4٬538
تعديل
تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
عبود السكاف (نقاش | مساهمات) ط (حذف تصنيف:صفحات بها قالب بداية قصيدة يتعذر استبداله آليا باستخدام المصناف الفوري) |
عبود السكاف (نقاش | مساهمات) طلا ملخص تعديل |
||
سطر 27: | سطر 27: | ||
* أولاده: '''عضد الدين أبو الفوارس مرهف بن أسامة بن منقذ''': قَالَ [[عماد الدين الكاتب|الْعِمَاد الكاتب]]: «وشاهدت وَلَده عضد الدّين أَبَا الفوارس مرهفاً وَهُوَ جليس [[صلاح الدين الأيوبي|صَلَاح الدّين]] وأنيسه، وَقد كتب ديوَان شعر أَبِيه لصلاح الدّين، وَهُوَ لشغفه بِهِ يفضله على جَمِيع الدوّاوين، وَلم يزل هَذَا الْأَمِير الْعَضُد مرهف مصاحباً لَهُ بِمصْر وَالشَّام وَإِلَى آخر عصره، وتوطن بِمصْر».<ref name="مولد تلقائيا8" /> وقال [[ابن الفوطي]]: «عضد الدين أبو الفوارس مرهف... من بيت الإمارة والرياسة والفروسية والفراسة، وانتقل مع والده إلى مصر وكان موصوفا بالكرم ومحاسن الأخلاق، وجمع من الكتب الأدبية وغيرها شيئاً كثيراً، وإنه باع مرة في نكبة لحقته من كتبه أربعة آلاف مجلد ولم يؤثر فيها».<ref>[https://shamela.ws/book/33305/421 مجمع الآداب في معجم الألقاب، ابن الفوطي، مؤسسة الطباعة والنشر - وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، إيران، الطبعة الأولى، 1416هـ، ج1 ص420] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233525/https://al-maktaba.org/book/33305/421 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> وذكره ياقوت الحموي في ترجمة أبيه أسامة في [[معجم الأدباء]]، قال: «وقد رأيت أنا العضد هذا بمصر عند كوني بها في سنتي إحدى عشرة، واثنتي عشرة وستمائة، وأنشدني شيئاً من شعره وشعر والده»،<ref>[https://shamela.ws/book/9788/574 معجم الأدباء، ج2 ص573] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234139/https://al-maktaba.org/book/9788/574 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> وقال: «فارقته في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وستمائة بالقاهرة يحيا، ولقيته بها، وهو شيخ ظريف واسع الخلق شائع الكرم جمّاعة للكتب، وحضرت داره واشترى مني كتباً، وحدثني أنّ عنده من الكتب ما لا يعلم مقداره، إلا أنه ذكر لي أنه باع منها أربعة آلاف مجلد في نكبة لحقته فلم يؤثر فيها... وكان السلطان صلاح الدين، رحمهُ الله، قد أقطعه ضياعاً بمصر فهو يصرّفها في مصالحه، وأجراه [[العادل سيف الدين أحمد|الملك العادل]] أخو صلاح الدين على ذلك، وكان [[الكامل ناصر الدين محمد|الملك الكامل بن العادل]] يحترمه ويعرف له حقه».<ref>[https://shamela.ws/book/9788/594 معجم الأدباء، ج2 ص593] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234308/https://al-maktaba.org/book/9788/594 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | * أولاده: '''عضد الدين أبو الفوارس مرهف بن أسامة بن منقذ''': قَالَ [[عماد الدين الكاتب|الْعِمَاد الكاتب]]: «وشاهدت وَلَده عضد الدّين أَبَا الفوارس مرهفاً وَهُوَ جليس [[صلاح الدين الأيوبي|صَلَاح الدّين]] وأنيسه، وَقد كتب ديوَان شعر أَبِيه لصلاح الدّين، وَهُوَ لشغفه بِهِ يفضله على جَمِيع الدوّاوين، وَلم يزل هَذَا الْأَمِير الْعَضُد مرهف مصاحباً لَهُ بِمصْر وَالشَّام وَإِلَى آخر عصره، وتوطن بِمصْر».<ref name="مولد تلقائيا8" /> وقال [[ابن الفوطي]]: «عضد الدين أبو الفوارس مرهف... من بيت الإمارة والرياسة والفروسية والفراسة، وانتقل مع والده إلى مصر وكان موصوفا بالكرم ومحاسن الأخلاق، وجمع من الكتب الأدبية وغيرها شيئاً كثيراً، وإنه باع مرة في نكبة لحقته من كتبه أربعة آلاف مجلد ولم يؤثر فيها».<ref>[https://shamela.ws/book/33305/421 مجمع الآداب في معجم الألقاب، ابن الفوطي، مؤسسة الطباعة والنشر - وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، إيران، الطبعة الأولى، 1416هـ، ج1 ص420] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233525/https://al-maktaba.org/book/33305/421 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> وذكره ياقوت الحموي في ترجمة أبيه أسامة في [[معجم الأدباء]]، قال: «وقد رأيت أنا العضد هذا بمصر عند كوني بها في سنتي إحدى عشرة، واثنتي عشرة وستمائة، وأنشدني شيئاً من شعره وشعر والده»،<ref>[https://shamela.ws/book/9788/574 معجم الأدباء، ج2 ص573] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234139/https://al-maktaba.org/book/9788/574 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> وقال: «فارقته في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وستمائة بالقاهرة يحيا، ولقيته بها، وهو شيخ ظريف واسع الخلق شائع الكرم جمّاعة للكتب، وحضرت داره واشترى مني كتباً، وحدثني أنّ عنده من الكتب ما لا يعلم مقداره، إلا أنه ذكر لي أنه باع منها أربعة آلاف مجلد في نكبة لحقته فلم يؤثر فيها... وكان السلطان صلاح الدين، رحمهُ الله، قد أقطعه ضياعاً بمصر فهو يصرّفها في مصالحه، وأجراه [[العادل سيف الدين أحمد|الملك العادل]] أخو صلاح الدين على ذلك، وكان [[الكامل ناصر الدين محمد|الملك الكامل بن العادل]] يحترمه ويعرف له حقه».<ref>[https://shamela.ws/book/9788/594 معجم الأدباء، ج2 ص593] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234308/https://al-maktaba.org/book/9788/594 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | ||
* ولأسامة ابن آخر اسمه '''أبو بكر بن أسامة'''، وقد مات في حياته فرثاه في قصائد منها:<ref>[https://archive.org/details/waq81905/page/n345/mode/2up ديوان أسامة بن منقذ، عالم الكتب، الطبعة الثانية، 1403هـ/1983م، بيروت، ص347]</ref> | * ولأسامة ابن آخر اسمه '''أبو بكر بن أسامة'''، وقد مات في حياته فرثاه في قصائد منها:<ref>[https://archive.org/details/waq81905/page/n345/mode/2up ديوان أسامة بن منقذ، عالم الكتب، الطبعة الثانية، 1403هـ/1983م، بيروت، ص347]</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''إلى اللهِ أشكو رَوعتي ورَزِيَّتي'''\\'''وحُرقةَ أحشائي لفَقد أبي بكرِ''' | |||
'''خلا ناظري منه، وكان سوادَهُ'''\\'''ولم يَخلُ من حزني ووجدي به صدري'''}} | |||
=== قلعة شيزر === | === قلعة شيزر === | ||
[[ملف:Shayzar3.jpg|تصغير|330بك|قلعة شيزر]]{{مفصلة|قلعة شيزر}} | [[ملف:Shayzar3.jpg|تصغير|330بك|قلعة شيزر]]{{مفصلة|قلعة شيزر}} | ||
سطر 36: | سطر 35: | ||
ويقول [[ياقوت الحموي]] في [[معجم البلدان]]: «شَيْزَر: بتقديم الزاي على الراء وفتح أوله: قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب [[معرة النعمان|المعرّة]]، بينها وبين حماة يوم، في وسطها [[نهر الأردن]]،<ref group="هامش">الصواب أنه [[نهر العاصي]].</ref> عليه قنطرة في وسط المدينة، أوله من [[جبل لبنان]]، تعدّ في كورة [[حمص]]، وهي قديمة، ذكرها [[امرؤ القيس]] في قوله: | ويقول [[ياقوت الحموي]] في [[معجم البلدان]]: «شَيْزَر: بتقديم الزاي على الراء وفتح أوله: قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب [[معرة النعمان|المعرّة]]، بينها وبين حماة يوم، في وسطها [[نهر الأردن]]،<ref group="هامش">الصواب أنه [[نهر العاصي]].</ref> عليه قنطرة في وسط المدينة، أوله من [[جبل لبنان]]، تعدّ في كورة [[حمص]]، وهي قديمة، ذكرها [[امرؤ القيس]] في قوله: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''تقطّع أسباب اللّبانة والهوى'''\\'''عشيّة جاوزنا حماة وشيزرا'''}} | |||
وينسب إلى شيزر جماعة، منهم الأمراء من بني منقذ وكانوا ملكوها».<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q114913343|ج=3|ص=383|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref> | وينسب إلى شيزر جماعة، منهم الأمراء من بني منقذ وكانوا ملكوها».<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q114913343|ج=3|ص=383|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref> | ||
سطر 66: | سطر 64: | ||
وفي أثناء وجود أسامة في [[دمشق]]، قام [[معين الدين أنر]] بمحاربة الصليبيين واستطاع أن يهزمهم، فمدحه أسامة بقصيدة طويلة منها قولُه:<ref name="مولد تلقائيا21">[https://archive.org/details/waq112582/page/n243/mode/2up محمد علي الهرفي، ص244-248]</ref> | وفي أثناء وجود أسامة في [[دمشق]]، قام [[معين الدين أنر]] بمحاربة الصليبيين واستطاع أن يهزمهم، فمدحه أسامة بقصيدة طويلة منها قولُه:<ref name="مولد تلقائيا21">[https://archive.org/details/waq112582/page/n243/mode/2up محمد علي الهرفي، ص244-248]</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''كل يوم فتحٌ مبينٌ ونصرُ'''\\'''واعتلاءٌ على الأعادي وقهرُ''' | |||
'''قد أتاك الزمان بالعذر والإعـ'''\\'''ـتاب مما جناه إذ هو غرُّ''' | |||
'''صدق النعت فيك أنت معين الـ'''\\'''ـدين إنَّ النعوت فأل وزجرُ''' | |||
'''أنت سيف الإسلام حقا فلا فـ'''\\'''ـل غراريك أيها السيف دهرُ''' | |||
'''بك زاد الإسلام يا سيفَه المِخْـ'''\\'''ـذَمُ عزاً وذل شرك وكفرُ'''<ref group="هامش">المِخْذَم: خَذَمَ الشيءَ خَذْمًا: قطعه بسرعة.</ref> | |||
'''ثق بإدراك ما تؤمل إن الله'''\\'''يجزي العباد عما أسروا''' | |||
'''لم تزل تضمر الجهاد مسرا'''\\'''ثم أعلنت حين أمكن جهرُ''' | |||
'''كل ذُخر الملوك يفنى وذُخْرا'''\\'''كَ هما الباقيان أجرٌ وشكرُ'''}} | |||
ولكن مقام أسامة في بلاط [[بوريون|البوريين]] في دمشق لم يدم، والذي يبدو من القصيدة التي أرسلها أسامة إلى [[معين الدين أنر]] بعد خروجه من دمشق أن هناك مَن قام بالوشاية والدس عليه لدى معين الدين أنر، مما جعل هذا الحاكم يتغير على أسامة، قال أسامة في قصيدته:<ref name="مولد تلقائيا3" /><ref>[https://shamela.ws/book/9788/581#p1 معجم الأدباء، ج2 ص580] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234233/https://al-maktaba.org/book/9788/581#p1 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref><ref name="مولد تلقائيا18">[https://shamela.ws/book/33436/340#p1 أبو شامة المقدسي، ج1 ص356] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233815/https://al-maktaba.org/book/33436/340#p1 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | ولكن مقام أسامة في بلاط [[بوريون|البوريين]] في دمشق لم يدم، والذي يبدو من القصيدة التي أرسلها أسامة إلى [[معين الدين أنر]] بعد خروجه من دمشق أن هناك مَن قام بالوشاية والدس عليه لدى معين الدين أنر، مما جعل هذا الحاكم يتغير على أسامة، قال أسامة في قصيدته:<ref name="مولد تلقائيا3" /><ref>[https://shamela.ws/book/9788/581#p1 معجم الأدباء، ج2 ص580] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234233/https://al-maktaba.org/book/9788/581#p1 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref><ref name="مولد تلقائيا18">[https://shamela.ws/book/33436/340#p1 أبو شامة المقدسي، ج1 ص356] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233815/https://al-maktaba.org/book/33436/340#p1 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''وُلُّوا فلما رجَونا عدلَهم ظَلموا'''\\'''فليتَهم حكموا فينا بما عَلموا''' | |||
'''ما مر يوماً بفكري ما يريبهم'''\\'''ولا سعت بي إلى ما ساءهم قدمُ''' | |||
'''ولا أضعتُ لهم عهداً ولا اطلعت'''\\'''على ودائعهم في صدري التهم''' | |||
'''تبدلوا بي ولا أبغي بهم بدلاً'''\\'''حسبي بهم أنصفوا في الحكم أو ظلموا''' | |||
'''يا راكباً تقطع البيداءَ همتُه'''\\'''والعيسُ تعجز عما تدرك الهمم''' | |||
'''بلغ أميري معين الدين مألكة'''\\'''من نازح الدار لكن وُدُّه أمَمُ'''<ref group="هامش">مألكة: رسالة. الأَمَم: القُرب.</ref> | |||
'''هل في القضية يا من فضلُ دولته'''\\'''وعدل سيرته بين الورى عَلم''' | |||
'''تضيع واجب حقي بعد ما شهدت'''\\'''به النصيحةُ والإخلاصُ والخِدَمُ''' | |||
'''هبنا جَنَينا ذنوباً لا يكفرها'''\\'''عذرٌ فماذا جنى الأطفال والحرم'''}} | |||
ويبدو من هذه القصيدة أن أسامة كان متعلقاً [[دمشق|بدمشق]] وحاكمها، غير أن ابن الصوفي وزير معين الدين، كان على رأس مدبري المكائد لأسامة، إذ خشي منه على مركزه.<ref name="مولد تلقائيا3" /> يقول أسامة في «الاعتبار»:<ref>[https://shamela.ws/book/21564/6 الاعتبار، ص4] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233317/https://al-maktaba.org/book/21564/6 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | ويبدو من هذه القصيدة أن أسامة كان متعلقاً [[دمشق|بدمشق]] وحاكمها، غير أن ابن الصوفي وزير معين الدين، كان على رأس مدبري المكائد لأسامة، إذ خشي منه على مركزه.<ref name="مولد تلقائيا3" /> يقول أسامة في «الاعتبار»:<ref>[https://shamela.ws/book/21564/6 الاعتبار، ص4] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233317/https://al-maktaba.org/book/21564/6 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | ||
{{اقتباس|فاقتضت الحال مسيري إلى دمشق، ورسل أتابك تتردد في طلبي إلى صاحب دمشق، فأقمت فيها ثماني سنين، وشهدت فيها عدة حروب، وأجزل لي صاحبها رحمهُ الله العطية والإقطاع، وميزني بالتقريب والإكرام، يضاف ذلك إلى اشتمال الأمير معين الدين رحمهُ الله علي، وملازمتي له ورعايته لأسبابي. ثم جرت أسباب أوجبت مسيري إلى مصر، فضاع من حوائج داري وسلاحي ما لم أقدر على حمله، وفرَّطتُ في أملاكي ما كان نكبة أخرى. كل ذلك والأمير معين الدين رحمهُ الله محسنٌ مجملٌ كثيرُ التأسفِ على مفارقتي، مقرٌّ بالعجز عن أمري، حتى إنه أنفذ إلي كاتبه الحاجب محمود المسترشدي رحمهُ الله قال: «والله لو أن معي نصفَ الناس لضربتُ بهم النصف الأخر، ولو أن معي ثلثَهم لضربتُ بهم الثلثين، وما فارقتُك، لكنَّ الناسَ كلَّهم قد تمالوا علي وما لي بهم طاقة، وحيث كنتَ فالذي بيننا من المودة على أحسن حاله».}} | {{اقتباس|فاقتضت الحال مسيري إلى دمشق، ورسل أتابك تتردد في طلبي إلى صاحب دمشق، فأقمت فيها ثماني سنين، وشهدت فيها عدة حروب، وأجزل لي صاحبها رحمهُ الله العطية والإقطاع، وميزني بالتقريب والإكرام، يضاف ذلك إلى اشتمال الأمير معين الدين رحمهُ الله علي، وملازمتي له ورعايته لأسبابي. ثم جرت أسباب أوجبت مسيري إلى مصر، فضاع من حوائج داري وسلاحي ما لم أقدر على حمله، وفرَّطتُ في أملاكي ما كان نكبة أخرى. كل ذلك والأمير معين الدين رحمهُ الله محسنٌ مجملٌ كثيرُ التأسفِ على مفارقتي، مقرٌّ بالعجز عن أمري، حتى إنه أنفذ إلي كاتبه الحاجب محمود المسترشدي رحمهُ الله قال: «والله لو أن معي نصفَ الناس لضربتُ بهم النصف الأخر، ولو أن معي ثلثَهم لضربتُ بهم الثلثين، وما فارقتُك، لكنَّ الناسَ كلَّهم قد تمالوا علي وما لي بهم طاقة، وحيث كنتَ فالذي بيننا من المودة على أحسن حاله».}} | ||
سطر 115: | سطر 111: | ||
ونقل عنه ياقوت الحموي أنه قال في نور الدين محمود:<ref name="مولد تلقائيا22" /><ref>[https://shamela.ws/book/9788/578#p1 معجم الأدباء، ج2 ص577] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234209/https://al-maktaba.org/book/9788/578#p1 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | ونقل عنه ياقوت الحموي أنه قال في نور الدين محمود:<ref name="مولد تلقائيا22" /><ref>[https://shamela.ws/book/9788/578#p1 معجم الأدباء، ج2 ص577] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234209/https://al-maktaba.org/book/9788/578#p1 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''سلطانُنا زاهدٌ والناسُ قد زهدوا'''\\'''له فكلٌّ على الخيراتِ منكمشُ''' | |||
'''أيامُه مثلَ شهرِ الصومِ خاليةٌ'''\\'''من المعاصي وفيها الجوعُ والعطشُ'''}} | |||
=== مراسلاته مع الوزير طلائع بن رزيك === | === مراسلاته مع الوزير طلائع بن رزيك === | ||
كانت هناك مودة كبيرة بين أسامة بن منقذ ووزير مصر [[طلائع بن رزيك]] المعروف بـ«الملك الصالح»، وقد مدحه أسامة بعدة قصائد، منها قوله:<ref name="مولد تلقائيا21" /> | كانت هناك مودة كبيرة بين أسامة بن منقذ ووزير مصر [[طلائع بن رزيك]] المعروف بـ«الملك الصالح»، وقد مدحه أسامة بعدة قصائد، منها قوله:<ref name="مولد تلقائيا21" /> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''للهِ درُّك مِن فتىً أبدتْ بهِ'''\\'''أيامُنا بشرَ الزمانِ العابسِ''' | |||
'''صدقتْ أماني الخيرِ فيه فلمْ تدعْ'''\\'''صدراً يُضَمُّ على فؤادٍ آيسِ''' | |||
'''نالَ العُلا حتى أقرَّ بفضلهِ'''\\'''وعُلاه كلَّ معاندٍ ومنافسِ''' | |||
'''جودٌ كماءِ المُزْنِ طَلْقٌ خالصٌ'''\\'''مِن مَنِّ مَنَّانٍ ومَنعِ مُمَاكِسِ''' | |||
'''ومواهبٌ لو قُسِّمَتْ بينَ الورى'''\\'''ما كان يوجدُ فيهمُ مِن بائسِ''' | |||
'''ونَدى يدٍ لو أنها مبسوطةٌ'''\\'''في الأرضِ أثمرَ كلُّ عُودٍ يابسِ'''}} | |||
وقد جرت بين أسامة وهو في دمشق وطلائع بن رزيك مراسلاتٌ شعرية أدبية تحدث فيها عن بعض المعارك التي خاضها المسلمون ضد الصليبيين، وهذه القصائد تعد وثيقة تاريخية للحروب الصليبية؛ لأنه عدَّد فيها أسماء المعارك، وذكر نتائجها، وأشار إلى ما فعله المسلمون بقادتها.<ref name="مولد تلقائيا2">[https://archive.org/details/waq112582/page/n247/mode/2up محمد علي الهرفي، ص249-252]</ref> ومن ذلك قصيدته التي أرسلها إلى طلائع بن رزيك، عندما أرسل له طلائعُ قصيدةً ذكر فيها بعض وقائعه وسراياه إلى الصليبيين، وحث أسامة على تحريض [[نور الدين زنكي|نور الدين]] على جهاد الإفرنج وغزوهم، مطلعها:<ref>[https://archive.org/details/waq81905/page/n249/mode/2up ديوان أسامة بن منقذ، ص251-256]</ref> | وقد جرت بين أسامة وهو في دمشق وطلائع بن رزيك مراسلاتٌ شعرية أدبية تحدث فيها عن بعض المعارك التي خاضها المسلمون ضد الصليبيين، وهذه القصائد تعد وثيقة تاريخية للحروب الصليبية؛ لأنه عدَّد فيها أسماء المعارك، وذكر نتائجها، وأشار إلى ما فعله المسلمون بقادتها.<ref name="مولد تلقائيا2">[https://archive.org/details/waq112582/page/n247/mode/2up محمد علي الهرفي، ص249-252]</ref> ومن ذلك قصيدته التي أرسلها إلى طلائع بن رزيك، عندما أرسل له طلائعُ قصيدةً ذكر فيها بعض وقائعه وسراياه إلى الصليبيين، وحث أسامة على تحريض [[نور الدين زنكي|نور الدين]] على جهاد الإفرنج وغزوهم، مطلعها:<ref>[https://archive.org/details/waq81905/page/n249/mode/2up ديوان أسامة بن منقذ، ص251-256]</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''أبى اللهُ إلا أن يَدينَ لنا الدهرُ'''\\'''ويَخدُمنا في مُلكنا العِزُّ والنصرُ'''}} | |||
فلما اطلع [[نور الدين زنكي]] على هذه القصيدة أمر أسامة بالرد عليها، فنظم أسامة هذه القصيدة:<ref name="مولد تلقائيا2" /><ref>[https://she3r.net/poem?name=%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A9%20%D8%A8%D9%86%20%D9%85%D9%86%D9%82%D8%B0&title=%D8%A3%D8%A8%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%20%D8%A5%D9%84%D8%A7%20%D8%A3%D9%86%20%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%86%20%D9%84%D9%86%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B1 شبكة شعر، أسامة بن منقذ، أبى الله إلا] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234321/https://she3r.net/poem?name=أسامة+بن+منقذ&title=أبي+الله+إلا+أن+يدين+لنا+الدهر |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | فلما اطلع [[نور الدين زنكي]] على هذه القصيدة أمر أسامة بالرد عليها، فنظم أسامة هذه القصيدة:<ref name="مولد تلقائيا2" /><ref>[https://she3r.net/poem?name=%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A9%20%D8%A8%D9%86%20%D9%85%D9%86%D9%82%D8%B0&title=%D8%A3%D8%A8%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%20%D8%A5%D9%84%D8%A7%20%D8%A3%D9%86%20%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%86%20%D9%84%D9%86%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B1 شبكة شعر، أسامة بن منقذ، أبى الله إلا] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234321/https://she3r.net/poem?name=أسامة+بن+منقذ&title=أبي+الله+إلا+أن+يدين+لنا+الدهر |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''أبى اللهُ إلا أن يكونَ لنا الأمرُ'''\\'''لِتحيَا بنا الدُّنيا، ويفتخرَ العصرُ''' | |||
'''وتخدُمَنا الأيّامُ فيما نَرُومُهُ'''\\'''وينقادَ طوعاً في أزِمَّتنا الدّهرُ''' | |||
'''وتخضعَ أعناقُ الملوكِ لعزنا'''\\'''ويُرهِبَها منّا على بُعدنا الذِّكرُ''' | |||
'''بحيثُ حَلْلنا الأمنُ من كلِّ حادثٍ'''\\'''وفي سائرِ الآفاقِ من بأسنا ذعرُ''' | |||
'''بطاعتِنا للّه أصبحَ طوعَنا الـ'''\\'''ـأنامُ، فما يُعصَى لنا فيهمُ أمرُ''' | |||
'''فأيماننا في السَّلمِ سُحبُ مواهبٍ'''\\'''وفي الحَربِ سُحبٌ وبْلُهنَّ دمٌ هَمرُ''' | |||
'''قَضتْ في بني الدُّنيا قضاءَ زمانِها'''\\'''فَسُرَّ بها شطرٌ، وسِيء بها شَطرُ''' | |||
'''وما في ملوكِ المسلمينَ مُجاهدٌ'''\\'''سِوانا، فما يَثنيه حرٌّ ولا قُرُّ''' | |||
'''جعلَنا الجهادَ هَمَّنا واشتغالَنا'''\\'''ولم يُلهنا عنه السماعُ ولا الخمرُ''' | |||
'''دماءُ العِدا أشهى من الراحِ عندنا'''\\'''ووقعُ المواضي فيهمُ النايُ والوَترُ''' | |||
'''نُواصِلُهم وصلَ الحبيبِ وهم عِداً'''\\'''زيارتُهم ينحطُّ عنَّا بها الوزرُ''' | |||
'''وثيرُ حشايانا السروجُ، وقُمْصُنا الدُّ'''\\'''روعُ، ومنصوبُ الخيامِ لنا قَصْرُ''' | |||
'''ترى الأرضَ مثلَ الأفقِ، وهي نجومُه'''\\'''وإن حسدَتْها عزَّها الأنجمُ الزُّهرُ''' | |||
'''وهمُّ الملوكِ البيضُ والسُّمرُ كالدُّمَى'''\\'''وهِمَّتُنا البيضُ الصوارمُ والسمرُ''' | |||
'''صوارمُنا حمرُ المضاربِ من دمٍ'''\\'''قوائِمُها من جُودِنا نَضْرةٌ خُضْرُ''' | |||
'''نسيرُ إلى الأعداءِ والطّيرُ فوقَنا'''\\'''لهَا القوتُ من أعدائِنَا، ولنا النَّصرُ''' | |||
'''فبأسٌ يذوبُ الصخرُ من حر ناره'''\\'''ولُطفٌ له بالماءِ ينبجسُ الصَّخرُ''' | |||
'''وجيشٌ إذا لاقى العدوَّ ظننتَهمْ'''\\'''أسودَ الشَّرى عنَّت لها الأُدمُ والعُفر''' | |||
'''تَرى كلَّ شَهمٍ في الوغَى مثلَ سَهْمِه'''\\'''نفوذاً، فما يَثنيه خوفٌ ولا كُثْرُ''' | |||
'''همُ الأسدُ من بيضِ الصوارمِ والقَنا'''\\'''لهُمْ في الوغَى النّابُ الحديدةُ والظُّفرُ''' | |||
'''يَرَوْن لهم في القتلِ خُلداً، فكيف بالـ'''\\'''ـلقاءِ لقومٍ قتلهُم عندَهم عُمْرُ''' | |||
'''إذا نُسبوا كانُوا جميعاً بني أَبٍ'''\\'''فطعنُهم شزرٌ وضربُهمُ هَبْرُ''' | |||
'''يظنُّون أنّ الكفرَ عِصيانُ أمرِنَا'''\\'''فما عندَهم يوماً لإنعامِنا كُفْرُ''' | |||
'''لَنَا مِنهمُ إقدامُهُم وولاؤُهمْ'''\\'''ومنَّا لهم إكرامُهم والنَّدى الغَمرُ''' | |||
'''بِنا أُيِّد الإسلامُ، وازدادَ عزّةً'''\\'''وذَلَّ لنا من بعدِ عزتِه الكفرُ''' | |||
'''قتلنَا البِرنْسَ، حِينَ سارَ بجهلِه'''\\'''تَحفُّ به الفُرسانُ والعَسكر المجرُ'''}} | |||
[[ملف:BattleOfInab.jpg|تصغير|300بك|رسم لمعركة قلعة أنب الواقعة سنة 544هـ/1149م.]] | [[ملف:BattleOfInab.jpg|تصغير|300بك|رسم لمعركة قلعة أنب الواقعة سنة 544هـ/1149م.]] | ||
يشير أسامة إلى [[معركة أنب]] التي قتل فيها المسلمون «البرنس» وهو [[ريموند الثاني أمير أنطاكية]]، وقد وقعت هذه المعركة سنة 544هـ/1149م، وانتصر فيها نور الدين على الصليبيين وقتل حاكمهم، يقول [[أبو شامة المقدسي]]: «وَكَانَ هَذَا اللعين من أبطال الفرنج الْمَشْهُورين بالفروسية وَشدَّة الْبَأْس وَقُوَّة الْحِيَل وَعظم الْخلقَة، مَعَ اشتهار الهيبة وَكَثْرَة السطوة والتناهي فِي الشَّرّ».<ref name="مولد تلقائيا11">[https://archive.org/details/waq112582/page/n251/mode/2up محمد علي الهرفي، ص252-254]</ref><ref>[https://shamela.ws/book/33436/187 أبو شامة المقدسي، ج1 ص205] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233613/https://al-maktaba.org/book/33436/187 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | يشير أسامة إلى [[معركة أنب]] التي قتل فيها المسلمون «البرنس» وهو [[ريموند الثاني أمير أنطاكية]]، وقد وقعت هذه المعركة سنة 544هـ/1149م، وانتصر فيها نور الدين على الصليبيين وقتل حاكمهم، يقول [[أبو شامة المقدسي]]: «وَكَانَ هَذَا اللعين من أبطال الفرنج الْمَشْهُورين بالفروسية وَشدَّة الْبَأْس وَقُوَّة الْحِيَل وَعظم الْخلقَة، مَعَ اشتهار الهيبة وَكَثْرَة السطوة والتناهي فِي الشَّرّ».<ref name="مولد تلقائيا11">[https://archive.org/details/waq112582/page/n251/mode/2up محمد علي الهرفي، ص252-254]</ref><ref>[https://shamela.ws/book/33436/187 أبو شامة المقدسي، ج1 ص205] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233613/https://al-maktaba.org/book/33436/187 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''ولم يَبق إلاَّ مَن أَسَرْنا، وكيفَ بالـ'''\\'''ـبقَاءِ لِمَنْ أخْنَتْ عليه الظُّبا البُترُ''' | |||
'''وفي سجنِنا ابنُ الفُنْشِ خيرُ ملوكِهم'''\\'''وإن لم يكنْ خيرٌ لديهم ولا بِرُّ''' | |||
'''أَسرناه مِن حِصنِ العُرَيمةِ راغماً'''\\'''وقد قُتلت فرسانُه فَهُمُ جُزرُ'''}} | |||
يشير أسامة إلى معركة حصن العريمة التي وقعت بين [[نور الدين زنكي]] والصليبيين سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة (543هـ/1148م) والتي انتهت بانتصار المسلمين. يقول أبو شامة المقدسي: «فَملك الْمُسلمُونَ الْحِصن، وَأخذُوا كل من بِهِ من رجل وَصبي وَامْرَأَة، وَفِيهِمْ ابْن الفنش، وأخربوا الْحصن».<ref>[https://shamela.ws/book/33436/178 أبو شامة المقدسي، ج1 ص196] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233601/https://al-maktaba.org/book/33436/178 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> وابن الفُنش هو برتراند بن [[ألفونسو جوردن (إقطاعي)|ألفونسو جوردن]]، كان حاكم صقلية، خرج مع ملك الألمان لبلاد الشام واحتل [[قلعة عريمة|حصن العريمة]]، فسار إليه نور الدين سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة (543هـ)، واستولى على حصنه وخربه، وأخذ ابنَ الفنش أسيراً مع كل من في الحصن.<ref name="مولد تلقائيا11" /> | يشير أسامة إلى معركة حصن العريمة التي وقعت بين [[نور الدين زنكي]] والصليبيين سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة (543هـ/1148م) والتي انتهت بانتصار المسلمين. يقول أبو شامة المقدسي: «فَملك الْمُسلمُونَ الْحِصن، وَأخذُوا كل من بِهِ من رجل وَصبي وَامْرَأَة، وَفِيهِمْ ابْن الفنش، وأخربوا الْحصن».<ref>[https://shamela.ws/book/33436/178 أبو شامة المقدسي، ج1 ص196] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233601/https://al-maktaba.org/book/33436/178 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> وابن الفُنش هو برتراند بن [[ألفونسو جوردن (إقطاعي)|ألفونسو جوردن]]، كان حاكم صقلية، خرج مع ملك الألمان لبلاد الشام واحتل [[قلعة عريمة|حصن العريمة]]، فسار إليه نور الدين سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة (543هـ)، واستولى على حصنه وخربه، وأخذ ابنَ الفنش أسيراً مع كل من في الحصن.<ref name="مولد تلقائيا11" /> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''وسَلْ عنهُمُ الوادِي بإقلِيسَ إنَّه'''\\'''إلى اليومِ فيهِ مِن دمائِهمُ غُدرُ''' | |||
'''هم انتَشروا فيه لردّ رَعِيلنا'''\\'''فمِن تُربِه يومَ المَعادِ لهمْ نَشْرُ''' | |||
'''ونحنُ أسرنا الجوسَلِين ولم يكُنْ'''\\'''لِيَخْشَى مِنَ الأيَّامِ نائِبةً تَعْرُو''' | |||
'''وكان يظنُّ الغرُّ أنَّا نبيعُهُ'''\\'''بمَالٍ، وكم ظَنٍّ به يَهْلِكُ الغِرُّ''' | |||
'''فلما استَبحنا مُلكَه وبلادَه'''\\'''ولم يَبَق مالٌ يُستباحُ ولا ثَغْرُ''' | |||
'''كَحلناهُ، نبغي الأجرَ في فِعلِنا بهِ'''\\'''وفي مِثلِ ما قَد نَالَه يُحرزُ الأجرُ'''}} | |||
يشير أسامة إلى المعركة التي وقعت بين نور الدين زنكي وبين [[جوسلين الثاني كونت الرها]] سنة خمس وأربعين وخمسمائة (545هـ/1150م)، وانتهت بهزيمة الصليبيين وأسر جوسلين، يقول أبو شامة المقدسي: «وَكَانَ أسره من أعظم الْفتُوح على الْمُسلمين؛ فَإِنَّهُ كَانَ شَيْطَاناً عاتياً من شياطين الفرنج، شَدِيد الْعَدَاوَة للْمُسلمين، وَكَانَ هُوَ يتَقَدَّم على الفرنج فِي حروبهم لما يعلمُونَ من شجاعته وجودة رَأْيه وَشدَّة عداوته للملة الإسلامية وقسوة قلبه على أَهلهَا، وَأُصِيبَتْ النَّصْرَانِيَّة كَافَّة بأسره، وعظمت الْمُصِيبَة عَلَيْهِم بفقده، وخَلَتْ بِلَادُهمْ من حاميها وثغورُهم من حافظها، وَسَهل أَمرهم على الْمُسلمين بعده. وَكَانَ كثيرَ الْغدر وَالْمَكْر لَا يقف على يَمِين وَلَا يَفِي بِعَهْد، طالما صَالحه نور الدّين وهادنه فَإِذا أَمن جَانِبَه بالعهود والمواثيق نكث وغدر، فَلَقِيَهُ غدره وحاق بِهِ مكره، {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} فَلَمَّا أُسِرَ تيَسّر فتح كثير من بِلَادهمْ».<ref name="مولد تلقائيا11" /><ref>[https://shamela.ws/book/33436/229 أبو شامة المقدسي، ج1 ص247] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233637/https://al-maktaba.org/book/33436/229 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | يشير أسامة إلى المعركة التي وقعت بين نور الدين زنكي وبين [[جوسلين الثاني كونت الرها]] سنة خمس وأربعين وخمسمائة (545هـ/1150م)، وانتهت بهزيمة الصليبيين وأسر جوسلين، يقول أبو شامة المقدسي: «وَكَانَ أسره من أعظم الْفتُوح على الْمُسلمين؛ فَإِنَّهُ كَانَ شَيْطَاناً عاتياً من شياطين الفرنج، شَدِيد الْعَدَاوَة للْمُسلمين، وَكَانَ هُوَ يتَقَدَّم على الفرنج فِي حروبهم لما يعلمُونَ من شجاعته وجودة رَأْيه وَشدَّة عداوته للملة الإسلامية وقسوة قلبه على أَهلهَا، وَأُصِيبَتْ النَّصْرَانِيَّة كَافَّة بأسره، وعظمت الْمُصِيبَة عَلَيْهِم بفقده، وخَلَتْ بِلَادُهمْ من حاميها وثغورُهم من حافظها، وَسَهل أَمرهم على الْمُسلمين بعده. وَكَانَ كثيرَ الْغدر وَالْمَكْر لَا يقف على يَمِين وَلَا يَفِي بِعَهْد، طالما صَالحه نور الدّين وهادنه فَإِذا أَمن جَانِبَه بالعهود والمواثيق نكث وغدر، فَلَقِيَهُ غدره وحاق بِهِ مكره، {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} فَلَمَّا أُسِرَ تيَسّر فتح كثير من بِلَادهمْ».<ref name="مولد تلقائيا11" /><ref>[https://shamela.ws/book/33436/229 أبو شامة المقدسي، ج1 ص247] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233637/https://al-maktaba.org/book/33436/229 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''ونحن كَسرنا البَغدَوينَ وما لِمن'''\\'''كَسرنَاه إبلالٌ يُرَجَّى ولا جَبْرُ'''<ref group="هامش">البغدوين: [[بالدوين الثالث]] [[مملكة بيت المقدس|ملك بيت المقدس]].</ref> | |||
'''فسله اللعينَ الحائنَ الخائنَ الذي'''\\'''له الغَدرُ دِينٌ: ما به صنَع الغَدرُ''' | |||
'''وقد ضاقت الدنيا عليه برحبِها'''\\'''فلم يُنجِه بَرٌّ، ولم يحمِه بحرُ''' | |||
'''أفي غدرِه بالخيلِ بعدَ يمينِهِ'''\\'''بإنجيلِه بين الأَنامِ له عُذْرُ''' | |||
'''دَعَتْهُ إلى نكثِ اليمينِ وغَدرهِ'''\\'''بذِمَّتِه النَّفسُ الخسيسةُ والمكْرُ''' | |||
'''وقد كانَ لونُ الخيل شتَّى فأصبحَت'''\\'''تُعادُ إلينَا، وهي من دَمهِم شُقْرُ''' | |||
'''توهَّم عجزاً حِلمَنا وأناتَنَا'''\\'''وما العجز إلا ما أتى الجاهلُ الغَمرُ''' | |||
'''فلما تمادى غيُّه وضلالُه'''\\'''ولم يَثنِه عن جهله النهيُ والزَّجرُ''' | |||
'''بَرزْنَا له كالليثِ فَارقَ غِيلَه'''\\'''وعادَتُه كسرُ الفرائس والهَصْرُ''' | |||
'''وسِرنا إليه حين هابَ لقاءَنا'''\\'''وبان له من بأسنا البؤس والشر''' | |||
'''فَوَلَّى يُبارى عائراتِ سِهَامِنَا'''\\'''وفي سَمعه من وقع أسيافِنا وَقرُ''' | |||
'''وخلَّى لنا فُرسانَه وحُماتَه'''\\'''فشطرٌ له قتلٌ، وشطرٌ له أسرُ''' | |||
'''وما تنثني عنه أعنَّةُ خيلِنا'''\\'''ولو طارَ في أفقِ السماءِ به النَّسرُ''' | |||
'''إلى أن يزورَ الجوسلينَ مساهماً'''\\'''له في دياجٍ، ما لليلتها فجرُ''' | |||
'''ونرتَجِعَ القدسَ المُطهَّرَ مِنهُم'''\\'''ويُتلى بإذنِ اللهِ في الصخرة الذكرُ''' | |||
'''كأفعالِنا في أرضِ مَن حانَ منهمُ'''\\'''فلم يبقَ منها في ممالكِهم شِبرُ''' | |||
'''إذا استَغْلقتْ شُمُّ الحصونِ فعندنَا'''\\'''مَفاتِحُها: بِيضٌ، مضاربُها حُمرُ''' | |||
'''وإنْ بلدٌ عزَّ الملوكَ مَرامُهُ'''\\'''ورُمناهُ، ذلَّ الصّعبُ واستُسهِلَ الوعرُ''' | |||
'''وأضحى عليه للسهامِ وللظُّبا'''\\'''ووقعِ المذاكي الرعدُ والبرقُ والقَطرُ''' | |||
'''بنَا استَرجَع اللْهُ البلادَ وأمَّن الـ'''\\'''ـعبادَ، فلا خَوفٌ عليهم ولا قَهرُ'''}} | |||
أطال أسامة في الحديث عن المعركة التي وقعت بين المسلمين بقيادة [[عماد الدين زنكي]] والصليبيين سنة أربع وثلاثين وخمسمائة (534هـ/1139م)، وقد أشار [[أبو شامة المقدسي]] إلى هذه المعركة، فذكر أن عماد الدين زنكي سار في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة إلى بلاد الفرنجة وأغار عليها، فاجتمع ملوك الفرنجة لقتاله بالقرب من [[قلعة بعرين|حصن بارين]]، «فَصَبر الْفَرِيقَانِ صبراً لم يُسمع بِمثلِهِ إِلَّا مَا يُحْكى عَن [[معركة صفين|لَيْلَة الهرير]]، وَنصر الله الْمُسلمين وهرب مُلُوك الفرنج وفرسانهم، فَدَخَلُوا حصن بارين وَفِيهِمْ ملك الْقُدس لِأَنَّهُ كَانَ أقرب حصونهم، وأسلموا عدتهمْ وعتادهم، وَكثر فيهم الْجراح. ثمَّ سَار الشَّهِيد إِلَى حصن بارين فحصره حصراً شَدِيداً، فراسلوه فِي طلب الْأمان ليَسلموا ويُسلِّموا الْحصن، فَأبى إِلَّا أَخذهم قهراً. فَبَلغهُ أَن مَن بالسَّاحل من الفرنج قد سَارُوا إِلَى الرّوم والفرنج يستنجدونهم وَينْهَوْنَ إِلَيْهِم مَا فِيهِ مُلُوكهمْ من الْحصْر، فَجمعُوا وحشدوا وَأَقْبلُوا إِلَى السَّاحِل، وَمن بالحصن لَا يعلمُونَ شَيْئاً من ذَلِك لقُوَّة الْحصْر عَلَيْهِم. فَأَعَادُوا مراسلته فِي طلب الْأمان فأجابهم وتسلم الْحصن».<ref name="مولد تلقائيا11" /><ref>[https://shamela.ws/book/33436/112 أبو شامة المقدسي، ج1 ص130-131] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233537/https://al-maktaba.org/book/33436/112 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | أطال أسامة في الحديث عن المعركة التي وقعت بين المسلمين بقيادة [[عماد الدين زنكي]] والصليبيين سنة أربع وثلاثين وخمسمائة (534هـ/1139م)، وقد أشار [[أبو شامة المقدسي]] إلى هذه المعركة، فذكر أن عماد الدين زنكي سار في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة إلى بلاد الفرنجة وأغار عليها، فاجتمع ملوك الفرنجة لقتاله بالقرب من [[قلعة بعرين|حصن بارين]]، «فَصَبر الْفَرِيقَانِ صبراً لم يُسمع بِمثلِهِ إِلَّا مَا يُحْكى عَن [[معركة صفين|لَيْلَة الهرير]]، وَنصر الله الْمُسلمين وهرب مُلُوك الفرنج وفرسانهم، فَدَخَلُوا حصن بارين وَفِيهِمْ ملك الْقُدس لِأَنَّهُ كَانَ أقرب حصونهم، وأسلموا عدتهمْ وعتادهم، وَكثر فيهم الْجراح. ثمَّ سَار الشَّهِيد إِلَى حصن بارين فحصره حصراً شَدِيداً، فراسلوه فِي طلب الْأمان ليَسلموا ويُسلِّموا الْحصن، فَأبى إِلَّا أَخذهم قهراً. فَبَلغهُ أَن مَن بالسَّاحل من الفرنج قد سَارُوا إِلَى الرّوم والفرنج يستنجدونهم وَينْهَوْنَ إِلَيْهِم مَا فِيهِ مُلُوكهمْ من الْحصْر، فَجمعُوا وحشدوا وَأَقْبلُوا إِلَى السَّاحِل، وَمن بالحصن لَا يعلمُونَ شَيْئاً من ذَلِك لقُوَّة الْحصْر عَلَيْهِم. فَأَعَادُوا مراسلته فِي طلب الْأمان فأجابهم وتسلم الْحصن».<ref name="مولد تلقائيا11" /><ref>[https://shamela.ws/book/33436/112 أبو شامة المقدسي، ج1 ص130-131] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233537/https://al-maktaba.org/book/33436/112 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''فتَحنا الرُّهَا حينَ استباحَ عِداتُنا'''\\'''حِماها، وسَنَّى مُلكَها لهم الخَتْرُ'''<ref group="هامش">الختر: الغدر والخديعة.</ref> | |||
'''جعلْنَا طُلى الفُرسانِ أغمادَ بِيِضنا'''\\'''وملَّكنَا أبكارَها الفتكةُ البِكرُ'''}} | |||
يشير أسامة إلى [[حصار الرها|فتح مدينة الرها]] الذي تم سنة تسع وثلاثين وخمسمائة (539هـ/1144م)، وقد فتحها [[عماد الدين زنكي]]، وكان يحكمها [[جوسلين الثاني كونت الرها]] «وهو من عتاة الفرنج ودهاتهم». وقد حاصر عماد الدين هذه المدينة ثمانية وعشرين يوماً حتى استطاع فتحها.<ref name="مولد تلقائيا11" /> | يشير أسامة إلى [[حصار الرها|فتح مدينة الرها]] الذي تم سنة تسع وثلاثين وخمسمائة (539هـ/1144م)، وقد فتحها [[عماد الدين زنكي]]، وكان يحكمها [[جوسلين الثاني كونت الرها]] «وهو من عتاة الفرنج ودهاتهم». وقد حاصر عماد الدين هذه المدينة ثمانية وعشرين يوماً حتى استطاع فتحها.<ref name="مولد تلقائيا11" /> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''ونحن فتحنا تلَّ باشرَ بعدَها'''\\'''وقد عَجزت عنه الأكاسرةُ الغُرُّ''' | |||
'''أتى ساكنوها بالمفاتيحِ طاعةً'''\\'''إلينا، ومَسراهم إلى بابِنا شَهْرُ''' | |||
'''وما كلُّ ملْكٍ قادرٍ ذو مهابةٍ'''\\'''ولا كلُّ ساعٍ يَستتبُّ له الأمرُ''' | |||
'''وتلُّ عِزَازٍ، صبّحتْهُ جُيوشُنَا'''\\'''فلم تَحمِه عنَّا الرّجالُ ولا الجُدُرُ''' | |||
'''ومِلْنا إلى بُرجِ الرَّصاصِ وإنَّه'''\\'''لكالسُّدِّ، لكنَّ الرصاصَ له قِطرُ''' | |||
'''وأضحتْ لأنطاكيةَ حارمٌ شجىً'''\\'''وفيها لهَا والسَّاكِنينَ بها حَصرُ''' | |||
'''وحصنُ كَفَرْ لاتا وهابَ تدانَيا'''\\'''لَنَا، وذُراها للأَنُوقِ به وَكرُ''' | |||
'''وفي حِصن باسُوطَا وقَورَصَ ذَلَّتِ الصّـ'''\\'''ـعابُ لنا، والنّصرُ يُقدمُهُ الصبرُ''' | |||
'''وفاميّةٌ والبارةُ استنقذَتْهما'''\\'''لنا همَّةٌ من دونِها الفَرعُ والغَفرُ''' | |||
'''وحصنُ بسَرفُودٍ وأنَّبُ سُهِّلَتْ'''\\'''لنَا، واستحالَ العُسرُ، وهو لنَا يُسرُ''' | |||
'''وفي تلِّ عمَّارٍ، وفي تلِّ خالدٍ'''\\'''وفي حِصْن سلقينٍ لمملَكةٍ قصرُ''' | |||
'''وما مثل راوندانَ حصنٌ وإنهُ'''\\'''لَمَمتنعٌ، لو لم يَسهُلْ له القَسرُ''' | |||
'''وكم مثلِ هذا من قلاعٍ ومن قُرىً'''\\'''ومُزدَرَعَاتٍ لا يحيطُ بها الحصرُ''' | |||
'''فلما استعدناها من الكفرِ عنوةً'''\\'''ولم يَبقَ في أقطارِهَا لهمُ أَثْرُ''' | |||
'''رددنا على أهلِ الشآمِ رباعَهم'''\\'''وأملاكَهُم، فانزاحَ عنهم بها الفَقرُ''' | |||
'''وجاءتْهمُ مِن بعدِ يأسٍ وفاقةٍ'''\\'''وقد مسَّهُمْ مِن فقدِها البُؤْسُ والضُّرُّ''' | |||
'''ومَرَّ عليها الدَّهرُ، والكُفرُ حاكِمٌ'''\\'''عليها، وعُمرٌ مَرَّ مِن بعدِه عُمْرُ''' | |||
'''فنالهُم مِن عَوْدِها الخيرُ والغِنَى'''\\'''كما نالنا مِن رَدِّها الأجرُ والشكرُ''' | |||
'''ونحنُ وضعنا المكْسَ عن كلِّ بلدةٍ'''\\'''فأصبح مسروراً بمَتجرِه السَّفرُ''' | |||
'''وأصبحتِ الآفاقُ من عدلِنا حمىً'''\\'''فكُدرُ قَطاها لا يُروِّعُها صَقرُ''' | |||
'''فكيف تُسامِينَا الملوكُ إلى العُلا'''\\'''وعزمُهمُ سرٌّ، ووقعاتُنا جهرُ''' | |||
'''وإن وَعدُوا بالغزوِ نَظماً، فهذه'''\\'''رؤوسُ أعاديهم بأسيافِنا نَثرُ''' | |||
'''سنَلقى العِدا عنهمْ ببِيضٍ صقالُها'''\\'''هداياهم، والبُتر يرهِفُها البَترُ''' | |||
'''وما قولُنا عن حاجةٍ، بل يسوءُنا'''\\'''إذا لم يكن في غزوِنا لهمُ أجرُ''' | |||
'''خزائِنُنَا ملأَى، ومَا هِي ذُخرُنا الـ'''\\'''ـمُعَدُّ، ولكنَّ الثوابَ هو الذُّخْرُ''' | |||
'''مَلَكْنا الذي لم تَحْوِهِ كَفُّ مالِكٍ'''\\'''ولم يَعرُنَا تِيهُ الملوكِ ولا الكِبرُ''' | |||
'''فنحن ملوكُ البأسِ والجودِ، سُوقَةُ التَّـ'''\\'''ـواضعِ، لا بذخٌ لدينا ولا فخرُ''' | |||
'''عزَفنا عنِ الدُّنيا، على وجدِهَا بِنَا'''\\'''فمنها لنا وصلٌ، ومنّا لها هَجرُ''' | |||
'''وأحسنُ شيءٍ في الدُّنا زُهدُ قادرٍ'''\\'''عليها، فما يُصبِيهِ مُلكٌ ولا وَفْرُ''' | |||
'''ولولا سؤالُ اللهِ عن خَلقِه الذي'''\\'''رعيناهُمُ حِفظاً إذا ضَمَّنا الحَشرُ''' | |||
'''لَمِلْنَا عن الدُّنيا، وقُلنا لها: اغرُبي'''\\'''لك الهجرُ مِنا، ما تمادى بنا العُمرُ''' | |||
'''فما خيرُ مُلكٍ أنت عنه مُحَاسَبٌ'''\\'''ومملكةٍ، مِن بعدِها الموتُ والقبرُ''' | |||
'''فقُل لملوكِ الأرضِ: ما الفخرُ في الذي'''\\'''تعدُّونَهُ مِن فِعلِكم، بل كذا الفَخرُ'''}} | |||
يشير أسامة في نهاية قصيدته إلى فتح [[تل باشر]] و[[أعزاز|تل عزاز]] وغيرهما من الحصون والمدن التي فتحها المسلمون واستعادوها من الصليبيين، وأشار أسامة إلى أن الهدف من هذه المعارك كان ابتغاء ثواب الله، وإعادة بلاد المسلمين إلى أصحابها، وليس الفخر والبذخ.<ref name="مولد تلقائيا11" /> | يشير أسامة في نهاية قصيدته إلى فتح [[تل باشر]] و[[أعزاز|تل عزاز]] وغيرهما من الحصون والمدن التي فتحها المسلمون واستعادوها من الصليبيين، وأشار أسامة إلى أن الهدف من هذه المعارك كان ابتغاء ثواب الله، وإعادة بلاد المسلمين إلى أصحابها، وليس الفخر والبذخ.<ref name="مولد تلقائيا11" /> | ||
ولأسامة بن منقذ قصيدة أخرى في وصف معارك المسلمين، أرسلها إلى طلائع بن رزيك رداً على قصيدة أرسلها طلائع تحدث فيها عن جهاد المسلمين في بلاد الشام، مطلعها: | ولأسامة بن منقذ قصيدة أخرى في وصف معارك المسلمين، أرسلها إلى طلائع بن رزيك رداً على قصيدة أرسلها طلائع تحدث فيها عن جهاد المسلمين في بلاد الشام، مطلعها: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''ألا هكذا في اللهِ تَمضي العزائمُ'''\\'''وتَمضي لدى الحربِ السيوفُ الصَّوارمُ'''}} | |||
فأجابه أسامة بقصيدة مطلعها:<ref name="مولد تلقائيا11" /><ref>[https://archive.org/details/waq81905/page/n273/mode/2up ديوان أسامة بن منقذ، ص274-277]</ref> | فأجابه أسامة بقصيدة مطلعها:<ref name="مولد تلقائيا11" /><ref>[https://archive.org/details/waq81905/page/n273/mode/2up ديوان أسامة بن منقذ، ص274-277]</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''لكَ الفضلُ مِن دونِ الوَرى والمَكارمُ'''\\'''فَمَنْ حاتمٌ، ما نال ذا الفخرَ حاتمُ'''}} | |||
=== زلزال شيزر (552هـ) === | === زلزال شيزر (552هـ) === | ||
[[ملف:Shayzar northern part.JPG|تصغير|300بك|أطلال من قلعة شيزر]]{{مفصلة|زلزال حماة 1157}} | [[ملف:Shayzar northern part.JPG|تصغير|300بك|أطلال من قلعة شيزر]]{{مفصلة|زلزال حماة 1157}} | ||
سطر 259: | سطر 244: | ||
وقد حزن أسامة كثيراً على وفاة أقاربه، فقال في رثائهم:<ref name="مولد تلقائيا13">[https://archive.org/details/waq112582/page/n233/mode/2up محمد علي الهرفي، ص234-235]</ref><ref>[https://shamela.ws/book/33436/319 أبو شامة المقدسي، ج1 ص336-338] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233704/https://al-maktaba.org/book/33436/319 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | وقد حزن أسامة كثيراً على وفاة أقاربه، فقال في رثائهم:<ref name="مولد تلقائيا13">[https://archive.org/details/waq112582/page/n233/mode/2up محمد علي الهرفي، ص234-235]</ref><ref>[https://shamela.ws/book/33436/319 أبو شامة المقدسي، ج1 ص336-338] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233704/https://al-maktaba.org/book/33436/319 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''ما استدرج الموتُ قومي في هلاكهم'''\\'''ولا تخرمهم مثنى ووحدانا''' | |||
'''فكنتُ أصبر عنهم صبرَ محتسب'''\\'''وأحمدُ الخطبَ فيهم عَزَّ أو هانا''' | |||
'''وأقتدي بالورى قبلي فكم فقدوا'''\\'''أخاً وكم فارقوا أهلاً وجيرانا''' | |||
'''ماتوا جميعاً كرجع الطرفِ وانقرضوا'''\\'''هل ما ترى تارك للحين إنسانا''' | |||
'''لم يترك الدهر لي من بعد فقدهم'''\\'''قلباً أجشمه صبراً وسلوانا''' | |||
'''فلو رأوني لقالوا مات أسعدُنا'''\\'''وعاش للهم والأحزان أشقانا''' | |||
'''هذي قصورهم أمست قبورَهم'''\\'''كذاك كانوا بها من قبل سكانا''' | |||
'''بنو أبي وبنو عمي دمي دمهم'''\\'''وإن أروني مناواة وشنآنا''' | |||
'''يُطَيِّبُ النفسَ عنهم أنهم رحلوا'''\\'''وخلفوني على الآثار عجلانا'''}} | |||
=== في حصن كيفا (559-570هـ) === | === في حصن كيفا (559-570هـ) === | ||
قضى أسامة في دمشق قرابة عشر سنين، أحس بعدها بالتعب الشديد والإرهاق من جراء العمل المتواصل، فغادر دمشق متجهاً إلى حصن كيفا سنة تسع وخمسين وخمسمائة (559هـ/1163م) حيث مكث في هذا الحصن عشرة أعوام تقريباً قضاها في الكتابة والتأليف. قال [[ابن عساكر]]: «ذكر لي [أسامة] أنه ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وقدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، وخَدَمَ بها السلطانَ وقُرِّبَ منه، وكان فارساً شجاعاً، ثم خرج إلى مصر فأقام بها مدة، ثم رجع إلى الشام وسكن حماة، واجتمعتُ به بدمشق وأنشدني قصائد من شعره سنة ثمان وخمسين وخمسمائة».<ref name="مولد تلقائيا15" /> وقال [[ياقوت الحموي]]: «ورماه الحدثان إلى حصن كيفا مقيماً بها في ولده، مؤثراً لها على بلده، حتى أعاد الله دمشق إلى سلطنة [[صلاح الدين الأيوبي|الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب]] سنة سبعين».<ref>[https://shamela.ws/book/9788/574#p1 معجم الأدباء، ج2 ص573] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234139/https://al-maktaba.org/book/9788/574#p1 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | قضى أسامة في دمشق قرابة عشر سنين، أحس بعدها بالتعب الشديد والإرهاق من جراء العمل المتواصل، فغادر دمشق متجهاً إلى حصن كيفا سنة تسع وخمسين وخمسمائة (559هـ/1163م) حيث مكث في هذا الحصن عشرة أعوام تقريباً قضاها في الكتابة والتأليف. قال [[ابن عساكر]]: «ذكر لي [أسامة] أنه ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وقدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، وخَدَمَ بها السلطانَ وقُرِّبَ منه، وكان فارساً شجاعاً، ثم خرج إلى مصر فأقام بها مدة، ثم رجع إلى الشام وسكن حماة، واجتمعتُ به بدمشق وأنشدني قصائد من شعره سنة ثمان وخمسين وخمسمائة».<ref name="مولد تلقائيا15" /> وقال [[ياقوت الحموي]]: «ورماه الحدثان إلى حصن كيفا مقيماً بها في ولده، مؤثراً لها على بلده، حتى أعاد الله دمشق إلى سلطنة [[صلاح الدين الأيوبي|الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب]] سنة سبعين».<ref>[https://shamela.ws/book/9788/574#p1 معجم الأدباء، ج2 ص573] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234139/https://al-maktaba.org/book/9788/574#p1 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | ||
سطر 277: | سطر 261: | ||
=== عودته إلى دمشق واجتماعه بصلاح الدين الأيوبي (570-584هـ) === | === عودته إلى دمشق واجتماعه بصلاح الدين الأيوبي (570-584هـ) === | ||
قطع أسامة إقامته في حصن كيفا وعاد إلى دمشق عندما سمع بقدوم صلاح الدين إليها، وكانت تربطه علاقة طيبة بصلاح الدين، إذ كانا يعملان جميعاً في بلاط نور الدين زنكي، وقد رحب صلاح الدين كثيراً بأسامة، وأغدق عليه الأموال والأعطيات، وكان يستشيره في كثير من أموره، ولما قدم أسامة على صلاح الدين أنشده قوله:<ref name="مولد تلقائيا13" /><ref name="مولد تلقائيا19">{{استشهاد بويكي بيانات|Q114679727|ج=12|ص=331|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref> | قطع أسامة إقامته في حصن كيفا وعاد إلى دمشق عندما سمع بقدوم صلاح الدين إليها، وكانت تربطه علاقة طيبة بصلاح الدين، إذ كانا يعملان جميعاً في بلاط نور الدين زنكي، وقد رحب صلاح الدين كثيراً بأسامة، وأغدق عليه الأموال والأعطيات، وكان يستشيره في كثير من أموره، ولما قدم أسامة على صلاح الدين أنشده قوله:<ref name="مولد تلقائيا13" /><ref name="مولد تلقائيا19">{{استشهاد بويكي بيانات|Q114679727|ج=12|ص=331|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''حَمِدتُ على طولِ عُمري المَشيبا'''\\'''وإن كنتُ أكثرتُ فيه الذنوبا''' | |||
'''لأني حييتُ إلى أن لقيتُ'''\\'''بعدَ العدوِّ صديقاً حبيبا'''}} | |||
وكان صلاح الدين معجباً بشعر أسامة، قَالَ الْعِمَاد الكاتب: «وَهُوَ لشغفه بِهِ يفضله على جَمِيع الدوّاوين».<ref name="مولد تلقائيا8" /> وكان شديد الإكرام لأسامة؛ «فَلَمَّا جَاءَ أنزلهُ أرحب منزل، وَأوردهُ أعذب منهل، وَملكه من أَعمال المعرّة ضَيْعَة زعم أَنَّهَا كَانَت قَدِيماً تجْرِي فِي أملاكه، وَأَعْطَاهُ بِدِمَشْق دَاراً وإدراراً، وَإِذا كَانَ بِدِمَشْق جالسه وآنسه، وذاكره فِي الْأَدَب ودارسه. وَكَانَ ذَا رَأْي وتجربة وحنكة مهذبة، فَهُوَ يستشيره فِي نوائبه، ويستنير بِرَأْيهِ فِي غياهبه، وَإِذا غَابَ عَنهُ فِي غَزَوَاته كَاتبه وأعلمه بواقعاته ووقعاته، ويستخرج رَأْيه فِي كشف مهماته وحلّ مشكلاته، وَبلغ عمره ستّاً وَتِسْعين سنة، فَإِن مولده سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مئة، وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مئة».<ref name="مولد تلقائيا8" /> | وكان صلاح الدين معجباً بشعر أسامة، قَالَ الْعِمَاد الكاتب: «وَهُوَ لشغفه بِهِ يفضله على جَمِيع الدوّاوين».<ref name="مولد تلقائيا8" /> وكان شديد الإكرام لأسامة؛ «فَلَمَّا جَاءَ أنزلهُ أرحب منزل، وَأوردهُ أعذب منهل، وَملكه من أَعمال المعرّة ضَيْعَة زعم أَنَّهَا كَانَت قَدِيماً تجْرِي فِي أملاكه، وَأَعْطَاهُ بِدِمَشْق دَاراً وإدراراً، وَإِذا كَانَ بِدِمَشْق جالسه وآنسه، وذاكره فِي الْأَدَب ودارسه. وَكَانَ ذَا رَأْي وتجربة وحنكة مهذبة، فَهُوَ يستشيره فِي نوائبه، ويستنير بِرَأْيهِ فِي غياهبه، وَإِذا غَابَ عَنهُ فِي غَزَوَاته كَاتبه وأعلمه بواقعاته ووقعاته، ويستخرج رَأْيه فِي كشف مهماته وحلّ مشكلاته، وَبلغ عمره ستّاً وَتِسْعين سنة، فَإِن مولده سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مئة، وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مئة».<ref name="مولد تلقائيا8" /> | ||
ومدح أسامة صلاح الدين الأيوبي بعدة قصائد منها قوله:<ref name="مولد تلقائيا21" /><ref>[https://shamela.ws/book/12815/283 خريدة القصر، العماد الكاتب، ج2 ص350] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222232952/https://al-maktaba.org/book/12815/283 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | ومدح أسامة صلاح الدين الأيوبي بعدة قصائد منها قوله:<ref name="مولد تلقائيا21" /><ref>[https://shamela.ws/book/12815/283 خريدة القصر، العماد الكاتب، ج2 ص350] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222232952/https://al-maktaba.org/book/12815/283 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''يا ناصِرَ الإِسلام حينَ تخاذَلَتْ'''\\'''عنه الملُوك ومُظْهِرَ الإِيمانِ''' | |||
'''بك قد أَعزّ اللهُ حِزْبَ جُنودِهِ'''\\'''وأَذَلَّ حِزْبَ الكفرِ والطُّغْيانِ''' | |||
'''لمّا رأَيْتَ النّاسَ قَدْ أَغواهمُ الشّـ'''\\'''ـيطانُ بالِإلْحادِ والعِصْيانِ''' | |||
'''جَرَّدْتَ سَيْفَكَ في العِدى لا رَغْبَةً'''\\'''في المُلكِ بل في طاعِة الرَّحمنِ''' | |||
'''فضربْتَهم ضَرْبَ الغرائب واضِعاً'''\\'''بالسَّيْفِ ما رفعوا من الصُّلْبانِ''' | |||
'''وغَضِبتَ للهِ الذي أَعطاك فَصْـ'''\\'''ـلَ الحُكْمِ غِضْبَةَ ثائرٍ حَرَّانِ''' | |||
'''فقتلتَ مَنْ صَدَق الوَغى ووسَمْتَ مَنْ'''\\'''نجَّى الفِرارُ بِذِلَّةٍ وهَوانِ''' | |||
'''وبذلتَ أمَوالَ الخَزائن بعد ما'''\\'''هَرِمَتْ وراء خَواتمِ الخُزَّانِ''' | |||
'''في جمع كلِّ مُجاهدٍ ومُجالِدٍ'''\\'''ومبارزٍ ومُنازِلِ الأَقرانِ''' | |||
'''من كلِّ مَنْ يَرِدُ الحروبَ بأَبيضٍ'''\\'''عَضْبٍ ويَصْدُرُ وهو أَحْمَرُ قانِ''' | |||
'''ويخوض نيران الوغى وكأنّهُ'''\\'''ظَمْآنُ خاضَ مَوارِدَ الغُدْرانِ''' | |||
'''قومٌ إِذا شِهدوا الوغى قال الورى'''\\'''ماذا أَتى بالأُسْدِ مِنْ خَفّان؟''' | |||
'''لوْ أَنهم صَدَموا الجبال لَزَعْزَعوا'''\\'''أَركانها بالبِيض والخِرْصان''' | |||
'''فهمُ الذّخيرةُ للوقائع بالعِدى'''\\'''ولفتحِ ما اسْتَعْصى من البُلدان'''}} | |||
ومدح أسامة صلاح الدين الأيوبي بقصيدة أخرى، أرسلها إليه سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة (572هـ)، مطلعها:<ref name="مولد تلقائيا21" /><ref>[https://shamela.ws/book/12815/288 خريدة القصر، العماد الكاتب، ج2 ص355] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233031/https://al-maktaba.org/book/12815/288 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | ومدح أسامة صلاح الدين الأيوبي بقصيدة أخرى، أرسلها إليه سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة (572هـ)، مطلعها:<ref name="مولد تلقائيا21" /><ref>[https://shamela.ws/book/12815/288 خريدة القصر، العماد الكاتب، ج2 ص355] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233031/https://al-maktaba.org/book/12815/288 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | ||
[[ملف:Damascus-77.jpg|تصغير|300بك|[[جبل قاسيون]]، دُفن أسامة بن منقذ في سفحه سنة 584هـ/1188م. (صورة لمدينة دمشق من عام [[1870]]).]] | [[ملف:Damascus-77.jpg|تصغير|300بك|[[جبل قاسيون]]، دُفن أسامة بن منقذ في سفحه سنة 584هـ/1188م. (صورة لمدينة دمشق من عام [[1870]]).]] | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''لا زلتَ يا مَلِكَ الإسلامِ في نِعَمٍ'''\\'''قرينُها المُسعدانِ: النصرُ والظفرُ'''}} | |||
=== وفاته === | === وفاته === | ||
قضى أسامة بقية أيامه في دمشق، حتى بلغ عمره ستاً وتسعين سنة، وكان يشكو الكبر والضعف، ويتحسر على نفسه وما آل إليه حاله، وكان يقول:<ref name="مولد تلقائيا13" /><ref>[https://shamela.ws/book/9788/577 معجم الأدباء، ج2 ص576] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234155/https://al-maktaba.org/book/9788/577 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | قضى أسامة بقية أيامه في دمشق، حتى بلغ عمره ستاً وتسعين سنة، وكان يشكو الكبر والضعف، ويتحسر على نفسه وما آل إليه حاله، وكان يقول:<ref name="مولد تلقائيا13" /><ref>[https://shamela.ws/book/9788/577 معجم الأدباء، ج2 ص576] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234155/https://al-maktaba.org/book/9788/577 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
'''لا تحسدنَّ على البقاءِ مُعمَّراً'''\\'''فالموتُ أيسرُ ما يؤولُ إليهِ''' | |||
'''وإذا دعوتَ بطولِ عمرٍ لامرئٍ'''\\'''فاعلمْ بأنكَ قدْ دعوتَ عليهِ'''}} | |||
وقد وافاه الأجل يومَ الثلاثاء، الثالث والعشرين من رمضان سنة أربع وثمانين وخمسمائة (584هـ)،<ref name="مولد تلقائيا5" /><ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q113580573|ج=6|ص=460|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref> الموافق [[14 نوفمبر|14 تشرين الثاني (نوفمبر)]] [[1188]]م. ولما علم صلاح الدين الأيوبي بوفاة أسامة عزَّى ابنه، ثم تقبل العزاء فيه من علية القوم، وقال لهم: «مات اليوم شاعر الأمة وفارسها»، وأمر بدفنه في [[جبل قاسيون]].<ref name="مولد تلقائيا13" /> | وقد وافاه الأجل يومَ الثلاثاء، الثالث والعشرين من رمضان سنة أربع وثمانين وخمسمائة (584هـ)،<ref name="مولد تلقائيا5" /><ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q113580573|ج=6|ص=460|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref> الموافق [[14 نوفمبر|14 تشرين الثاني (نوفمبر)]] [[1188]]م. ولما علم صلاح الدين الأيوبي بوفاة أسامة عزَّى ابنه، ثم تقبل العزاء فيه من علية القوم، وقال لهم: «مات اليوم شاعر الأمة وفارسها»، وأمر بدفنه في [[جبل قاسيون]].<ref name="مولد تلقائيا13" /> | ||
تعديل