بياض دقيقي

من أرابيكا، الموسوعة الحرة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 22:37، 17 ديسمبر 2023 (الرجوع عن تعديل معلق واحد من 178.77.154.111 إلى نسخة 64564535 من InternetArchiveBot.). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
اضغط هنا للاطلاع على كيفية قراءة التصنيف
اضغط هنا للاطلاع على كيفية قراءة التصنيف

بياض دقيقي

البياض الدقيقي، (بالإنجليزية: Powdery mildew)‏، مرض فطري يعتبر من أخطر الأمراض التي تصيب العديد من المحاصيل الزراعية مثل الحنطة والشعير والعنب و محاصيل الفصيلة القرعية مثل الخيار والكوسا.[1][2][3] تصاب المحاصيل المختلفة بسلالات مختلفة من الفطريات من رتبة (بالإنجليزية: Erysiphales)‏. يسهل تمييز هذا المرض نتيجة أعراضه الواضحة الشبيهة بالدقيق الأبيض.

ينمو البياض الدقيقي جيدًا في البيئات ذات الرطوبة العالية ودرجات الحرارة المعتدلة. توفر البيوت المحمية (Greenhouses) بيئة رطبة ومعتدلة مثالية لانتشار المرض، هذا يسبب ضررًا للممارسات الزراعية والبستانية حيث قد يزدهر البياض الدقيقي في ظل البيوت المحمية. في بيئة زراعية أو بستانية، يمكن السيطرة على العامل الممرض باستخدام الطرق الكيميائية والطرق العضوية الحيوية والمقاومة الوراثية. من المهم أن تكون على دراية بالبياض الدقيقي وإدارته لأن المرض الناتج يمكن أن يقلل بشكل كبير من دخل المحاصيل الهامة. [4][5][6]

التكاثر

يمكن أن تتكاثر فطريات البياض الدقيقي فقط على مُضيف الخلية الحية وتتكاثر جنسيًا ولاجنسيًا. يحدث التكاثر الجنسي عن طريق الثمرة الزقية، حيث يُعاد تجميع المادة الجينية. يجب أن تتكيف فطريات البياض الدقيقي مع مضيفيها لتتمكن من إصابتها. داخل كل ثمرة زقية هناك عدة زقاق.

في ظل الظروف المثلى، تنضج الأبواغ الزقية وتُطلَق لبدء عدوى جديدة. تختلف الشروط اللازمة لنضج البوغ بين الأنواع. التكاثر اللاجنسي هو المكان الذي تتطابق فيه الفطريات الأم مع النسل وراثيًا.

إن نسل فطريات البياض الدقيقي من أنواع القمح والشعير أكثر نجاحًا في التكاثر اللاجنسي مقارنة بنظرائهم في التكاثر الجنسي. [7][8][9]

البياض الدقيقي على الحنطة والشعير

يفضل الفطر الظروف الباردة الرطبة ويمكن له البيات في الشتاء على بقايا محصول الحنطة أو الشعير ويدعى الفطر المسبب لهذا المرض (باللاتينية: Blumeria graminis).

البياض الدقيقي على البقوليات

البقوليات، مثل فول الصويا، تتأثر بالميكروبيرا ديفيسا (Microsphaera diffusa). [10]

البياض الدقيقي على العنب

إصابة أوراق العنب بالبياض الدقيقي (يمين) و البياض الزغبي (يسار)

يشكل البياض الدقيقي مع البياض الزغبي أخطر أمراض العنب، إلا أن البياض الدقيقي يعد أكثر خطورة في إتلاف الثمار. تشتد خطورة البياض الزغبي في المناطق الرطبة بينما ينتشر البياض الدقيقي في المناطق الرطبة أو الجافة.

أغلب أصناف العنب قابلة للإصابة الشديدة بهذا المرض وذلك لتأخر نضجها إلى الوقت الذي تكون فيه حرارة الجو ورطوبته ملائمتين للإصابة، ولذلك عادة ما تنجو الأصناف المبكرة النضج من الإصابة لنضجها قبل أن تتوفر الظروف الملائمة للعدوى.

الأعراض

تظهر أعراض الإصابة بهذا المرض على جميع أجزاء النبات الموجودة فوق سطح الأرض (الأوراق والأغصان الغضة والأزهار و الثمار) في مختلف أطوار تكوينها.

بياض دقيقي على العنب

الأعراض على الأوراق

تظهر على الأوراق بقع بيضاء رمادية دقيقة المظهر على السطح العلوي أو السفلي أو كلا السطحين معاً ولكنها تكون أكثر وضوحاً على السطح العلوي. و تمتد هذه البقع في الظروف الملائمة أثناء الجو الحار الجاف وبتقدم الإصابة يأخذ لون الأنسجة المصابة بالتحول إلى البني نتيجة لموت الأنسجة حتى يعم سطح الورقة كلها، وتميل الأوراق في حالة الإصابة الشديدة للالتواء إلى أعلى وينتهى الأمر بذبول الأوراق وجفافها وتساقطها.

إصابة الأزهار والثمار

تؤدي الإصابة لذبول العناقيد الزهرية وانخفاض نسبة عقد الثمار. إصابة الثمار عند بدء تكوينها تؤدي إلى توقف نموها وتغطيتها بطبقة بيضاء رمادية، أما إذا أصيبت الثمار وهي في طور متقدم فإنها تنمو نمواً غير منتظماً وتجف وتأخذ لوناً غير طبيعي (بني فأسود) وكثيراً ما تتشقق ولا تنضج. عند اشتداد الإصابة، تنبعث من المناطق المصابة رائحة كريهة تشبه رائحة السمك الفاسد وذلك نتيجة تحلل الميسيليوم البروتيني.

تمثل درجة رطوبة عالية 80% ودرجة حرارة 25 ْ م الظروف الملائمة لحدوث الإصابة.

البياض الدقيقي على القرع والبطيخ

البياض الدقيقي للقرعيات

يمكن أن تسبب أنواع متعددة من الفطريات البياض الدقيقي للقرعيات، الخيار والقرعيات (بما في ذلك اليقطين) واللوف والبطيخ.

منذ عام 1925، شارك إنتاج الشمام التجاري في «سباق تسلُّح (arms race)» بيولوجي ضد البياض الدقيقي للقرع الناجم عن فطر (Podosphaera xanthii) مع تطوير أصناف جديدة من البطيخ لمقاومة الأعراق من الفطريات المتتالية، والتي حُدِّدَت ببساطة على أنها العِرق 1، والعِرق 2، وما إلى ذلك. سبعة في المجموع بحلول عام 2004 للعرقيات موجودة في جميع أنحاء العالم، والعرق (N1) إلى (N4) لبعض الأجناس المتباينة الأصلية في اليابان. حصل التعرف على الأصناف الفرعية المختلفة، وأعطيت أسماء مثل العرق (.2U.S) والعرق (3.5) والعرق (4.5)، اكتُشِف عِرق جديد (S) في عام 2003، ووُجِد صنف معين من البطيخ ('C. melo var. acidulus 'PI 313970) مقاومًا له، ثم استخدم في التهجين العكسي (Backcrossing) لزيادة المقاومة في الأصناف الأخرى. مثل هذا الاستيلاد الانتقائي الحديث للنباتات من أجل المقاومة المرضية النباتية لأجناس فطرية معينة ينطوي على قدر كبير من البحث الجيني؛ تضمنت حالة (PI 313970) هذه مقابل العرق (S) تهجينًا متعدد المراحل لنشر جين متنحي، (pm-S) في الأجيال المتعاقبة، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على الجينات المتنحية والمشتركة الأخرى لمقاومة الأعراق الأخرى من فطر (Podosphaera xanthii). [11][12]

خلصت مراجعة الإنتاج الفكري لعام 2004 بشأن أعراق البياض الدقيقي (Powdery mildew races) التي تتطفل على نباتات القرع المختلفة إلى أن تحديد العِرق مهم للبحث الأساسي وهو مهم بشكل خاص لصناعة البذور التجارية، الأمر الذي يتطلب الدقة في الإعلان عن نوع ومستوى المقاومة في منتجاتها. ومع ذلك، كان يُنظر إلى تحديد أعراق معينة على أنه قليل الفائدة في البستنة لاختيار أصناف معينة، بسبب السرعة التي يمكن أن تتغير بها مجموعة مسببات الأمراض المحلية جغرافياً وموسمياً وحسب النبات المضيف. [11]

يمكن أن تسبب ثلاثة أنواع أخرى (على الأقل) من فطريات (Erysiphaceae) البياض الدقيقي في القرعيات: الأكثر شيوعًا، بعد (Podosphaera xanthii)، هو (Erysiphe cichoracearum)، وهو الكائن المسبب الرئيسي السابق في معظم أنحاء العالم.[13][14] (Podosphaera fusca) هو نوع آخر، يُعتبر أحيانًا مرادفًا لـ (Podosphaera xanthii)، أُبلِغ أيضًا عن أن الخيار في البيئات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري يكون عرضة للإصابة بـ (Leveillula taurica). [15][16]

البياض الدقيقي على أوراق الشجر

(Sawadaea tulasnei) هو فطر يسبب البياض الدقيقي على أوراق الشجر. يهاجم هذا الفطر أوراق نبات القيقب الدلبي في أمريكا الشمالية وبريطانيا وأيرلندا، وأيضًا نبات القيقب الكفي (المعروف أيضًا باسم القيقب الياباني أو القيقب الياباني الأملس). [17]

السيطرة على المرض

في البيئة الزراعية، يمكن السيطرة على العامل الممرض باستخدام الطرق الكيميائية والمقاومة الوراثية وأساليب الزراعة الدقيقة.

التحكم الكيميائي التقليدي

يعتبر استخدام مبيدات الفطريات القياسية طريقة فعالة للسيطرة على مرض البياض الدقيقي على النباتات. يُنصح ببدء برامج رش مبيدات الفطريات التقليدية عند ملاحظة أعراض وعلامات البياض الدقيقي لأول مرة. يجب استخدام هذه المبيدات بشكل منتظم للحصول على أفضل النتائج ضد المرض. يمكن استخدام (Triadimefon) و بروبيكونازول، ومن الممكن أيضًا استخدام هيكساكونازول ومايكلوبوتانيل وبينكونازول. [18][19]

الوقاية

فيما يلي نصائح لحماية النباتات من الإصابة بمرض البياض الدقيقي:

  • اختيار أصناف النباتات التي تقاوم هذا المرض.
  • زراعة النباتات في مناطق مشمسة.
  • اختيار السماد بناءً على نتائج اختبار التربة.
  • ترك مسافة تباعد جيدة بين النباتات؛ ليحصل كل منها على التهوية الكافية.
  • فحص عدة أوراق للنباتات الناضجة للتأكد من عدم إصابتها بالمرض.
  • إزالة الأعشاب الضارة.
  • تجنب الإفراط في استخدام النيتروجين. [20][21]

مراجع

  1. ^ Velkov، Nikolay؛ Masheva، Stoika (2002). "Species and Races Composition of Powerdy Mildew on Cucurbits in Bulgaria" (PDF). Cucurbit Genetics Cooperative Report. ج. 25: 7–10. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2016-03-04. اطلع عليه بتاريخ 2015-08-10.
  2. ^ Powdery Mildew - Sustainable Gardening Australia نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ McCreight، James D.؛ Coffey، Michael D. (يونيو 2011). "Inheritance of Resistance in Melon PI 313970 to Cucurbit Powdery Mildew Incited by Podosphaera xanthii Race S". HortScience. ج. 46 ع. 6: 838–840. مؤرشف من الأصل في 2019-12-10. اطلع عليه بتاريخ 2015-08-10.
  4. ^ Huang, X. Q.; Hsam, S. L. K.; Zeller, F. J.; Wenzel, G.; Mohler, V. (1 Aug 2000). "Molecular mapping of the wheat powdery mildew resistance gene Pm24 and marker validation for molecular breeding". Theoretical and Applied Genetics (بEnglish). 101 (3): 407–414. DOI:10.1007/s001220051497. ISSN:1432-2242. Archived from the original on 2020-08-19.
  5. ^ Anthony P.Keinath; Virginia B.DuBose. Controlling powdery mildew on cucurbit rootstock seedlings in the greenhouse with fungicides and biofungicides. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (help), روابط خارجية في |عمل= (help), and يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (help)صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  6. ^ "Small Grain Wheat Diseases - Powdery Mildew". web.archive.org. 23 ديسمبر 2002. مؤرشف من الأصل في 2002-12-23. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-27.
  7. ^ Zhu, Mo; Riederer, Markus; Hildebrandt, Ulrich (1 Aug 2017). "Very-long-chain aldehydes induce appressorium formation in ascospores of the wheat powdery mildew fungus Blumeria graminis". Fungal Biology (بEnglish). 121 (8): 716–728. DOI:10.1016/j.funbio.2017.05.003. ISSN:1878-6146. Archived from the original on 2020-07-23.
  8. ^ "Sexual reproduction only second choice for powdery mildew". web.archive.org. 21 أغسطس 2013. مؤرشف من الأصل في 2013-08-21. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-23.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  9. ^ Hacquard، Stéphane؛ Kracher، Barbara؛ Maekawa، Takaki؛ Vernaldi، Saskia؛ Schulze-Lefert، Paul؛ Ver Loren van Themaat، Emiel (11 يونيو 2013). "Mosaic genome structure of the barley powdery mildew pathogen and conservation of transcriptional programs in divergent hosts". Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America. ج. 110 ع. 24: E2219–E2228. DOI:10.1073/pnas.1306807110. ISSN:0027-8424. PMID:23696672. مؤرشف من الأصل في 2021-01-23. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (مساعدة)
  10. ^ "Wayback Machine" (PDF). web.archive.org. 30 سبتمبر 2013. مؤرشف من الأصل في 2013-09-30. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-28.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  11. ^ أ ب Cohen, R.; Burger, Y.; Katzir, N. (1 Apr 2004). "Monitoring physiological races ofPodosphaera xanthii (syn.Sphaerotheca fuliginea), the causal agent of powdery mildew in cucurbits: Factors affecting race identification and the importance for research and commerce". Phytoparasitica (بEnglish). 32 (2): 174–183. DOI:10.1007/BF02979784. ISSN:1876-7184. Archived from the original on 2020-08-18.
  12. ^ McCreight, James D.; Coffey, Michael D. (1 Jun 2011). "Inheritance of Resistance in Melon PI 313970 to Cucurbit Powdery Mildew Incited by Podosphaera xanthii Race S". HortScience (بen-US). 46 (6): 838–840. DOI:10.21273/HORTSCI.46.6.838. ISSN:0018-5345. Archived from the original on 2020-07-11.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  13. ^ "Cucurbit Powdery Mildew". مؤرشف من الأصل في 2020-08-05.
  14. ^ "Watermelon Breeding – Cucurbit Breeding". cucurbitbreeding.wordpress.ncsu.edu. مؤرشف من الأصل في 2021-01-28. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-28.
  15. ^ PÉREZ‐GARCÍA، ALEJANDRO؛ ROMERO، DIEGO؛ FERNÁNDEZ‐ORTUÑO، DOLORES؛ LÓPEZ‐RUIZ، FRANCISCO؛ DE VICENTE، ANTONIO؛ TORÉS، JUAN A. (9 ديسمبر 2008). "The powdery mildew fungus Podosphaera fusca (synonym Podosphaera xanthii), a constant threat to cucurbits". Molecular Plant Pathology. ج. 10 ع. 2: 153–160. DOI:10.1111/j.1364-3703.2008.00527.x. ISSN:1464-6722. PMID:19236565. مؤرشف من الأصل في 2020-02-04. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (مساعدة)
  16. ^ "Cucurbit Breeding – Department of Horticultural Science". cucurbitbreeding.wordpress.ncsu.edu. مؤرشف من الأصل في 2021-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-28.
  17. ^ "Sawadaea tulasnei (Fuckel) Homma 1937 - Encyclopedia of Life". eol.org. مؤرشف من الأصل في 2020-11-01. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-28.
  18. ^ "CHEMICAL CONTROL OF POWDERY MILDEW OF APPLE IN WARMER CLIMATES OF HIMACHAL PRADESH, INDIA". www.actahort.org. مؤرشف من الأصل في 2018-06-12. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-23.
  19. ^ "Measure for Control". projects.ncsu.edu. مؤرشف من الأصل في 2019-10-01. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-23.
  20. ^ "Powdery mildew of cucurbits". extension.umn.edu (بEnglish). Archived from the original on 2020-11-28. Retrieved 2021-01-24.
  21. ^ "Powdery Mildew on Vegetables Management Guidelines--UC IPM". ipm.ucanr.edu. مؤرشف من الأصل في 2020-11-12. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-24.

وصلات خارجية