فيليب الثاني دوق أورليان

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 10:43، 3 مارس 2023 (بوت:إضافة بوابة (بوابة:القرن 17)). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)

فيليب الثاني دوق أورليان (Philippe Charles d'Orléans «فيليب شارل»؛ الفرنسية: Philippe II duc d’Orléans؛ 2 أغسطس 1674 - 2 ديسمبر 1723)؛ هو عضو في العائلة الفرنسية الملكية، وأيضا كان بمثابة الوصي المملكة من 1715 حتى 1723، ولد في قصر والده في سان كلو كان معروفاً منذ ولادته بدوق شارتر، والده فيليب الأول دوق أورليان شقيق لويس الرابع عشر الأصغر، في حين تعتبر والدته إليزابيث شارلوت من بالاتينات حفيدة ملك وملكة بوهيميا.

فيليب الثاني دوق أورليان

حاكم مملكة فرنسا
فترة الحكم
1 سبتمبر 1715 - 15 فبراير 1723
العاهل لويس الخامس عشر
الرئيس الوزير الأول
فترة الحكم
10 أغسطس 1723 - 2 ديسمبر 1723
الملك لويس الخامس عشر
دوق أورليان
دوق مونتبنسير، فالوا، نيمور، إلخ
فترة الحكم
9 يونيو 1701 - 2 ديسمبر 1723
فيليب الأول
لويس
معلومات شخصية
الميلاد 2 أغسطس 1674(1674-08-02)
سان كلو
الوفاة 2 ديسمبر 1723 (49 سنة)
فرساي
الديانة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية
التوقيع

في 1692 تزوج فيليب من فرانسواز ماري دي بوربون ابنة لويس الرابع عشر الغير شرعية ومدام مونتيسب، وبعد وفاة عمه لويس الرابع عشر أصبح الوصي على خليفته لويس الخامس عشر حتى بلوغه في 15 فبراير 1723، توفي فيليب في وقت لاحق في أواخر العام نفسه؛ وعادةً ما يشير إليه ب«الوصي» (le Régent).

سميت مدينة نيو أورلينز في ولاية لويزيانا بالولايات المتحدة الأمريكية اليوم، على شرفه.

أصول العائلية

والده يعتبر الابن الثاني لـ لويس الثالث عشر ملك فرنسا وزوجته الإسبانية آن، مع مارس 1661 تزوج والده من ابنة عمته هنرييت آن من إنجلترا التي أنجبت له ثلاثة أبناء:ماري لويز ملكة إسبانيا في المستقبل لما غادرت البلاد كان ذو الخمسة أعوام، وفيليب شارل دوق فالوا توفي في 1666، وآن ماري في المستقبل زوجة فيتوريو أميديو الثاني ملك سردينيا (هما أجداد لويس الخامس عشر من ناحية والدته).

توفيت الأميرة هنرييت في 1671، وفي العام التالي تزوج والده الأميرة إليزابيث شارلوت ابنة كارل الأول ناخب بالاتينات ولاندغرافين شارلوته من هسن-كاسل حظيت دوقة أورليان الجديدة التي تحولت من البروتستانتية إلى الكاثوليكية قبل دخولها إلى فرنسا بشعبية في البلاط منذ لحظة وصولها في عام 1671، وسرعان ما أنجبت ابنها الأول في 1673 الذي حمل لقب دوق فالوا منذ ولادته، وفي العام التالي أنجبته، وبعد عامين توفي شقيقه الأكبر في مارس 1676، وبعدها بستة أشهر أنجبت آخر أبناء الدوق إليزابيث شارلوت التي ستصبح في المستقبل والدة الإمبراطور فرانتس الأول.

 
فيليب كدوق شارتر في 1686.

السيرة الذاتية

ولد فيليب في قلعة سان كلو على بعد عشرة كيلومترات غرب باريس، بصفته حفيد لويس الثالث عشر ملك فرنسا حمل فيليب لقب ابن فرنسا الصغير، بحيث يحق له حمل لقب سمو الملكي،[1] منذ ولادته حمل لقب دوق شارتر، وباعتباره الابن الثاني لم يتم استقبال ولادته بالحماس كما فعلوا مع شقيقه الأكبر دوق فالوا في 1673،[2] ومع ولادته أصبح في مرتبة الرابعة على خط الخلافة خلفاً لدوفين لويس وأبيه وشقيقه الأكبر، عند ولادته كان عمه في ذروة قوته.

في عام 1676 توفي شقيقه الأكبر في القصر الملكي في باريس، مما جعله الوريث لأسرة أورليان، وبذلك أصبح يُعرف بورثة دوق أورليان في المستقبل ب«دوق شارتر»، كانت والدته المفجعة حاملاً في ذاك الوقت بابنتها الوحيدة دوقة لورين في المستقبل، ستبقى إليزابيث شارلوت وفيليب على مقربة طوال حياتهم.[3]

نشأ دوق شارتر في قصر والده في سان كلو، وأما في باريس نشأ في القصر الملكي الذي أصبح مقر الأسرة الباريسي حتى 1793، أثناء القبض على حفيده الأكبر فيليب ايغاليتي أثناء الثورة الفرنسية،[4] كان من بين الأشخاص الذين يترددون على القصر الملكي ماري آن مانشيني دوقة بويلون، بحيث كانت جزء من دائرة والده الفاجرة.

تم وضع برنامج تعليمه على وجه الحصر من قبل غيلوم دوبوا،[5] بحيث تم تعليمه الفيزياء والرياضيات والموسيقى،[6] وأيضا في وقت لاحق درس الدبلوماسية وركوب الخيل تمهيداً لمهنته العسكرية.

 
دوق شارتر ذو عشرة أعوام باللون الأحمر على اليمين، من مشهد يصور وصول دوغ جنوة إلى قصر فرساي في 15 مايو 1685.

في مايو 1685 ظهر دوق شارتر مع بلوغه العاشرة لأول مرة في فرساي مع مناسبة وصول دوغ جنوة فرانشيسكو ماريا ليركاي إلى البلاط الفرنسي، بحيث تم وضعه على منصة الملكية مع عمها وابن عمه ووالده، وفي 2 يونيو 1686 تقلد وسام الروح المقدس إلى جانب صهره في المستقبل لويس أوغست دي بوربون دوق ماين.

بعد أن حصل والده على تميز عسكري في معركة كاسيل التي حقق فيها الفرنسيين نصراً باهراً على ويليام الثالث ملك إنجلترا، أظهر أيضا دوق شارتر بالمثل براعة عسكرية، وكانت أول معركة له هي حصار مونس، وأيضا حارب بامتياز في معركة ستينكيرك في 3 أغسطس 1692، وأيضا في نفس العام شارك في حصار نامور، وفي العام التالي شارك في معركة لانده إلى جانب أمير كونتي الذي أُصيب فيها.

أثناء وقت فراغه كان يدرس علوم طبيعية، وأيضا في القرن التالي شارك حرب الخلافة الإسبانية، ومن ثَّم حصل على القيادة في إيطاليا في عام 1706 وكان له كثير من الفضل أثناء حصار تورينو، وفي وقت لاحقا ذهب إلى إسبانيا وشارك في معركة المنسا التي كانت خطوة أساسية في توحيد السلطة تحت إطار آل بوربون في إسبانيا، وأيضا حقق بعض النجاحات المهمة.

بسبب الحروب المستمرة مع العديد من القوى العظمى في أوروبا جعلت زواجه من أميرة أجنبية أمراً مستبعداً، أو هكذا أخبر لويس الرابع عشر شقيقه فيليب، واقنعه بقبول ابنته الغير شرعية فرانسواز ماري دي بوربون (المعروفة بـ «مدموزيل بلوا») كزوجة لابنه فيليب، قدم الملك مهراً قدره مليوني ليفر (مع ذلك لم يتم سداد المبلغ حتى انتهاء من حرب التسع سنوات[7]) وكذلك قصر الملكي لوالدي العريس، مع ذلك بعد سماع فيليب بهذه المغريات وافق على الزواج، إلا أن والدته قام بصفع وجهه أمام البلاط، قدمته إلى الملك وهو ينحني له، في 18 فبراير 1692 أصبحوا متزوجين،[8] أُقيم الحفل في كنيسة قصر فرساي، في حين أًقيمت مأدبة في قاعة المرايا بحضور جميع أمراء وأميرات الدم الملكي[9] وأيضا كان من بين المعازيم الملك جيمس (المنفي) برفقة زوجته ماري من مودينا، وأيضا في حفلة فراش للعروسين في وقت لاحق من المساء تشرفت ملكة إنجلترا المنفية ماري بتسليم دوقة شارتر الجديدة ملابسها،[9] ومع ذلك مدام مونتيسب «والدتها» لم يتم دعوتها لحضور حفلة زفاف ابنتها.

 
زوجته فرانسواز ماري دي بوربون.

كان الزوجين غير مطابقين منذ البداية، لم يصبحا كذلك حتى مع مرور الوقت، وسرعان ما أصبح فيليب يلقب بزوجته ب«مدام اللعينة» (Madame Lucifer[10] وعلى الرغم من ذلك أنجبت له ثمانية أبناء.

كانت أيضا هُناك شائعات معاصرة حول احتمال وجود علاقة زنا بين الدوق وابنته ماري لويز إليزابيث،[11][12][13] ومع ذلك لم يتم تأكيد هذه الشائعات أبداً، على الرغم من أن الدوق كان يقوم بإظهار لها سلوك ودي تجاهها في البلاط، وكما استخدم أعدائه هذه الشائعة خلال فترة حكمه، وأيضا كانت مصدر إلهام للأغاني والقصائد التشهيرية.[12] مع يونيو 1701 توفي والده، وبذلك ورث عنه أورليان، أنجو، مونتبنسير، نيمور، وكذلك إمارة جوينفيل،[1] توفي والده في قصره في سان كلو بعد مشادة مع شقيقه لويس الرابع عشر في مارلي حول تباهي دوق شارتر بعشيقته الحامل،[14] وأيضا زعم أن والده كان غاضباً من لويس لأنه لم يقوم بتسديد مبلغ المهر كاملاً لدرجة أنه عانى من نوبة انتيابية.[15]

طوال حياته اشتهر فيليب بأنه كان لديه العديد من العشيقات مثل عمه لويس الرابع عشر، في حين زوجته فضلت العيش في هدوء في سان كلو، أو في القصر الملكي أو في منزله في باينوليه.

بعد وفاة هنري الثالث جول أمير كوندي في 1709 انتقلت رتبة رئيس أمراء الدم من أسرة كوندي إلى أسرة أورليان، وبالتالي كان فيليب مخولاً بحمل لقب ميسو الأمير (Monsieur le Prince[16] ومع ذلك كان رتبة ابن فرنسا الصغير أعلى من هذه الرتبة، إلا أن فيليب لم يغير لقبه أبداً إلى تلك الرتبة، ولم يستغل ابنه أو ورثته من بعده هذه الرتبة، التي كانت مرتبطة لفترة طويلة بأسرة كوندي لدرجة أن رؤساء أسرة أورليان فضلوا أن يكونوا معروفين في البلاط بلقبهم الدوقي.

في ديسمبر 1697 تزوج ابن الدوفين لويس دوق بورغوندي (الثاني على الخط الخلافة في ذاك الوقت) من الأميرة ماري أديلايد من سافوي (الابنة الكبرى لأخته الغير شقيقة)؛ تم التفاوض على هذا الزواج كجزء من معاهدة تورينو التي أنهت الصراع الفرنسي-السافوي خلال حرب التسع سنوات، كان للزوجين ابنين فقط واثنين أصبحاً دوفينا فرنسا، لويس دوق بريتاني الذي توفي 1712، ولويس دوق أنجو في المستقبل لويس الخامس عشر.

في 1710 تزوجت ابنته الكبرى والمفضلة ماري لويز إليزابيث من ابن عمها شارل دوق بيري هو ابن الدوفين الأصغر (الخامس على خط الخلافة)، وبالتالي كان لها الأسبقية على والديها، ومع ذلك لم يكن لديهم أبناء عاشوا أكثر من سنة.

في 1711 مع وفاة الدوفين الأكبر من الجدري عن عمر يناهز التاسعة والأربعين، انتقل اللقب إلى ابنه البكر الذي توفي هو الآخر من الحصبة في 1712، وعلى الرغم من ذلك وحتى وفاته في 1723 كان أورليان يعتبر أول على خط الخلافة، على الرغم من اعتبار البعض أن فيليب الخامس ملك إسبانيا هو من يحتل هذا المكان باعتباره دوق أنجو وابن فرنسا بحجة أن تنازله لم يكن دستورياً في 1700، ومع ذلك أدت الوفيات دوفينات الثلاثة وابنة شقيقته خلال سنتين وأيضا صهره دوق بيري في 1714 إلى شائعات واسعة النطاق بأن دوق أورليان قد سممهم جميعاً وذلك لاكتساب العرش لنفسه، في الواقع جميعهم فيما بيدو توفوا من الأمراض معدية، إلا صهره توفي من حادث ركوب الخيل، إلا أن هذه الشائعة ألحقت له أضرار كبيرة بسمعة دوق أورليان، حتى أن لويس الرابع عشر كان على أقل مصدق بهذه الشائعة، ومع ذلك سنواته الأخيرة كانت هُناك مودة واضحة بين الدوق وعمه لويس الرابع عشر، مما أدى إنهاء هذه الشائعات.

 
مشهد يمثل وصول السفارة الفارسية إلى باريس.

في 1715 كانت فيليب حاضراً أثناء وصول سفارة الفارسية إلى بلاط لويس الرابع عشر تحت قيادة محمد رضا بيك[17] مسؤول رفيع المستوى وحاكم مقاطعة يريفان (اليوم في أرمينيا) تم اختياره من قبل شاه الصفوي الفارسي حسين الأول لهذه المهمة وسافر مع حاشية كبيرة بما تتناسب مع دبلوماسية الإمبراطورية العظيمة، دخلت السفارة الفارسية باريس في 7 فبراير 1715، قاد فرانسوا بيدو دي سان أولون المفاوضات الدبلوماسية من جانب الفرنسي.[18]

في 26 يوليو 1714 وبناء على إصرار مدام دو مانتينون رفع لويس الرابع عشر أبنائه الغير شرعيين إلى مرتبة أمراء الدم «بحيث يحق لهم أن يرثوا العرش في حالة انقراض نسل خط الشرعي جميعاً»[19] وبهذا تم إضافة لويس أوغست، دوق ماين ولويس ألكسندر كونت تولوز إلى خط الخلافة الوراثية بعد كل أمراء الشرعيين المعترف بهم، كانت مدام دو مانتينون تفضل تعيين الوصاية لفيليب الخامس ملك إسبانيا، وأن يتم تعيين دوق ماين بمرتبة ملازم عام، وبالتالي تكون تحت سيطرتها، ومع ذلك خوفاً من قيام الحرب، عين لويس الرابع عشر فيليب كرئيس مشترك لمجلس الوصاية، إذ تم مخالفة قراراته بالأغلبية ستكون القوة بهنا في يد دوق ماين الذي سيتم تعيينه هو الآخر الوصي على الملك الصغير.[20]

الوصاية

فيليب داورليان
الوصي
 
فيليب الثاني دوق أورليان
حاكم المملكة
في المنصب
1 سبتمبر 1715 – 15 فبراير 1723
العاهل لويس الخامس عشر
رئيس الوزراء الكاردينال غيلوم دوبوا
 آن الإسبانية
أخر وصي قبله
الوزير الرئيس الأول
في المنصب
10 أغسطس – 2 ديسمبر 1723
العاهل لويس الخامس عشر
 الكاردينال غيلوم دوبوا

مع وصية لويس الرابع عشر المضافة في 25 أغسطس 1715 تم تأكيده كوصي على الملك القاصر بجانب دوق ماين، توفي لويس في 1 سبتمبر وبذلك خلفه لويس الخامس عشر، وفي اليوم التالي ذهب إلى برلمان من أجل إلغاء وصية عمه الأخيرة، واستعادة حقه في الوصاية كاملاً، وبعد جلسة مطولة تم تأكيد حقه في الوصاية، وإلغاء وصية لويس الرابع عشر.[21]

في 30 ديسمبر قرر الوصي إحضار الملك لويس من قلعة فانسان إلى قصر التويليري في باريس،[22] بحيث نما شاب في هذا القصر حتى رجوعه إلى فرساي في يونيو 1722، في حين الوصي كان يحكم من مقر إقامته في القصر الملكي.

رفض الوصي المداجاة في عهد عمه وعارضها للرقابة وأيضا قام بإعادة طبع الكتب المحظورة في عهد عمه، وعكس سياساته بحيث شكل تحالفاً مع بريطانيا العظمى والنمسا وهولندا، وخاض حرباً ناجحة ضد إسبانيا التي أرست شروط السلام الأوروبي، وأيضا خلال هذا الوقت قام بفتح قنوات الدبلوماسية مع روسيا مما أدى إلى زيارة القيصر بطرس الأكبر للبلاد.

وأيضا كان مفعم بمسرحيات موليير وراسين، وأيضا كان مؤلفاً لأوبرا ورساماً موهوباً نَقّاشاً، وأيضا فضل فيليب الينسينية، على الرغم من الإدانة البابوية والأساقفة الفرنسيين، وأيضا قام بإلغاء امتثال لويس الرابع عشر لمرسوم البابوية بتجريم هذه الحركة.

في البداية قام بخفض الضرائب وفصل 25000 جندي، ولكن التدابير الاستكشافية التي بدأها ضد الممولين أدت إلى اضطرابات ولاسيما في مقاطعة بريتاني مما أدى إلى تمرد، وأيضا أدت حسابات العملية التي قام بها المصرفي جون لو وإفلاس شركة ميسيسيبي إلى أزمة كارثية على الشؤون العامة والخاصة في فرنسا، ولقد كانت مثالاً مبكراً على انفجار الفقاعة الاقتصادية،[23] وأيضا تحت تأثير جون لو وصديقه دوق سان سيمون، أقنع الوصي المجلس الوصاية بشراء من توماس بيت أكبر ألماسة في العالم في ذاك الوقت مقابل 135,000 جنيه إسترليني عيار 141 قيراط (28.2 غ) تم إضافتها إلى مجوهرات التاج الفرنسي، ومنذ ذلك الحين أصبحت تُعرف ب«ألماسة الوصي».

 
لويس الخامس عشر كطفل، من قبل هياسنته ريجو.

كان هُناك العديد من الأعداء الذين كانوا يرغبون في تجريده من الوصاية نقلها إلى عم الملك فيليب الخامس ملك إسبانيا مما أدى إلى تشكيل مؤامرة عُرفت تاريخياً ب«مؤامرة تشلاماري»[9][11][24] تحت إلهام الكاردينال ألبيروني أول وزير لإسبانيا، تم محاكاة مؤامرة من قبل سفير الإسباني لدى فرنسا أمير تشلاماري بتواطؤ مع دوقة ماين (زوجة شقيق دوقة أورليان)، على الرغم من الكشف عن المؤامرة في 1718 ونفي المشاركين فيها، إلا أنها تم تجديدها مرة أُخرى بعد عامين إلا أن تم إعدام أربعة من قادتها.

قام غيلوم دوبوا مدرسه السابق والآن رئيس وزرائه إلى إعلان الحرب على إسبانيا بدعم من النمسا وبريطانيا العظمى وهولندا (التحالف الرباعي) بعد عدة النجاحات قادها مارشال فرنسا دوق بيرويك في إسبانيا والقوات الإمبراطورية في صقلية، أدت إلى صنع فيليب الخامس مع الوصي السلام في 1720.

وفي العام التالي تفاوض فيليب الخامس والوصي على تزويج ثلاث أمراء فرنسيين وإسبان، من أجل توطيد العلاقات الإسبانية الفرنسية المتوترة، بحيث كان على الملك لويس الخامس عشر الزواج من انفانتا ماريانا فيكتوريا ذو الثلاثة أعوام، وإما إنفانتي لويس سيتزوج من الابنة الوصي الثالثة الباقية لويز إليزابيث، وفي حين إنفانتي كارلوس من الأميرة فيليبين إليزابيث الابنة الخامسة له.

في مارس 1721 وصلت انفانتا ماريانا فيكتوريا إلى باريس وسط بهجة كبيرة، عُرفت بانفانتا الملكة (l'infante Reine)؛ أثناء وجودها في فرنسا، وضعت تحت رعاية أميرة كونتي الأرملة (أخت دوقة أورليان الغير شقيقة)، وعاشت في قصر التويليري.

في نوفمبر 1721 تزوجت ابنته لويز إليزابيث ذو الثانية عشر عاماً بالوكالة في باريس،[25] ومن ثم غادرت مع شقيقتها فيليبين إليزابيث ذو السابعة أعوام إلى مدريد، على الرغم من الاستقبال البارد في البلاط الإسباني وخاصة من الملكة إليزابيث فارنيزي، إلا أنها تمكنت من الزواج إنفانتي لويس في 20 يناير 1722 في ليرما، بلغ مهرها 4 مليون ليفر، وإما ابنته الصغرى فيليبين إليزابيث لم يتمكن لها الزواج من انفانتي كارلوس، لاحقاً أعاد الفرنسيون ماريانا فيكتوريا إلى إسبانيا وإنتقاماً لذلك أُعيدت لويز إليزابيث وفيليبين إليزابيث إلى فرنسا كذلك، ومع ذلك علاقات الإسبانية-الفرنسية لم تتحسن إلا في 1743 بعد زواج نجل لويس الخامس عشر الدوفين لويس من شقيقة ماريانا فيكتوريا انفانتا ماريا تيريزا رافايلا.

في 15 يونيو 1722 غادر لويس الخامس عشر وحاشيته قصر التويليري نحو قصر فرساي بحيث أراد الملك الشاب الإقامة فيه، تم اتخاذ القرار من قبله، وبذلك أصبح نظامه يسقط شيئاً فشيئاً، أصبح يشعر بفقدان شعبيته في باريس،[26] وفي 25 أكتوبر تم دهن الملك مع بلوغه اثني عشر في كاتدرائية نوتردام دي ريمس، وفي نهاية الحفل ألقى نفسه بين أحضان دوق أورليان.[27]

في ديسمبر 1722 توفيت والدته التي كانت على مقربة منه في سان كلو عن عمر يناهز السبعين، ومع ذلك لم يكن حاضراً أثناء مراسم جنازتها لأنه تم استدعائه في مهمة رسمية،[26] تأثر الدوق بشدة بوفاة والدته.

مع بلوغ الملك التي تم الإعلان عنها في 15 فبراير 1723 استقال الدوق من منصبه، وعند وفاة الكاردينال دوبوا في 10 أغسطس، عرض الملك عليه منصب رئيس الوزراء وظل في هذا المنصب حتى وفاته بعد بضعة أشهر، توفي الدوق في قصر فرساي في 2 ديسمبر بين أحضان عشيقته دوقة فالاري، الملك أقام الحداد على وفاته، تم تمرير منصب رئيس الوزراء إلى دوق بوربون، في 3 ديسمبر تم نقل جثته إلى سان كلو حيث بدأت مراسم الجنازة في اليوم التالي، في حين تم نقل قلبه إلى كنيسة فال-دو-غراس في باريس، وجسده إلى كاتدرائية سان دوني (حوالي 10كم شمال باريس)، مقبرة جميع ملوك الفرنسيين وعائلتهم،[28] قلبه اليوم يقع في كنيسة الملكية في درو هي مقبرة جميع أفراد أسرة أورليان التي تم بناؤها في 1816 من قبل زوجة حفيده من الجيل الثاني لويز ماري أديلايد دي بوربون.

يعتبر فيليب من ناحية خط الذكوري جد الأكبر: لويس فيليب الأول ملك الفرنسيين؛ ومطالبين بالعرش الإمبراطورية البرازيلية وبالعرش مملكة الفرنسية، ومن ناحية خط الأناث هو جد الأكبر: ملوك بلجيكا، ملوك بلغاريا، ملك البرتغال، ملك كرواتيا، ملوك إسبانيا، دوق لوكسمبورغ الأكبر؛ ومطالبين بالعرش الإيطالي واليوغوسلافي والبرتغالي.

أيضا أصبحت مؤامرة تشلاماري أحد مواضيع رواية ألكسندر دوما (الأب) التي عرفت ب«المتآمرون».

الذرية

أنجبت له زوجته ثمانية أبناء؛ هم:-

  1. ماري إيزابيلا (17 ديسمبر 1693 - 17 أكتوبر 1694)؛ توفيت صغيرة.
  2. ماري لويز إليزابيث (20 أغسطس 1695 - 21 يوليو 1719)؛ تزوجت من ابن خالها شارل دوق بيري؛ ليس لديهم أبناء عاشوا طويلاً.
  3. لويز أديلايد (13 أغسطس 1698 - 10 فبراير 1743)؛ راهبة.
  4. شارلوت أغْلاي (20 أكتوبر 1700 - 19 يناير 1761)؛ تزوجت من فرانشيسكو الثالث دي إستي دوق مودينا؛ لهم ذرية.
  5. لويس دوق أورليان (4 أغسطس 1703 - 4 فبراير 1752)؛ تزوج من مارغرافين جين من بادن-بادن؛ لهم ذرية.
  6. لويز إليزابيث (11 ديسمبر 1709 - 16 يونيو 1742)؛ تزوجت من لويس الأول ملك إسبانيا؛ ليس لديهم ذرية.
  7. فيليبين إليزابيث (18 ديسمبر 1714 - 21 مايو 1734)؛ كانت مخطوبة من إنفانتي كارلوس من إسبانيا؛ لم تتزوج.
  8. لويز ديان (27 يونيو 1716 - 26 سبتمبر 1736)؛ تزوجت من لويس فرانسوا أمير كونتي؛ لديهم ابناً واحداً.

أيضا لديه العديد من الأبناء الغير الشرعيين من عدة عشيقات، ومع ذلك اعترف بأربعة منهم.

النسب

مراجع

  1. ^ أ ب Nancy Nicholas Barker, Brother to the Sun king:Philippe, Duke of Orléans, p. 1.
  2. ^ Pevitt, Christine, Philippe, Duc d'Orléans: Regent of France Weidenfeld & Nicolson, London, 1997, (English), p. 9
  3. ^ Fraser, Antonia, Love and Louis XIV, Anchor Books, 2006, p. 134.
  4. ^ At the time of Philippe's birth, the Palais-Royal was only occupied as a grace and favour residence of the Duke of Orléans; it was later gifted to him when Philippe married Louis XIV's illegitimate daughter Mademoiselle de Blois in 1692.
  5. ^ V. de Seilhac, L'Abbé Dubois, premier ministre de Louis XV (Paris, 1862), especially pp. 5-11, 185-205, for the prince's education.
  6. ^ Patricia M. Ranum, "Étienne Loulié (1654-1702), musicien de Mademoiselle de Guise, pédagogue et théoricien", (part 1) Recherches, 25 (1987), especially pp. 67-75, on the prince's education; and (part 2), Recherches, 26 (1988-90), especially pp. 5-10, on the prince's subsequent protection of Loulié.
  7. ^ Pevitt, Christine, Philippe, Duc d'Orléans: Regent of France, Weidenfeld & Nicolson, London, 1997, (English), p. 41
  8. ^ The previous day there had been a formal engagement party at Versailles.
  9. ^ أ ب ت The Unruly Daughter of the Regent نسخة محفوظة 11 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ Dufresne, Claude, Les Orléans, Criterion, Paris, 1991, p. 74-78, (French).
  11. ^ أ ب Nancy Mitford (1966). Solkonungen (The Sun King) (بالسويدية).
  12. ^ أ ب Simon Sebac Montefiore (2005). Potemkin och Katarina den stora- en kejserlig förbindelse (Potemkin and Catherine the Great – an Imperial liaison) (بالسويدية). p. 237.
  13. ^ Joan Haslip (1991). Marie Antoinette. ص. 38. ISBN:978 1555841836. مؤرشف من الأصل في 2019-12-17.
  14. ^ Pevitt, Christine, Philippe, Duc d'Orléans: Regent of France Weidenfeld & Nicolson, London, 1997, (English), p. 56
  15. ^ Mitford, Nancy, The Sun King, Hamish Hamilton, 1966
  16. ^ ib. Spanheim, Ézéchiel, pp. 104-105.
  17. ^ In French sources, Méhémet Riza Beg.
  18. ^ He had been the French ambassador in المغرب, of which he published a description, Relation de l'empire de Maroc. Oú l'on voit la situation du pays, Les mœurs, les Coûtumes, Religion, gouvernement et Politique des Habitans.... his brother, Louis-Marie Pidou de Saint-Olon (1637–1717), became French consul in أصفهان under the terms of the commercial treaty.
  19. ^ Erlanger, Philippe, Louis XIV, translated from the French by Stephen Cox, Praeger Publishers, New York, 1970, p. 363
  20. ^ ib. Erlanger, p. 364.
  21. ^ ib. Dufresne, pp. 123-126.
  22. ^ Antoine, Michel, Louis XV, Librairie Arthème Fayard, Paris, 1989, p. 43.
  23. ^ Subject of the first section of Charles Mackay's "Extraordinary Popular Delusions and the Madness of Crowds", which is available from http://gutenberg.org نسخة محفوظة 2020-10-07 على موقع واي باك مشين.
  24. ^ Joan Haslip (1991). Marie Antoinette. ص. 38. ISBN:978 1555841836. مؤرشف من الأصل في 2019-12-17.
  25. ^ Nouvelle biographie générale
  26. ^ أ ب Pevitt, Christine, Philippe, Duc d'Orléans: Regent of France, Weidenfeld & Nicolson, London, 1997, (English), p.306
  27. ^ Dufresne, p. 170.
  28. ^ Mémoires complets et authentiques du duc de Saint-Simon sur le siècle de Louis XIV et la Régence, pp. 93-94: Google Books نسخة محفوظة 24 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
فيليب الثاني دوق أورليان
ولد: 15 فبراير 1674 توفي: 23 ديسمبر 1723
نبالة فرنسية
سبقه
فيليب الأول
 
دوق أورليان
دوق مونتبينسير
دوق نيمور
أمير جوينفيل

9 يونيو 1701 – 2 ديسمبر 1723

تبعه
لويس الأول
 
دوق شارتر

1674–1703

المناصب السياسية
سبقه
غيلوم دوبوا
 
رئيس وزراء مملكة فرنسا

10 أغسطس - 2 ديسمبر 1723

تبعه
لويس هنري دوق بوربون