عرض مصدر محمد بن ملكشاه

{{صندوق معلومات ملكية
| سابقة تشريفية      = غياث الدنيا والدين
| الاسم               =
| لاحقة تشريفية       =
| الاسم الأصلي         =
| لغة الاسم الأصلي     =
| الصورة             = Investiture scene of Muhammad I Tapar.jpg
| حجم الصورة         =
| التعليق            = صورة تنصيب محمد الأول.من كتاب [[جامع التواريخ]] من القرن الرابع عشر
| اسم الولادة         =
| تاريخ الولادة       = 21 يناير 1082
| مكان الولادة        =
| تاريخ الوفاة       =1118<br/> (36–35 سنة)
| مكان الوفاة        =
| سبب الوفاة         =
| مكان الدفن         =
| تاريخ الدفن        =
| المعمودية          =
| الخلافة             = [[قائمة سلاطين الدولة السلجوقية|سلطان]] [[الدولة السلجوقية]]
| معلومات أخرى       =
| نوع-الحكم          =
| فترة الحكم         = 1105–1118
| تاريخ التتويج      =
| تقليد المنصب       =
| ولي العهد          =
| وصي العرش          =
| الحاكم السابق      = [[ملكشاه الثاني بن بركياروق|ملكشاه الثاني]]
| الحاكم اللاحق       = [[محمود بن محمد بن ملكشاه|محمود]]
| الجنسية            =
| أسماء أخرى         =
| اللقب              = أبو شجاع
| الكنية             =
| عرقية              =
| مواطنة             =
| تعليم              =
| مدرسة أم           =
| المهنة             =
| تعلم لدى           =
| النشيد الملكي      =
| الشعار الملكي      =
| أعمال بارزة        =
| اشتهر بـ           =
| الديانة            = [[الإسلام]]، [[أهل السنة والجماعة]]
| الزوج              =
| الأبناء             =
*[[محمود بن محمد بن ملكشاه|محمود]]
*[[مسعود بن محمد بن ملكشاه|مسعود]]
*[[سليمان شاه بن محمد|سليمان شاه]]
*[[طغرل الثاني]]
| العائلة الملكية    =
| الأب                = [[جلال الدولة ملك شاه|ملكشاه الأول]]
| الأم                =
| أخوة               =
*[[محمود بن ملكشاه|محمود]]
*[[أحمد سنجر]]
*[[بركياروق بن ملكشاه|بركياروق]]
*أحمد شجاع
*داؤود
*طغرل
*أمير خماري
*[[عصمة خاتون]] (زوجة الخليفة العباسي [[أحمد المستظهر بالله|المستظهر بالله]])
*[[جوهر خاتون]]
*ستاره خاتون
*ماه ملك خاتون (زوجة الخليفة العباسي [[عبد الله المقتدي بأمر الله|المقتدي بأمر الله]])
*تركان خاتون
| ملاحظات             =
| الشعار             =
| الدعامة            =
}}
'''غياث الدنيا والدين أبو شجاع محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان''' {{تر|Muhammet Tapar}} (توفي [[1118]] م) هو سلطان [[الدولة السلجوقية|سلجوقي]] اختلف مع أخوته على الحكم بعد وفاة والدهم [[جلال الدولة ملك شاه]] وهم [[بركياروق بن ملكشاه|بركياروق]] [[محمود بن ملكشاه|ومحمود بن ملكشاه]] [[أحمد سنجر|وأحمد سنجر بن ملكشاه]].<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://id.loc.gov/authorities/n92031618
| عنوان = معلومات عن محمد بن ملكشاه على موقع id.loc.gov
| ناشر = id.loc.gov
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191213065331/https://id.loc.gov/authorities/n92031618|تاريخ أرشيف=2019-12-13}}</ref><ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://viaf.org/viaf/38566673
| عنوان = معلومات عن محمد بن ملكشاه على موقع viaf.org
| ناشر = viaf.org
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190804101925/https://viaf.org/viaf/38566673/ | تاريخ أرشيف = 4 أغسطس 2019 }}</ref><ref>{{استشهاد ويب
| مسار = http://nomisma.org/id/ghiyath_al-din_abu_shuja'_muhammad_ibn_malikshah
| عنوان = معلومات عن محمد بن ملكشاه على موقع nomisma.org
| ناشر = nomisma.org
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180707183033/http://nomisma.org/id/ghiyath_al-din_abu_shuja'_muhammad_ibn_malikshah | تاريخ أرشيف = 7 يوليو 2018 }}</ref>

إستطاع أن يسيطر على أملاك [[بركياروق بن ملكشاه|بركياروق]] بعد وفاته. حيث صالحهُ [[إياز السلجوقي|الأمير إياز]] وسلّمهُ أملاك أخيه بلا قتال [[إياز السلجوقي|والأمير إياز]] هو وصي السلطان [[ملكشاه الثاني بن بركياروق|ملك شاه الثاني]] ابن أخيه الذي لم يبلغ الخامسة من العمر عام [[1105|1105م]]، وكان ملك أخيهِ [[بركياروق بن ملكشاه|بركياروق]] يشمل: الري وطبرستان [[فارس|وفارس]] وبغداد والجزيرة والحرمين.
{{#وسم:ref|[[أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران (كتاب)|أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران]] - [[وليد الأعظمي]] - مكتبة الرقيم - بغداد 2001م - صفحة 50، 51.(الأمير إياز السلجوقي).}} وكان أخوه [[أحمد سنجر]] قد سيطر على [[خراسان الكبرى|خراسان]]. ويقال أن محمداً تعاون مع [[رضوان بن تتش]] السلجوقي حاكم [[حلب]] في [[معركة الموصل (1107)|معركة]] ضد [[قلج أرسلان الأول]] أحد [[دولة سلاجقة الروم|سلاجقة الروم]] والتي وقعت قرب [[الموصل]] في عام [[1107|1107م]] وهزم فيها قلج وقتل بعدها بقليل. في عام [[500 هـ]] قام محمد بن ملكشاه بغزو [[باطنية|الباطنية]] وأخذ قلعتهم [[أصفهان|بأصبهان]] وقتل صاحبها أحمد بن عبد الملك بن عطاش وكان قد تملكها اثنتي عشرة سنة وهي من بناء ملكشاه الأول الذي بناها على رأس جبل وغرم عليها ألفي ألف دينار [http://www.al-eman.com/IslamLib/viewchp.asp?BID=238&CID=41#s1].<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=4911&bk_no=60&flag=1
| عنوان = إسلام ويب - سير أعلام النبلاء - الطبقة السابعة والعشرون - السلطان- الجزء رقم19
| موقع = islamweb.net
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2020-11-27
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201112003447/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents | تاريخ أرشيف = 12 نوفمبر 2020 }}</ref>

خلف محمد ابنه [[محمود بن محمد بن ملكشاه|محمود]] بصورة اسمية، إذ كانت السيطرة على البلاد آيلة بشكل عام [[أحمد سنجر|لأحمد سنجر]].

== سيرته ==
=== الوزارة ===
في عام [[500 هـ]]/[[1107]]<nowiki/>م، ذهب أحمد بن نظام الملك، ابن الوزير [[نظام الملك]] الشهير، إلى بلاط السلطان محمد ليشكو إليه من رئيس همدان. وحين وصل أحمد البلاط، عيّنه محمد الأول وزيراً له، محل سعد الملك أبو المحاسن الذي كان قد أُعدِم قبل ذلك بقليل بتهمة [[هرطقة|الهرطقة]]. وكان التعيين مبنياً في الأساس على سمعة والد الوزير الجديد. وأسبغ عليه ألقاب كانت لوالده، منها «قوام الدين»، «صدر الإسلام»، «نظام الملك». لكن استبدل لفترة قصيرة بـخاطر الملك أبو منصور ميبودي، ثم تقاعد أحمد إلى حياة خاصة في بغداد، ولكن حسب [[أنوشروان بن خالد]]، فقد سجنه السلطان محمد الأول لعشر سنوات.

قام محمد بن ملكشاه، ومعه وزيره أحمد، بشن حملة في العراق حيث هزم وقتل الحاكم [[بنو مزيد|المزيدي]]، سيف الدولة [[صدقة بن منصور]]، الذي لقـَّب نفسه «ملك العرب».<ref>الزركلي، خير الدين، الأعلام، ط15، ج3، ص203، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان.</ref>

=== الحرب بين الأخوين بركياروق ومحمد ===
توالت هزائم [[بركياروق بن ملكشاه|بركياروق]] من أخيه محمد و[[أحمد سنجر|سنجـر]] [[خراسان الكبرى|بخراسـان]]، فلما انهزم بركياروق صار إلى [[محافظة خوزستان|خورستان]] واجتمع عليه أصحابه ثم أتى عسكر مكرم وكثر جمعه ثم سار إلى [[همدان (إيران)|همذان]] فلحق به الأمير [[إياز السلجوقي|إياز]] ومعه خمسة آلاف فارس وسار أخوه محمد إلى قتاله واقتتلوا وهو المصاف الثاني واشتد القتال بينهم طول النهار فانهزم محمد وعسكره وأسر مؤيد الملك بن نظام الملك وزير محمد وأحضر إلى السلطان بركياروق فوافقه على ما جرى منه في حق والدته وقتله السلطان بركيـاروق بيـده وكـان عمـر مؤيـد الملك لما قتل قريب خمسين سنة ثم سار السلطان بركيـاروق إلى [[الري (إيران)|الري]] وأما محمد فإنه هرب إلى [[خراسان الكبرى|خراسان]] واجتمع بأخيه سنجر وتحالفا واتفقا وجمعا الجموع وقصدا أخاهما بركيـاروق وكان بالري فلما بلغه جمعهما سار من الري إلى [[بغداد|بغـداد]] وضاقـت الأموال على بركيـاروق فطلب من الخليفة مالاً وترددت الرسل بينهما فحمل الخليفة إليه خمسين ألف دينار ومد بركيـاروق يده إلى أموال الرعية ومرض وقوي به المرض وأما محمد وسنجر فإنهما استوليا على بلاد أخيهما بركيـاروق وسارا في طلبه حتى وصلا إلى بغداد بركيـاروق مريض وقد أيس منه فتحول إلى الجانب الغربي محمولاً ثم وجد خفة فسار عن بغداد إلى جهة [[واسط (مدينة تاريخية)|واسط]] ووصل السلطان محمد وأخوه سنجر إلى بغداد فشكى الخليفة [[أحمد المستظهر بالله|المستظهر]] إليهما سوء سيرة بركياروق وخطب لمحمد.

كان بركياروق بواسط ومحمد ببغداد، فلما سار محمد عن بغـداد سـار بركياروق مـن واسط إليه والتقوا بروذراور وكان العسكران متقاربين في العدة فتصافوا ولم يجر بينهما قتال ومشى الأمراء بينهما في الصلح فاستقرت القاعدة على أن يكون بركياروق هـو السلطان ومحمد هو الملـك ويكـون لمحمـد مـن البلاد [[أذربيجان|أذربيجـان]] و[[ديار بكر|ديـار بكـر]] والجزيـرة والموصـل وحلف كل واحد منهما لصاحبه وتفرق الفريقان من المصاف، ثـم انتقـض الصلـح وسـار كـل منهمـا إلـى صاحبـه واقتتلـوا عنـد الـري وهو المصاف الرابـع فانهـزم عسكـر محمـد ونهبـت خزانتـه ومضى محمد في نفر يسير إلى [[أصفهان]] وتتبع بركياروق أصحاب أخيه محمد فأخذ أموالهم ثم سار بركياروق فحصر أخاه محمداً بأصفهان وضيـق عليـه وعدمـت الأقـوات في أصفهان ودام الحصار على محمد، فخرج من [[أصفهان]] هارباً مستخفياً وأرسل بركياروق خلفه عسكراً فلم يظفروا به ثم رحل بركياروق عن أصفهان وسار إلى [[همدان (إيران)|همذان]].

ثم دخلت سنة [[496 هـ]]، فـي هـذه السنـة فـي جمـادى الآخرة كان المصاف الخامس بين الأخوين بركياروق ومحمد ابني [[جلال الدولة ملك شاه|ملكشاه]] فانهزم عسكر محمد أيضاً وكانت الوقعة على باب خري وسار بركياروق بعد الوقعة إلى جبل بين مراغة [[تبريز|وتبريز]] كثير العشب والماء فأقاما به أيام ثـم سـار إلـى [[زنجان|زنجـان]] وأمـا محمـد فسـار إلى أرجيش على أربعين فرسخاً من موضع الوقعة وهي من أعمال خلاط ثم سار من أرجيش إلى خلاط.

=== الصلح بين الأخوين ===
وفي [[497 هـ]] في ربيع الأول وقع الصلح بين بركياروق ومحمد وكان بركياروق حينئذ بالري والخطبة له بها وبالجبل [[طبرستان|وطبرستان]] وفارس وديار بكر وبالجزيرة [[الحرمان الشريفان (توضيح)|والحرمين الشريفين]] وكان محمد [[أذربيجان|بأذربيجـان]] والخطبـة لـه بهـا وببلاد سنجر فإنه كان يخطب لشقيقه محمد إلى [[بلاد ما وراء النهر|ما وراء النهر]] ثم إن بركيارق ومحمداً تراسلاً في الصلح واستقر بينهما وحلفا على ذلك في التاريخ المذكور وكان الصلح على أن لا يذكر بركياروق في البلاد التي استقرت لمحمد وأن لا يتكاتبا بل تكون المكاتبة بين وزيريهما وأن لا يعارض العسكر في قصد أيهما شاء وأما البلاد التي استقرت لمحمد ووقع عليها الصلح فهي: من النهر المعروف باسبيدز إلى [[دربند (روسيا)|باب الأبواب]] وديار بكر والجزيرة والموصل والشام ويكون له من العراق بلاد صدقة بن مزيد ولما وصلت الرسل إلى [[أحمد المستظهر بالله|المستظهر]] الخليفـة بالصلح وما استقر عليه الحال خطب بركياروق ببغداد وكان شحنة بركياروق ببغداد أيلغازي بن أرتق.

=== توسُّعات قلج أرسلان ومعركة الموصل (1107م) ===
ارتفعت الروح المعنويَّة لِلمُسلمين عامَّةً والسلاجقة خاصَّةً نتيجة النهاية المُخزية لِلجماعات الصليبيَّة الثلاث، إذ ثأر هؤلاء لما حلَّ بهم في ضورليم وأثبتوا أنَّهم باقون في الأناضول، واتَّخذ قلج أرسلان لِنفسه لقب «سُلطان»، وحاول انتزاع اعتراف التُرك في آسيا الصُغرى وخارجها به، فكان أوَّل من لُقِّب بِهذا اللقب من حُكَّام سلاجقة الروم، وأشار إلى ذلك بضعة مُؤرخين كمتَّى الرُهَاوي [[ميخائيل السرياني|وميخائيل السُرياني]] [[ابن العبري|وابن العبري]]، غير أنَّ المُؤرخين المُسلمين حرصوا على مُناداته بِـ«الملك».<ref name="ابن العبري1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن العبري|ابن العبري، أبو الفرج گريگوريوس بن هٰرون الملطي]]|عنوان=تاريخ مُختصر الدُول|إصدار=الأولى|صفحة=172 - 173|سنة=[[1418 هـ|1418هـ]] - [[1997]]م|ناشر=دار الكُتُب العلميَّة|مكان=[[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار=https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=https://books-library.online/files/download-pdf-ebooks.org-1541023843Et1K0.pdf&hl=ar|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20201219055906/https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=https://books-library.online/files/download-pdf-ebooks.org-1541023843Et1K0.pdf&hl=ar|تاريخ أرشيف=19 ديسمبر 2020}}</ref><ref name="استقلال">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير، علي بن مُحمَّد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري]]|عنوان=الكامل في التاريخ|إصدار=الرابعة|صفحة=97|سنة=[[1424 هـ|1424هـ]] - [[2003]]م|المجلد=الجُزء التاسع|ناشر=دار الكُتُب العلميَّة|مكان=[[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار=https://ia802707.us.archive.org/15/items/WAQkamilt/kamilt09.pdf|isbn=2745100467|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20191216200434/https://ia802707.us.archive.org/15/items/WAQkamilt/kamilt09.pdf|تاريخ أرشيف=16 ديسمبر 2019}}</ref> ويُلاحظ أنَّ اتخاذ قلج أرسلان لقب سُلطان لم يُفضِ إلى أيَّة ردَّة فعلٍ من جانب السلاجقة العظام -الذين كانوا يعدُّون الحاكم الأعلى لِلدولة في بغداد وجميع السُلالات السَلْجُوقيَّة هو وحده السُلطان- وكُل الحُكَّام دونه يحملون لقب الملك أو الشاه؛ ذلك أنَّ الدولة السَلْجُوقيَّة كانت في تلك الفترة تعصف بها رياح الفوضى والاضطراب ممَّا جعلها لا تتصرَّف ضدَّ الصليبيين ولا تنظر إلى ما قد يُثيره حُكَّام السُلالات الفرعيَّة من مُحاولات انفصال، فقد انقسم الصف السَلْجُوقي وانحلَّت السُلطة المركزيَّة وتكاثرت النزاعات الداخليَّة، فتنازع السُلطان بركياروق وأخيه مُحمَّد على المُلك، ونشبت بينهما عدَّة وقعات أُهرقت فيها الدماء،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[شمس الدين الذهبي|الذهبي، أبو عبد الله شمس الدين مُحمَّد بن أحمد بن عُثمان بن قايماز]]|عنوان=تاريخ الإسلام ووفيَّات المشاهير والأعيان|إصدار=الأولى|صفحة=20 - 22، 26 - 27|سنة=[[1415 هـ|1415هـ]] - [[1994]]م|ناشر=دار الكتاب العربي|مكان=[[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|المجلد=الجُزء الرابع والثلاثون|مسار=https://ia600903.us.archive.org/7/items/FP3938/tiz34.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210830225136/https://ia600903.us.archive.org/7/items/FP3938/tiz34.pdf | تاريخ أرشيف = 30 أغسطس 2021 }}</ref> فتأثَّرت جميع البلاد والأقاليم التابعة لِلدولة السَلْجُوقيَّة بِهذه الأحداث، فعمَّ الفساد، وانتُهبت الأموال، وأُحرقت القُرى، وتداعت الحُكُومة المركزيَّة، في حين علا شأن أُمراء الإقطاع، فانقسمت الدولة السَلْجُوقيَّة إلى سلطناتٍ وإماراتٍ وأتابكيَّاتٍ عديدة، توزَّعت في الشَّام والأناضول وأذربيجان والعراق وإيران.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان=تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصُغرى 470 - 704هـ / 1077 - 1304م|إصدار=الأولى|صفحة=102|سنة=[[1423 هـ|1423هـ]] - [[2002]]م|ناشر=دار النفائس|مكان=[[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|isbn=9953180474|مسار=https://ia801605.us.archive.org/0/items/abualialkurdy_gmail_20170404_0614/تاريخ%20سلاجقة%20الروم%20في%20آسيا%20الصغرى.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220314110714/https://ia801605.us.archive.org/0/items/abualialkurdy_gmail_20170404_0614/تاريخ%20سلاجقة%20الروم%20في%20آسيا%20الصغرى.pdf | تاريخ أرشيف = 14 مارس 2022 }}</ref> وبِهذا الشكل أضحت دولة سلاجقة الروم سلطنةً قائمةً بِحد ذاتها.
[[ملف:Mosul,_Illustration_for_La_Terre-Sainte_et_les_lieux_illustrés_par_les_apôtres,_by_Adrien_Egron,_1837_(30).jpg|تصغير|رسمٌ قديمٌ لِلمُوصل: قصبة الجزيرة الفُراتيَّة وأهم مُدُنها، التي شهدت آخر توسُّعات السُلطان قلج أرسلان.]]
أثارت شعبيَّة قلج أرسلان وانتصاراته على الصليبيين، ثُمَّ سيطرته على ملطية وإعلان نفسه سُلطانًا، أثارت أهالي [[ميافارقين]] الذين رغبوا بِالدُخُول تحت جناح سلاجقة الروم، فقرَّروا تسليم مدينتهم لِلسُلطان الجديد، وحضر إليه جميع أُمراء [[ديار بكر (منطقة)|ديار بكر]] وبايعوه مُعترفين بِسُلطته، ثُمَّ عيَّن [[مملوك (تاريخ)|مملوك]] أبيه «خمرتاش السُليماني» -وهو [[أتابك|أتابكه]]- واليًا على ميافارقين، وأقطع الوزير ضياء الدين مُحمَّد مدينة [[البستان]]، وعاد إلى ملطية حيثُ أقام فيها.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=الفارقي، أحمد بن يُوسُف بن عليّ بن الأزرق|عنوان=تاريخ ميافارقين وآمد|إصدار=الأولى|صفحة=272 - 273|سنة=[[1379 هـ|1379هـ]] - [[1959]]م|ناشر=[[وزارة الثقافة (مصر)|وزارة الثقافة والإرشاد القومي]]|مكان=[[القاهرة]] - [[الجمهورية العربية المتحدة|مصر]]|مسار=https://ia903103.us.archive.org/22/items/ktp2019-bskn11842/ktp2019-bskn11842.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210830225150/https://ia903103.us.archive.org/22/items/ktp2019-bskn11842/ktp2019-bskn11842.pdf | تاريخ أرشيف = 30 أغسطس 2021 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[عز الدين بن شداد|ابن شدَّاد، عزُّ الدين أبو عبد الله مُحمَّد بن علي بن إبراهيم الأنصاري الحلبي]]|عنوان=الأعلاق الخطيرة في ذكر أُمراء الشَّام والجزيرة|صفحة=178|مسار=https://shamela.ws/book/758/179|مسار أرشيف=https://archive.today/20210107013156/https://al-maktaba.org/book/758/179|تاريخ أرشيف=[[7 يناير|7 كانون الثاني (يناير)]] [[2021]]}}</ref> تطلَّع قلج أرسلان بعد ذلك إلى تحرير الرُّها من الصليبيين واستردادها لِلمُسلمين، فسار إليها سنة [[499 هـ|499هـ]] المُوافقة لِسنة [[1105|1105م]] في عسكرٍ كثيف، وضرب الحصار عليها إلَّا أنَّهُ فشل في اقتحامها نظرًا لِمناعة أسوارها، فغادر إلى [[حران (تركيا)|حرَّان]] بناءً لِدعوة أتباع أميرها المدعو «جكرمش»، فدخلها وتسلَّمها منهم.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن القلانسي|ابن القلانسي، أبو يعلى حمزة بن أسد بن علي بن مُحمَّد التميمي]]|عنوان=تاريخ دمشق|إصدار=الأولى|صفحة=242|سنة=[[1403 هـ|1403هـ]] - [[1983]]م|ناشر=دار حسَّان للطباعة والنشر|مكان=[[دمشق]] - [[سوريا]]|مسار=https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=https://books-library.online/files/download-pdf-ebooks.org-1535836264-222.pdf&hl=ar|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20201225230924/https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=https://books-library.online/files/download-pdf-ebooks.org-1535836264-222.pdf&hl=ar|تاريخ أرشيف=25 ديسمبر 2020}}</ref> لم يلبث قلج أرسلان أن قرَّر ضم [[الموصل]] قصبة الجزيرة الفُراتيَّة وذلك بعد أن استدعاه أميرها زنكي بن جكرمش ذو الحادية عشر ربيعًا، وطلب منهُ المُساعدة ضدَّ الأمير [[جاولي سقاوو|جاولي سقاوه]] -الذي كان قد ولَّاه السُلطان مُحمَّد بن ملكشاه على الموصل وأعمالها- فأتى واشتبك مع جكرمش الذي رفض تسليم ما تحت يديه من بلاد، فهُزم ووقع في أسر السلاجقة، وأُجلس ابنه زنكي على تخت الإمارة، لكنَّهُ لمَّا كان عديم الخبرة وقليل الحيلة، راسل السُلطان قلج أرسلان ووعده بِتسليمه الموصل وأعمالها إن أنجده.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير، علي بن مُحمَّد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري]]|عنوان=الكامل في التاريخ|إصدار=الرابعة|صفحة=102 - 103|سنة=[[1424 هـ|1424هـ]] - [[2003]]م|المجلد=الجُزء التاسع|ناشر=دار الكُتُب العلميَّة|مكان=[[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار=https://ia802707.us.archive.org/15/items/WAQkamilt/kamilt09.pdf|isbn=2745100467|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20191216200434/https://ia802707.us.archive.org/15/items/WAQkamilt/kamilt09.pdf|تاريخ أرشيف=16 ديسمبر 2019}}</ref> ولمَّا علم جاولي بِمسير قلج أرسلان، وأدرك أنَّ لهُ من القُوَّة ما لا يستطيع مُجابهته في معركةٍ سافرة، عزم على تكوين حلفٍ مُناهضٍ له لِيُقوِّي موقفه، فتفاوض مع أمير حلب رضوان بن تُتُش واتفقا على طرد قلج أرسلان من الموصل ثُمَّ التعاون ضدَّ الصليبيين وطردهم من البلاد التابعة لِإمارة حلب. وفي غُضُون ذلك كان قلج أرسلان قد وصل الموصل ودخلها، فاستقبله سُكَّانُها استقبالًا حافلًا، وعاملهم هو بِكُلِّ تقديرٍ واحترام، وأجرى بعض التغييرات الإداريَّة، منها أنَّهُ أسقط اسم السُلطان مُحمَّد بن ملكشاه من [[خطبة الجمعة|الخطبة]]، وخطب لِنفسه بعد الخليفة العبَّاسي، وأحسن إلى الجُنُود، ورفع الرُسُوم المُحدثة عن الناس، وعدل فيهم. وماإن فرغ من ترتيب أوضاع المدينة حتَّى قرَّر مُحاربة جاولي، فغادر الموصل على رأس جيشه وسار حتَّى لقي عدُوَّه قريبًا من [[خابور (الفرات)|نهر الخابور]]، فاشتبك الجيشان في [[معركة الموصل (1107)|معركةٍ طاحنة]] أسفرت عن انتصارٍ واضحٍ لِجاولي، وحاول قلج أرسلان الفرار، فألقى بِنفسه في النهر، لكنَّهُ قضى نحبه غرقًا. ثُمَّ عاد جاولي بعد انتصاره إلى الموصل واستولى عليها، وقبض على [[ملك شاه بن قلج أرسلان|ملكشاه بن قلج أرسلان]] وأرسله أسيرًا إلى السُلطان مُحمَّد، وأعاد الخطبة له.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير، علي بن مُحمَّد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري]]|عنوان=الكامل في التاريخ|إصدار=الرابعة|صفحة=104 - 107|سنة=[[1424 هـ|1424هـ]] - [[2003]]م|المجلد=الجُزء التاسع|ناشر=دار الكُتُب العلميَّة|مكان=[[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار=https://ia802707.us.archive.org/15/items/WAQkamilt/kamilt09.pdf|isbn=2745100467|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20191216200434/https://ia802707.us.archive.org/15/items/WAQkamilt/kamilt09.pdf|تاريخ أرشيف=16 ديسمبر 2019}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=يُوسُف|الأول=هُدى ياسين|دورية=إضاءات موصليَّة|مسار=http://uomosul.edu.iq/public/files/datafolder_2706/_20190926_070848_740.pdf|عنوان=الحوليَّات السُريانيَّة مصدرًا لِسلاجقة الموصل، تاريخ الزمان لِابن العبري أُنموذجًا|العدد=العدد 68|سنة=ربيع الأوَّل [[1434 هـ|1434هـ]] \ شُباط 2013|صفحات=صفحة 9|ناشر=مركز دراسات الموصل، [[جامعة الموصل]]|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20210107235347/http://uomosul.edu.iq/public/files/datafolder_2706/_20190926_070848_740.pdf|تاريخ أرشيف=7 يناير 2021}}</ref>

== حرب الباطنية ==
[[ملف:MuhammadITaparSeljuqCoin.jpg|تصغير|سك عملة في عهد محمد بن ملكشاه]]كانت قلعة أصبهان من بناء [[جلال الدولة ملك شاه|ملك شاه الأول]] الذي بناها على رأس جبل وغرم عليها ألفي ألف دينار، فاستوليا عليها أحمد بن عبد الملك بن عطاش (زعيم الباطنية) بعد مماته، وكانت الباطنية [[أصفهان|بأصبهان]] قد ألبسو أحمد عطاش تاجاً، وجمعوا له أموالاً، وإنما فعلوا ذلك به لتقدم أبيه عبد الملك في مذهبهم، فإنه كان أديباً بليغاً، حسن الخط، سريع البديهة، عفيفاً، وابتلي بحب هذا المذهب، وكان ابنه أحمد هذا جاهلاً لا يعرف شيئاً، وقيل لابن الصباح، صاحب قلعة ألموت: لماذا تعظم ابن عطاش مع جهله؟ قال: لمكان أبيه، لأنه أستاذي. وصار لابن عطاش عدد كثير، وبأس شديد، واستفحل أمره بالقلعة، فكان يرسل أصحابه لقطع الطريق، وأخذ الأموال، وقتل من قدروا على قتله، فقتلوا خلقاً كثيراً لا يمكن إحصاؤهم، وجعلوا له على القرى السلطانية وأملاك الناس ضرائب يأخذونها ليكفوا عنها الأذى، فتعذر بذلك انتفاع السلطان بقراه، والناس بأملاكهم، وتمشى لهم الأمر بالخلف الواقع بين السلطانين بركياروق ومحمد.<ref name=":0">{{استشهاد ويب
| مسار = http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20(%D9%86%D8%B3%D8%AE%D8%A9%20%D9%85%D9%86%D9%82%D8%AD%D8%A9)/%D8%B0%D9%83%D8%B1%20%D8%A3%D8%AD%D9%88%D8%A7%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9%20%D8%A8%D8%A3%D8%B5%D8%A8%D9%87%D8%A7%D9%86%20%D9%88%D9%82%D8%AA%D9%84%20%D8%A7%D8%A8%D9%86%20%D8%B9%D8%B7%D8%A7%D8%B4:/i900&d1171159&c&p1
| عنوان = فصل: ذكر أحوال الباطنية بأصبهان وقتل ابن عطاش:{{!}}نداء الإيمان
| موقع = www.al-eman.com
| تاريخ الوصول = 2020-11-27
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201127145712/http://www.al-eman.com/الكتب/الكامل%20في%20التاريخ%20(نسخة%20منقحة)/ذكر%20أحوال%20الباطنية%20بأصبهان%20وقتل%20ابن%20عطاش:/i900&d1171159&c&p1 | تاريخ أرشيف = 27 نوفمبر 2020 }}</ref>

فلما صفت السلطنة لمحمد، ولم يبق له منازع، لم يكن عنده أمر أهم من قصد الباطنية وحربهم، والانتصاف للمسلمين من جورهم وعسفهم، فرأى البداية بقلعة أصبهان التي بأيديهم، لأن الأذى بها أكثر، وهي متسلطة على سرير ملكه، فخرج بنفسه فحاصرهم في سادس شعبان. وكان قد عزم على الخروج أول رجب، فساء ذلك من يتعصب لهم من العسكر، فأرجفوا أن [[قلج أرسلان الأول|قلج أرسلان]] بن سليمان قد ورد [[بغداد]] وملكها، وافتعلوا في ذلك مكاتبات، ثم أظهروا أن خللاً قد تجدد بخراسان، فتوقف السلطان لتحقيق الأمر، فلما ظهر بطلانه عزم عزيمة مثله، وقصد حربهم، وصعد جبلاً يقابل القلعة من غربيها، ونصب له التخت في أعلاه، واجتمع له من أصبهان وسوادها لحربهم الأمم العظيمة للذحول التي يطالبونهم بها، وأحاطوا بجبل القلعة ودوره أربعة فراسخ، ورتب الأمراء لقتالهم، فكان يقاتلهم كل يوم أمير، فضاق الأمر بهم، واشتد الحصار عليهم، وتعذرت عندهم الأقوات. فلما اشتد الأمر عليهم كتبوا فتوى فيها ما يقول السادة الفقهاء أئمة الدين في قوم يؤمنون بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر، وإن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، حق وصدق، وإنما يخالفون في الإمام: هل يجوز للسلطان مهادنتهم وموادعتهم، وأن يقبل طاعتهم، ويحرسهم من كل أذى؟ فأجاب أكثر الفقهاء بجواز ذلك، وتوقف بعضهم، فجمعوا للمناظرة، ومعهم أبو الحسن علي بن عبد الرحمن السمنجاني، وهو من شيوخ [[شافعية|الشافعية]]، فقال، بمحضر من الناس، يجب قتالهم، ولا يجوز إقرارهم بمكانهم، ولا ينفعهم التلفظ بالشهادتين، فإنهم يقال لهم: أخبرونا عن إمامكم، إذا أباح لكم ما حظره الشرع، أو حظر عليكم ما أباحه الشرع أتقبلون أمره؟ فإنهم يقولون نعم، وحينئذ تباح دماؤهم بالإجماع. وطالت المناظرة في ذلك.<ref name=":0" />

ثم إن الباطنية سألوا السلطان أن يرسل إليهم من يناظرهم، وعينوا على أشخاص من العلماء منهم القاضي أبو العلاء صاعد بن يحيى، شيخ [[حنفية|الحنفية]] بأصبهان، وقاضيها، وغيره، فصعدوا إليهم وناظروهم، وعادوا كما صعدوا، وإنما كان قصدهم التعلل والمطاولة، فلج حينئذ السلطان في حصرهم، فلما رأوا عين المحاقة أذعنوا إلى تسليم القلعة على أن يعطوا عوضاً عنها قلعة خالنجان، وهي على سبعة فراسخ من أصبهان، وقالوا: إنا نخاف على دمائنا وأموالنا من العامة، فلا بد من مكان نحتمي به منهم، فأشير على السلطان بإجابتهم إلى ما طلبوا، فسألوا أن يؤخرهم إلى [[نوروز|النوروز]] ليرحلوا إلى خالنجان ويسلموا قلعتهم، وشرطوا أن لا يسمع قول متنصح فيهم، وإن قال أحد عنهم شيئاً سلمه إليهم، وأن ما أتاه منهم رده إليهم، فأجابهم إليه، وطلبوا أن يحمل إليهم من الإقامة ما يكفيهم يوماً بيوم، فأجيبوا إليه في كل هذا، وقصدهم المطاولة انتظاراً لفتق أو حادث يتجدد.<ref name=":0" />

=== قتل ابن عطاش ===
رتب لهم وزير السلطان سعد الملك ما يحمل إليهم كل يوم من الطعام والفاكهة، وجميع ما يحتاجون إليه، فجعلوا هم يرسلون، ويبتاعون من الأطعمة ما يجمعونه ليمتنعوا في قلعتهم، ثم إنهم وضعوا من أصحابهم من يقتل أميراً كان يبالغ في قتالهم، فوثبوا عليه وجرحوه، وسلم منهم، فحينئذ أمر السلطان بإخراب قلعة خالنجان، وجدد الحصار عليهم، فطلبوا أن ينزل بعضهم، ويرسل السلطان معهم من يحميهم إلى أن يصلوا إلى قلعة الناظر بأرجان، وهي لهم، وينزل بعضهم، ويرسل معهم من يوصلهم إلى [[طبس]]، وأن يقيم البقية منهم في ضرس من القلعة، إلى أن يصل إليهم من يخبرهم بوصول أصحابهم، فينزلون حينئذ، ويرسل معهم من يوصلهم إلى ابن الصباح بقلعة ألموت، فأجيبوا إلى ذلك، فنزل منهم إلى الناظر، وإلى طبس، وساروا، وتسلم السلطان القلعة وخربها. ثم إن الذين ساروا إلى قلعة الناظر وطبس منهم من أخبر ابن عطاش بوصولهم، فلم يسلم السن الذي بقي بيده، ورأى السلطان منه الغدر، والعود عن الذي قرره، فأمر بالزحف إليه، فزحف الناس عامة ثاني ذي القعدة، وكان قد قل عنده من يمنع ويقاتل، فظهر منهم صبر عظيم، وشجاعة زائدة، وكان قد استأمن إلى السلطان إنسان من أعيانهم، فقال لهم: إني أدلكم على عورة لهم، فأتى بهم إلى جانب لذلك السن لهم لا يرام، فقال لهم: اصعدوا من هاهنا، فقيل إنهم قد ضبطوا هذا المكان وشحنوه بالرجال، فقال: إن الذي ترون أسلحة وكزاغندات قد جعلوها كهيئة الرجال لقلتهم عندهم.<ref name=":0" /> وكان جميع من بقي ثمانين رجلاً، فزحف الناس من هناك، فصعدوا منه، وملكوا الموضع، وقتل أكثر الباطنية، واختلط جماعة منهم مع من دخل، فخرجوا معهم، وأما ابن عطاش فإنه أخذ أسيراً، فترك أسبوعاً، ثم إنه أمر به فشهر في جميع البلد، وسلخ جلده، فتجلد حتى مات، وحشي جدله تبناً، وقتل ولده، وحمل رأساهما إلى بغداد، وألقت زوجته نفسها من رأس القلعة فهلكت، وكان معها جواهر نفيسة لم يوجد مثلها، فهلكت أيضاً وضاعت، وكانت مدة البلوى بابن عطاش اثنتي عشرة سنة.<ref name=":0" />

== أُنظر أيضاً ==
* [[بركياروق بن ملكشاه]]
* [[مؤيد الملك]]
== مصادر ==
{{روابط شقيقة}}
{{مراجع}}
* المنتظم في [[تاريخ]] الملوك والأمم - [[ابن الجوزي]] البغدادي.
* [[تاريخ العراق]] في العصر السلجوقي - د. حسين أمين - [[بغداد]] - مطبعة الأرشاد 1385هـ/1965م -صفحة 82.
* تاريخ [[الأعظمية]] - [[وليد الأعظمي]] - صفحة 472.(إياز السلجوقي).
* غاية المرام في [[تاريخ]] محاسن [[بغداد]] دار السلام - ياسين خير الله العمري- [[بغداد]] - مطبعة البصري 1968م - صفحة 152، 304.
{{بداية صندوق}}
{{s-hou|[[السلالة السلجوقية]]||1082||1118}}
{{s-reg|}}
{{صندوق تعاقب/سبقه
| before = [[ملكشاه الثاني بن بركياروق|ملكشاه الثاني]]
}}
{{تعاقب-لقب
| title = [[قائمة سلاطين الدولة السلجوقية|سلطان الدولة السلجوقية]]
| years = 1105–1118
}}
{{صندوق تعاقب/تبعه
| after = [[محمود بن محمد بن ملكشاه|محمود]]
}}
{{نهاية صندوق}}

{{شريط سفلي البيت السلجوقي}}
{{شجرة سلاطنة السلاجقة}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|تركيا|أعلام|الإسلام|الدولة السلجوقية|التاريخ الإسلامي|إيران|التاريخ|العالم الإسلامي}}

[[تصنيف:أتراك في القرن 12]]
[[تصنيف:تاريخ العراق]]
[[تصنيف:سلاجقة]]
[[تصنيف:ملوك بلاد فارس]]
[[تصنيف:مواليد 1082]]
[[تصنيف:مواليد 474 هـ]]
[[تصنيف:وفيات 1118]]
[[تصنيف:وفيات 511 هـ]]
[[تصنيف:وفيات في بغداد]]