تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
بوابة:الإسلام/مقالة رئيسية/37
المشاعر المقدسة هي أماكنُ جغرافية تقع في محيط مكّة المُكرمة وردَ ذكرها صراحةً أو الإشارة إليها في القرآن الكريم، وهي مِنى، وعرفات، ومزدلفة. ويأتي إليها المسلمون الذين يريدون تأدية فريضة الحج وهو الركن الخامس من أركان الإسلام. يرتبط كل مشعر بعدد من المناسك والأعمال التي يؤمر بها الحجاج، والتي تبدأ في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وفيه يتجه الحجيج إلى منى لقضاء يوم التروية، ثم ينفرون (يُسرعون) إلى عرفة لقضاء يوم عرفة، ثم يعودون إلى منى مرورًا بمزدلفة لقضاء أيام التشريق. حظيت المشاعر المقدسة بعناية ورعاية واهتمام عند المسلمين خاصتهم وعامتهم عبر العصور المتعاقبة؛ لما لها من قدسية ومكانة دينية وتاريخية، فحرصوا على أمنها واستقرارها ورخائها وازدهارها، وسعوا إلى بذل نفائس أموالهم في عمارتها وتنمية مرافقها وتزويدها بأرقى الخدمات وأكملها؛ ليستطيع المسلمون تأدية مناسكهم وعباداتهم في يسر وأمن وسلامة. وإلى جانب أعمال التنمية والتطوير التي حظيت بها المشاعر، شهدت تلك الأماكن أحداثًا سياسية وأمنية منذ العهد النبوي حتى السعودي، وثقتها كتب وروايات المهتمين والرحالة والمؤرخين، كما وثقت كثيرًا من المعالم والآثار والنقوش التي كان يكتبها الحجاج لوقوعها في طرق سيرهم للتنقل بين منى ومزدلفة وعرفات، والتي اندثرت غالبيتها مع مرور الزمن، أو بفعل أعمال التطوير. تعود تسمية المشاعر المقدسة إلى اعتياد العرب تسمية المواقع بصفة جزء منها، أو بفعل أمر بها، أو لحادثة حدثت فيها؛ ولم تخرج أسماء المشاعر عن ذلك. فالمشاعر هي: المعالم، ومواضع النسك. ومنها قولك: شعرت بالشيء، أي علمته، وأغلب الظن أن أسماء المشاعر عُرفت منذ ذلك الوقت؛ وكل ما ورد في أسباب أسمائها المتعددة وتعليلها، إنما هي أقوال تناقلها الخلف عن السلف؛ لذا يصعب الركون إلى إفراد سبب دون الآخر. فمشاعر الحج إذا ذكرت فالمقصود بها عرفات ومزدلفة ومنى.