عرض مصدر ثورة البشرات (1499–1501)

{{معلومات نزاع عسكري
| اسم_النزاع = ثورة البشرات الأولى
| نتيجة = هزيمة الثورات<br />تنصير جميع مسلمي غرناطة
| شرح = مملكة غرناطة في قشتالة.
| التاريخ = ديسمبر <span style="line-height: 25.6px;">1499 - أبريل </span><span style="line-height: 25.6px;">1501</span>
| البلد = 
| مكان = مدينة غرناطة ومنطقة البشرات، مملكة غرناطة، تاج قشتالة
| خصم1 = اتحاد قشتالة وأراغون
| خصم2 = مسلمي غرناطة
| خصم3 = 
| قائد1 = <div>إيزابيلا الأولى (ملكة قشتالة)</div><div>فرانثيسكو خيمينيث دي ثيسنيروس</div><div>ماركوس تانديلا</div><div>ألونسو أغويلار</div><div><br />
</div><div><br />
<div><br />
</div></div>
| قائد2 = غير معروف
| قوة1 = 80000
| قوة2 = غير معروف
}}
'''ثورة البشرات الأولى''' كانت سلسلة من الثوراث التي بدأها السكان المسلمون في مملكة غرناطة التابعة لتاج قشتالة ضد الحكام الكاثوليكيين. بدأت الثورات بعام 1499 بمدينة غرناطة ردًا على التنصير الإجباري الذي كان يعتبر انتهاكا [[معاهدة غرناطة (1491)|لمعاهدة غرناطة]] التي وُقعت بعام 1491. توقفت الثورة في المدينة بسرعة، ولكن اتبعتها ثورات أقوى في منطقة [[البشرات]] المجاورة. القوات الكاثوليكية، التي قادهًا أحيانًا الملك فرناندو بنفسه، نجحت في إخماد الثورات وألحقت عقوبات قاسية على المسلمين.<ref name="Coleman2003"/>{{sfn|Lea|1901|p=33}}{{sfn|Carr|2009|p=59}}

== خلفية ==
استخدم الحكام الكاثوليكيين هذه الثورات كمبرر للقضاء على معاهدة غرناطة وحقوق المسلمين التي ضمنتها.<ref name="Coleman2003">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Coleman|الأول=David|عنوان=Creating Christian Granada: Society and Religious Culture in an Old-World Frontier City, 1492–1600|مسار=https://books.google.com/books?id=PFHCqgOVi5cC|تاريخ=25 September 2003|ناشر=Cornell University Press|isbn=0-8014-4111-0|صفحة=6|اقتباس=Outraged by Cisneros's efforts and his reported use of torture, Granada's Muslims in December 1499 rose up in an open rebellion that quickly spread to the nearby Alpujarras Mountains.| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170219010736/https://books.google.com/books?id=PFHCqgOVi5cC | تاريخ أرشيف = 19 فبراير 2017 }}</ref>{{sfn|Lea|1901|p=33}}{{sfn|Carr|2009|p=59}}

كانت [[مملكة غرناطة|إمارة غرناطة]] آخر منطقة يحكمها المسلمون في شبه الجزيرة الإيبيرية. في يناير 1492، بعد حملة دامت [[حرب غرناطة|عقدًا كاملًا]]، استسلم [[أبو عبد الله محمد الثاني عشر|محمد الثاني عشر]] وسلم الإمارة للقوات الكاثوليكية التي قادها الحاكمان الكاثوليكيان [[فرناندو الثاني]] و[[إيزابيلا الأولى ملكة قشتالة|إيزابيلا الأولى]]. معاهدة غرناطة، التي وُقعت بنوفمبر من عام 1491، ضمنت مجموعة من الحقوق لمسلمي غرناطة (مثل التسامح الديني والمعاملة الحسنة) مقابل الاستسلام.

في البداية، اتبع الحكام الكاثوليكيين المعاهدة. رغم ضغط رجال الدين الإسبانيين، اتخذ فرناندو ورئيس أساقفة غرناطة هيرناندو دي تالافيرا سياسة عدم التدخل مع المسلمين في أمل أن يجعلهم التواصل مع الكاثوليكيين «يفهمون أخطاء» دينهم ويهجرونه. عندما زار فيرناندو وإيزابيلا المدينة في صيف 1499، رحّب بهم حشد متحمس تضمن المسلمين.{{sfn|Carr|2009|p=40}}{{sfn|Carr|2009|pp=51–57}}

في صيف 1499، [[فرانثيسكو خيمينيث دي ثيسنيروس]]، رئيس أساقفة طليطلة، وصل إلى غرناطة وبدأ بالعمل مع تالافيرا. لم يكن ثيسنيروس معجبًا بأسلوب تالافيرا وبدأ بإرسال من لم يتعاون من المسلمين (خصيصًا النبلاء) إلى السجن ليتعرضوا لمعاملة قاسية إلى أن يوافقوا على التنصير. حفز الازدياد في التنصير ثيسنيروس على زيادة مجهوده، وفي ديسمبر من 1499، أخبر [[إسكندر السادس|البابا إسكندر السادس]] أن ثلاثة آلاف مسلم استنصروا في يوم واحد. حذر مجلس كنيسة ثيسنيروس أن هذه السُبل قد تكون انتهاكا للمعاهدة، ووصف الهاغيوغرافي ألفار غوميز دي كاسترو الطريقة بـ «سُبل غير سليمة.»{{sfn|Carr|2009|pp=57–58}}

== الثورة في البيازين ==
[[ملف:El_Albayzín_panorama_(2010).jpg|تصغير|300x300بك|صورة من عام 2010 للبيازين حيث وقعت الثورة الأولى.]]
[[ملف:The_Moorish_Proselytes_of_Archbishop_Ximenes,_Granada,_1500.jpg|تصغير|300x300بك|التنصير الإجباري الذي تم تحت يدا فرانثيسكو خيمينيث دي ثيسنيروس الذي كان انتهاكًا لمعاهدة غرناطة والسبب الرئيسي للثورة.]]
أثار التنصير الإجباري المتزايد المعارضة في منطقة البيازين (الربع الإسلامي في غرناطة). تفاقم الوضع بسبب معاملة معتنقي الإسلام من النصارى. منعت معاهدة غرناطة إجبار النصارى الذين اعتنقوا الإسلام على العودة إلى المسيحية، ولكن سمحت بإستجواب رجال الدين الكاثوليكيين للمعتنقين بشرط حضور السلطات المسلمة.{{sfn|Carr|2009|pp=58–59}} استغل ثيسنيروس هذه «الثغرة» لإستدعاء المعتنقين وسجن من رفض منهم العودة إلى المسيحية. ركزت هذه الأعمال عادةً على زوجات الرجال المسلمين مما أغضب السكان الذين اعتبروا هذا انتهاكا لحقوق عائلاتهم.{{sfn|Carr|2009|pp=58–59}}

في الثامن عشر من ديسمبر عام 1499، كجزء من هذا العمل، الشرطي فيلساكو دي بارينويفو ومساعد له أخذا امرأة من البيازين للإستجواب. بينما كانوا يقطعون ميدانًا، صرخت بأنها تُجبر على اعتناق المسيحية فحاط حشد عدائي بالمجموعة وقُتِل الشرطي بينما فر مساعده بعد أن آوته امرأة مسلمة من سكان المدينة.{{sfn|Carr|2009|p=59}} تصاعدت هذه الحادثة وباتت ثورة مفتوحة. أغلق سكان البيازين الشوارع وتسلحوا. انطلق حشد غاضب نحو منزل ثيسنيروس للهجوم. تشتت هذا الحشد لاحقًا، ولكن أصبحت الثورة أكثر تنظيمًا مع الأيام التالية. اختار سكان البيازين قادتهم بأنفسهم. خلال المواجهة التي ولت ذلك، حاول تالافيرا تهدئة الوضع بالمفاوضات وحسن المعاملة. بعد عشرة أيام، انتهت الثورة بعد أن سلم المسلمون الأسلحة وقتلة الشرطي الذين تعرضوا فورًا للإعدام.{{sfn|Carr|2009|pp=59–60}}

بعد ذلك، تم استدعاء ثيسنيروس إلى المحكمة في إشبيلية ليحاسب على أعماله أمام [[فرناندو الثاني|فرناند]] غاضب. جادل ثيسنيروس بأن المسلمين هم من أخل بالإتفاقية بالثوران المسلح. أقنع فرناندو وإيزابيلا بأن يعفوا عن الثوار مقابل اعتناقهم المسيحية. عاد ثيسنيروس بعد ذلك إلى غرناطة التي أصبحت اسميًا مدينة مسيحية.{{sfn|Carr|2009|pp=60–61}}

== الثورة في البشرات ==
رغم أن الثورة في البيازين انتهت وتحولت غرناطة اسميًا إلى مدينة مسيحية، انتشرت الثورة إلى الجانب الريفي. هرب قادة ثورة البيازين إلى جبال البشرات.{{sfn|Carr|2009|p=63}} سكان تلك الجبال، المسلمين بذلك الوقت، تقبلوا الحكم المسيحي بدون حماس. قاموا بسرعة للثوران لما اعتبروه انتهاكا لمعاهدة غرناطة، ولأنهم كانوا يخشون تلقي حتف التنصير الإجباري الذي ذاقه أهل البيازين.{{sfn|Carr|2009|p=63}}{{sfn|Harvey|2005|p=35}} في فبراير من 1500، ذهب ثماني آلاف جندي مسيحي ليقمعوا الثورة.{{sfn|Carr|2009|p=63}} وفي مارس، وصل الملك فرناندو ليشرف شخصيًا على العملية.{{sfn|Harvey|2005|p=36}}

كان الثوار جيدون من الناحية التكتيكية واستغلوا الجبال ليمارسوا [[حرب عصابات]]، ولكنهم افتقروا لقيادة مركزية وإستراتيجية متماسكة.{{sfn|Harvey|2005|p=35}} كان أحد الأسباب هو السياسة القشتالية السابقة التي شجعت الطبقة الغرناطية العالية على مغادرة البلاد أو التنصير والانخراط مع الطبقة المسيحية العالية.{{sfn|Harvey|2005|p=35}}{{sfn|Harvey|2005|p=35}}

هُزمت المدن والقرى الثائرة في البشرات تدريجيًا. قاد فرناندو بنفسه الهجوم على [[لانخارون]].{{sfn|Carr|2009|pp=63–64}} أُجبر الناجون من الثوار على [[معمودية|التعميد]] للمحافظة على حياتهم.{{sfn|Carr|2009|p=63}} عوملت المدن التي قاومت بطريقة قاسية. حدثت واحدة من أعنف الحلقات في [[أندرش]]، حيث أخذت القوات المسيحية تحت [https://Louis de Beaumont, 2nd Count de Lerín|لويس دي بومون] ثلاثة آلاف سجين مسلم وذبحتهم. تعرض بين المئتين للست مئة من النساء والأطفال الملتجئين بمسجد للتفجير بالبارود.{{sfn|Lea|1901|p=38}}{{sfn|Carr|2009|p=63}}{{sfn|Harvey|2005|p=36}} خلال الهجوم على [[فيليفايكوي]]، تعرض جميع الرجال للقتل والنساء للاستعباد. في [[نايجار]] و[[غويخار سييرا]]، تعرض جميع السكان للإستعباد إلا الأطفال الذين أُخذوا ليتربوا على المسيحية.{{sfn|Lea|1901|p=38}}
في الرابع عشر من يناير 1501، طلب فرناندو من جيشه التوقف لأن الثورة بدت مُخمدة. لكن، حدث المزيد من الحركة في [https://Sierra Bermeja|بيرميخا]، فتوجه جيش بقيادة ألونسو دي أجويلار، أحد أبرز القادة في إسبانيا، لإخمادها. في السادس عشر من مارس، واجه أفراد الجيش توقًا للنهب الثوار، ولكنهم تعرضوا لرد قوي أنتج كارثة للجيش المسيحي. أجويلار نفسه مات وكاد يُدمر الجيش.<ref>[[مارمول كاربخال]]: ''Historia del [sic] Rebelión y Castigo de los Moriscos de Reino de Granada'' IV-xxvii;</ref>{{sfn|Lea|1901|p=39}}

ولكن، سرعان ما طالب المسلمون السلام، وفرناندو، مدركًا ضعف الجيش وصعوبة الحرب في الجبال، أعلن أن للثوار خيارين إما النفي أو التعمد. فقط أولئك الذين استطاعوا دفع عشر دنانير ذهبية غادروا، أما الذي لم يستطع بقى وتعمد. استسلم الثوار بموجات إبتدت من منتصف أبريل، لأن البعض انتظر ليرى إن كان من تنصر فعلًا آمنًا. رافق المهاجرون جنودًا إلى ميناء [[أسطبونة]] وافسح لهم الطريق للشمال الأفريقي.{{sfn|Carr|2009|p=65}}{{sfn|Lea|1901|p=40}}
[[ملف:Weiditz_Trachtenbuch_105-106.jpg|يسار|تصغير|رسم لعائلة عربية لكريستوف ويتز (1529)]]
== آثار الحادثة ==
مع نهاية عام 1501، انتهت الثورة. لم يتسلم المسلمون بعد الآن الحقوق التي ضمنتها معاهدة غرناطة وتلقوا الخيارات التالية: 1- التنصير والبقاء. 2- رفض التنصير والتعرض للقتل أو الإستعباد. 3- المنفى. ونظرًا للضريبة الباهظة المفروضة للخروج من إسبانيا، كان التنصير الخيار المنطقي الوحيد أمامهم. لذلك، بعد عقد واحد فقط من سقوط إمارة غرناطة، أصبح جميع سكان غرناطة اسميًا مسيح. كانوا يُلقبون بـ «مسيح جدد» أو «[[مورسكيون]]». رغم تبنيهم للمسيحية، حافظوا على عاداتهم التي تشمل لغتهم وأسمائهم وطعامهم وردائهم وحتى بعض مناسباتهم. كما أن البعض مارس الإسلام بالسر. بالمقابل، أقام الحكام الكاثوليك سياسات قاسية ومتعصبة لكي يتخلصوا من هذه العادات. بلغت هذه السياسات أوجها في عصر [[فيليب الثاني ملك إسبانيا|فيليب الثاني]] الذي أرغم العرب على ترك عاداتهم وثيابهم ولغتهم مما أطلق ثورة [[ثورة البشرات (1568-1571)|البشرات الثانية]].{{sfn|Lea|1901|p=227}}

== هوامش ==
{{مراجع|30em}}

== مراجع ==
<div class="reflist4" style="height: 150px; overflow: auto; padding: 3px">
<div dir=ltr>
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Carr|الأول=Matthew|عنوان=Blood and Faith: The Purging of Muslim Spain|مسار= https://books.google.com/books?id=netlOtzI6R8C|سنة=2009|ناشر=New Press|isbn=978-1-59558-361-1|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20190128080512/https://books.google.com/books?id=netlOtzI6R8C|تاريخ أرشيف=2019-01-28}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Coleman|الأول=David|عنوان=Creating Christian Granada: Society and Religious Culture in an Old-World Frontier City, 1492–1600|مسار= https://books.google.com/books?id=PFHCqgOVi5cC|تاريخ=25 September 2003|ناشر=Cornell University Press|isbn=0-8014-4111-0|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20170219010736/https://books.google.com/books?id=PFHCqgOVi5cC|تاريخ أرشيف=2017-02-19}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Harvey|الأول=L .P.|عنوان=Muslims in Spain, 1500 to 1614|مسار= https://books.google.com/books?id=7QJygx-jbKcC|تاريخ=16 May 2005|ناشر=University of Chicago Press|isbn=978-0-226-31963-6|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20170113225458/https://books.google.com/books?id=7QJygx-jbKcC|تاريخ أرشيف=2017-01-13}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Lea|الأول=Henry Charles |مؤلف-وصلة=Henry Charles Lea|عنوان=The Moriscos of Spain: Their Conversion and Expulsion|مسار= https://books.google.com/books?id=wvFWAAAAMAAJ|سنة=1901|ناشر=Lea Brothers & Company|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20170219020824/https://books.google.com/books?id=wvFWAAAAMAAJ|تاريخ أرشيف=2017-02-19}}
</div></div>
{{شريط بوابات|إسبانيا|الأندلس|الإسلام}}

[[تصنيف:إسبانيا في 1499]]
[[تصنيف:إسبانيا في 1501]]
[[تصنيف:اضطهاد المسلمين]]
[[تصنيف:الإسلام في إسبانيا]]
[[تصنيف:إيزابيلا الأولى ملكة قشتالة]]
[[تصنيف:تاريخ غرناطة]]
[[تصنيف:تاريخ منطقة الأندلس]]
[[تصنيف:تمردات في القرن 15]]
[[تصنيف:تمردات في القرن 16]]
[[تصنيف:تمردات في إسبانيا]]
[[تصنيف:فرناندو الثاني ملك أراغون]]
[[تصنيف:نزاعات في 1499]]
[[تصنيف:نزاعات في 1500]]
[[تصنيف:نزاعات في 1501]]
[[تصنيف:إسبانيا في 1500]]