الدولة الإلخانية: الفرق بين النسختين

لا يوجد ملخص تحرير
ط (استبدال قوالب (بداية قصيدة، بيت ، شطر، نهاية قصيدة) -> أبيات)
 
لا ملخص تعديل
 
سطر 105: سطر 105:
=== دُخُول المغول إلى خوارزم وخُراسان وفارس ===
=== دُخُول المغول إلى خوارزم وخُراسان وفارس ===
{{مفصلة|الغزو المغولي لخوارزم}}
{{مفصلة|الغزو المغولي لخوارزم}}
[[ملف:Mort de Muhammad Hwârazmshâh.jpeg|تصغير|رسم من كتاب [[جامع التواريخ]] يُظهر وفاة السُلطان مُحمَّد خوارزمشاه في منفاه بجزيرة آبسكون ببحر قزوين بعد أن بلغه ما حل ببلاده من الدمار والخراب على يد المغول.]]
[[ملف:Mort de Muhammad Hwârazmshâh.jpeg|تصغير|رسم من كتاب [[جامع التواريخ]] يُظهر وفاة السُلطان مُحمَّد خوارزمشاه في منفاه بجزيرة [[آبسكون]] ببحر قزوين بعد أن بلغه ما حل ببلاده من الدمار والخراب على يد المغول.]]
[[ملف:Jalal al-Din Khwarazm-Shah crossing the rapid Indus river, escaping Chinggis Khan and his army.jpg|تصغير|[[منمنمة|مُنمنمة]] [[سلطنة مغول الهند|مغوليَّة هنديَّة]] تُصوِّر عُبُور السُلطان جلال الدين منكبرتي نهر السند هاربًا من وجه المغول.]]
[[ملف:Jalal al-Din Khwarazm-Shah crossing the rapid Indus river, escaping Chinggis Khan and his army.jpg|تصغير|[[منمنمة|مُنمنمة]] [[سلطنة مغول الهند|مغوليَّة هنديَّة]] تُصوِّر عُبُور السُلطان جلال الدين منكبرتي نهر السند هاربًا من وجه المغول.]]
كانت خطوة جنكيز خان التالية السيطرة على إقليم خوارزم، فتقدَّم في خريف سنة [[617 هـ|617هـ]] المُوافقة لِسنة [[1220]]م صوب [[ترمذ]] واستولى عليها بعد حصار، وقتل جميع سُكَّانها،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[عطاء ملك الجويني|الجويني، علاءُ الدين أبو المُنظِّر عطاء مُلك بن بهاء الدين مُحمَّد]]|مؤلف2= ترجمة: السِّباعي مُحمَّد السِّباعي|عنوان= تاريخ فاتح العالم جهانگشاي|المجلد=المُجلَّد الأوَّل|طبعة= الأولى|صفحة= 152|سنة= [[2007]]|ناشر= المركز القومي للترجمة|تاريخ الوصول= [[9 فبراير|9 شُباط (فبراير)]] [[2019]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|مسار= https://ia601602.us.archive.org/23/items/books4arab_201702/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%81%D8%A7%D8%AA%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201021071126/https://ia601602.us.archive.org/23/items/books4arab_201702/تاريخ%20فاتح%20العالم.pdf | تاريخ أرشيف = 21 أكتوبر 2020 }}</ref> وفي تلك الأثناء كان السُلطان الخوارزمي مُحمَّد خوارزمشاه يفر من أمام المغول مُتنقلًا من مكانٍ إلى آخر، فقصد [[نيسابور]] ثُمَّ توجَّه نحو [[عراق العجم]] و[[بسطام]] واجتاز [[الري (إيران)|الري]]، ثُمَّ ذهب إلى قلعة فرزين، وروادته أفكارٌ بِاللُّجوء إلى [[بغداد]] والارتماء في أحضان الخليفة العبَّاسي الذي كان عدُوِّه بِالأمس القريب علَّهُ يجد مخرجًا من المأزق الذي هو فيه، لا سيَّما وأنَّ القادة الخوارزميين انفضُّوا من حول السُلطان، كُلٌ يُريد النجاة بِنفسه بعدما رأوا شدَّة المغول ووحشيتهم، لكنَّهُ عدل عن تلك الفكرة وتوجَّه إلى إقليم [[مازندران (محافظة)|مازندران]] جنوبيّ [[بحر قزوين|بحر الخزر (قزوين)]]، والتجأ إلى إحدى جُزُره حيثُ تمكَّن منهُ الإعياء والمرض، فتُوفي ودُفن بِالجزيرة المذكورة سنة 617هـ المُوافقة لِسنة 1220م، بعد أن عيَّن ابنه [[جلال الدين منكبرتي]] خلفًا له.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= حمدي، حافظ أحمد|عنوان= الدولة الخوارزميَّة والمغول|صفحة= 150 - 152|سنة= [[1949]]|ناشر= دار الفكر العربي|تاريخ الوصول= [[4 فبراير|4 شُباط (فبراير)]] [[2019]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[المملكة المصرية|مصر]]|مسار= https://archive.org/details/AlKhawarzamiya/page/n147| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200924230722/https://archive.org/details/AlKhawarzamiya/page/n147 | تاريخ أرشيف = 24 سبتمبر 2020 }}</ref> أدَّت وفاة السُلطان مُحمَّد إلى مزيدٍ من التشرذم في صُفُوف الخوارزميين، فقد عارض الجيش اعتلاء جلال الدين منكبرتي العرش، ووقعت بعض المُنازعات الأُسريَّة بِخُصُوص هذا الأمر، ما دفع جنكيز خان إلى الإسراع بِإرسال ما يزيد عن مائة ألف جُندي بِقيادة ثلاثة من أبنائه هم: جوجي وجغطاي وأوقطاي، لاجتياح العاصمة الخوارزميَّة [[جرجانية]]، الواقعة قُرب دلتا [[جيحون (نهر)|نهر جيحون]]، فتعرَّضت لِأسوأ أنواع المحن والشدائد والقتال الضاري، واقتحمها المغول أخيرًا في شهر صفر سنة [[618 هـ|618هـ]] المُوافق لِشهر نيسان (أبريل) 1221م، فقتلوا كُل الرجال وسبوا النساء والأطفال، ثُمَّ حطَّموا السد الذي يمنع ماء جيحون عن المدينة، فانسابت المياه إلى داخلها وهدَّمت الأبنية، وأغرقت من أفلت من السُكَّان أو هلك تحت الأنقاض، وساق المغول نحو مائة ألف من أصحاب الحرف والمهن إلى مغولستان. وعلى هذا الشكل سيطر المغول على إقليم خوارزم، ومنحه جنكيز خان لابنه جوجي.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[عطاء ملك الجويني|الجويني، علاءُ الدين أبو المُنظِّر عطاء مُلك بن بهاء الدين مُحمَّد]]|مؤلف2= ترجمة: السِّباعي مُحمَّد السِّباعي|عنوان= تاريخ فاتح العالم جهانگشاي|المجلد=المُجلَّد الأوَّل|طبعة= الأولى|صفحة= 146 - 150|سنة= [[2007]]|ناشر= المركز القومي للترجمة|تاريخ الوصول= [[9 فبراير|9 شُباط (فبراير)]] [[2019]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|مسار= https://ia601602.us.archive.org/23/items/books4arab_201702/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%81%D8%A7%D8%AA%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201021071126/https://ia601602.us.archive.org/23/items/books4arab_201702/تاريخ%20فاتح%20العالم.pdf | تاريخ أرشيف = 21 أكتوبر 2020 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير الجزري، عز الدين أبي الحسن عليّ بن مُحمَّد الموصلِّي الشيباني]]|مؤلف2= تحقيق الدكتور مُحمَّد يُوسُف الدقَّاق|عنوان= الكامل في التاريخ|المجلد=المُجلَّد العاشر|طبعة= الأولى|صفحة= 421 - 422|سنة= [[1407 هـ|1407هـ]] - [[1987]]م|ناشر= دار الكُتُب العلميَّة|تاريخ الوصول= [[4 فبراير|4 شُباط (فبراير)]] [[2019]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://ia902707.us.archive.org/15/items/WAQkamilt/kamilt10.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201127060341/https://ia902707.us.archive.org/15/items/WAQkamilt/kamilt10.pdf | تاريخ أرشيف = 27 نوفمبر 2020 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن العبري|ابن العبري،أبو الفرج جمال الدين گريگوريوس بن هٰرون الملطي]]|مؤلف2= نقله إلى العربيَّة: الأب إسحٰق أرملة|عنوان= تاريخ الزمان|طبعة= الأولى|صفحة= 264 - 265|سنة= [[1991]]|ناشر= [[دار المشرق]]|تاريخ الوصول= [[14 فبراير|14 شُباط (فبراير)]] [[2019]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= http://www.academia.edu/22636477/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D8%A7%D9%86-_%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%B1%D9%8A|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200915062735/https://www.academia.edu/22636477/تاريخ_الزمان_ابن_العبري/|تاريخ أرشيف=2020-09-15}}</ref>
كانت خطوة جنكيز خان التالية السيطرة على إقليم خوارزم، فتقدَّم في خريف سنة [[617 هـ|617هـ]] المُوافقة لِسنة [[1220]]م صوب [[ترمذ]] واستولى عليها بعد حصار، وقتل جميع سُكَّانها،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[عطاء ملك الجويني|الجويني، علاءُ الدين أبو المُنظِّر عطاء مُلك بن بهاء الدين مُحمَّد]]|مؤلف2= ترجمة: السِّباعي مُحمَّد السِّباعي|عنوان= تاريخ فاتح العالم جهانگشاي|المجلد=المُجلَّد الأوَّل|طبعة= الأولى|صفحة= 152|سنة= [[2007]]|ناشر= المركز القومي للترجمة|تاريخ الوصول= [[9 فبراير|9 شُباط (فبراير)]] [[2019]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|مسار= https://ia601602.us.archive.org/23/items/books4arab_201702/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%81%D8%A7%D8%AA%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201021071126/https://ia601602.us.archive.org/23/items/books4arab_201702/تاريخ%20فاتح%20العالم.pdf | تاريخ أرشيف = 21 أكتوبر 2020 }}</ref> وفي تلك الأثناء كان السُلطان الخوارزمي مُحمَّد خوارزمشاه يفر من أمام المغول مُتنقلًا من مكانٍ إلى آخر، فقصد [[نيسابور]] ثُمَّ توجَّه نحو [[عراق العجم]] و[[بسطام]] واجتاز [[الري (إيران)|الري]]، ثُمَّ ذهب إلى قلعة فرزين، وروادته أفكارٌ بِاللُّجوء إلى [[بغداد]] والارتماء في أحضان الخليفة العبَّاسي الذي كان عدُوِّه بِالأمس القريب علَّهُ يجد مخرجًا من المأزق الذي هو فيه، لا سيَّما وأنَّ القادة الخوارزميين انفضُّوا من حول السُلطان، كُلٌ يُريد النجاة بِنفسه بعدما رأوا شدَّة المغول ووحشيتهم، لكنَّهُ عدل عن تلك الفكرة وتوجَّه إلى إقليم [[مازندران (محافظة)|مازندران]] جنوبيّ [[بحر قزوين|بحر الخزر (قزوين)]]، والتجأ إلى إحدى جُزُره حيثُ تمكَّن منهُ الإعياء والمرض، فتُوفي ودُفن بِالجزيرة المذكورة سنة 617هـ المُوافقة لِسنة 1220م، بعد أن عيَّن ابنه [[جلال الدين منكبرتي]] خلفًا له.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= حمدي، حافظ أحمد|عنوان= الدولة الخوارزميَّة والمغول|صفحة= 150 - 152|سنة= [[1949]]|ناشر= دار الفكر العربي|تاريخ الوصول= [[4 فبراير|4 شُباط (فبراير)]] [[2019]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[المملكة المصرية|مصر]]|مسار= https://archive.org/details/AlKhawarzamiya/page/n147| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200924230722/https://archive.org/details/AlKhawarzamiya/page/n147 | تاريخ أرشيف = 24 سبتمبر 2020 }}</ref> أدَّت وفاة السُلطان مُحمَّد إلى مزيدٍ من التشرذم في صُفُوف الخوارزميين، فقد عارض الجيش اعتلاء جلال الدين منكبرتي العرش، ووقعت بعض المُنازعات الأُسريَّة بِخُصُوص هذا الأمر، ما دفع جنكيز خان إلى الإسراع بِإرسال ما يزيد عن مائة ألف جُندي بِقيادة ثلاثة من أبنائه هم: جوجي وجغطاي وأوقطاي، لاجتياح العاصمة الخوارزميَّة [[جرجانية]]، الواقعة قُرب دلتا [[جيحون (نهر)|نهر جيحون]]، فتعرَّضت لِأسوأ أنواع المحن والشدائد والقتال الضاري، واقتحمها المغول أخيرًا في شهر صفر سنة [[618 هـ|618هـ]] المُوافق لِشهر نيسان (أبريل) 1221م، فقتلوا كُل الرجال وسبوا النساء والأطفال، ثُمَّ حطَّموا السد الذي يمنع ماء جيحون عن المدينة، فانسابت المياه إلى داخلها وهدَّمت الأبنية، وأغرقت من أفلت من السُكَّان أو هلك تحت الأنقاض، وساق المغول نحو مائة ألف من أصحاب الحرف والمهن إلى مغولستان. وعلى هذا الشكل سيطر المغول على إقليم خوارزم، ومنحه جنكيز خان لابنه جوجي.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[عطاء ملك الجويني|الجويني، علاءُ الدين أبو المُنظِّر عطاء مُلك بن بهاء الدين مُحمَّد]]|مؤلف2= ترجمة: السِّباعي مُحمَّد السِّباعي|عنوان= تاريخ فاتح العالم جهانگشاي|المجلد=المُجلَّد الأوَّل|طبعة= الأولى|صفحة= 146 - 150|سنة= [[2007]]|ناشر= المركز القومي للترجمة|تاريخ الوصول= [[9 فبراير|9 شُباط (فبراير)]] [[2019]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|مسار= https://ia601602.us.archive.org/23/items/books4arab_201702/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%81%D8%A7%D8%AA%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201021071126/https://ia601602.us.archive.org/23/items/books4arab_201702/تاريخ%20فاتح%20العالم.pdf | تاريخ أرشيف = 21 أكتوبر 2020 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير الجزري، عز الدين أبي الحسن عليّ بن مُحمَّد الموصلِّي الشيباني]]|مؤلف2= تحقيق الدكتور مُحمَّد يُوسُف الدقَّاق|عنوان= الكامل في التاريخ|المجلد=المُجلَّد العاشر|طبعة= الأولى|صفحة= 421 - 422|سنة= [[1407 هـ|1407هـ]] - [[1987]]م|ناشر= دار الكُتُب العلميَّة|تاريخ الوصول= [[4 فبراير|4 شُباط (فبراير)]] [[2019]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://ia902707.us.archive.org/15/items/WAQkamilt/kamilt10.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201127060341/https://ia902707.us.archive.org/15/items/WAQkamilt/kamilt10.pdf | تاريخ أرشيف = 27 نوفمبر 2020 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن العبري|ابن العبري،أبو الفرج جمال الدين گريگوريوس بن هٰرون الملطي]]|مؤلف2= نقله إلى العربيَّة: الأب إسحٰق أرملة|عنوان= تاريخ الزمان|طبعة= الأولى|صفحة= 264 - 265|سنة= [[1991]]|ناشر= [[دار المشرق]]|تاريخ الوصول= [[14 فبراير|14 شُباط (فبراير)]] [[2019]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= http://www.academia.edu/22636477/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D8%A7%D9%86-_%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%B1%D9%8A|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200915062735/https://www.academia.edu/22636477/تاريخ_الزمان_ابن_العبري/|تاريخ أرشيف=2020-09-15}}</ref>
سطر 126: سطر 126:
{{أيضا|التحالف الفرنجي المغولي}}
{{أيضا|التحالف الفرنجي المغولي}}
[[ملف:LetterGuyugToInnocence.jpg|تصغير|120بك|رسالة گُيوك خان (العائدة إلى سنة 1246م) إلى البابا إنوسنت الرابع مكتوبة [[اللغة الفارسية|بِاللُغة الفارسيَّة]]، وتُطالبه بِالخُضُوع لِلمغول دون قُيُود.]]
[[ملف:LetterGuyugToInnocence.jpg|تصغير|120بك|رسالة گُيوك خان (العائدة إلى سنة 1246م) إلى البابا إنوسنت الرابع مكتوبة [[اللغة الفارسية|بِاللُغة الفارسيَّة]]، وتُطالبه بِالخُضُوع لِلمغول دون قُيُود.]]
خلال موجة الغزوات المغوليَّة، كان الصليبيُّون ما يزالون قابعين في [[المشرق العربي]]، وكانت [[بابوية كاثوليكية|البابويَّة]] مُتخوِّفة من المد المغولي باتجاه الدُويلات الصليبيَّة و[[أوروبا الغربية|أوروپَّا الغربيَّة]]، بعدما وصل المغول إلى [[بولندا|بولونيا]] و[[مملكة المجر في العصور الوسطى|المجر]]، لا سيَّما وأنَّ الغرب الأوروپي كان مُفكَّكًا وعاجزًا عن تشكيل قُوَّةٍ عسكريَّةٍ لِمُواجهة الخطر الداهم، لِذلك سعى البابا [[إنوسنت الرابع]] إلى الاتصال بِقادة المغول في سبيل التحالف معهم واتقاء شرَّهم والتقرُّب منهم لِحماية أوروپَّا من جهة وحرب المُسلمين من جهةٍ أُخرى. ويبدو أنَّ [[العالم المسيحي]] كان على استعدادٍ لِلتغاضي عن الأعمال الوحشيَّة التي ارتكبها المغول ضدَّ النصارى في [[كييف روس|روسيا]] وبولونيا، وأن يُمجِّد حُكَّامه هؤلاء مُقابل تحطيم قُوَّة المُسلمين.<ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Browne |الأول=Edward Granville |تاريخ=[[1928]]|عنوان=A Literary History of Persia|مسار= http://bahai-library.com/pdf/b/browne_literary_history_persia_3_1928_version2.pdf|مكان=London|ناشر=Cambridge University Press|صفحة= 8|المجلد=Vol. III|مؤلف-وصلة=إدوارد براون |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20160324220820/http://bahai-library.com/pdf/b/browne_literary_history_persia_3_1928_version2.pdf|تاريخ أرشيف=2016-03-24}}</ref> ووجد البابا أنَّ أفضل وسيلةٍ مُتاحةٍ له هي إيفاد رُسُلٍ ومبعوثين إلى المغول لِلتفاوض معهم، فأرسل أربع بعثات؛ اثنتين منها من [[فرنسيسكانية|جماعة الرُهبان الفرنسيسكان]]، هُما لورانس الپُرتُغالي ويُوحنَّا پلانو الكارپيني، والآخرتين بِقيادة اثنين من الرُهبان [[دومينيكانية|الدومينيكان]] هُما أندريه لونجومو وآسيلين اللومباردي. وفي تلك الفترة، كان الخاقان الأعظم أوقطاي قد تُوفي وخلفه ابنه [[جيوك خان|گُيوك خان]] يوم [[10 ربيع الآخر]] [[644 هـ|644هـ]] المُوافق فيه [[24 أغسطس|24 آب (أغسطس)]] [[1246]]م،<ref group="ْ">[[:en:Jean-Paul Roux|Jean-Paul Roux]], ''L'Asie Centrale'', Paris, 1997, {{ردمك|978-2-213-59894-9}} page 312. {{أيقونة فرنسية}}</ref> فأرسل إليه البابا بعثة لورانس الپُرتُغالي أولًا، ثُمَّ غيَّر مسار هذه البعثة إلى المشرق العربي لِتُؤدي رسالةً أُخرى هي حث الأُمراء والسلاطين المُسلمين على اعتناق المسيحيَّة، وإقناع رجال الدين النساطرة والأرثوذكس لِتوحيد كنائسهم تحت لواء [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الرومانيَّة الكاثوليكيَّة]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ المغول العظام والإيلخانيين|طبعة= الأولى|صفحة= 115|سنة= [[1428 هـ|1428هـ]] - [[2007]]م|ناشر= دار النفائس|ردمك= 9953184348|تاريخ الوصول= [[3 فبراير|3 شُباط (فبراير)]] [[2019]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://archive.org/details/tar.al.mghoul.al.izam/page/n117}}</ref> أُرسلت بعد ذلك بعثة يُوحنَّا الكارپيني {{إيطالية|Giovanni da Pian del Carpine}}، التي وصلت قراقورم عاصمة المغول حاملةً رسالة البابا إلى الخاقان تُعلمه بِرغبة العالم المسيحي مُسالمة المغول، وبأن يعتنق گُيوك خان المسيحيَّة، ويتوقف عن قتل المسيحيين.<ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب | مؤلف = Jackson, Peter | مكان = Harlow, UK; New York, New York, USA | عنوان = The Mongols and the West: 1221–1410 | سنة = 2005 | ناشر = [[لونجمان|Longman]] | isbn = 978-0-582-36896-5|صفحة=90}}</ref> جاء الرد المغولي مُحبطًا لِلآمال، فقد طلب الخاقان من البابا ومُلُوك الغرب الأوروپي أن يحضروا بِأنفسهم لِيُقدموا له فُرُوض الولاء والطاعة، وأنَّ تدمير الممالك المسيحيَّة والإسلاميَّة قد تمَّ بِأمرٍ من الرب الذي أبلغه إلى جنكيز خان، لأنَّ الشُعُوب المُسلمة والأوروپيَّة هي شُعُوبٌ مُتمرِّدة على حُكم السماء، ومن ثُمَّ فقد استحقَّت القتل والتدمير بِواسطة المغول، الذين يُنفذون المشيئة الإلٰهيَّة في إخضاع العالم. ومما قاله گُيوك خان في رسالته إلى البابا:<ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب | مؤلف = Dawson, Christopher | عنوان = The Mongol Mission: Narratives and Letters of the Franciscan Missionaries in Mongolia and China in the Thirteenth and Fourteenth Centuries | آخرون = Translated by a nun of Stanbrook Abbey | سنة = 1955 | ناشر = [[:en:Rowman & Littlefield|Sheed and Ward]] | مكان = New York, New York, USA | isbn = 978-1-4051-3539-9|صفحة=86}}</ref>
خلال موجة الغزوات المغوليَّة، كان الصليبيُّون ما يزالون قابعين في [[المشرق العربي]]، وكانت [[بابوية كاثوليكية|البابويَّة]] مُتخوِّفة من المد المغولي باتجاه الدُويلات الصليبيَّة و[[أوروبا الغربية|أوروپَّا الغربيَّة]]، بعدما وصل المغول إلى [[بولندا|بولونيا]] و[[مملكة المجر في العصور الوسطى|المجر]]، لا سيَّما وأنَّ الغرب الأوروپي كان مُفكَّكًا وعاجزًا عن تشكيل قُوَّةٍ عسكريَّةٍ لِمُواجهة الخطر الداهم، لِذلك سعى البابا [[إنوسنت الرابع]] إلى الاتصال بِقادة المغول في سبيل التحالف معهم واتقاء شرَّهم والتقرُّب منهم لِحماية أوروپَّا من جهة وحرب المُسلمين من جهةٍ أُخرى. ويبدو أنَّ [[العالم المسيحي]] كان على استعدادٍ لِلتغاضي عن الأعمال الوحشيَّة التي ارتكبها المغول ضدَّ النصارى في [[كييف روس|روسيا]] وبولونيا، وأن يُمجِّد حُكَّامه هؤلاء مُقابل تحطيم قُوَّة المُسلمين.<ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Browne |الأول=Edward Granville |تاريخ=[[1928]]|عنوان=A Literary History of Persia|مسار= http://bahai-library.com/pdf/b/browne_literary_history_persia_3_1928_version2.pdf|مكان=London|ناشر=Cambridge University Press|صفحة= 8|المجلد=Vol. III|مؤلف-وصلة=إدوارد براون |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20160324220820/http://bahai-library.com/pdf/b/browne_literary_history_persia_3_1928_version2.pdf|تاريخ أرشيف=2016-03-24}}</ref> ووجد البابا أنَّ أفضل وسيلةٍ مُتاحةٍ له هي إيفاد رُسُلٍ ومبعوثين إلى المغول لِلتفاوض معهم، فأرسل أربع بعثات؛ اثنتين منها من [[فرنسيسكانية|جماعة الرُهبان الفرنسيسكان]]، هُما لورانس الپُرتُغالي ويُوحنَّا پلانو الكارپيني، والآخرتين بِقيادة اثنين من الرُهبان [[دومينيكانية|الدومينيكان]] هُما أندريه لونجومو وآسيلين اللومباردي. وفي تلك الفترة، كان الخاقان الأعظم أوقطاي قد تُوفي وخلفه ابنه [[جيوك خان|گُيوك خان]] يوم [[10 ربيع الآخر]] [[644 هـ|644هـ]] المُوافق فيه [[24 أغسطس|24 آب (أغسطس)]] [[1246]]م،<ref group="ْ">[[:en:Jean-Paul Roux|Jean-Paul Roux]], ''L'Asie Centrale'', Paris, 1997, {{ردمك|978-2-213-59894-9}} page 312. {{أيقونة فرنسية}}</ref> فأرسل إليه البابا بعثة لورانس الپُرتُغالي أولًا، ثُمَّ غيَّر مسار هذه البعثة إلى المشرق العربي لِتُؤدي رسالةً أُخرى هي حث الأُمراء والسلاطين المُسلمين على اعتناق المسيحيَّة، وإقناع رجال الدين النساطرة والأرثوذكس لِتوحيد كنائسهم تحت لواء [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الرومانيَّة الكاثوليكيَّة]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ المغول العظام والإيلخانيين|طبعة= الأولى|صفحة= 115|سنة= [[1428 هـ|1428هـ]] - [[2007]]م|ناشر= دار النفائس|ردمك= 9953184348|تاريخ الوصول= [[3 فبراير|3 شُباط (فبراير)]] [[2019]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://archive.org/details/tar.al.mghoul.al.izam/page/n117}}</ref> أُرسلت بعد ذلك بعثة يُوحنَّا الكارپيني {{إيطالية|Giovanni da Pian del Carpine}}، التي وصلت قراقورم عاصمة المغول حاملةً رسالة البابا إلى الخاقان تُعلمه بِرغبة العالم المسيحي مُسالمة المغول، وبأن يعتنق گُيوك خان المسيحيَّة، ويتوقف عن قتل المسيحيين.<ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب | مؤلف = Jackson, Peter | مكان = Harlow, UK; New York, New York, USA | عنوان = The Mongols and the West: 1221–1410 | سنة = 2005 | ناشر = [[لونجمان|Longman]] | isbn = 978-0-582-36896-5|صفحة=90}}</ref> جاء الرد المغولي مُحبطًا لِلآمال، فقد طلب الخاقان من البابا ومُلُوك الغرب الأوروپي أن يحضروا بِأنفسهم لِيُقدموا له فُرُوض الولاء والطاعة، وأنَّ تدمير الممالك المسيحيَّة والإسلاميَّة قد تمَّ بِأمرٍ من الرب الذي أبلغه إلى جنكيز خان، لأنَّ الشُعُوب المُسلمة والأوروپيَّة هي شُعُوبٌ مُتمرِّدة على حُكم السماء، ومن ثُمَّ فقد استحقَّت القتل والتدمير بِواسطة المغول، الذين يُنفذون المشيئة الإلٰهيَّة في إخضاع العالم. ومما قاله گُيوك خان في رسالته إلى البابا:<ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب | مؤلف = Dawson, Christopher | عنوان = The Mongol Mission: Narratives and Letters of the Franciscan Missionaries in Mongolia and China in the Thirteenth and Fourteenth Centuries | وصلة = https://archive.org/details/mongolmission008646mbp | آخرون = Translated by a nun of Stanbrook Abbey | سنة = 1955 | ناشر = [[:en:Rowman & Littlefield|Sheed and Ward]] | مكان = New York, New York, USA | isbn = 978-1-4051-3539-9|صفحة=[https://archive.org/details/mongolmission008646mbp/page/n133 86]}}</ref>
{{اقتباس|عليك أن تأتيني على رأس جميع أُمرائك، وقلبُك صادقٌ غير حانث، فتُعلن أنك خادمي المُطيع، وتُقدِّم وأُمرائك فُرُوض الطاعة والولاء! حينها سأعترف بِخُضُوعك. أمَّا إن تجاهلت إرادة الرب، وتجاهلت أوامري، فسأعلم أنك عدوِّي}}
{{اقتباس|عليك أن تأتيني على رأس جميع أُمرائك، وقلبُك صادقٌ غير حانث، فتُعلن أنك خادمي المُطيع، وتُقدِّم وأُمرائك فُرُوض الطاعة والولاء! حينها سأعترف بِخُضُوعك. أمَّا إن تجاهلت إرادة الرب، وتجاهلت أوامري، فسأعلم أنك عدوِّي}}
[[ملف:AscelinOfCremone.jpg|تصغير|يمين|آسيلين اللومباردي يتلقَّى رسالة البابا إنوسنت الرابع ويُسلِّمها إلى القائد المغولي بايجو نويان (أقصى اليمين).]]
[[ملف:AscelinOfCremone.jpg|تصغير|يمين|آسيلين اللومباردي يتلقَّى رسالة البابا إنوسنت الرابع ويُسلِّمها إلى القائد المغولي بايجو نويان (أقصى اليمين).]]