عبد الملك بن قطن الفهري

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عبد الملك بن قطن الفهري
معلومات شخصية
تاريخ الوفاة 742

عبد الملك بن قطن والي الأندلس لمرتين، الأولى بعد مقتل عبد الرحمن الغافقي في معركة البلاط عام 114 هـ، ثم عزله عبيد الله بن الحبحاب عام 116 هـ، وولى مكانه عقبة بن الحجاج السلولي, إلى أن توفي عقبة في عام 123 هـ، فتولى عبد الملك مرة ثانية. وفي تلك الولاية، ثارت عليه البربر وصعُب عليه مقاومتهم، فاستعان بفلّ جند الشام المحاصرين في المغرب، لمقاومة ثورة بربر الأندلس. ثم انقلبوا عليه وقتلوه بعد أن هزموا البربر.

نسبه وشبابه

هناك خلاف على نسبه، فقد ذكر الحميدي أنه عبد الملك بن قطن بن عصمة بن أنيس بن عبد الله بن جحوان بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب الفهري،[1] وقد وافقه في ذلك الضبي،[2] فيما ذكر ابن عذاري أنه عبد الملك بن قطن بن نفيل بن عبد الله الفهري.[3] وقال ابن حزم في الجمهرة أنه عبد الملك بن قطن بن نهشل بن عمرو بن عبد الله بن وهب بن سعد بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب الفهري.[4] وقد شهد عبد الملك في شبابه وقعة الحرة مع أهل المدينة، ونجا فيمن نجا من جيش مسلم بن عقبة، وفر إلى أفريقية.[5]

ولايته الأولى

تولى عبد الملك الأندلس لأول مرة بعد مقتل عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي والي الأندلس في شعبان 114 هـ، في البلاط.[3] في ولايته تلك، ثارت الولايات الشمالية، فسار في عام 115 هـ،[6] إلى أراغون وأخضع الثوار ثم عبر البرنيه إلى بسكونية فأثخن فيها. كما حاول التوغل في أقطانية، إلا أن مقاومة جيش الدوق أودو أجبرته على التراجع وسط هجمات من سكان الجبال البشكنس، مما كلفه خسائر كبيرة.[7]

وقد نقل المؤرخ حسين مؤنس عن تأريخ عام 754، أن ولايته تلك شهدت انحيازه إلى العرب اليمانية على حساب العرب القيسية.[8] وظل في ولايته تلك إلى أن عزله عبيد الله بن الحبحاب والي مصر وأفريقية في شوال 116 هـ، وولى مكانه عقبة بن الحجاج السلولي.[9] لم يرق لعبد الملك ذلك، وحاول معارضة عقبة وإحداث بعض الشغب، فسجنه عقبة.[8]

ولايته الثانية

اختلف المؤرخون حول الكيفية التي تولى بها عبد الملك الأندلس في المرة الثانية. فقد ذكر صاحب أخبار مجموعة في فتح الأندلس أن عبد الملك بن قطن خلع عقبة بن الحجاج السلولي،[10] فيما ذكر ابن الأبار القضاعي أن عبيد الله بن الحبحاب أقر عبد الملك على ولاية الأندلس بعد وفاة عقبة بن الحجاج[11] وانفرد ابن عذاري بقوله بأن عقبة استخلف عبد الملك على الأندلس عندما حضرته الوفاة،[12] بضغط من اليمانية بعد أن ضعفت شوكة عقبة في نهاية ولايته.[13]

تزامنت ولاية عبد الملك الثانية على الأندلس مع ثورة قام بها البربر في المغرب بقيادة ميسرة المطغري على ولاة الدولة الأموية، فأرسل لهم الخليفة هشام بن عبد الملك جيشًا من جند الشام بقيادة كلثوم بن عياض القشيري.[14] إلا أن هذا الجيش انهزم أمام البربر،[15] الذين طاردوا فلّ الجيش حتى لاذوا بسبتة، وحاصروهم فيها. ولما طال الحصار بالجيش، حتى أكلوا دوابهم،[16] استأذن بلج بن بشر القشيري قائد المحاصرين من ذلك الجيش عبد الملك بن قطن بالعبور إلى الأندلس بمن بقي من الجيش، فلم يأذن لهم عبد الملك خوفًا على سلطانه،[17] إلا بعدما تهددته ثورة البربر في الشمال. فأرسل لهم السفن تُقلّهم إلى الأندلس على أن يقدموا الرهائن، ويتعهد عبد الملك بنقلهم بعد ذلك إلى أفريقية مجتمعين.[18] وتحالفوا على قتال البربر، فسار جند الشام بمعيّة أمية وقطن ابنا عبد الملك بن قطن، والتقوا جيش البربر في وادي سليط قرب طليطلة، وهزموهم. ثم أن عبد الملك طالبهم بالمغادرة إلى أفريقية، فوافقوه. إلا أنه ماطلهم في توفير السفن التي تحملهم إلى أفريقية، فأوجسوا منه خيفة، وثاروا عليه وخلعوه وبايعوا بلج بن بشر أميرًا على الأندلس،[19] ثم أنهم صلبوا عبد الملك يومئذ وهو شيخ جاوز التسعين، وصلبوا معه خنزير عن يمينه وكلبًا عن يساره.[5]

المراجع

  1. ^ الحميدي 1966، صفحة 287
  2. ^ الضبي، صفحة 382
  3. ^ أ ب ابن عذاري 1980، صفحة 28
  4. ^ ابن حزم1 1982، صفحة 95-97
  5. ^ أ ب مؤلف مجهول 1989، صفحة 45
  6. ^ المقري 1968، صفحة 236
  7. ^ عنان 1997، صفحة 113
  8. ^ أ ب مؤنس 2002، صفحة 251
  9. ^ ابن عذاري 1980، صفحة 29
  10. ^ مؤلف مجهول 1989، صفحة 35
  11. ^ ابن الأبار 1985، صفحة 337
  12. ^ ابن عذاري 1980، صفحة 30
  13. ^ مؤنس 2002، صفحة 252
  14. ^ ابن عبد الحكم 1999، صفحة 294
  15. ^ ابن عبد الحكم 1999، صفحة 296
  16. ^ مؤلف مجهول 1989، صفحة 40
  17. ^ مؤلف مجهول 1989، صفحة 42
  18. ^ مؤلف مجهول 1989، صفحة 43
  19. ^ مؤلف مجهول 1989، صفحة 44

المصادر

  • ابن عبد الحكم، أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله (1999). فتوح مصر والمغرب. الهيئة العامة لقصور الثقافة، مصر.
  • ابن عذاري، أبو العباس أحمد بن محمد (1980). البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب. دار الثقافة، بيروت.
  • مؤلف مجهول، تحقيق: إبراهيم الإبياري (1989). أخبار مجموعة في فتح الأندلس. دار الكتاب المصري، القاهرة - دار الكتاب اللبناني، بيروت. ISBN:977-1876-09-0.
  • القضاعي، ابن الأبّار (1997). الحلة السيراء. دار المعارف، القاهرة. ISBN:977-02-1451-5.
  • الضبّي، أحمد بن يحيى (1967). بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس. دار الكاتب العربي.
  • الحميدي، أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح (1989). جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس. الدار المصرية للتأليف والترجمة.
  • ابن حزم، علي (1982). جمهرة أنساب العرب. دار المعارف، القاهرة. ISBN:977-02-0072-2. {{استشهاد بكتاب}}: تأكد من صحة |isbn= القيمة: checksum (مساعدة)
  • المقري، أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد (1988). نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب - المجلد الأول. دار صادر، بيروت.
  • مؤنس، حسين (2002). فجر الأندلس. العصر الحديث للنشر والتوزيع ودار المنهل للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت.
  • عنان، محمد عبد الله (1997). دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول. مكتبة الخانجي، القاهرة. ISBN:977-505-082-4. {{استشهاد بكتاب}}: تأكد من صحة |isbn= القيمة: checksum (مساعدة)
سبقه
عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي
والي الأندلس (ولايته الأولى)

شعبان 114 هـ - شوال 116 هـ

تبعه
عقبة بن الحجاج السلولي
سبقه
عقبة بن الحجاج السلولي
والي الأندلس (ولايته الثانية)

صفر 123 هـ - ذو القعدة 123 هـ

تبعه
بلج بن بشر القشيري