يفضّل مصالح مجموعة من البشر مقابل أخرى على أساس اثنيّ ويؤدّي إلى سلب أراضي الفلسطينيين، لا يترك أي مجال للشك في أن هذا القانون يقع ضمن ما يُعرّف بالجرائم المحظورة.»

 أما فيما يتعلّق بصلاحيّة القانون فجاء في الالتماس أن القانون لا يمكنه أن يسري على الضفّة الغربيّة لأنه يعطّل أعراف القانون الدوليّ: «القانون المطروح يلغي بشكل تام الحماية التي يكفلها القانون الدوليّ الإنسانيّ للحق في الملكيّة، من خلال عرفٍ تشريعيّ إسرائيليّ يمس بحقوق السكّان المحميّين في المناطق المحتلّة. كما أن القانون الدوليّ الإنسانيّ يمنع دولة إسرائيل، كقوة احتلال، من أن تستغل الأراضي المحتلّة لأغراض سياسيّة ولحاجات سكّانها، بما ذلك بناء المستوطنات.» ويضعه في إطار الانتهاكات الجسيمة (جرائم حرب).

كما أنّ القانون ينتهك الحق في الكرامة للفلسطينيين من سكّان الضفّة الغربيّة حيث أنه لا يؤدي إلى المس بالحق في الملكيّة الفرديّة للفلسطينيّين فقط، إنما هو يستهدف حقّهم في الكرامة الإنسانية من خلال وضع مصالح إسرائيل الاستيطانيّة غير الشرعيّة فوق حقوق الفلسطينيّين، ويجري، بناءً على ذلك، سلب أملاكهم."[14] 

في 8 نوفمبر، وبالنيابة عن بعض المجالس المحليّة الفلسطينيّة، قدمت منظمات حقوقية إسرائيلية طلبات إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لإلغاء القانون.[15] أعلنت وزيرة العدل إيليت شاكيد تكليف محام خاص ليتولى الدفاع عن القانون أمام المحكمة العليا.[16] ومن المقرر أن تبت المحكمة العليا الإسرائيلية في القانون في 10 مارس.[17]

ردود فعل دولية

  •  الأمم المتحدة: ذكر نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، أن القانون «ستكون له عواقب قانونية بعيدة بالنسبة لإسرائيل، وهو يقوض بشكل كبير احتمالات السلام».[12]
  •  الاتحاد الأوروبي: دعت فيديريكا موغيريني، الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية، السلطات الإسرائيلية إلى «الامتناع» عن تنفيذ القانون، وجاء في بيان لها أن «الاتحاد الأوروبي يدين إقرار الكنيست أخيرًا لهذا القانون».[18]
  •  سوريا: قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين: إن «تصويت الكنيست الإسرائيلي على هذا القانون يثبت مرة أخرى النيات الحقيقية للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة واستهتارها بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة التي تدين الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة».[19]
  •  فلسطين : اعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، القانون الذي تبناه الكنيست الاثنين، مرفوضا ومدانا، مشيرا إلى أن هذا القانون مخالف لقرار مجلس الأمن الدولي 2334.[20]
  •  ألمانيا: أصدرت الخارجية الألمانية بيانًا جاء فيه «وقد أصابت هذه الخطوة [إصدار القانون] كثيرين في ألمانيا ممن تربطهم علاقة وثيقة بإسرائيل ويقفون إلى جانبها بخيبة الأمل. لقد تزعزعت بصورة دائمة ثقتنا في التزام الحكومة الإسرائيلية بحل الدولتين».[21]
  •  فرنسا: قال الرئيس فرنسوا أولاند إن القانون «يمس بحل الدولتين»، مضيفًا أن «حل الدولتين هو الحل الوحيد الممكن للصراع العربي الإسرائيلي».[22]
  •  اليابان: قال المتحدث باسم وزارة الخارجية اليابانية نوريو ماريواما في بيان ان طوكيو تأسف لمصادقة الكنيست الإسرائيلي على قانون شرعنة الاستيطان موكدا ان الانشطة الإسرائيلية تعد انتهاكا للقانون الدولي.[23]

ملاحظات

  1. ^ {{استشهاد ويب| مسار = http://www.jlac.ps/userfiles/Arabic_translation_Settlements_Regularization_Petition_May_2017.pdf| عنوان =}}

مراجع

  1. ^ "A Study Shown To Politicians from the Right: 2,026 Houses in the Settlements are built on Private Palestinian Land (Hebrew)". Haaretz. مؤرشف من الأصل في 2017-10-21. اطلع عليه بتاريخ 2015-03-05.
  2. ^ "Knesset Passes Historic Law Legalizing 4,000 Settler Homes". The Jerusalem Post. مؤرشف من الأصل في 2017-12-16. اطلع عليه بتاريخ 2015-03-05.
  3. ^ "Israel Passes Provocative Law to Retroactively Legalize Settlements". New York Times. مؤرشف من الأصل في 2017-10-21. اطلع عليه بتاريخ 2017-02-06.
  4. ^ "Regulation Bill passes 2nd and 3rd Knesset readings". Knesset website (Hebrew). مؤرشف من الأصل في 2018-07-18. اطلع عليه بتاريخ 2017-02-06.
  5. ^ "Regulation Bill passes 2nd and 3rd Knesset readings". Ynetnews. مؤرشف من الأصل في 2018-06-10. اطلع عليه بتاريخ 2017-02-08.
  6. ^ "What is, in fact, the Regulation Law? (Hebrew)". Mako. مؤرشف من الأصل في 2017-10-21. اطلع عليه بتاريخ 2016-11-13.
  7. ^ "Following the Wave of Construction in the Settlements and due to the Expropriation Law, the EU has Postponed the Summit with Israel (Hebrew)". Haaretz. مؤرشف من الأصل في 2017-10-21. اطلع عليه بتاريخ 2017-02-07.
  8. ^ "ماذا يعني قانون "تبييض المستوطنات"؟". الجزيرة. مؤرشف من الأصل في 2018-06-16. اطلع عليه بتاريخ 08–02–2017.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
  9. ^ "الكنيست يقر في قراءة أولى تشريع المستوطنات العشوائية". الراي. 16–11–2016. مؤرشف من الأصل في 2019-12-12. اطلع عليه بتاريخ 8–02–2017.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
  10. ^ "الكنيست الإسرائيلي يوافق مبدئيا على تقنين بناء مستوطنات على أراض فلسطينية". بي بي سي عربي. 06–12–2016. مؤرشف من الأصل في 2018-01-03. اطلع عليه بتاريخ 08–02–2017.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
  11. ^ "كيف ينسف "قانون المستوطنات" أي حلم بدولة فلسطينية؟". العربية. 07–02–2017. مؤرشف من الأصل في 2017-02-11. اطلع عليه بتاريخ 08–02–2017.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
  12. ^ أ ب "إدانات لـ"تبييض المستوطنات" وواشنطن تؤجل التعليق". الجزيرة. 7–2–2017. مؤرشف من الأصل في 2017-06-28. اطلع عليه بتاريخ 8–2–2017.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
  13. ^ "الكنيست يصادق بقراءة تمهيدية على قانون 'شرعنة' الاستيطان". الآن. 16–11–2016. مؤرشف من الأصل في 2018-02-07. اطلع عليه بتاريخ 8–2–2017.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
  14. ^ "17 مجلسًا محليًّا فلسطينيًّا يلتمسون للمحكمة العليا - عدالة". مؤرشف من الأصل في 2018-04-20. اطلع عليه بتاريخ 2017-10-21.
  15. ^ "التماس للعليا الإسرائيلية لإبطال "تبييض الاستيطان"". الجزيرة. 08–02–2017. مؤرشف من الأصل في 2017-06-26. اطلع عليه بتاريخ 08–02–2017.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
  16. ^ "أبرز عناوين الصحافة الإسرائيلية". وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية. 05–02–2017. مؤرشف من الأصل في 2017-10-21. اطلع عليه بتاريخ 25–02–2017.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
  17. ^ "تهديد بنقل "تبييض الاستيطان" للجنائية الدولية". الجزيرة. 23–2–2017. مؤرشف من الأصل في 2017-06-27. اطلع عليه بتاريخ 27–2–2017.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
  18. ^ "الاتحاد الأوروبي يقف بوجه "سرقة " الأراضي الفلسطينية". سكاي نيوز عربية. 7–02–2017. مؤرشف من الأصل في 2017-02-09. اطلع عليه بتاريخ 08–02–2017.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
  19. ^ سورية تدين ما يسمى «قانون تبييض المستوطنات بالضفة الغربية» وتعيد تأكيد موقفها المبدئي والثابت بدعم الشعب الفلسطيني الوطن, نشر في 8 فبراير 2017 ودخل في 9 فبراير 2017. نسخة محفوظة 11 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  20. ^ الرئاسة الفلسطينية تدين بحدة قانون "تسوية المستوطنات" آي 24 نيوز , نشر في 7 فبراير 2017 ودخل في 9 فبراير 2017. "تسوية-المستوطنات" نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  21. ^ "تصريح الحكومة الألمانية بشأن القانون الذي أصدره الكنيست أمس حول شرعنة مستوطنات". المركز الألماني للإعلام - وزارة الخارجية الألمانية. 08–02–2017. مؤرشف من الأصل في 2017-02-11. اطلع عليه بتاريخ 08–02–2017.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
  22. ^ "هولاند: قانون المستوطنات يهدد حل الدولتين". المصريون. 07–02–2017. مؤرشف من الأصل في 2020-05-25. اطلع عليه بتاريخ 08–02–2017.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
  23. ^ اليابان تدين تحركات إسرائيل لشرعنة الإستيطان وكالة الأنباء الكويتية , نشر في 8 فبراير 2017 ودخل في 9 فبراير 2017. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-02-15. اطلع عليه بتاريخ 2018-02-07.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)