تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
علم أصول التفسير
علم أصول التفسير، هو علم يُعنى بدراسة الأسس والمقدمات العلمية التي تُعين على فهم التفسير، وما يقع فيه من الاختلاف، وكيفية التعامل معه.[1] قال ابن تيمية متحدثًا عن أهمية علم أصول التفسير: هو قواعد كلية، تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه، والتمييز في منقول ذلك ومعقوله بين الحق وأنواع الأباطيل، والتنبيه على الدليل الفاصل بين الأقاويل.[2]
تعريف علم أصول التفسير
(أصول) في اللغة: جمع أصل، والأصل أسفل كل شيء. واصطلاحًا: هو ما يُبنى عليه غيره[3]،أو يفتقر إليه ولا يفتقر إلى غيره. و(التفسير) في اللغة: الكشف والإظهار والإبانة. واصطلاحًا: هو الكشف عن معاني ألفاظ القرآن الكريم في سياقاتها حسب قواعد وأصول معروفة لفهم مراد الله تعالى من وحيه المنزل.[4]
فأصول التفسير يمكن أن تعرف بأنها: المناهج التي تحد وتبين الطريق الذي يلتزمه المفسر في تفسير الآيات.[5] أو"الأسس التي يُتوصل بها إلى بيان معاني القرآن"[6]أو " الأسس والقواعد التي يقوم عليها علم التفسير وتشمل ما يتعلق بالمفسر من شروط وآداب ، وما يتعلق بالتفسير من قواعد وطرق ومناهج وما إلى ذلك "[7]
العلاقة بين علم أصول التفسير والمصطلحات ذات الصلة به
- العلاقة بين علم أصول التفسير وعلوم القرآن:
علم أصول التفسير هو أحد أنواع علوم القرآن الكريم.
- العلاقة بين علم أصول التفسير وقواعد التفسير:
قواعد التفسير هي أحد موضوعات علم أصول التفسير، فهي جزء منه.[8]
موضوعات هذا العلم
ليس هناك تحديد دقيق لموضوعات هذا العلم؛ وذلك لأن النظر إلى موضوع (أصول التفسير) يختلف من مؤلف إلى آخر، ومن أهم موضوعات هذا العلم:
- حكم التفسير وأقسامه.
- طرق التفسير
- التفسير بالرأي والمأثور.
- الأصول التي يدور عليها التفسير.
- طريقة السلف في التفسير.
- أسباب الاختلاف في التفسير.
- أنواع الاختلاف في التفسير.
- الإجماع في التفسير.
- توجيه أقوال السلف.
- توجيه القراءات.
- أساليب التفسير.
- كليَّات القرآن.
- قواعد عامة في التفسير.
- القواعد الترجيحية في التفسير.[9]
أهمية علم أصول التفسير
- الامتثال لأمر الله بتدبر القرآن وتفهمه.
- الطريق للوصول للقول الصحيح في التفسير عند الاختلاف.
- يمنع من التسور على كتاب الله، وتحريف معانيه.
- معرفة حال المتصدي للتفسير، وشروطه، والعلوم التي يحتاج إليها.[8]
فضله
لما كان كتاب الله تعالى أشرف الكتب وأعلاها، وكان تفسيره أشرف العلوم؛ لأنه بيان معاني كلام الله، كان أصول التفسير كذلك؛ لأن التفسير لا يتوصل إليه إلا بمعرفة أصوله.[10]
مراجع علم أصول التفسير
- كتب مصدَّرة بهذا الاسم مثل: «مقدمة في أصول التفسير»، لابن تيمية (ت:728هـ)، «الفوز الكبير في أصول التفسير» للدهلوي (ت:1176هـ).
- مقدمات المفسرين مثل:
- مقدمة ابن كثير، وقد استفادها من ابن تيمية.
- مقدمة النكت والعيون، للماوردي.
- مقدمة ابن جزي الكلبي لتفسيره.
- مقدمة جامع التفاسير، للراغب الأصفهاني.
- مقدمة القاسمي لتفسيره.
- مقدمة التحرير والتنوير.
- كتب علوم القرآن مثل: كتاب «البرهان في علوم القرآن» لبدر الدين الزركشي، وكتاب «الإتقان في علوم القرآن» لجلال الدين السيوطي.
- استقراء كتب التفسير مثل: تفسير الطبري، تفسير ابن عطية، تفسير الشنقيطي، تفسير الطاهر بن عاشور.[11]
نموذج من علم أصول التفسير
قال الزركشي: النوع الثالث والعشرون: معرفة توجيه القراءات وتبيين وجه ما ذهب إليه كل قارئ.
وهو فن جليل، وبه تعرف جلالة المعاني وجزالتها، وقد اعتنى الأئمة به وأفردوا فيه كتبًا، منها: كتاب (الحجة) لأبي علي الفارسي، وكتاب (الكشف) لمكي بن أبي طالب، وكتاب (الهداية) للمهدوي، وكل منها قد اشتمل على فوائد، وقد صنفوا أيضًا في توجيه القراءات الشواذ، ومن أحسنها كتاب (المحتسب) لابن جني، وكتاب أبي البقاء وغيرهما.
وفائدته كما قال الكواشي: أن يكون دليلًا على حسب المدلول عليه، أو مرجحًا إلا أنه ينبغي التنبيه على شيء، وهو أنه قد ترجَّح إحدى القراءتين على الأخرى ترجيحًا يكاد يُسقط القراءة الأخرى، وهذا غير مرضي؛ لأن كلتيهما متواترة، وقد حكى أبو عمر الزاهد في كتاب (اليواقيت) عن ثعلب أنه قال: إذا اختلف الإعراب في القرآن عن السبعة لم أفضل إعرابًا على إعراب في القرآن، فإذا خرجت إلى الكلام كلام الناس فضلت الأقوى وهو حسن.
وقال أبو جعفر النحاس وقد حكى اختلافهم في ترجيح: {فَكُّ رَقَبَةٍ} [سورة البلد، آية: 13] بالمصدرية والفعلية فقال: والديانة تحظر الطعن على القراءة التي قرأ بها الجماعة، ولا يجوز أن تكون مأخوذة إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال: «أنزل القرآن على سبعة أحرف» [صحيح البخاري، رقم: 4992] فهما قراءتان حسنتان لا يجوز أن تقدم إحداهما على الأخرى.[12]
انظر أيضًا
- علم التفسير
- علوم القرآن
- قواعد التفسير
- مناهج المفسرين
- علم مبهمات القرآن
- مقدمة في أصول التفسير
- علم المطلق والمقيد في القرآن
المصادر
- ^ مساعد بن سليمان الطيار (1423هـ). فصول في أصول التفسير (ط. الثانية). دار ابن الجوزي. ص. (21).
- ^ أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية (1400هـ-1980م). [مقدمة في أصول التفسير. بيروت - لبنان: دار مكتبة الحياة. ص. (7)]. مؤرشف من الأصل في 25 يوليو 2022.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ التعريفات، علي الجرجاني، دار الكتب العلمية، 1403هـ، (ص 28). وكشاف اصطلاحات الفنون، محمد التهانوي، مكتبة لبنان، 1996م م، (1/37).
- ^ عماد علي عبد السميع (2006). [التيسير في أصول واتجاهات التفسير. الإسكندرية: دار الإيمان. ص. (10)].
- ^ خالد عبد الرحمن العك (1406هـ-1986م:). [أصول التفسير وقواعده. بيروت: دار النفائس. ص. (30)].
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة)صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link) - ^ التمهير في أصول التفسير، محمد السريع، دار الحضارة، 1443هـ، (ص 7).
- ^ فهد الرومي. بحوث في أصول التفسير ومناهجه (ط. 1). مكتبة التوبة. ص. 11.
- ^ أ ب المهذب في أصول التفسير، إبراهيم الحميضي، دار ابن الجوزي، 1442هـ، (ص 14).
- ^ مساعد بن سليمان الطيار (1423هـ). [فصول في أصول التفسير (ط. الثانية). دار ابن الجوزي. ص. (25-26)]. مؤرشف من الأصل في 2022-09-30.
- ^ التحبير شرح التمهير في أصول التفسير، محمد السريع، دار الحضارة، 1444هـ، (ص 24).
- ^ مساعد بن سليمان الطيار (1423هـ). [فصول في أصول التفسير (ط. الثانية). دار ابن الجوزي. ص. (24-25)].
- ^ بدر الدين الزركشي (1376هـ-1957م). [البرهان في علوم القرآن. تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم (ط. الأولى). دار إحياء الكتب العربية. ج. 1. ص. (339-340)]. مؤرشف من الأصل في 20 نوفمبر 2021.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة)