تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية الجيدة/254
عطاء بن أبي مسلم الخراساني (60 هـ/671م - 135 هـ/752م)، تابعي، وفقيه، ومُفسر، ومجاهد، وأحد رواة الحديث النبوي. وُلِد في بلخ سنة 60 هـ، وكان من الموالي، حيث كان مولى للمهلب بن أبي صفرة، أصبح قاضيًا وفقيهًا لخراسان، طلب العلم فسافر إلى بلاد الشام، وسكن دمشق والقدس، واشتُهِر بالعبادة والفتوى والخروج في المعارك. ذهب إلى المدينة المنورة وطلب التفسير على يد زيد بن أسلم، له اهتمام بتفسير القرآن وعلومه، وله العديد من المرويات التي دُوّنت في كتب التفسير وعلوم القرآن، وصُنّفت مؤلفات تجمع أقواله في هذا المجال، حيث نُسب إليه مصنّفات مثل: «التفسير» و«الناسخ والمنسوخ في كتاب الله» و«تنزيل القرآن»، كان يُكثر الرواية في التفسير عن عبد الله بن عباس إرسالًا، روى الحديث وروى عنه عدد كبير من تابعي التابعين، وحديثه في صحيح مسلم والسنن الأربعة. كان يجادل القدرية والحرورية، فتنازع مع أحد المُحدثين وهو ثور بن يزيد لكلامه في القدر ونهى عن مجالسته، وقال: «لا تجالسوا ثور بن يزيد، إنه كان قدريًا»، وكان يحذر الناس من البدع، وكان يحث على الجماعة، وذكر ابن تيمية أنه كان ممن يعتقد أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص. روى الماوردي في النكت والعيون، وابن الضُّرَيسِ في فضائل القرآن، عن عطاء الخراساني أثرًا طويلًا يبين فيهِ ترتيب السور من حيث نزولها، وبيّن السور المكية والسور المدنية، بالرغم من أن هذا الأثر يختلف عن الروايات الأشهر في ترتيب السور، حيث ذكر أن أول السور نزولًا هي سورة الفاتحة، والأشهر أنها سورة العلق، وغير ذلك من الاختلافات. اُشْتَهر بالعبادة، ويُعرف عنه الإكثار من قيام الليل، قال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: «كنا نغازي عطاء الخراساني، وننزل مُتقاربين فكان يحيي الليل، ثم يخرج رأسه من خيمته فيقول : يا عبد الرحمن، يا هشام بن الغاز، يا فلان، قيام الليل، وصيام النهار أيسر من شرب الصديد، ولبس الحديد، وأكل الزقوم، والنجاة النجاة!».