إحداثيات: 32°42′32.35″N 35°41′35.7″E / 32.7089861°N 35.693250°E / 32.7089861; 35.693250

نهر اليرموك

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شعار مراجعة الزملاء
شعار مراجعة الزملاء
هذه المقالة تخضع حاليًّا لمرحلة مراجعة الزملاء لفحصها وتقييمها، تحضيرًا لترشيحها لتكون ضمن المحتوى المتميز في أرابيكا العربية.
تاريخ بداية المراجعة 20 نوفمبر 2023
نهر اليرموك
الخريطة الجغرافية لنهر الأردن، يظهر فيها روافده المتفرعة منه والصابّة فيه، حيثُ يَقع نهر اليرموك في شماله كما هو موضح في هذه الصورة.

الخصائص

نَهَر اليَرمُوك هو نهر يقع في غرب آسيا، تحديدًا في بلاد الشام، وهو من روافد نهر الأردن ويَعُد أكبر فروعه، وكذلك هو أحد الأنهار العربية المشتركة في منطقة الشرق الأوسط، إذ يَشترك بين دول سوريا والأردن وجزء من الحدود الشرقية الشمالية لفلسطين المحتلة، ويبلغ طولهُ 57 كم، منه 47 كم داخل الأراضي السورية، والباقي يقع في مناطق الحدودية الأردنية الشمالية والحدود الفلسطينية.

ينبع من بحيرة مزيريب في سوريا ثم يسير النهر ليشكل جزءاً من الحدود السورية الأردنية ويقع على النهر في سوريا سد اليرموك ويتغذى ببعض الروافد كوادي الرقاد في الجولان ووادي الذهب الذي ينبع من جبل العرب مرورًا ببلدة الغارية الشرقية والغارية الغربية ويمر على عدد من المناطق والقرى التاريخية والتي تحتوي على الكثير من الكنائس القديمة والأديرة والمقابر والآثار.[1][2][3] وقد أقامت الحكومتان السورية والأردنية مؤخرًا سداً على النهر وسمي سد الوحدة والذي اُفتتح عام 2011[4] . يقع جزءٌ من النهر ضمن نطاق محمية اليرموك الطبيعية في الأردن.

32°42′32.35″N 35°41′35.7″E / 32.7089861°N 35.693250°E / 32.7089861; 35.693250

نهر اليرموك ويظهر جسر الحاوي المُهدم عليه أطلال سكة حديد الحجاز.

التسمية

تاريخيًا أُطلق على المنطقة الجغرافية لحوض نهر اليرموك في العصر البيزنطي اسم هيرموكوس، والتي تعني الهوة المقدسة، نسبةً لفجوة زلزالية واقعة أسفل حوض النهر، ومن ثم نقحره العرب إلى اليرموك، معرفًا بلام التعريف.[5]

واليرموك في اللغة العربية مأخوذة من المصدر رَمَك وتعني الموضع.[6]

وقال فيه القعقاع بن عمرو التميمي:

«اليرموك موضعٌ بناحية الشام، ومنه يوم اليرموك.»

[7]

جغرافيا

المسار

منبعه

يبع نهر اليرموك من جنوب سوريا، حيث المنطقة الجغرافية الواقعة بين جبل حوران وهضبة الجولان، وتشكل تدفقات بحيرة مزيريب الواقعة بالقرب من الامتدادات الجبلية لجبل حوران في محافظة درعا السورية مصدر نبعانه الرئيس، والتي بنفسها تتشكل من مياه الشلالات والينابيع الصادرة من منطقة جبل حوران، وتغذيه في مساره عدة روافد، كرافد وادي الرقاد النابع من هضبة الجولان، إذ يعد أهم روافد نهر اليرموك وأكبرها، إضافة إلى روافد أخرى كوادي الذهب النابع من جبل حوران.[8]

مصبه

ويصب في نهر الأردن جنوب بحيرة طبريا، عند مثلث منعطف اليرموك، وتعرف تلك المنطقة بملتقى النهرين، وبعد إلتقائه مع الأنهُر الثلاث المكونة لنهر الأردن، وهي: الحاصباني وبانياس واللدان.[9]

حيث يبلغ طوله الإجمالي من المنبع إلى المصب مع تعرجاته، نحو 80 كم، فيما إذا أُحتسب مساره كخطٍ مُستقيم فيبلغ طوله 32 كم فقط، ويصل أقصى عرض له ل35 كم.[8]

الطبيعة

يشكل نهر اليرموك حداً طبيعياً بين سهول حوران وباشان، وبين مرتفعات الجولان في الشمال، وبين جبال جلعاد في الجنوب.[8]

وتسود في المنطقة المحيطة به من النباتات أعشاب قصيرة مقاومة للطقس الجاف ومناسبة للبيئة هناك. ومن أشهر ما يُزرع في البساتين حوله هو الخضار والموز وكذلك قصب السكر.[10]

ومن الحيوانات[11]، الثدييات: الغزال العربي والوبر الصخري وقط الأدغال وابن آوى.

والطيور: تقع منطقة حوض اليرموك على ثاني أهم مسار لهجرة الطيور في العالم في وادي الأردن، حيث تشكل المنطقة حلقةَ وصلٍ لثلاث قارات، أوروبا وآسيا وإفريقيا[12]، ومن أهم تلك الطيور التي تحط في الأردن:- الحمام المرقط والوروار والعوسق والهدهد والحجل الشقر ونقار الخشب السوري ودجاج الماء.

والزواحف: أفعى فلسطين والعلجوم الأخضر.

ويمتاز ضفاف النهر بغابات جيدة وأشجار كثيفة، سيما أشجار بلوط الملول الذي يَعد الشجرة الوطنية للأردن[13]، زائدًا البطم الأطلسي والصفصاف الأبيض والدلب الشرقي والسحلب الأناضولي والصنوبر الحلبي، خصوصًا في أراضيه الأردنية، والتي تم أعتبارها كمحمية طبيعية تحت اسم محمية غابات اليرموك التي أسست عام 2010 من قبل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة.[14]

تتخللها بعض الأودية صغيرة ومتوسطة الحجم، التي تنحدر لتصب في النهر، ويكون الجريان فيها موسميًا عدا وادي الشق البارد.[14]

المناخ

يقع حوض النهر ضمن نطاق أقليم البحر المتوسط الجغرافي الذي يتمتع بمناخ دافئ وشبه جاف، إذ يزيد متوسط درجات الحرارة هناك في شهر يناير عن 5 درجات مئوية، أما في أشهر الصيف فتتجاوز درجات الحرارة 30 درجة مئوية، ويكثر هطول الأمطار فيه بين شهري أكتوبر ومارس، ويصل معدل هطولها فيه إلى 400-600 ملم في السنة.[8][14]

تاريخ

العصور القديمة

كشفت الأدلة التاريخية عن آثارًا تعود للحقبة الرومانية والبيزنطية، منها مدنًا أُنشات للتحصين على ضفاف نهري اليرموك والأردن، كمدينة إبيلا التي يُعرف موقها اليوم بـ عين قويلبة في محافظة إربد الأردنية، ومدينة الحمة الفلسطينية على حدود سوريا والأردن، والتي يعود تاريخها أيضًا للعصر الروماني، ومعابدٍ يهودية تعود لعصر ما قبل الإسلام، إضافة إلى العديد من القرى والكنائس والمقابر الأثرية حول حوض النهر.[15] وفي فترة حلف المدن العشرة الروماني الذي أنشأ للوقوف بالضد من نفوذ عرب الأنباط في الجنوب، شكل حينها نهر اليرموك والمنطقة المحيطة به عقدة وصل للمناطق الممتدة حوله، من خلال الجسور التي امتدت من فوقه، والتي يرجع أقدم آثارها إلى حقبة الوجود اليوناني والروماني بالمنطقة، أما أهم هذه الجسور وأقدمها، فهو جسر المجامع الموجود في نهاية نهر اليرموك على بعد مئتي متر من إلتقائه بنهر الأردن فهو يربط المناطق الشرقية التي تصل العراق، بالمناطق الشمالية من حلب ودمشق، بالمناطق الجنوبية وصولًا إلى مصر أو شبه الجزيرة العربية.[16]

العصر الإسلامي

أُشتهرت المنطقة بوقوع معركةٍ كبيرة قرب نهر اليرموك بين المسلمين بقيادة خالد بن الوليد، والبيزنطيين بقيادة ثيودور تريثوريوس، عُرفت بيوم اليرموك، وأنتهت بنصرٍ حاسم للمسلمين، وعُدت المعركة من أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي، كما اعتبرها بعض المؤرخين من أهم المعارك في تاريخ العالم لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وآذنت لتقدم الإسلام في بلاد الشام.[17]

العصر الحديث

شهدت نهاية القرن التاسع عشر تناميًا في أهمية نهر اليرموك الإقتصادية إلى جانب أهميته العسكرية في نقل الآلات والجنود، وذلك كنقطة وصل وربط بين المناطق حوله، ولذلك جاء اقتراح مشروع بناء سكة حديدية لتعمل على إعادة تثبيت السيطرة العثمانية على المناطق التابعة لها هذه السيطرة كانت قد واجهت تهديدًا وجوديًا بعد حملة محمد علي في الشام.[18] عُملت السكةُ الحديدية وافتتحت عام 1908، والتي امتدت بين دمشق شمالًا والمدينة المنورة جنوبًا مع فرع يصل حيفا غربًا، وكانت أراضي اليرموك تمر من خلالها، وعرفت تلك السكة بخط حديد الحجاز[19] كما أحدث المشروع تأثيراً على الزراعة في المنطقة، فظهرت عدة مشاريع لاستثمار الزراعة واستغلال المياه الكبريتية الحارة هناك، خصوصا في قرية الحمة الأردنية، وكان لإنتقال البهائيين للشام وسكنهم حول أراضي اليرموك سيما لعباس أفندي دوراً في إزدهار الزراعة كزراعتهم للموز والحمضيات وتطور وسائل الري كاستخدامهم طريقة الري السطحي، وهي تقنية لم تكن معروفة في تلك المنطقة قبلهم[20] وبعد سقوط الدولة العثمانية وظهور الدول الاستعمارية في المنطقة أصبح نهر اليرموك يتعامل معه كفاصل حدودي لتقسيم نفوذ الدول المسيطرة هناك، وفي عام 1931 أتفق مسؤولون من القوتين المسيطرتين على بلاد الشام، الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية والإمبراطورية البريطانية إلى تسوية اعتبرت جزء من النهر يتبع لفرنسا، وجزء آخر يتبع لبريطانيا، أما الجزء الذي تمر فوقه السكة الحديدية فقد اعتبر حاجزًا حدوديًا خاضعًا لإدارتهما المشتركة وهذا الجزء الحدودي هو ما يشكل في يومنا هذا الحدود الأردنية-السورية، التي تمتد لما يزيد عن 50 كيلومترًا بما يشمل الحدود مع الجولان المحتل، وبعد صدور قرار تقسيم فلسطين عام 1947، عندما اعتبر جزء من نهر اليرموك، قبل أن يصب في نهر الأردن، العلامة الحدودية الفاصلة بين الأردن وفلسطين التاريخية والتي أصبحت اليوم تحت سيطرة إسرائيل[21] وبعد أن أدركت مجموعات مسلحة صهيونية أهمية الجسور في المنطقة قامت منظمة البالماخ عام 1946 باستهداف جسر الحاوي أحد جسور وادي اليرموك الواقع فوق نهر اليرموك، والتي لا تزال أطلاله قائمة ليومنا هذا، وذلك في ما عرف بعملية ليل الجسور.[22]

مؤلفات ودراسات

تناول العديد من العلماء والباحثين القدامى والمعاصرين مواضيعًا حول نهر اليرموك في مؤلفاتهم ودراساتهم، ومنها:

كتب تحدثت عنه

دراسات أنشأت حوله

  • نهر اليرموك والأمن المائي العربي : دراسة في الجغرافية السياسية / محمد أحمد عقلة المومني.
  • احتمالات الفيضانات عند مواقع السدود على نهر اليرموك / إبراهيم العطور، مايكل إبيت.
  • التحليل المورفورمتري واتجاهات التغير المناخي لحوض نهر اليرموك / بدريه هياجنه.

انظر أيضًا

المراجع

  1. ^ "معلومات عن نهر اليرموك على موقع geonames.org". geonames.org. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15. {{استشهاد ويب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
  2. ^ "معلومات عن نهر اليرموك على موقع bigenc.ru". bigenc.ru. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15.
  3. ^ "معلومات عن نهر اليرموك على موقع d-nb.info". d-nb.info. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15.
  4. ^ Two leaders launch Al Wihdeh Dam, Jordan Times, 10 February 2004[وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 01 مارس 2012 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ أحمد محمود جبر الرشيدة (2 أغسطس 2022). "من اين جائت كلمة (اليرموك)." نبض. مؤرشف من الأصل في 2023-10-19. اطلع عليه بتاريخ 2023-10-17.
  6. ^ لسان اللسان، 214
  7. ^ الجوهري، إسماعيل، تاج اللغة وصحاح العربية، ص1588، ج4
  8. ^ أ ب ت ث "Yarmūk River". britannica.com. مؤرشف من الأصل في 2023-11-02. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-02.
  9. ^ "نهر الأردن". سلطة المياه الفلسطينية. 17 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-11-02. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-02.
  10. ^ "رابعاً : مشروع تطوير المصادر الزراعية في حوض نهر اليرموك". مؤسسة الاقراض الزراعي. 8 نوفمبر 2023. مؤرشف من الأصل في 2022-08-05. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-08.
  11. ^ "التقارير محمية "اليرموك" بالأردن.. لوحة فنية طبيعية لا تعرف الحدود (تقرير)". Anadolu Ajansı. 8 نوفمبر 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-06-23. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-08.
  12. ^ "الأردن ثاني أهم مسار للطيور المهاجرة على مستوى العالم". السبيل. 15 مايو 2023. مؤرشف من الأصل في 2022-05-16. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-08.
  13. ^ "الشجرة الوطنية في الأردن". موسوعة المملكة الأردنية الهاشمية. 31 يوليو 2022. مؤرشف من الأصل في 2023-09-30. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-08.
  14. ^ أ ب ت "محمية غابات اليرموك". الجمعية الملكية لحماية الطبيعة. مؤرشف من الأصل في 2023-06-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-08.
  15. ^ ^ "Yarmu River", encyclopedia.com, Retrieved 10/9/2023. Edited.
  16. ^ Wars of the Jews, Book 3, chapter 9, section 7, accessed 6 December 2016 نسخة محفوظة 21 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ معركة اليرموك[وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  18. ^ Fahmy, Khaled (2002). All the Pasha’s Men Mehmed Ali, his army, and the making of modern Egypt. (Cairo: The American University in Cairo Press) P.60
  19. ^ تقرير المفكر جمال الدين الأفغاني في تأييد مشروع السكة الحديدية، في: ابو الشعر، هند (2010). تاريخ شرقي الأردن في العهد العثماني (1516-1918). عمان: وزارة الثقافة الأردنية. ص 419.
  20. ^ Jörum, Emma Lundgren (2014), Beyond Syria’s Border «A History of Territorial Disputes in The Middle East». (London: I.B.Tauris & Co Ltd.) P. 22
  21. ^ Amadouny. V. M. «The Formation of the Transjordan-Syria Boundary, 1915-32.» Middle Eastern Studies 31, no. 3 (1995): 533–49.
  22. ^ "דף הבית". مؤرشف من الأصل في 2018-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2018-01-27.

وصلات خارجية