التدافع على إفريقيا

من أرابيكا، الموسوعة الحرة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 06:26، 26 أغسطس 2023 (بوت:نقل من تصنيف:القرن 19 في إفريقيا إلى تصنيف:إفريقيا في القرن 19). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
التدافع على إفريقيا
تقسيم القوى الأوروبية لأفريقيا عام 1913. وتظهر الحدود السياسية الحديثة لبلدان القارة التي يعود منشأ معظمها للحقبة الاستعمارية الأوروبية.
  مستقلة (ليبيريا وإثيوبيا)

التدافع على أفريقيا (بالفرنسية: partage de l'Afrique)‏، (بالإنجليزية: Scramble for Africa)‏، (بالألمانية: Wettlauf um Afrika)، (بالهولندية: Wedloop om Afrika) (بالإسبانية: carrera por África)‏ ويُعْرَف كذلك باسم السباق إلى أفريقيا Race for Africa، كان نتيجة الادعاءات الأوروبية المتعارضة لمناطق في أفريقيا أثناء فترة الإمبريالية الجديدة، بين عقد 1880 والحرب العالمية الأولى في 1914.

يُشار عادةً إلى مؤتمر برلين لعام 1884 بالمرحلة القيادية للصراع على أفريقيا. نظّم هذا المؤتمر الاستعمار الأوروبي والتجارة في أفريقيا. كان تقسيم أفريقيا، الذي كان نتيجة للتنافس السياسي والاقتصادي بين الإمبراطوريات الأوروبية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، هو الطريقة التي تجنَّب بها الأوروبيون التقاتل فيما بينهم بسبب القارة. شهدت السنوات اللاحقة من القرن التاسع عشر الانتقال من «الإمبريالية غير الرسمية» من خلال النفوذ العسكري والهيمنة الاقتصادية إلى الحكم المباشر، ومن ثم تحقيق الإمبريالية الاستعمارية.

خلفية

فضّلت القوى الأوروبية البقاء بالقرب من البحر واستخدام القارة من أجل التجارة فقط، حيث أقامت مراكز تجارية صغيرة على طول الساحل بحلول عام 1840، وقلّما قررت الانتقال إلى داخل البلاد. تمكن المستكشفون الأوروبيون من رسم خرائط لمناطق في شرق ووسط أفريقيا في العقود الوسطى من القرن التاسع عشر.[1]

كانت دول أوروبا الغربية تسيطر على عشرة في المئة فقط من القارة الأفريقية حتى أواخر سبعينيات القرن التاسع عشر، ووقعت جميع أراضيها بالقرب من الساحل. شملت أهم الأراضي التي تملكتها القوى الأوروبية: أنغولا وموزمبيق اللتان تملّكتهما البرتغال، ومستعمرة كيب التي تملّكتها المملكة المتحدة، والجزائر التي تملّكتها فرنسا. بحلول عام 1914، لم تتبقَ أي دول مستقلة عن السيطرة الأوروبية باستثناء إثيوبيا وليبيريا فقط.[2]

ساهمت التطورات التكنولوجية في تسهيل التوسع الأوروبي لما وراء البحار، وأحدث التحول الصناعي تطورات سريعة في النقل والاتصالات، وتمثل بعض أبرز هذه التطورات في السفن البخارية، والسكك الحديدية، والتلغراف. لعبت التطورات الطبية أيضًا دورًا هامًا، وبالأخص أدوية الأمراض المدارية. أحد التطورات الطبية التي أحدثت طفرة كانت تطوير مركب الكوينين، وهو علاج فعال للملاريا، حيث سمح للأوروبيين باستكشاف مساحات شاسعة من المناطق الاستوائية بسهولة أكبر.

الأسباب

أفريقيا والأسواق العالمية

كانت أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى جذابة للنخبة الحاكمة من الأوروبيين لأسباب اقتصادية، وسياسية، واجتماعية. كانت أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أيضًا واحدة من آخر مناطق العالم التي لم تتأثر بشكل كبير بـ«الإمبريالية غير الرسمية». خلال الوقت الذي أظهر فيه الميزان التجاري البريطاني عجزًا متناميًا، مع تقلص الأسواق القارية وتزايد سياساتها الحمائية نتيجة الكساد الطويل (1873-1996)، عرضت أفريقيا على بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، بالإضافة إلى دول أخرى، سوقًا مفتوحة من شأنها أن تجني لهم فائضًا تجاريًا، وقد كانت سوقًا تشترى من القوة الاستعمارية أكثر مما تبيعه بشكل عام.[3][4]

غالبًا ما كان فائض رأس المال يُستثمر بشكل أفضل في الخارج، حيث وجدت المواد الرخيصة، والمنافسة المحدودة، والمواد الخام الوفيرة. كان الطلب على المواد الخام بمثابة دافع آخر للإمبريالية، وخاصة النحاس، والقطن، والمطاط، وزيت النخيل، والكاكاو، والماس، والشاي، والقصدير، والتي اعتاد عليها المستهلكون الأوروبيون واعتدمت عليها الصناعة الأوروبية. بالإضافة إلى ذلك، أرادت بريطانيا السواحل الجنوبية والشرقية لأفريقيا من أجل موانئ توقفية على الطريق إلى آسيا وإمبراطوريتها في الهند.[5] ومع ذلك، كان حجم الاستثمار الرأسمالي من قبل الأوروبيين ضئيلًا نسبيًا في أفريقيا مقارنة بالقارات الأخرى، هذا إن استثنينا المنطقة التي أصبحت اتحاد جنوب أفريقيا في عام 1910. نتيجة لذلك، كانت الشركات العاملة في التجارة الاستوائية الأفريقية صغيرة نسبيًا، باستثناء شركة دي بيرز للتعدين التابعة لسيسل رودس. نحت رودس روديسيا لنفسه، علاوة على استغلاله لليوبولد الثاني ملك بلجيكا لاحقًا، وكذلك دولة الكونغو الحرة بوحشية أكبر.

انظر أيضاً

المراجع

  1. ^ Thomas Pakenham, The Scramble for Africa: White Man's Conquest of the Dark Continent from 1876 to 1912 (1991) ch 1
  2. ^ Compare: Killingray، David (1998). "7: The War in Africa". في Strachan، Hew (المحرر). The Oxford Illustrated History of the First World War: New Edition (ط. 2). Oxford: Oxford University Press (نُشِر في 2014). ص. 101. ISBN:978-0-19-164040-7. اطلع عليه بتاريخ 2017-02-21. In 1914 the only independent states in Africa were Liberia and Abyssinia.
  3. ^ Ewout Frankema, Jeffrey Williamson, and Pieter Woltjer, "An Economic Rationale for the West African Scramble? The Commercial Transition and the Commodity Price Boom of 1835–1885," Journal of Economic History 78#1 (2018) , pp. 231–67.
  4. ^ Kevin Shillington, History of Africa. Revised second edition (New York: Macmillan Publishers Limited, 2005), 301.
  5. ^ Lynn Hunt, The Making of the West: volume C, Bedford: St. Martin, 2009.