تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
عبد الله بن لويحان
عبد الله بن لويحان | |
---|---|
معلومات شخصية | |
تعديل مصدري - تعديل |
عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان بن لويحان العنقري التميمي (1308-1402هـ) شاعر، والدته من عائلة الشاعر عبد الله بن سبيل، وعديله الشاعر سليمان بن شريم. له محاورات مع شعراء عصره كسليمان بن شريم، وأحمد الأزوري، ومحمد بن حصيص، وأحمد الناصر، وصقر النصافي، وغيرهم الكثير.
عاش في الدوادمي، ثم انتقل إلى الكويت لطلب الرزق، وعمل في الغوص لمدة عشر سنوات تقريبًا ثم عاد إلى نجد وامتهن مهنة الزراعة في بلدة الشعراء، ثم انتقل لمدينة عنيزة وعمل في تجارة الإبل، بعد ذلك انتقل إلى مكة المكرمة واستقر في حي الشامية.
وأشهر بيت فيه حكمة لعبد الله بن لويحان يردده الناس:
الحنظلة لو هي على شاطئ النيل زادت مرارتها القديمة مرارة.[1]
سبب تسميته ب «لويحان»
ينقل سعد الخويطر عن والده علي بن إبراهيم الخويطر الذي تربطه علاقة قوية بـ «لويحان»، أن سبب تسميته بهذا الاسم أطلقت أصلاً على أحد أجداده المباشرين من العناقر من بني سعد بن زيد مناة من بني تميم، وكان في بحبوحة من العيش وكان كريمًا في الوقت نفسه وكان يلوح لعابري السبيل راجلين أو على ظهور الإبل، كان يلوح بكم ثوبه «المرودن» لاستضافتهم وإكرامهم وأخذ أخبارهم وكانوا يختصرون اسمه بـ «لويحان». والعناقر عشيرة أمراء وشعراء وفرسان وكرم في نجد يتفرع منهم آل خنيفر أمراء ثرمداء حتى الآن، وآل معمر أمراء العيينة، وآل أبوعليان مؤسسي مدينة بريدة وأمراء القصيم سابقاً لثلاث قرون، وآل غنام أمراء جنوبية سدير.[2][3]
سيرته
انتقل إلى بريدة في حدود سنة 1341هـ بدافع وإغراء من عديله (سليمان بن ناصر الشريم)، حيث ألح عليه بالنزوح إليها لأن ابن شريم كان يسكنها في ذلك العهد، وتشير مصادر موثوقة إلى أن هناك (صلة قرابة) بين الشاعرين تتمثل في أن زوجتيهما أختان. حين حضر إلى بريدة كان لا يملك من المال أجرة السكن الذي يأوي إليه فعرض عليه عديله السكن معه في منزله مؤقتًا ريثما تتحسن أموره، فرفض لويحان طلبه خشية مضايقته داخل بيته فلما لم يمتثل لقبول عرضه أمسك بيده وذهب به إلى (جردة بريدة)، وهي سوق شعبي كبير للحاضرة والبادية، فاشترى له (بيتا من الشعر) ثم حملاه إلى موقع قريب أرض فضاء شرق. وفي بريدة تعرف على الكثيرين من أهلها واختلط بشعرائها حيث مهد له السبيل سليمان بن شريم لأنه سبقه في معرفة الناس، فأخذت المجالس والندوات الليلية تعقد بصفة دورية كل ليلة يجتمعون في بيت واحد منهم وكانوا يسمون مثل هذه الجلسات الدورية (راتب) لأنها مرتبة بالتناوب، أما في فصل الصيف فيستحب أن تعقد هذه الجلسات في جو هادئ وعلى الهواء الطلق (فوق رأس نفود) بين بريدة وعنيزة. انتصر على جميع الشعراء في جردة بريدة الذين لعبوا وترادوا معه كأمثال: ابن شريم، والظاهري وغيرهم. يقال انه في ليلة من الليالي ذهب أحد الجمهور لرجل كفيف يقال له ابن حصيص وضرب عليه الباب وطلب منه أن يأتي ويراد الشاعر لويحان ليغلبه، فلما جاء إلى ملعب المراد فبدأ ابن حصيص بالهجوم على لويحان ببيت من الشعر مباشرة حيث قال:
ألا يالوح منتب لوح لوح مطوع قاري شبيهك لوح عظم جادعينه بالمعاطين
قعدت بديرة التجار لا بايع ولا شاري قليل العرف مثلك مهو درك شين
فرد عليه لويحان بالحال:
أنا لوح ألا مني صفقتك عسر ماداري لزوم تزوع ماكليت يارخو الجناحين
أنا منيب مثلك للطوافة ياولد ضاري الا شحوا هل الديرة تورسعت الدكاكين
أنا رزقي على رب الخلايق واحد باري معافيني ومقدرني وعن شرواك مغنين
فقال له الشاعر الكفيف ابن حصيص: «اشهد بالله انك شاعر» وكررها ثلاثاً.[4][5]
ردية بين الملك فيصل وعبد الله بن لويحان
قال لويحان
الليلة الليلة الليلة نبا الطاروق طرقٍ غريب
مثل الدراهم إلى قاموا صيارفها يعدونها
والله ما ادري يطيب لسيدي وإلا ترى ما يطيب
ان كان ما ناسبت لك يا سنادي جزت من دونها
فقال الملك فيصل
الليلة الليلة الليلة شواريبٍ تحد الشريب
والأجنبية إلى وردت على المارد يحدونها
ياذيب ياذيب ياللي جر صوته في علو الشذيب
ذكرت عيني وهلت واهملت من عقب مظنونها
قال لويحان
عندي خبر بك جروحٍ مايسر بها علاج الطبيب
مير انحروا روضة التنهات ساكنها يداوونها
من قال أبا اصبر وأبا اكنا الجرح لين انه يجيه العزيب
يصير بين الرجا والياس باعوها ويشرونها
فقال الملك فيصل
ما نيب زملٍ عليها من بعيد ولا قريبٍ طنيب
يا عسرها وأنت تحسبها ولو صديت يا هونها
تراي لو صرت عنه ابعيد مرجاعي عليهم قريب
والديرة اللي نحل ابها عدانا ما يحلونها
وفي ردية ثانية بين الملك فيصل واللويحان
قال الملك فيصل
خابرك تذكر بساتينٍ ثمرها الورد والهيل
هو حاضرٍ نفعها وإلا متى حتنه يصيري
بالحيل بالحيل يالويحان أنا مشتاق بالحيل
ليتك تشاور لنا الوقيّف كوده يستخيري
قال لويحان
من حال هاك البساتين النظيفة علّها السيل
يقودني صوب حلو اثمارها خيط الحريري
وقيّفها يا وسيع المعرفة ما يفهم القيل
تثور بندق قليل الفود في وسط الجفيري
قال الملك فيصل
أنا احسب انك على اللزمات بالقالات حلحيل
تسعى لنا في طريق البيع والناقد بصيري
حنا إلى من شرينا يحضرونك حزت الكيل
وتشوف بالعين يا مشكاي ما قلبك غريري
قال لويحان
والله مافي يدي قوة ولا حيلة ولا حيل
حيث ان حبي إلى شافوك يمضونه شعيري
من طرد الصيد يذبح بالجفار وبالمغازيل
واللي يجر السرايا للعدى لازم يغيري
قال الملك فيصل
إلى غزينا عليهم فانت قيدوم الدواليل
صيّور ما نلطم الخصمين بالحد الشطيري
ويش أنت خابر يوم انك جبت لي بعض المناديل
تقول هذا مليته من زهر بستان غيري
قال لويحان
والله فلا ابغى فزوع ولا جرود ولا محاويل
الناس في حكم رجالٍ على العالم خطيري
ما ظن به كهربه تجذب كما يجذب التيل
والا فلا صار شي اولا بعد قر القريري
قال الملك فيصل
لياس تيّس ولو صارت عواكيس وغرابيل
صيّور ما يحمد المصباح سرايٍ يسيري
الناس وقت الصرام كرام في كل المحاصيل
واليوم نبغى كرمكم يوم جا وقت العصيري
قال لويحان
تراي اميّز المخراج قدام المداخيل
بحال أبا اخشرك وبحال ترى منتب خشيري
خادم وحامل سلاحي مالنا بالعدل والميل
ولا يخاشر سلاطين الملوك الا الوزيري
وفي ردية ثالثة بين الملك فيصل واللويحان
قال لويحان
هاضني براق ليليٍ تسارا
لاح برقه واعترض في كل ديره
يا طويل العمر كنا بالنهارا
الله العم بالبيان وبالسريرة
فقال الملك فيصل
شوفكم بالعين ولا بالخبارا
كود توهف لي على حروة غديره
خلنا باللوح بالمارد خشارا
والخشير ملّزمٍ يخشر خشيره
فقال لويحان
يا أشقر الجنحان يا طير الحبارا
أنت تدري بالمضرة والبريره
اتعذر منك زينات العذارا
اسمحوا لي بالكبيره والصغيره
فقال الملك فيصل
والله ان ودي مع الدرب انتبارا
والسبور تروح قدام المغيره
وش علامك تنحرف عني يسارا
ما تبي مجراي والشسطه قصيره
فغيّر الملك فيصل الطاروق بطاروق فريد وغريب من نوعه
خفا ما على مثل خفا
ولو كان بتخفونها
اعرف القصير امن الطويل
عسى القصر يكهل من بناه
وفا اللوح ولا ما وفا
لزا شدها يمتونها
انا ما ادعيك بلا دليل
ولا اضرب طواريق الفلاة
فقال لويحان
طفا سوها عني طفا
مقالات لا تحيونها
تسامح عسى عمرك طويل
ومن جاز له درب مشاه
صفا الوقت ولا ما صفا
صعيبات وأقصر دونها
سبب حملهم حملٍ ثقيل
ولا كل من شاله قواه
من أشعاره
مما قاله الشاعر في الحث على مرافقة الأخيار، واكتساب الصفات الجميلة منهم التي تعود بالفائدة والصلاح:
ومن أشهر قصائده التي قالها بأسلوب السهل الممتنع:
ومن أبيات الحكمة التي يقصد بها الشاعر الأهداف السامية والنبيلة، وكذلك انتقاؤه للعبارات المفيدة والمؤثرة التي تدل على تجاربه في الحياة:
ومن أشعاره الغزلية هذه القصيدة التي تدل على شموخ الشاعر وكبريائه وعزّة النفس، كما تفنن في انتقاء مفرداتها، واختيار الصور الشاعرية الرائعة، والمليئة بالشجن والحنين والوجد[1][4]
وفاته
عندما فاجأه المرض أمر الأمير سلطان بن عبد العزيز بنقله بطائرة الإخلاء الطبي إلى المستشفى العسكري بمحافظة الطائف، حيث توفي عام 1402هـ عن عمر يناهز تسعين عاماً.
مراجع
- ^ أ ب "لويحان.. شاعر الحكمة والعاطفة الصادقة". جريدة الرياض. مؤرشف من الأصل في 2019-03-27. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-08.
- ^ "تحميل كتاب تاريخ ابن عيسى - كتب PDF". مجلة الكتب العربية - كتب و روايات. مؤرشف من الأصل في 2019-04-21. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-10.
- ^ الإلكترونية، مكتبة الكتب. "تنزيل PDF كتاب مطالع السعود في تاريخ نجد وآل سعود مقبل بن عبد العزيز". مكتبة الكتب الإلكترونية. مؤرشف من الأصل في 2019-04-21. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-10.
- ^ أ ب "الراحل - 13 - الشاعر عبدالله بن لويحان". روتانا (بen-US). Archived from the original on 2018-10-04. Retrieved 2019-03-08.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ "لويحان وابن شريم في ذاكرة بريدة". جريدة الرياض. مؤرشف من الأصل في 2019-03-27. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-08.