عرض مصدر حقد

'''الحقد''' شعور إنساني تجاه شخص أو مجموعة لسبب معين يدفع صاحبه إلى الرغبة في [[انتقام|الانتقام]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.lexico.com/en/definition/spite|عنوان=spite - definition of spite in English from the Oxford dictionary|ناشر=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160802092153/http://www.oxforddictionaries.com/us/definition/english/spite | تاريخ أرشيف = 02 أغسطس 2016}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|عنوان = Psychology and Morals: An Analysis of Character |مسار = https://books.google.com/books?id=T5xACwAAQBAJ&pg=PA196&lpg=PA196&dq=%22psychology+and+morals%22+analysis+character |موقع = Google Books preview|تاريخ الوصول = 2016-05-02|الأول = J. A.|الأخير = Hadfield| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200126081755/https://books.google.com/books?id=T5xACwAAQBAJ&pg=PA196&lpg=PA196&dq=%22psychology+and+morals%22+analysis+character | تاريخ أرشيف = 26 يناير 2020 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب
 | الأخير = Michael 
 | الأول = Price   
 | عنوان = Revenge and the people who seek it
 | تاريخ الوصول = 21 فبراير 2011 
 | لغة =Anglais  
| مسار = http://www.apa.org/monitor/2009/06/revenge.aspx
| تاريخ = يونيو 2009
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221227221241/https://www.apa.org/monitor/2009/06/revenge.aspx|تاريخ أرشيف=2022-12-27}}</ref>

== تعريف الحقد ==
الحقد لغةً: قال [[ابن منظور]]: الحقد إمساك العداوة في القلب والتربص لفرصتها.

اصطلاحاً: طلب الانتقام وتحقيقه. وقيل: هو سوء الظن في القلب على الخلائق لأجل العداوة.

وينتج الحقد من عدم القدرة على الانتقام أو تفشل النفس في الدفاع عن نفسها مما يحفزها على الانتقام والذي يصبح أسلوبًا في حفظ الكراهية ورغبة الانتقام حتى فترة طويلة ورغم تغير الظروف وتغير الأحداث فينمو في النفس كالحياة في الروح.
== مرادفات الحقد ==
# الضغينة: هي الحقد الشديد أو الحقد المصحوب بالعداوة.
# النقمة: وهي الكراهية التي تصل إلى حد السخط.
# الغِل: قال [[القرطبي]]: هو الحقد الكامن في الصدر.

== الفرق بين الحقد والوَجْد ==
قال ابن القيم: {{اقتباس خاص|أن الوجد: الإحساس بالمؤلم، والعلم به، وتحرك النفس في رفعه؛ فهو كمال.وأما الحقد فهو إضمار الشرِّ، وتوقعه كلَّ وقت فيمن وَجَدتَّ عليه، فلا يزايل القلب أثره، وفرق آخر: وهو أن المَوجَدة لما ينالك منه، والحقد لما يناله منك، فالموجدة وجد ما نالك من أذاه، والحقد توقع وجود ما يناله من المقابلة، فالموجدة سريعة الزوال، والحقد بطيء الزوال، والحقد يجيء مع ضيق القلب، واستيلاء ظلمة النفس، ودخانها عليه، بخلاف الموجدة فإنها تكون مع قوته، وصلابته، وقوة نوره، وإحساسه.<ref>([[روح|الروح]])  ل[[ابن قيم الجوزية|ابن القيم]] (251)</ref>}}
== أسباب الحقد ==
قال [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]]: {{اقتباس خاص|إن من آذاه شخص بسبب من الأسباب وخالفه في غرضه بوجه من الوجوه، أبغضه قلبه وغضب عليه ورسخ في قلبه الحقد عليه، والحقد يقتضي التشفي والانتقام، وقد يحدث الحقد بسبب خبث النفس وشحها بالخير لِعِبادِ الله}}

== الحقد خلق مذموم ==
=== ذم الحقد في القرآن ===

- قال تعالى في [[سورة البقرة]]: {{قرآن|البقرة|204|إلى آية=205}}

- وقال سبحانه في [[سورة الأعراف]]: {{قرآن|الأعراف|43}}

- وقال عز وجل في [[سورة الحجر]]: {{قرآن|الحجر|47|إلى آية=48}}

- وقال تعالى في [[سورة الحشر]]: {{قرآن|الحشر|10}}

=== ذم الحقد في السنة ===

عن جابر {{رضي الله عنه}} قال: {{اقتباس مضمن|تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فمن مستغفر فيغفر له، ومن تائب فيتاب عليه، ويرد أهل الضغائن بضغائنهم حتى يتوبوا}}

قال [[المنذري]]: الضغائن: هي الأحقاد.<ref>[[الترغيب والترهيب]] [[المنذري|للمنذري]] (ص 307/3)</ref>
وعن [[عبد الله بن عمرو (توضيح)|عبد الله بن عمرو]] {{رضي الله عنه}} قال: {{اقتباس مضمن|قيل يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان، قيل صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل ولا حسد}} [رواه ابن ماجه، 4216].

{{اقتباس مضمن|قال النبي محمد {{صلى الله عليه وسلم}}: والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؛ أفشوا السلام بينكم}} [رواه الترمذي، 2510].

=== ذم الحقد عند السلف ===

* قال: عثمان {{رضي الله عنه}}: {{اقتباس مضمن|ما أسرَّ أحد سريرة إلا أظهرها الله {{عز وجل}} على صفحات وجهه وفلتات لسانه}}.<ref>[الآداب الشرعية، ابن مفلح، 136/1]</ref>

* وقال [[زيد بن أسلم]] {{رضي الله عنه}}: {{اقتباس مضمن|دخل على [[أبو دجانة|أبي دجانة]] وهو مريض، وكان وجهه يتهلل، فقيل له: ما لوجهك يتهلل؟ فقال: ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، أما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليمًا}}<ref>[رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى، 557/3].</ref>

* وقال أبو حاتم: {{اقتباس مضمن|الحقد أصل الشرِّ، ومن أضمر الشر في قلبه أنبت له نباتًا مرًّا مذاقه، نماؤه الغيظ، وثمرته الندم}}<ref>[روضة العقلاء، ص. 134].</ref>

== آثار الحقد ==

# يُضعِف الإيمان: قال النبي محمد {{صلى الله عليه وسلم}}: {{اقتباس مضمن|والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؛ أفشوا السلام بينكم}}<ref>[رواه الترمذي، 2510]</ref>
# منعه من حقه من قضاء دين، أو صلة رحم، أو رد مظلمة.<ref>[[إحياء علوم الدين]]، [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] (ص3/181)</ref>
# الحقد من مظاهر دنو الهمة، فهو لا يصدر من النبلاء، ولا يليق بالعقلاء.<ref>[الهمة العالية، لمحمد بن إبراهيم الحمد، ص. 55].</ref>
# الإعراض عنه استصغارًا له.
# الهجران والمقاطعة.
# الحقد ينبت سوء الظن، وتتبع العورات، والهمز واللمز، والغيبة والنَّمِيمَة.
# الشقاق بين المسلمين.<ref>[موقع الدرر السنية]</ref>
== حكم الحقد ==

له قسمان، منه ما هو محرم، ومنه ما هو مباح.

=== الحقد المحرم ===
أورد [[ابن حجر الهيتمي]] في كتابه (الزواجر): أن من الكبائر الغضب بالباطل والحقد والحسد، وذكر سبب جمعه لهذه الكبائر الثلاث بقوله:{{اقتباس خاص|لما كانت هذه الثلاثة بينها تلازم وترتب، إذ الحسد من نتائج الحقد، والحقد من نتائج الغضب كانت بمنزلة خصلة واحدة، وذم كل يستلزم ذم الآخر، لأن ذم الفرع وفرعه يستلزم ذم الأصل وأصله وبالعكس.<ref>[الزواجر عن اقتراف الكبائر، ابن حجر، 83/1]</ref>}}

=== الحقد المباح ===

الحقد على اليهودي الذي يقتل المسلمين في فلسطين، والنصراني الحاقد على المسلمين، والهندوسي الذين يحرق مساجد المسلمين ويقتلهم، أو أي فئة تعتدي على الحق والإسلام والمسلمين، فالحقد في حقهم محمود مطلوب، بدليل قوله تعالى: {{قرآن|التوبة|14|إلى آية=15|لا تخريج=1}}.<small>[[سورة التوبة]] الأيات: 15،14</small>
== أسباب الحقد ==

# المماراة والمنافسة: قال الغزالي: وأشدُّ الأسباب لإثارة نار الحقد بين الإخوان المماراة والمنافسة، فإنها عين التدابر والتقاطع، فإن التقاطع يقع أولًا بالآراء، ثم بالأقوال ثم بالأبدان}}<ref>[إحياء علوم الدين، 179/2].</ref>
# الخصومة: قال النووي: {{اقتباس خاص|والخصومة توغر الصدور، وتهيج الغضب، وإذا هاج الغضب حصل الحقد بينهما، حتى يفرح كل واحد بمساءة الآخر، ويحزن بمسرته، ويطلق اللسان في عرضه}}<ref>[الأذكار للنووي، ص. 371]</ref>
# إذا فات الشخص ما يتمناه لنفسه وحصل لغيره:
وقديمًا رأى إبليس أن الحظوة التي يتشهاها قد ذهبت إلى آدم، فآل ألا يترك أحدًا يستمتع بها بعد ما حُرمها. قال تعالى على لسان إبليس: {{قرآن|الأعراف|16|إلى آية=17|لا تخريج=1}} <small>[[سورة الأعراف]]، الآيات: 17،16</small>

== وسائل علاج الحقد ==

* الدعاء:

قال تعالى: {{قرآن|الحشر|10|لا تخريج=1}}.<small>[[سورة الحشر]]الآية: 10</small>

وكان النبي {{صلى الله عليه وآله وسلم}} يدعو ويقول: {{اقتباس مضمن|رب أعني ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليَّ، رب اجعلني لك شاكرًا، لك ذاكرًا، لك راهبًا، لك مطواعًا، إليك مخبتًا أو منيبًا، تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي}}<ref>[رواه أبو داوود، 1510].</ref>

والسخيمة هي الحقْدُ في النفس.<ref>[شرح سنن أبي داوود، العيني، 422/5]</ref>

* الوصل والسلام:

عن [[الزبير بن العوام]] {{رضي الله عنه}}، قال: {{اقتباس خاص| قال صلى الله عليه وسلم: دبَّ إليكم داء الأُمم قبلكم:... البغضاء، والبغضاء هي الحالقة، حالقة الدين لا حالقة الشعر، والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؛ أفشوا السلام بينكم[رواه الترمذي، 2510]}}

* تقوية رابط الأخوة الإيمانية:

إن الأخوة الإيمانية والغل لا يجتمعان في قلب واحد، إن عاطفة المؤمن نحو إخوانه المؤمنين تتدفق بالمحبة، فكيف يجد الغل إلى هذه العاطفة الكريمة سبيلًا؟! إنهما أمران لا يجتمعان.<ref>[الأخلاق الإسلامية، عبد الرحمن الميداني، 725/1]</ref>

قال تعالى: {{قرآن|الحشر|8|إلى آية=9|لا تخريج=1}}<small>[[سورة الحشر]]، الآيات:9،8</small>

* التواضع:

{{اقتباس خاص|قال رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}:إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد.<ref>رواه مسلم)2865)</ref>}}

وقال أبو حاتم: {{اقتباس مضمن|التواضع يكسب السلامة، ويورث الألفة، ويرفع الحقد، ويذهب الصد}}<ref>[روضة العقلاء، ص. 61]</ref>

* اعتذار المرء لأخيه:

قال أبو حاتم: {{اقتباس مضمن|الاعتذار يذهب الهموم، ويجلي الأحزان، ويدفع الحقد، ويذهب الصدَّ... فلو لم يكن في اعتذار المرء إلى أخيه خصلة تحمد إلا نفي التعجب عن النفس في الحال، لكان الواجب على العاقل أن لا يفارقه الاعتذار عند كل زلة)}}<ref>[روضة العقلاء، ص. 186]</ref>

* تقديم الهدية:

قال {{صلى الله عليه وسلم}}: ((تهادوا تحابوا)).<ref>[رواه البخاري في الأدب المفرد، 1322]</ref>

وذلك لأن الهدية خلق من أخلاق الإسلام دلت عليه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وحث عليه خلفاؤهم الأولياء، تؤلف القلوب، وتنفي سخائم الصدور.<ref>[شرح الزرقاني على الموطأ، 418/4]</ref>

* الإخلاص والمناصحة ولزوم الجماعة:

فعن [[عبد الله بن مسعود]] عن النبي {{صلى الله عليه وسلم}}، قال: {{اقتباس مضمن|ثلاث لا يغلُّ عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن الدعوة تحيط من ورائهم}}<ref>[اخرجه أحمد في مسنده (16784،16800)، وابن ماجه في السنن (3047)]</ref>

قال ابن القيم: {{اقتباس مضمن|أي: لايحمل الغل، ولا يبقى فيه مع هذه الثلاثة، فإنها تنفى الغل والغش، وهو فساد القلب وسخايمه، فالمخلص لله إخلاصه يمنع غل قلبه ويخرجه ويزيله جملة؛ لأنه قد انصرفت دواعي قلبه وإرادته إلى مرضاة ربه، فلم يبق فيه موضع للغل والغش}}<ref>[مفتاح دار السعادة، 72/1]</ref>

* القضاء على سببه الأصلي وهو الغضب.

بالعلم بقدرة الله والحلم وتذكر فضيلة كظم الغيظ ومجاهدة النفس.

* أن يُكلف نفسه أن يصنع بالمحقود عليه ضد ما اقتضاه حقده فيبدل الذم مدحًا، والتكبر تواضعًا. ومن العلاج الإقلاع عن الغي وإصلاح النفس.

== الحقد في الثقافة ==
اشتهر الجمل عند العرب بأنه أشد الحيوانات حقدًا.

== مراجع ==
{{مراجع|2}}
{{روابط شقيقة}}
{{مشاعر}}
{{شريط بوابات|أخلاقيات|الإسلام|المسيحية|علم النفس}}
{{الأخلاق في الإسلام}}

[[تصنيف:كراهية]]
[[تصنيف:مشاعر]]
[[تصنيف:مفاهيم أخلاقية]]
[[تصنيف:أخلاق إسلامية]]