أسامة بن منقذ: الفرق بين النسختين

ط
لا يوجد ملخص تحرير
 
طلا ملخص تعديل
 
سطر 27: سطر 27:
* أولاده: '''عضد الدين أبو الفوارس مرهف بن أسامة بن منقذ''': قَالَ [[عماد الدين الكاتب|الْعِمَاد الكاتب]]: «وشاهدت وَلَده عضد الدّين أَبَا الفوارس مرهفاً وَهُوَ جليس [[صلاح الدين الأيوبي|صَلَاح الدّين]] وأنيسه، وَقد كتب ديوَان شعر أَبِيه لصلاح الدّين، وَهُوَ لشغفه بِهِ يفضله على جَمِيع الدوّاوين، وَلم يزل هَذَا الْأَمِير الْعَضُد مرهف مصاحباً لَهُ بِمصْر وَالشَّام وَإِلَى آخر عصره، وتوطن بِمصْر».<ref name="مولد تلقائيا8" /> وقال [[ابن الفوطي]]: «عضد الدين أبو الفوارس مرهف... من بيت الإمارة والرياسة والفروسية والفراسة، وانتقل مع والده إلى مصر وكان موصوفا بالكرم ومحاسن الأخلاق، وجمع من الكتب الأدبية وغيرها شيئاً كثيراً، وإنه باع مرة في نكبة لحقته من كتبه أربعة آلاف مجلد ولم يؤثر فيها».<ref>[https://shamela.ws/book/33305/421 مجمع الآداب في معجم الألقاب، ابن الفوطي، مؤسسة الطباعة والنشر - وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، إيران، الطبعة الأولى، 1416هـ، ج1 ص420] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233525/https://al-maktaba.org/book/33305/421 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> وذكره ياقوت الحموي في ترجمة أبيه أسامة في [[معجم الأدباء]]، قال: «وقد رأيت أنا العضد هذا بمصر عند كوني بها في سنتي إحدى عشرة، واثنتي عشرة وستمائة، وأنشدني شيئاً من شعره وشعر والده»،<ref>[https://shamela.ws/book/9788/574 معجم الأدباء، ج2 ص573] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234139/https://al-maktaba.org/book/9788/574 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> وقال: «فارقته في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وستمائة بالقاهرة يحيا، ولقيته بها، وهو شيخ ظريف واسع الخلق شائع الكرم جمّاعة للكتب، وحضرت داره واشترى مني كتباً، وحدثني أنّ عنده من الكتب ما لا يعلم مقداره، إلا أنه ذكر لي أنه باع منها أربعة آلاف مجلد في نكبة لحقته فلم يؤثر فيها... وكان السلطان صلاح الدين، رحمهُ الله، قد أقطعه ضياعاً بمصر فهو يصرّفها في مصالحه، وأجراه [[العادل سيف الدين أحمد|الملك العادل]] أخو صلاح الدين على ذلك، وكان [[الكامل ناصر الدين محمد|الملك الكامل بن العادل]] يحترمه ويعرف له حقه».<ref>[https://shamela.ws/book/9788/594 معجم الأدباء، ج2 ص593] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234308/https://al-maktaba.org/book/9788/594 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
* أولاده: '''عضد الدين أبو الفوارس مرهف بن أسامة بن منقذ''': قَالَ [[عماد الدين الكاتب|الْعِمَاد الكاتب]]: «وشاهدت وَلَده عضد الدّين أَبَا الفوارس مرهفاً وَهُوَ جليس [[صلاح الدين الأيوبي|صَلَاح الدّين]] وأنيسه، وَقد كتب ديوَان شعر أَبِيه لصلاح الدّين، وَهُوَ لشغفه بِهِ يفضله على جَمِيع الدوّاوين، وَلم يزل هَذَا الْأَمِير الْعَضُد مرهف مصاحباً لَهُ بِمصْر وَالشَّام وَإِلَى آخر عصره، وتوطن بِمصْر».<ref name="مولد تلقائيا8" /> وقال [[ابن الفوطي]]: «عضد الدين أبو الفوارس مرهف... من بيت الإمارة والرياسة والفروسية والفراسة، وانتقل مع والده إلى مصر وكان موصوفا بالكرم ومحاسن الأخلاق، وجمع من الكتب الأدبية وغيرها شيئاً كثيراً، وإنه باع مرة في نكبة لحقته من كتبه أربعة آلاف مجلد ولم يؤثر فيها».<ref>[https://shamela.ws/book/33305/421 مجمع الآداب في معجم الألقاب، ابن الفوطي، مؤسسة الطباعة والنشر - وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، إيران، الطبعة الأولى، 1416هـ، ج1 ص420] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233525/https://al-maktaba.org/book/33305/421 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> وذكره ياقوت الحموي في ترجمة أبيه أسامة في [[معجم الأدباء]]، قال: «وقد رأيت أنا العضد هذا بمصر عند كوني بها في سنتي إحدى عشرة، واثنتي عشرة وستمائة، وأنشدني شيئاً من شعره وشعر والده»،<ref>[https://shamela.ws/book/9788/574 معجم الأدباء، ج2 ص573] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234139/https://al-maktaba.org/book/9788/574 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> وقال: «فارقته في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وستمائة بالقاهرة يحيا، ولقيته بها، وهو شيخ ظريف واسع الخلق شائع الكرم جمّاعة للكتب، وحضرت داره واشترى مني كتباً، وحدثني أنّ عنده من الكتب ما لا يعلم مقداره، إلا أنه ذكر لي أنه باع منها أربعة آلاف مجلد في نكبة لحقته فلم يؤثر فيها... وكان السلطان صلاح الدين، رحمهُ الله، قد أقطعه ضياعاً بمصر فهو يصرّفها في مصالحه، وأجراه [[العادل سيف الدين أحمد|الملك العادل]] أخو صلاح الدين على ذلك، وكان [[الكامل ناصر الدين محمد|الملك الكامل بن العادل]] يحترمه ويعرف له حقه».<ref>[https://shamela.ws/book/9788/594 معجم الأدباء، ج2 ص593] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234308/https://al-maktaba.org/book/9788/594 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
* ولأسامة ابن آخر اسمه '''أبو بكر بن أسامة'''، وقد مات في حياته فرثاه في قصائد منها:<ref>[https://archive.org/details/waq81905/page/n345/mode/2up ديوان أسامة بن منقذ، عالم الكتب، الطبعة الثانية، 1403هـ/1983م، بيروت، ص347]</ref>
* ولأسامة ابن آخر اسمه '''أبو بكر بن أسامة'''، وقد مات في حياته فرثاه في قصائد منها:<ref>[https://archive.org/details/waq81905/page/n345/mode/2up ديوان أسامة بن منقذ، عالم الكتب، الطبعة الثانية، 1403هـ/1983م، بيروت، ص347]</ref>
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''إلى اللهِ أشكو رَوعتي ورَزِيَّتي'''|'''وحُرقةَ أحشائي لفَقد أبي بكرِ'''}}
'''إلى اللهِ أشكو رَوعتي ورَزِيَّتي'''\\'''وحُرقةَ أحشائي لفَقد أبي بكرِ'''
{{بيت|'''خلا ناظري منه، وكان سوادَهُ'''|'''ولم يَخلُ من حزني ووجدي به صدري'''}}
'''خلا ناظري منه، وكان سوادَهُ'''\\'''ولم يَخلُ من حزني ووجدي به صدري'''}}
{{نهاية قصيدة}}
=== قلعة شيزر ===
=== قلعة شيزر ===
[[ملف:Shayzar3.jpg|تصغير|330بك|قلعة شيزر]]{{مفصلة|قلعة شيزر}}
[[ملف:Shayzar3.jpg|تصغير|330بك|قلعة شيزر]]{{مفصلة|قلعة شيزر}}
سطر 36: سطر 35:


ويقول [[ياقوت الحموي]] في [[معجم البلدان]]: «شَيْزَر: بتقديم الزاي على الراء وفتح أوله: قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب [[معرة النعمان|المعرّة]]، بينها وبين حماة يوم، في وسطها [[نهر الأردن]]،<ref group="هامش">الصواب أنه [[نهر العاصي]].</ref> عليه قنطرة في وسط المدينة، أوله من [[جبل لبنان]]، تعدّ في كورة [[حمص]]، وهي قديمة، ذكرها [[امرؤ القيس]] في قوله:
ويقول [[ياقوت الحموي]] في [[معجم البلدان]]: «شَيْزَر: بتقديم الزاي على الراء وفتح أوله: قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب [[معرة النعمان|المعرّة]]، بينها وبين حماة يوم، في وسطها [[نهر الأردن]]،<ref group="هامش">الصواب أنه [[نهر العاصي]].</ref> عليه قنطرة في وسط المدينة، أوله من [[جبل لبنان]]، تعدّ في كورة [[حمص]]، وهي قديمة، ذكرها [[امرؤ القيس]] في قوله:
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''تقطّع أسباب اللّبانة والهوى'''|'''عشيّة جاوزنا حماة وشيزرا'''}}
'''تقطّع أسباب اللّبانة والهوى'''\\'''عشيّة جاوزنا حماة وشيزرا'''}}
{{نهاية قصيدة}}
وينسب إلى شيزر جماعة، منهم الأمراء من بني منقذ وكانوا ملكوها».<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q114913343|ج=3|ص=383|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref>
وينسب إلى شيزر جماعة، منهم الأمراء من بني منقذ وكانوا ملكوها».<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q114913343|ج=3|ص=383|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref>


سطر 66: سطر 64:


وفي أثناء وجود أسامة في [[دمشق]]، قام [[معين الدين أنر]] بمحاربة الصليبيين واستطاع أن يهزمهم، فمدحه أسامة بقصيدة طويلة منها قولُه:<ref name="مولد تلقائيا21">[https://archive.org/details/waq112582/page/n243/mode/2up محمد علي الهرفي، ص244-248]</ref>
وفي أثناء وجود أسامة في [[دمشق]]، قام [[معين الدين أنر]] بمحاربة الصليبيين واستطاع أن يهزمهم، فمدحه أسامة بقصيدة طويلة منها قولُه:<ref name="مولد تلقائيا21">[https://archive.org/details/waq112582/page/n243/mode/2up محمد علي الهرفي، ص244-248]</ref>
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''كل يوم فتحٌ مبينٌ ونصرُ'''|'''واعتلاءٌ على الأعادي وقهرُ'''}}
'''كل يوم فتحٌ مبينٌ ونصرُ'''\\'''واعتلاءٌ على الأعادي وقهرُ'''
{{بيت|'''قد أتاك الزمان بالعذر والإعـ'''|'''ـتاب مما جناه إذ هو غرُّ'''}}
'''قد أتاك الزمان بالعذر والإعـ'''\\'''ـتاب مما جناه إذ هو غرُّ'''
{{بيت|'''صدق النعت فيك أنت معين الـ'''|'''ـدين إنَّ النعوت فأل وزجرُ'''}}
'''صدق النعت فيك أنت معين الـ'''\\'''ـدين إنَّ النعوت فأل وزجرُ'''
{{بيت|'''أنت سيف الإسلام حقا فلا فـ'''|'''ـل غراريك أيها السيف دهرُ'''}}
'''أنت سيف الإسلام حقا فلا فـ'''\\'''ـل غراريك أيها السيف دهرُ'''
{{بيت|'''بك زاد الإسلام يا سيفَه المِخْـ'''|'''ـذَمُ عزاً وذل شرك وكفرُ'''<ref group="هامش">المِخْذَم: خَذَمَ الشيءَ خَذْمًا: قطعه بسرعة.</ref>}}
'''بك زاد الإسلام يا سيفَه المِخْـ'''\\'''ـذَمُ عزاً وذل شرك وكفرُ'''<ref group="هامش">المِخْذَم: خَذَمَ الشيءَ خَذْمًا: قطعه بسرعة.</ref>
{{بيت|'''ثق بإدراك ما تؤمل إن الله'''|'''يجزي العباد عما أسروا'''}}
'''ثق بإدراك ما تؤمل إن الله'''\\'''يجزي العباد عما أسروا'''
{{بيت|'''لم تزل تضمر الجهاد مسرا'''|'''ثم أعلنت حين أمكن جهرُ'''}}
'''لم تزل تضمر الجهاد مسرا'''\\'''ثم أعلنت حين أمكن جهرُ'''
{{بيت|'''كل ذُخر الملوك يفنى وذُخْرا'''|'''كَ هما الباقيان أجرٌ وشكرُ'''}}
'''كل ذُخر الملوك يفنى وذُخْرا'''\\'''كَ هما الباقيان أجرٌ وشكرُ'''}}
{{نهاية قصيدة}}
ولكن مقام أسامة في بلاط [[بوريون|البوريين]] في دمشق لم يدم، والذي يبدو من القصيدة التي أرسلها أسامة إلى [[معين الدين أنر]] بعد خروجه من دمشق أن هناك مَن قام بالوشاية والدس عليه لدى معين الدين أنر، مما جعل هذا الحاكم يتغير على أسامة، قال أسامة في قصيدته:<ref name="مولد تلقائيا3" /><ref>[https://shamela.ws/book/9788/581#p1 معجم الأدباء، ج2 ص580] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234233/https://al-maktaba.org/book/9788/581#p1 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref><ref name="مولد تلقائيا18">[https://shamela.ws/book/33436/340#p1 أبو شامة المقدسي، ج1 ص356] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233815/https://al-maktaba.org/book/33436/340#p1 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
ولكن مقام أسامة في بلاط [[بوريون|البوريين]] في دمشق لم يدم، والذي يبدو من القصيدة التي أرسلها أسامة إلى [[معين الدين أنر]] بعد خروجه من دمشق أن هناك مَن قام بالوشاية والدس عليه لدى معين الدين أنر، مما جعل هذا الحاكم يتغير على أسامة، قال أسامة في قصيدته:<ref name="مولد تلقائيا3" /><ref>[https://shamela.ws/book/9788/581#p1 معجم الأدباء، ج2 ص580] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234233/https://al-maktaba.org/book/9788/581#p1 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref><ref name="مولد تلقائيا18">[https://shamela.ws/book/33436/340#p1 أبو شامة المقدسي، ج1 ص356] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233815/https://al-maktaba.org/book/33436/340#p1 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''وُلُّوا فلما رجَونا عدلَهم ظَلموا'''|'''فليتَهم حكموا فينا بما عَلموا'''}}
'''وُلُّوا فلما رجَونا عدلَهم ظَلموا'''\\'''فليتَهم حكموا فينا بما عَلموا'''
{{بيت|'''ما مر يوماً بفكري ما يريبهم'''|'''ولا سعت بي إلى ما ساءهم قدمُ'''}}
'''ما مر يوماً بفكري ما يريبهم'''\\'''ولا سعت بي إلى ما ساءهم قدمُ'''
{{بيت|'''ولا أضعتُ لهم عهداً ولا اطلعت'''|'''على ودائعهم في صدري التهم'''}}
'''ولا أضعتُ لهم عهداً ولا اطلعت'''\\'''على ودائعهم في صدري التهم'''
{{بيت|'''تبدلوا بي ولا أبغي بهم بدلاً'''|'''حسبي بهم أنصفوا في الحكم أو ظلموا'''}}
'''تبدلوا بي ولا أبغي بهم بدلاً'''\\'''حسبي بهم أنصفوا في الحكم أو ظلموا'''
{{بيت|'''يا راكباً تقطع البيداءَ همتُه'''|'''والعيسُ تعجز عما تدرك الهمم'''}}
'''يا راكباً تقطع البيداءَ همتُه'''\\'''والعيسُ تعجز عما تدرك الهمم'''
{{بيت|'''بلغ أميري معين الدين مألكة'''|'''من نازح الدار لكن وُدُّه أمَمُ'''<ref group="هامش">مألكة: رسالة. الأَمَم: القُرب.</ref>}}
'''بلغ أميري معين الدين مألكة'''\\'''من نازح الدار لكن وُدُّه أمَمُ'''<ref group="هامش">مألكة: رسالة. الأَمَم: القُرب.</ref>
{{بيت|'''هل في القضية يا من فضلُ دولته'''|'''وعدل سيرته بين الورى عَلم'''}}
'''هل في القضية يا من فضلُ دولته'''\\'''وعدل سيرته بين الورى عَلم'''
{{بيت|'''تضيع واجب حقي بعد ما شهدت'''|'''به النصيحةُ والإخلاصُ والخِدَمُ'''}}
'''تضيع واجب حقي بعد ما شهدت'''\\'''به النصيحةُ والإخلاصُ والخِدَمُ'''
{{بيت|'''هبنا جَنَينا ذنوباً لا يكفرها'''|'''عذرٌ فماذا جنى الأطفال والحرم'''}}
'''هبنا جَنَينا ذنوباً لا يكفرها'''\\'''عذرٌ فماذا جنى الأطفال والحرم'''}}
{{نهاية قصيدة}}
ويبدو من هذه القصيدة أن أسامة كان متعلقاً [[دمشق|بدمشق]] وحاكمها، غير أن ابن الصوفي وزير معين الدين، كان على رأس مدبري المكائد لأسامة، إذ خشي منه على مركزه.<ref name="مولد تلقائيا3" /> يقول أسامة في «الاعتبار»:<ref>[https://shamela.ws/book/21564/6 الاعتبار، ص4] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233317/https://al-maktaba.org/book/21564/6 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
ويبدو من هذه القصيدة أن أسامة كان متعلقاً [[دمشق|بدمشق]] وحاكمها، غير أن ابن الصوفي وزير معين الدين، كان على رأس مدبري المكائد لأسامة، إذ خشي منه على مركزه.<ref name="مولد تلقائيا3" /> يقول أسامة في «الاعتبار»:<ref>[https://shamela.ws/book/21564/6 الاعتبار، ص4] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233317/https://al-maktaba.org/book/21564/6 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
{{اقتباس|فاقتضت الحال مسيري إلى دمشق، ورسل أتابك تتردد في طلبي إلى صاحب دمشق، فأقمت فيها ثماني سنين، وشهدت فيها عدة حروب، وأجزل لي صاحبها رحمهُ الله العطية والإقطاع، وميزني بالتقريب والإكرام، يضاف ذلك إلى اشتمال الأمير معين الدين رحمهُ الله علي، وملازمتي له ورعايته لأسبابي. ثم جرت أسباب أوجبت مسيري إلى مصر، فضاع من حوائج داري وسلاحي ما لم أقدر على حمله، وفرَّطتُ في أملاكي ما كان نكبة أخرى. كل ذلك والأمير معين الدين رحمهُ الله محسنٌ مجملٌ كثيرُ التأسفِ على مفارقتي، مقرٌّ بالعجز عن أمري، حتى إنه أنفذ إلي كاتبه الحاجب محمود المسترشدي رحمهُ الله قال: «والله لو أن معي نصفَ الناس لضربتُ بهم النصف الأخر، ولو أن معي ثلثَهم لضربتُ بهم الثلثين، وما فارقتُك، لكنَّ الناسَ كلَّهم قد تمالوا علي وما لي بهم طاقة، وحيث كنتَ فالذي بيننا من المودة على أحسن حاله».}}
{{اقتباس|فاقتضت الحال مسيري إلى دمشق، ورسل أتابك تتردد في طلبي إلى صاحب دمشق، فأقمت فيها ثماني سنين، وشهدت فيها عدة حروب، وأجزل لي صاحبها رحمهُ الله العطية والإقطاع، وميزني بالتقريب والإكرام، يضاف ذلك إلى اشتمال الأمير معين الدين رحمهُ الله علي، وملازمتي له ورعايته لأسبابي. ثم جرت أسباب أوجبت مسيري إلى مصر، فضاع من حوائج داري وسلاحي ما لم أقدر على حمله، وفرَّطتُ في أملاكي ما كان نكبة أخرى. كل ذلك والأمير معين الدين رحمهُ الله محسنٌ مجملٌ كثيرُ التأسفِ على مفارقتي، مقرٌّ بالعجز عن أمري، حتى إنه أنفذ إلي كاتبه الحاجب محمود المسترشدي رحمهُ الله قال: «والله لو أن معي نصفَ الناس لضربتُ بهم النصف الأخر، ولو أن معي ثلثَهم لضربتُ بهم الثلثين، وما فارقتُك، لكنَّ الناسَ كلَّهم قد تمالوا علي وما لي بهم طاقة، وحيث كنتَ فالذي بيننا من المودة على أحسن حاله».}}
سطر 115: سطر 111:


ونقل عنه ياقوت الحموي أنه قال في نور الدين محمود:<ref name="مولد تلقائيا22" /><ref>[https://shamela.ws/book/9788/578#p1 معجم الأدباء، ج2 ص577] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234209/https://al-maktaba.org/book/9788/578#p1 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
ونقل عنه ياقوت الحموي أنه قال في نور الدين محمود:<ref name="مولد تلقائيا22" /><ref>[https://shamela.ws/book/9788/578#p1 معجم الأدباء، ج2 ص577] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234209/https://al-maktaba.org/book/9788/578#p1 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''سلطانُنا زاهدٌ والناسُ قد زهدوا'''|'''له فكلٌّ على الخيراتِ منكمشُ'''}}
'''سلطانُنا زاهدٌ والناسُ قد زهدوا'''\\'''له فكلٌّ على الخيراتِ منكمشُ'''
{{بيت|'''أيامُه مثلَ شهرِ الصومِ خاليةٌ'''|'''من المعاصي وفيها الجوعُ والعطشُ'''}}
'''أيامُه مثلَ شهرِ الصومِ خاليةٌ'''\\'''من المعاصي وفيها الجوعُ والعطشُ'''}}
{{نهاية قصيدة}}
=== مراسلاته مع الوزير طلائع بن رزيك ===
=== مراسلاته مع الوزير طلائع بن رزيك ===
كانت هناك مودة كبيرة بين أسامة بن منقذ ووزير مصر [[طلائع بن رزيك]] المعروف بـ«الملك الصالح»، وقد مدحه أسامة بعدة قصائد، منها قوله:<ref name="مولد تلقائيا21" />
كانت هناك مودة كبيرة بين أسامة بن منقذ ووزير مصر [[طلائع بن رزيك]] المعروف بـ«الملك الصالح»، وقد مدحه أسامة بعدة قصائد، منها قوله:<ref name="مولد تلقائيا21" />
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''للهِ درُّك مِن فتىً أبدتْ بهِ'''|'''أيامُنا بشرَ الزمانِ العابسِ'''}}
'''للهِ درُّك مِن فتىً أبدتْ بهِ'''\\'''أيامُنا بشرَ الزمانِ العابسِ'''
{{بيت|'''صدقتْ أماني الخيرِ فيه فلمْ تدعْ'''|'''صدراً يُضَمُّ على فؤادٍ آيسِ'''}}
'''صدقتْ أماني الخيرِ فيه فلمْ تدعْ'''\\'''صدراً يُضَمُّ على فؤادٍ آيسِ'''
{{بيت|'''نالَ العُلا حتى أقرَّ بفضلهِ'''|'''وعُلاه كلَّ معاندٍ ومنافسِ'''}}
'''نالَ العُلا حتى أقرَّ بفضلهِ'''\\'''وعُلاه كلَّ معاندٍ ومنافسِ'''
{{بيت|'''جودٌ كماءِ المُزْنِ طَلْقٌ خالصٌ'''|'''مِن مَنِّ مَنَّانٍ ومَنعِ مُمَاكِسِ'''}}
'''جودٌ كماءِ المُزْنِ طَلْقٌ خالصٌ'''\\'''مِن مَنِّ مَنَّانٍ ومَنعِ مُمَاكِسِ'''
{{بيت|'''ومواهبٌ لو قُسِّمَتْ بينَ الورى'''|'''ما كان يوجدُ فيهمُ مِن بائسِ'''}}
'''ومواهبٌ لو قُسِّمَتْ بينَ الورى'''\\'''ما كان يوجدُ فيهمُ مِن بائسِ'''
{{بيت|'''ونَدى يدٍ لو أنها مبسوطةٌ'''|'''في الأرضِ أثمرَ كلُّ عُودٍ يابسِ'''}}
'''ونَدى يدٍ لو أنها مبسوطةٌ'''\\'''في الأرضِ أثمرَ كلُّ عُودٍ يابسِ'''}}
{{نهاية قصيدة}}
وقد جرت بين أسامة وهو في دمشق وطلائع بن رزيك مراسلاتٌ شعرية أدبية تحدث فيها عن بعض المعارك التي خاضها المسلمون ضد الصليبيين، وهذه القصائد تعد وثيقة تاريخية للحروب الصليبية؛ لأنه عدَّد فيها أسماء المعارك، وذكر نتائجها، وأشار إلى ما فعله المسلمون بقادتها.<ref name="مولد تلقائيا2">[https://archive.org/details/waq112582/page/n247/mode/2up محمد علي الهرفي، ص249-252]</ref> ومن ذلك قصيدته التي أرسلها إلى طلائع بن رزيك، عندما أرسل له طلائعُ قصيدةً ذكر فيها بعض وقائعه وسراياه إلى الصليبيين، وحث أسامة على تحريض [[نور الدين زنكي|نور الدين]] على جهاد الإفرنج وغزوهم، مطلعها:<ref>[https://archive.org/details/waq81905/page/n249/mode/2up ديوان أسامة بن منقذ، ص251-256]</ref>
وقد جرت بين أسامة وهو في دمشق وطلائع بن رزيك مراسلاتٌ شعرية أدبية تحدث فيها عن بعض المعارك التي خاضها المسلمون ضد الصليبيين، وهذه القصائد تعد وثيقة تاريخية للحروب الصليبية؛ لأنه عدَّد فيها أسماء المعارك، وذكر نتائجها، وأشار إلى ما فعله المسلمون بقادتها.<ref name="مولد تلقائيا2">[https://archive.org/details/waq112582/page/n247/mode/2up محمد علي الهرفي، ص249-252]</ref> ومن ذلك قصيدته التي أرسلها إلى طلائع بن رزيك، عندما أرسل له طلائعُ قصيدةً ذكر فيها بعض وقائعه وسراياه إلى الصليبيين، وحث أسامة على تحريض [[نور الدين زنكي|نور الدين]] على جهاد الإفرنج وغزوهم، مطلعها:<ref>[https://archive.org/details/waq81905/page/n249/mode/2up ديوان أسامة بن منقذ، ص251-256]</ref>
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''أبى اللهُ إلا أن يَدينَ لنا الدهرُ'''|'''ويَخدُمنا في مُلكنا العِزُّ والنصرُ'''}}
'''أبى اللهُ إلا أن يَدينَ لنا الدهرُ'''\\'''ويَخدُمنا في مُلكنا العِزُّ والنصرُ'''}}
{{نهاية قصيدة}}
فلما اطلع [[نور الدين زنكي]] على هذه القصيدة أمر أسامة بالرد عليها، فنظم أسامة هذه القصيدة:<ref name="مولد تلقائيا2" /><ref>[https://she3r.net/poem?name=%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A9%20%D8%A8%D9%86%20%D9%85%D9%86%D9%82%D8%B0&title=%D8%A3%D8%A8%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%20%D8%A5%D9%84%D8%A7%20%D8%A3%D9%86%20%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%86%20%D9%84%D9%86%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B1 شبكة شعر، أسامة بن منقذ، أبى الله إلا] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234321/https://she3r.net/poem?name=أسامة+بن+منقذ&title=أبي+الله+إلا+أن+يدين+لنا+الدهر |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
فلما اطلع [[نور الدين زنكي]] على هذه القصيدة أمر أسامة بالرد عليها، فنظم أسامة هذه القصيدة:<ref name="مولد تلقائيا2" /><ref>[https://she3r.net/poem?name=%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A9%20%D8%A8%D9%86%20%D9%85%D9%86%D9%82%D8%B0&title=%D8%A3%D8%A8%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%20%D8%A5%D9%84%D8%A7%20%D8%A3%D9%86%20%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%86%20%D9%84%D9%86%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B1 شبكة شعر، أسامة بن منقذ، أبى الله إلا] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234321/https://she3r.net/poem?name=أسامة+بن+منقذ&title=أبي+الله+إلا+أن+يدين+لنا+الدهر |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''أبى اللهُ إلا أن يكونَ لنا الأمرُ'''|'''لِتحيَا بنا الدُّنيا، ويفتخرَ العصرُ'''}}
'''أبى اللهُ إلا أن يكونَ لنا الأمرُ'''\\'''لِتحيَا بنا الدُّنيا، ويفتخرَ العصرُ'''
{{بيت|'''وتخدُمَنا الأيّامُ فيما نَرُومُهُ'''|'''وينقادَ طوعاً في أزِمَّتنا الدّهرُ'''}}
'''وتخدُمَنا الأيّامُ فيما نَرُومُهُ'''\\'''وينقادَ طوعاً في أزِمَّتنا الدّهرُ'''
{{بيت|'''وتخضعَ أعناقُ الملوكِ لعزنا'''|'''ويُرهِبَها منّا على بُعدنا الذِّكرُ'''}}
'''وتخضعَ أعناقُ الملوكِ لعزنا'''\\'''ويُرهِبَها منّا على بُعدنا الذِّكرُ'''
{{بيت|'''بحيثُ حَلْلنا الأمنُ من كلِّ حادثٍ'''|'''وفي سائرِ الآفاقِ من بأسنا ذعرُ'''}}
'''بحيثُ حَلْلنا الأمنُ من كلِّ حادثٍ'''\\'''وفي سائرِ الآفاقِ من بأسنا ذعرُ'''
{{بيت|'''بطاعتِنا للّه أصبحَ طوعَنا الـ'''|'''ـأنامُ، فما يُعصَى لنا فيهمُ أمرُ'''}}
'''بطاعتِنا للّه أصبحَ طوعَنا الـ'''\\'''ـأنامُ، فما يُعصَى لنا فيهمُ أمرُ'''
{{بيت|'''فأيماننا في السَّلمِ سُحبُ مواهبٍ'''|'''وفي الحَربِ سُحبٌ وبْلُهنَّ دمٌ هَمرُ'''}}
'''فأيماننا في السَّلمِ سُحبُ مواهبٍ'''\\'''وفي الحَربِ سُحبٌ وبْلُهنَّ دمٌ هَمرُ'''
{{بيت|'''قَضتْ في بني الدُّنيا قضاءَ زمانِها'''|'''فَسُرَّ بها شطرٌ، وسِيء بها شَطرُ'''}}
'''قَضتْ في بني الدُّنيا قضاءَ زمانِها'''\\'''فَسُرَّ بها شطرٌ، وسِيء بها شَطرُ'''
{{بيت|'''وما في ملوكِ المسلمينَ مُجاهدٌ'''|'''سِوانا، فما يَثنيه حرٌّ ولا قُرُّ'''}}
'''وما في ملوكِ المسلمينَ مُجاهدٌ'''\\'''سِوانا، فما يَثنيه حرٌّ ولا قُرُّ'''
{{بيت|'''جعلَنا الجهادَ هَمَّنا واشتغالَنا'''|'''ولم يُلهنا عنه السماعُ ولا الخمرُ'''}}
'''جعلَنا الجهادَ هَمَّنا واشتغالَنا'''\\'''ولم يُلهنا عنه السماعُ ولا الخمرُ'''
{{بيت|'''دماءُ العِدا أشهى من الراحِ عندنا'''|'''ووقعُ المواضي فيهمُ النايُ والوَترُ'''}}
'''دماءُ العِدا أشهى من الراحِ عندنا'''\\'''ووقعُ المواضي فيهمُ النايُ والوَترُ'''
{{بيت|'''نُواصِلُهم وصلَ الحبيبِ وهم عِداً'''|'''زيارتُهم ينحطُّ عنَّا بها الوزرُ'''}}
'''نُواصِلُهم وصلَ الحبيبِ وهم عِداً'''\\'''زيارتُهم ينحطُّ عنَّا بها الوزرُ'''
{{بيت|'''وثيرُ حشايانا السروجُ، وقُمْصُنا الدُّ'''|'''روعُ، ومنصوبُ الخيامِ لنا قَصْرُ'''}}
'''وثيرُ حشايانا السروجُ، وقُمْصُنا الدُّ'''\\'''روعُ، ومنصوبُ الخيامِ لنا قَصْرُ'''
{{بيت|'''ترى الأرضَ مثلَ الأفقِ، وهي نجومُه'''|'''وإن حسدَتْها عزَّها الأنجمُ الزُّهرُ'''}}
'''ترى الأرضَ مثلَ الأفقِ، وهي نجومُه'''\\'''وإن حسدَتْها عزَّها الأنجمُ الزُّهرُ'''
{{بيت|'''وهمُّ الملوكِ البيضُ والسُّمرُ كالدُّمَى'''|'''وهِمَّتُنا البيضُ الصوارمُ والسمرُ'''}}
'''وهمُّ الملوكِ البيضُ والسُّمرُ كالدُّمَى'''\\'''وهِمَّتُنا البيضُ الصوارمُ والسمرُ'''
{{بيت|'''صوارمُنا حمرُ المضاربِ من دمٍ'''|'''قوائِمُها من جُودِنا نَضْرةٌ خُضْرُ'''}}
'''صوارمُنا حمرُ المضاربِ من دمٍ'''\\'''قوائِمُها من جُودِنا نَضْرةٌ خُضْرُ'''
{{بيت|'''نسيرُ إلى الأعداءِ والطّيرُ فوقَنا'''|'''لهَا القوتُ من أعدائِنَا، ولنا النَّصرُ'''}}
'''نسيرُ إلى الأعداءِ والطّيرُ فوقَنا'''\\'''لهَا القوتُ من أعدائِنَا، ولنا النَّصرُ'''
{{بيت|'''فبأسٌ يذوبُ الصخرُ من حر ناره'''|'''ولُطفٌ له بالماءِ ينبجسُ الصَّخرُ'''}}
'''فبأسٌ يذوبُ الصخرُ من حر ناره'''\\'''ولُطفٌ له بالماءِ ينبجسُ الصَّخرُ'''
{{بيت|'''وجيشٌ إذا لاقى العدوَّ ظننتَهمْ'''|'''أسودَ الشَّرى عنَّت لها الأُدمُ والعُفر'''}}
'''وجيشٌ إذا لاقى العدوَّ ظننتَهمْ'''\\'''أسودَ الشَّرى عنَّت لها الأُدمُ والعُفر'''
{{بيت|'''تَرى كلَّ شَهمٍ في الوغَى مثلَ سَهْمِه'''|'''نفوذاً، فما يَثنيه خوفٌ ولا كُثْرُ'''}}
'''تَرى كلَّ شَهمٍ في الوغَى مثلَ سَهْمِه'''\\'''نفوذاً، فما يَثنيه خوفٌ ولا كُثْرُ'''
{{بيت|'''همُ الأسدُ من بيضِ الصوارمِ والقَنا'''|'''لهُمْ في الوغَى النّابُ الحديدةُ والظُّفرُ'''}}
'''همُ الأسدُ من بيضِ الصوارمِ والقَنا'''\\'''لهُمْ في الوغَى النّابُ الحديدةُ والظُّفرُ'''
{{بيت|'''يَرَوْن لهم في القتلِ خُلداً، فكيف بالـ'''|'''ـلقاءِ لقومٍ قتلهُم عندَهم عُمْرُ'''}}
'''يَرَوْن لهم في القتلِ خُلداً، فكيف بالـ'''\\'''ـلقاءِ لقومٍ قتلهُم عندَهم عُمْرُ'''
{{بيت|'''إذا نُسبوا كانُوا جميعاً بني أَبٍ'''|'''فطعنُهم شزرٌ وضربُهمُ هَبْرُ'''}}
'''إذا نُسبوا كانُوا جميعاً بني أَبٍ'''\\'''فطعنُهم شزرٌ وضربُهمُ هَبْرُ'''
{{بيت|'''يظنُّون أنّ الكفرَ عِصيانُ أمرِنَا'''|'''فما عندَهم يوماً لإنعامِنا كُفْرُ'''}}
'''يظنُّون أنّ الكفرَ عِصيانُ أمرِنَا'''\\'''فما عندَهم يوماً لإنعامِنا كُفْرُ'''
{{بيت|'''لَنَا مِنهمُ إقدامُهُم وولاؤُهمْ'''|'''ومنَّا لهم إكرامُهم والنَّدى الغَمرُ'''}}
'''لَنَا مِنهمُ إقدامُهُم وولاؤُهمْ'''\\'''ومنَّا لهم إكرامُهم والنَّدى الغَمرُ'''
{{بيت|'''بِنا أُيِّد الإسلامُ، وازدادَ عزّةً'''|'''وذَلَّ لنا من بعدِ عزتِه الكفرُ'''}}
'''بِنا أُيِّد الإسلامُ، وازدادَ عزّةً'''\\'''وذَلَّ لنا من بعدِ عزتِه الكفرُ'''
{{بيت|'''قتلنَا البِرنْسَ، حِينَ سارَ بجهلِه'''|'''تَحفُّ به الفُرسانُ والعَسكر المجرُ'''}}
'''قتلنَا البِرنْسَ، حِينَ سارَ بجهلِه'''\\'''تَحفُّ به الفُرسانُ والعَسكر المجرُ'''}}
{{نهاية قصيدة}}
[[ملف:BattleOfInab.jpg|تصغير|300بك|رسم لمعركة قلعة أنب الواقعة سنة 544هـ/1149م.]]
[[ملف:BattleOfInab.jpg|تصغير|300بك|رسم لمعركة قلعة أنب الواقعة سنة 544هـ/1149م.]]
يشير أسامة إلى [[معركة أنب]] التي قتل فيها المسلمون «البرنس» وهو [[ريموند الثاني أمير أنطاكية]]، وقد وقعت هذه المعركة سنة 544هـ/1149م، وانتصر فيها نور الدين على الصليبيين وقتل حاكمهم، يقول [[أبو شامة المقدسي]]: «وَكَانَ هَذَا اللعين من أبطال الفرنج الْمَشْهُورين بالفروسية وَشدَّة الْبَأْس وَقُوَّة الْحِيَل وَعظم الْخلقَة، مَعَ اشتهار الهيبة وَكَثْرَة السطوة والتناهي فِي الشَّرّ».<ref name="مولد تلقائيا11">[https://archive.org/details/waq112582/page/n251/mode/2up محمد علي الهرفي، ص252-254]</ref><ref>[https://shamela.ws/book/33436/187 أبو شامة المقدسي، ج1 ص205] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233613/https://al-maktaba.org/book/33436/187 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
يشير أسامة إلى [[معركة أنب]] التي قتل فيها المسلمون «البرنس» وهو [[ريموند الثاني أمير أنطاكية]]، وقد وقعت هذه المعركة سنة 544هـ/1149م، وانتصر فيها نور الدين على الصليبيين وقتل حاكمهم، يقول [[أبو شامة المقدسي]]: «وَكَانَ هَذَا اللعين من أبطال الفرنج الْمَشْهُورين بالفروسية وَشدَّة الْبَأْس وَقُوَّة الْحِيَل وَعظم الْخلقَة، مَعَ اشتهار الهيبة وَكَثْرَة السطوة والتناهي فِي الشَّرّ».<ref name="مولد تلقائيا11">[https://archive.org/details/waq112582/page/n251/mode/2up محمد علي الهرفي، ص252-254]</ref><ref>[https://shamela.ws/book/33436/187 أبو شامة المقدسي، ج1 ص205] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233613/https://al-maktaba.org/book/33436/187 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''ولم يَبق إلاَّ مَن أَسَرْنا، وكيفَ بالـ'''|'''ـبقَاءِ لِمَنْ أخْنَتْ عليه الظُّبا البُترُ'''}}
'''ولم يَبق إلاَّ مَن أَسَرْنا، وكيفَ بالـ'''\\'''ـبقَاءِ لِمَنْ أخْنَتْ عليه الظُّبا البُترُ'''
{{بيت|'''وفي سجنِنا ابنُ الفُنْشِ خيرُ ملوكِهم'''|'''وإن لم يكنْ خيرٌ لديهم ولا بِرُّ'''}}
'''وفي سجنِنا ابنُ الفُنْشِ خيرُ ملوكِهم'''\\'''وإن لم يكنْ خيرٌ لديهم ولا بِرُّ'''
{{بيت|'''أَسرناه مِن حِصنِ العُرَيمةِ راغماً'''|'''وقد قُتلت فرسانُه فَهُمُ جُزرُ'''}}
'''أَسرناه مِن حِصنِ العُرَيمةِ راغماً'''\\'''وقد قُتلت فرسانُه فَهُمُ جُزرُ'''}}
{{نهاية قصيدة}}
يشير أسامة إلى معركة حصن العريمة التي وقعت بين [[نور الدين زنكي]] والصليبيين سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة (543هـ/1148م) والتي انتهت بانتصار المسلمين. يقول أبو شامة المقدسي: «فَملك الْمُسلمُونَ الْحِصن، وَأخذُوا كل من بِهِ من رجل وَصبي وَامْرَأَة، وَفِيهِمْ ابْن الفنش، وأخربوا الْحصن».<ref>[https://shamela.ws/book/33436/178 أبو شامة المقدسي، ج1 ص196] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233601/https://al-maktaba.org/book/33436/178 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> وابن الفُنش هو برتراند بن [[ألفونسو جوردن (إقطاعي)|ألفونسو جوردن]]، كان حاكم صقلية، خرج مع ملك الألمان لبلاد الشام واحتل [[قلعة عريمة|حصن العريمة]]، فسار إليه نور الدين سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة (543هـ)، واستولى على حصنه وخربه، وأخذ ابنَ الفنش أسيراً مع كل من في الحصن.<ref name="مولد تلقائيا11" />
يشير أسامة إلى معركة حصن العريمة التي وقعت بين [[نور الدين زنكي]] والصليبيين سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة (543هـ/1148م) والتي انتهت بانتصار المسلمين. يقول أبو شامة المقدسي: «فَملك الْمُسلمُونَ الْحِصن، وَأخذُوا كل من بِهِ من رجل وَصبي وَامْرَأَة، وَفِيهِمْ ابْن الفنش، وأخربوا الْحصن».<ref>[https://shamela.ws/book/33436/178 أبو شامة المقدسي، ج1 ص196] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233601/https://al-maktaba.org/book/33436/178 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref> وابن الفُنش هو برتراند بن [[ألفونسو جوردن (إقطاعي)|ألفونسو جوردن]]، كان حاكم صقلية، خرج مع ملك الألمان لبلاد الشام واحتل [[قلعة عريمة|حصن العريمة]]، فسار إليه نور الدين سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة (543هـ)، واستولى على حصنه وخربه، وأخذ ابنَ الفنش أسيراً مع كل من في الحصن.<ref name="مولد تلقائيا11" />
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''وسَلْ عنهُمُ الوادِي بإقلِيسَ إنَّه'''|'''إلى اليومِ فيهِ مِن دمائِهمُ غُدرُ'''}}
'''وسَلْ عنهُمُ الوادِي بإقلِيسَ إنَّه'''\\'''إلى اليومِ فيهِ مِن دمائِهمُ غُدرُ'''
{{بيت|'''هم انتَشروا فيه لردّ رَعِيلنا'''|'''فمِن تُربِه يومَ المَعادِ لهمْ نَشْرُ'''}}
'''هم انتَشروا فيه لردّ رَعِيلنا'''\\'''فمِن تُربِه يومَ المَعادِ لهمْ نَشْرُ'''
{{بيت|'''ونحنُ أسرنا الجوسَلِين ولم يكُنْ'''|'''لِيَخْشَى مِنَ الأيَّامِ نائِبةً تَعْرُو'''}}
'''ونحنُ أسرنا الجوسَلِين ولم يكُنْ'''\\'''لِيَخْشَى مِنَ الأيَّامِ نائِبةً تَعْرُو'''
{{بيت|'''وكان يظنُّ الغرُّ أنَّا نبيعُهُ'''|'''بمَالٍ، وكم ظَنٍّ به يَهْلِكُ الغِرُّ'''}}
'''وكان يظنُّ الغرُّ أنَّا نبيعُهُ'''\\'''بمَالٍ، وكم ظَنٍّ به يَهْلِكُ الغِرُّ'''
{{بيت|'''فلما استَبحنا مُلكَه وبلادَه'''|'''ولم يَبَق مالٌ يُستباحُ ولا ثَغْرُ'''}}
'''فلما استَبحنا مُلكَه وبلادَه'''\\'''ولم يَبَق مالٌ يُستباحُ ولا ثَغْرُ'''
{{بيت|'''كَحلناهُ، نبغي الأجرَ في فِعلِنا بهِ'''|'''وفي مِثلِ ما قَد نَالَه يُحرزُ الأجرُ'''}}
'''كَحلناهُ، نبغي الأجرَ في فِعلِنا بهِ'''\\'''وفي مِثلِ ما قَد نَالَه يُحرزُ الأجرُ'''}}
{{نهاية قصيدة}}
يشير أسامة إلى المعركة التي وقعت بين نور الدين زنكي وبين [[جوسلين الثاني كونت الرها]] سنة خمس وأربعين وخمسمائة (545هـ/1150م)، وانتهت بهزيمة الصليبيين وأسر جوسلين، يقول أبو شامة المقدسي: «وَكَانَ أسره من أعظم الْفتُوح على الْمُسلمين؛ فَإِنَّهُ كَانَ شَيْطَاناً عاتياً من شياطين الفرنج، شَدِيد الْعَدَاوَة للْمُسلمين، وَكَانَ هُوَ يتَقَدَّم على الفرنج فِي حروبهم لما يعلمُونَ من شجاعته وجودة رَأْيه وَشدَّة عداوته للملة الإسلامية وقسوة قلبه على أَهلهَا، وَأُصِيبَتْ النَّصْرَانِيَّة كَافَّة بأسره، وعظمت الْمُصِيبَة عَلَيْهِم بفقده، وخَلَتْ بِلَادُهمْ من حاميها وثغورُهم من حافظها، وَسَهل أَمرهم على الْمُسلمين بعده. وَكَانَ كثيرَ الْغدر وَالْمَكْر لَا يقف على يَمِين وَلَا يَفِي بِعَهْد، طالما صَالحه نور الدّين وهادنه فَإِذا أَمن جَانِبَه بالعهود والمواثيق نكث وغدر، فَلَقِيَهُ غدره وحاق بِهِ مكره، {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} فَلَمَّا أُسِرَ تيَسّر فتح كثير من بِلَادهمْ».<ref name="مولد تلقائيا11" /><ref>[https://shamela.ws/book/33436/229 أبو شامة المقدسي، ج1 ص247] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233637/https://al-maktaba.org/book/33436/229 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
يشير أسامة إلى المعركة التي وقعت بين نور الدين زنكي وبين [[جوسلين الثاني كونت الرها]] سنة خمس وأربعين وخمسمائة (545هـ/1150م)، وانتهت بهزيمة الصليبيين وأسر جوسلين، يقول أبو شامة المقدسي: «وَكَانَ أسره من أعظم الْفتُوح على الْمُسلمين؛ فَإِنَّهُ كَانَ شَيْطَاناً عاتياً من شياطين الفرنج، شَدِيد الْعَدَاوَة للْمُسلمين، وَكَانَ هُوَ يتَقَدَّم على الفرنج فِي حروبهم لما يعلمُونَ من شجاعته وجودة رَأْيه وَشدَّة عداوته للملة الإسلامية وقسوة قلبه على أَهلهَا، وَأُصِيبَتْ النَّصْرَانِيَّة كَافَّة بأسره، وعظمت الْمُصِيبَة عَلَيْهِم بفقده، وخَلَتْ بِلَادُهمْ من حاميها وثغورُهم من حافظها، وَسَهل أَمرهم على الْمُسلمين بعده. وَكَانَ كثيرَ الْغدر وَالْمَكْر لَا يقف على يَمِين وَلَا يَفِي بِعَهْد، طالما صَالحه نور الدّين وهادنه فَإِذا أَمن جَانِبَه بالعهود والمواثيق نكث وغدر، فَلَقِيَهُ غدره وحاق بِهِ مكره، {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} فَلَمَّا أُسِرَ تيَسّر فتح كثير من بِلَادهمْ».<ref name="مولد تلقائيا11" /><ref>[https://shamela.ws/book/33436/229 أبو شامة المقدسي، ج1 ص247] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233637/https://al-maktaba.org/book/33436/229 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''ونحن كَسرنا البَغدَوينَ وما لِمن'''|'''كَسرنَاه إبلالٌ يُرَجَّى ولا جَبْرُ'''<ref group="هامش">البغدوين: [[بالدوين الثالث]] [[مملكة بيت المقدس|ملك بيت المقدس]].</ref>}}
'''ونحن كَسرنا البَغدَوينَ وما لِمن'''\\'''كَسرنَاه إبلالٌ يُرَجَّى ولا جَبْرُ'''<ref group="هامش">البغدوين: [[بالدوين الثالث]] [[مملكة بيت المقدس|ملك بيت المقدس]].</ref>
{{بيت|'''فسله اللعينَ الحائنَ الخائنَ الذي'''|'''له الغَدرُ دِينٌ: ما به صنَع الغَدرُ'''}}
'''فسله اللعينَ الحائنَ الخائنَ الذي'''\\'''له الغَدرُ دِينٌ: ما به صنَع الغَدرُ'''
{{بيت|'''وقد ضاقت الدنيا عليه برحبِها'''|'''فلم يُنجِه بَرٌّ، ولم يحمِه بحرُ'''}}
'''وقد ضاقت الدنيا عليه برحبِها'''\\'''فلم يُنجِه بَرٌّ، ولم يحمِه بحرُ'''
{{بيت|'''أفي غدرِه بالخيلِ بعدَ يمينِهِ'''|'''بإنجيلِه بين الأَنامِ له عُذْرُ'''}}
'''أفي غدرِه بالخيلِ بعدَ يمينِهِ'''\\'''بإنجيلِه بين الأَنامِ له عُذْرُ'''
{{بيت|'''دَعَتْهُ إلى نكثِ اليمينِ وغَدرهِ'''|'''بذِمَّتِه النَّفسُ الخسيسةُ والمكْرُ'''}}
'''دَعَتْهُ إلى نكثِ اليمينِ وغَدرهِ'''\\'''بذِمَّتِه النَّفسُ الخسيسةُ والمكْرُ'''
{{بيت|'''وقد كانَ لونُ الخيل شتَّى فأصبحَت'''|'''تُعادُ إلينَا، وهي من دَمهِم شُقْرُ'''}}
'''وقد كانَ لونُ الخيل شتَّى فأصبحَت'''\\'''تُعادُ إلينَا، وهي من دَمهِم شُقْرُ'''
{{بيت|'''توهَّم عجزاً حِلمَنا وأناتَنَا'''|'''وما العجز إلا ما أتى الجاهلُ الغَمرُ'''}}
'''توهَّم عجزاً حِلمَنا وأناتَنَا'''\\'''وما العجز إلا ما أتى الجاهلُ الغَمرُ'''
{{بيت|'''فلما تمادى غيُّه وضلالُه'''|'''ولم يَثنِه عن جهله النهيُ والزَّجرُ'''}}
'''فلما تمادى غيُّه وضلالُه'''\\'''ولم يَثنِه عن جهله النهيُ والزَّجرُ'''
{{بيت|'''بَرزْنَا له كالليثِ فَارقَ غِيلَه'''|'''وعادَتُه كسرُ الفرائس والهَصْرُ'''}}
'''بَرزْنَا له كالليثِ فَارقَ غِيلَه'''\\'''وعادَتُه كسرُ الفرائس والهَصْرُ'''
{{بيت|'''وسِرنا إليه حين هابَ لقاءَنا'''|'''وبان له من بأسنا البؤس والشر'''}}
'''وسِرنا إليه حين هابَ لقاءَنا'''\\'''وبان له من بأسنا البؤس والشر'''
{{بيت|'''فَوَلَّى يُبارى عائراتِ سِهَامِنَا'''|'''وفي سَمعه من وقع أسيافِنا وَقرُ'''}}
'''فَوَلَّى يُبارى عائراتِ سِهَامِنَا'''\\'''وفي سَمعه من وقع أسيافِنا وَقرُ'''
{{بيت|'''وخلَّى لنا فُرسانَه وحُماتَه'''|'''فشطرٌ له قتلٌ، وشطرٌ له أسرُ'''}}
'''وخلَّى لنا فُرسانَه وحُماتَه'''\\'''فشطرٌ له قتلٌ، وشطرٌ له أسرُ'''
{{بيت|'''وما تنثني عنه أعنَّةُ خيلِنا'''|'''ولو طارَ في أفقِ السماءِ به النَّسرُ'''}}
'''وما تنثني عنه أعنَّةُ خيلِنا'''\\'''ولو طارَ في أفقِ السماءِ به النَّسرُ'''
{{بيت|'''إلى أن يزورَ الجوسلينَ مساهماً'''|'''له في دياجٍ، ما لليلتها فجرُ'''}}
'''إلى أن يزورَ الجوسلينَ مساهماً'''\\'''له في دياجٍ، ما لليلتها فجرُ'''
{{بيت|'''ونرتَجِعَ القدسَ المُطهَّرَ مِنهُم'''|'''ويُتلى بإذنِ اللهِ في الصخرة الذكرُ'''}}
'''ونرتَجِعَ القدسَ المُطهَّرَ مِنهُم'''\\'''ويُتلى بإذنِ اللهِ في الصخرة الذكرُ'''
{{بيت|'''كأفعالِنا في أرضِ مَن حانَ منهمُ'''|'''فلم يبقَ منها في ممالكِهم شِبرُ'''}}
'''كأفعالِنا في أرضِ مَن حانَ منهمُ'''\\'''فلم يبقَ منها في ممالكِهم شِبرُ'''
{{بيت|'''إذا استَغْلقتْ شُمُّ الحصونِ فعندنَا'''|'''مَفاتِحُها: بِيضٌ، مضاربُها حُمرُ'''}}
'''إذا استَغْلقتْ شُمُّ الحصونِ فعندنَا'''\\'''مَفاتِحُها: بِيضٌ، مضاربُها حُمرُ'''
{{بيت|'''وإنْ بلدٌ عزَّ الملوكَ مَرامُهُ'''|'''ورُمناهُ، ذلَّ الصّعبُ واستُسهِلَ الوعرُ'''}}
'''وإنْ بلدٌ عزَّ الملوكَ مَرامُهُ'''\\'''ورُمناهُ، ذلَّ الصّعبُ واستُسهِلَ الوعرُ'''
{{بيت|'''وأضحى عليه للسهامِ وللظُّبا'''|'''ووقعِ المذاكي الرعدُ والبرقُ والقَطرُ'''}}
'''وأضحى عليه للسهامِ وللظُّبا'''\\'''ووقعِ المذاكي الرعدُ والبرقُ والقَطرُ'''
{{بيت|'''بنَا استَرجَع اللْهُ البلادَ وأمَّن الـ'''|'''ـعبادَ، فلا خَوفٌ عليهم ولا قَهرُ'''}}
'''بنَا استَرجَع اللْهُ البلادَ وأمَّن الـ'''\\'''ـعبادَ، فلا خَوفٌ عليهم ولا قَهرُ'''}}
{{نهاية قصيدة}}
أطال أسامة في الحديث عن المعركة التي وقعت بين المسلمين بقيادة [[عماد الدين زنكي]] والصليبيين سنة أربع وثلاثين وخمسمائة (534هـ/1139م)، وقد أشار [[أبو شامة المقدسي]] إلى هذه المعركة، فذكر أن عماد الدين زنكي سار في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة إلى بلاد الفرنجة وأغار عليها، فاجتمع ملوك الفرنجة لقتاله بالقرب من [[قلعة بعرين|حصن بارين]]، «فَصَبر الْفَرِيقَانِ صبراً لم يُسمع بِمثلِهِ إِلَّا مَا يُحْكى عَن [[معركة صفين|لَيْلَة الهرير]]، وَنصر الله الْمُسلمين وهرب مُلُوك الفرنج وفرسانهم، فَدَخَلُوا حصن بارين وَفِيهِمْ ملك الْقُدس لِأَنَّهُ كَانَ أقرب حصونهم، وأسلموا عدتهمْ وعتادهم، وَكثر فيهم الْجراح. ثمَّ سَار الشَّهِيد إِلَى حصن بارين فحصره حصراً شَدِيداً، فراسلوه فِي طلب الْأمان ليَسلموا ويُسلِّموا الْحصن، فَأبى إِلَّا أَخذهم قهراً. فَبَلغهُ أَن مَن بالسَّاحل من الفرنج قد سَارُوا إِلَى الرّوم والفرنج يستنجدونهم وَينْهَوْنَ إِلَيْهِم مَا فِيهِ مُلُوكهمْ من الْحصْر، فَجمعُوا وحشدوا وَأَقْبلُوا إِلَى السَّاحِل، وَمن بالحصن لَا يعلمُونَ شَيْئاً من ذَلِك لقُوَّة الْحصْر عَلَيْهِم. فَأَعَادُوا مراسلته فِي طلب الْأمان فأجابهم وتسلم الْحصن».<ref name="مولد تلقائيا11" /><ref>[https://shamela.ws/book/33436/112 أبو شامة المقدسي، ج1 ص130-131] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233537/https://al-maktaba.org/book/33436/112 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
أطال أسامة في الحديث عن المعركة التي وقعت بين المسلمين بقيادة [[عماد الدين زنكي]] والصليبيين سنة أربع وثلاثين وخمسمائة (534هـ/1139م)، وقد أشار [[أبو شامة المقدسي]] إلى هذه المعركة، فذكر أن عماد الدين زنكي سار في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة إلى بلاد الفرنجة وأغار عليها، فاجتمع ملوك الفرنجة لقتاله بالقرب من [[قلعة بعرين|حصن بارين]]، «فَصَبر الْفَرِيقَانِ صبراً لم يُسمع بِمثلِهِ إِلَّا مَا يُحْكى عَن [[معركة صفين|لَيْلَة الهرير]]، وَنصر الله الْمُسلمين وهرب مُلُوك الفرنج وفرسانهم، فَدَخَلُوا حصن بارين وَفِيهِمْ ملك الْقُدس لِأَنَّهُ كَانَ أقرب حصونهم، وأسلموا عدتهمْ وعتادهم، وَكثر فيهم الْجراح. ثمَّ سَار الشَّهِيد إِلَى حصن بارين فحصره حصراً شَدِيداً، فراسلوه فِي طلب الْأمان ليَسلموا ويُسلِّموا الْحصن، فَأبى إِلَّا أَخذهم قهراً. فَبَلغهُ أَن مَن بالسَّاحل من الفرنج قد سَارُوا إِلَى الرّوم والفرنج يستنجدونهم وَينْهَوْنَ إِلَيْهِم مَا فِيهِ مُلُوكهمْ من الْحصْر، فَجمعُوا وحشدوا وَأَقْبلُوا إِلَى السَّاحِل، وَمن بالحصن لَا يعلمُونَ شَيْئاً من ذَلِك لقُوَّة الْحصْر عَلَيْهِم. فَأَعَادُوا مراسلته فِي طلب الْأمان فأجابهم وتسلم الْحصن».<ref name="مولد تلقائيا11" /><ref>[https://shamela.ws/book/33436/112 أبو شامة المقدسي، ج1 ص130-131] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233537/https://al-maktaba.org/book/33436/112 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''فتَحنا الرُّهَا حينَ استباحَ عِداتُنا'''|'''حِماها، وسَنَّى مُلكَها لهم الخَتْرُ'''<ref group="هامش">الختر: الغدر والخديعة.</ref>}}
'''فتَحنا الرُّهَا حينَ استباحَ عِداتُنا'''\\'''حِماها، وسَنَّى مُلكَها لهم الخَتْرُ'''<ref group="هامش">الختر: الغدر والخديعة.</ref>
{{بيت|'''جعلْنَا طُلى الفُرسانِ أغمادَ بِيِضنا'''|'''وملَّكنَا أبكارَها الفتكةُ البِكرُ'''}}
'''جعلْنَا طُلى الفُرسانِ أغمادَ بِيِضنا'''\\'''وملَّكنَا أبكارَها الفتكةُ البِكرُ'''}}
{{نهاية قصيدة}}
يشير أسامة إلى [[حصار الرها|فتح مدينة الرها]] الذي تم سنة تسع وثلاثين وخمسمائة (539هـ/1144م)، وقد فتحها [[عماد الدين زنكي]]، وكان يحكمها [[جوسلين الثاني كونت الرها]] «وهو من عتاة الفرنج ودهاتهم». وقد حاصر عماد الدين هذه المدينة ثمانية وعشرين يوماً حتى استطاع فتحها.<ref name="مولد تلقائيا11" />
يشير أسامة إلى [[حصار الرها|فتح مدينة الرها]] الذي تم سنة تسع وثلاثين وخمسمائة (539هـ/1144م)، وقد فتحها [[عماد الدين زنكي]]، وكان يحكمها [[جوسلين الثاني كونت الرها]] «وهو من عتاة الفرنج ودهاتهم». وقد حاصر عماد الدين هذه المدينة ثمانية وعشرين يوماً حتى استطاع فتحها.<ref name="مولد تلقائيا11" />
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''ونحن فتحنا تلَّ باشرَ بعدَها'''|'''وقد عَجزت عنه الأكاسرةُ الغُرُّ'''}}
'''ونحن فتحنا تلَّ باشرَ بعدَها'''\\'''وقد عَجزت عنه الأكاسرةُ الغُرُّ'''
{{بيت|'''أتى ساكنوها بالمفاتيحِ طاعةً'''|'''إلينا، ومَسراهم إلى بابِنا شَهْرُ'''}}
'''أتى ساكنوها بالمفاتيحِ طاعةً'''\\'''إلينا، ومَسراهم إلى بابِنا شَهْرُ'''
{{بيت|'''وما كلُّ ملْكٍ قادرٍ ذو مهابةٍ'''|'''ولا كلُّ ساعٍ يَستتبُّ له الأمرُ'''}}
'''وما كلُّ ملْكٍ قادرٍ ذو مهابةٍ'''\\'''ولا كلُّ ساعٍ يَستتبُّ له الأمرُ'''
{{بيت|'''وتلُّ عِزَازٍ، صبّحتْهُ جُيوشُنَا'''|'''فلم تَحمِه عنَّا الرّجالُ ولا الجُدُرُ'''}}
'''وتلُّ عِزَازٍ، صبّحتْهُ جُيوشُنَا'''\\'''فلم تَحمِه عنَّا الرّجالُ ولا الجُدُرُ'''
{{بيت|'''ومِلْنا إلى بُرجِ الرَّصاصِ وإنَّه'''|'''لكالسُّدِّ، لكنَّ الرصاصَ له قِطرُ'''}}
'''ومِلْنا إلى بُرجِ الرَّصاصِ وإنَّه'''\\'''لكالسُّدِّ، لكنَّ الرصاصَ له قِطرُ'''
{{بيت|'''وأضحتْ لأنطاكيةَ حارمٌ شجىً'''|'''وفيها لهَا والسَّاكِنينَ بها حَصرُ'''}}
'''وأضحتْ لأنطاكيةَ حارمٌ شجىً'''\\'''وفيها لهَا والسَّاكِنينَ بها حَصرُ'''
{{بيت|'''وحصنُ كَفَرْ لاتا وهابَ تدانَيا'''|'''لَنَا، وذُراها للأَنُوقِ به وَكرُ'''}}
'''وحصنُ كَفَرْ لاتا وهابَ تدانَيا'''\\'''لَنَا، وذُراها للأَنُوقِ به وَكرُ'''
{{بيت|'''وفي حِصن باسُوطَا وقَورَصَ ذَلَّتِ الصّـ'''|'''ـعابُ لنا، والنّصرُ يُقدمُهُ الصبرُ'''}}
'''وفي حِصن باسُوطَا وقَورَصَ ذَلَّتِ الصّـ'''\\'''ـعابُ لنا، والنّصرُ يُقدمُهُ الصبرُ'''
{{بيت|'''وفاميّةٌ والبارةُ استنقذَتْهما'''|'''لنا همَّةٌ من دونِها الفَرعُ والغَفرُ'''}}
'''وفاميّةٌ والبارةُ استنقذَتْهما'''\\'''لنا همَّةٌ من دونِها الفَرعُ والغَفرُ'''
{{بيت|'''وحصنُ بسَرفُودٍ وأنَّبُ سُهِّلَتْ'''|'''لنَا، واستحالَ العُسرُ، وهو لنَا يُسرُ'''}}
'''وحصنُ بسَرفُودٍ وأنَّبُ سُهِّلَتْ'''\\'''لنَا، واستحالَ العُسرُ، وهو لنَا يُسرُ'''
{{بيت|'''وفي تلِّ عمَّارٍ، وفي تلِّ خالدٍ'''|'''وفي حِصْن سلقينٍ لمملَكةٍ قصرُ'''}}
'''وفي تلِّ عمَّارٍ، وفي تلِّ خالدٍ'''\\'''وفي حِصْن سلقينٍ لمملَكةٍ قصرُ'''
{{بيت|'''وما مثل راوندانَ حصنٌ وإنهُ'''|'''لَمَمتنعٌ، لو لم يَسهُلْ له القَسرُ'''}}
'''وما مثل راوندانَ حصنٌ وإنهُ'''\\'''لَمَمتنعٌ، لو لم يَسهُلْ له القَسرُ'''
{{بيت|'''وكم مثلِ هذا من قلاعٍ ومن قُرىً'''|'''ومُزدَرَعَاتٍ لا يحيطُ بها الحصرُ'''}}
'''وكم مثلِ هذا من قلاعٍ ومن قُرىً'''\\'''ومُزدَرَعَاتٍ لا يحيطُ بها الحصرُ'''
{{بيت|'''فلما استعدناها من الكفرِ عنوةً'''|'''ولم يَبقَ في أقطارِهَا لهمُ أَثْرُ'''}}
'''فلما استعدناها من الكفرِ عنوةً'''\\'''ولم يَبقَ في أقطارِهَا لهمُ أَثْرُ'''
{{بيت|'''رددنا على أهلِ الشآمِ رباعَهم'''|'''وأملاكَهُم، فانزاحَ عنهم بها الفَقرُ'''}}
'''رددنا على أهلِ الشآمِ رباعَهم'''\\'''وأملاكَهُم، فانزاحَ عنهم بها الفَقرُ'''
{{بيت|'''وجاءتْهمُ مِن بعدِ يأسٍ وفاقةٍ'''|'''وقد مسَّهُمْ مِن فقدِها البُؤْسُ والضُّرُّ'''}}
'''وجاءتْهمُ مِن بعدِ يأسٍ وفاقةٍ'''\\'''وقد مسَّهُمْ مِن فقدِها البُؤْسُ والضُّرُّ'''
{{بيت|'''ومَرَّ عليها الدَّهرُ، والكُفرُ حاكِمٌ'''|'''عليها، وعُمرٌ مَرَّ مِن بعدِه عُمْرُ'''}}
'''ومَرَّ عليها الدَّهرُ، والكُفرُ حاكِمٌ'''\\'''عليها، وعُمرٌ مَرَّ مِن بعدِه عُمْرُ'''
{{بيت|'''فنالهُم مِن عَوْدِها الخيرُ والغِنَى'''|'''كما نالنا مِن رَدِّها الأجرُ والشكرُ'''}}
'''فنالهُم مِن عَوْدِها الخيرُ والغِنَى'''\\'''كما نالنا مِن رَدِّها الأجرُ والشكرُ'''
{{بيت|'''ونحنُ وضعنا المكْسَ عن كلِّ بلدةٍ'''|'''فأصبح مسروراً بمَتجرِه السَّفرُ'''}}
'''ونحنُ وضعنا المكْسَ عن كلِّ بلدةٍ'''\\'''فأصبح مسروراً بمَتجرِه السَّفرُ'''
{{بيت|'''وأصبحتِ الآفاقُ من عدلِنا حمىً'''|'''فكُدرُ قَطاها لا يُروِّعُها صَقرُ'''}}
'''وأصبحتِ الآفاقُ من عدلِنا حمىً'''\\'''فكُدرُ قَطاها لا يُروِّعُها صَقرُ'''
{{بيت|'''فكيف تُسامِينَا الملوكُ إلى العُلا'''|'''وعزمُهمُ سرٌّ، ووقعاتُنا جهرُ'''}}
'''فكيف تُسامِينَا الملوكُ إلى العُلا'''\\'''وعزمُهمُ سرٌّ، ووقعاتُنا جهرُ'''
{{بيت|'''وإن وَعدُوا بالغزوِ نَظماً، فهذه'''|'''رؤوسُ أعاديهم بأسيافِنا نَثرُ'''}}
'''وإن وَعدُوا بالغزوِ نَظماً، فهذه'''\\'''رؤوسُ أعاديهم بأسيافِنا نَثرُ'''
{{بيت|'''سنَلقى العِدا عنهمْ ببِيضٍ صقالُها'''|'''هداياهم، والبُتر يرهِفُها البَترُ'''}}
'''سنَلقى العِدا عنهمْ ببِيضٍ صقالُها'''\\'''هداياهم، والبُتر يرهِفُها البَترُ'''
{{بيت|'''وما قولُنا عن حاجةٍ، بل يسوءُنا'''|'''إذا لم يكن في غزوِنا لهمُ أجرُ'''}}
'''وما قولُنا عن حاجةٍ، بل يسوءُنا'''\\'''إذا لم يكن في غزوِنا لهمُ أجرُ'''
{{بيت|'''خزائِنُنَا ملأَى، ومَا هِي ذُخرُنا الـ'''|'''ـمُعَدُّ، ولكنَّ الثوابَ هو الذُّخْرُ'''}}
'''خزائِنُنَا ملأَى، ومَا هِي ذُخرُنا الـ'''\\'''ـمُعَدُّ، ولكنَّ الثوابَ هو الذُّخْرُ'''
{{بيت|'''مَلَكْنا الذي لم تَحْوِهِ كَفُّ مالِكٍ'''|'''ولم يَعرُنَا تِيهُ الملوكِ ولا الكِبرُ'''}}
'''مَلَكْنا الذي لم تَحْوِهِ كَفُّ مالِكٍ'''\\'''ولم يَعرُنَا تِيهُ الملوكِ ولا الكِبرُ'''
{{بيت|'''فنحن ملوكُ البأسِ والجودِ، سُوقَةُ التَّـ'''|'''ـواضعِ، لا بذخٌ لدينا ولا فخرُ'''}}
'''فنحن ملوكُ البأسِ والجودِ، سُوقَةُ التَّـ'''\\'''ـواضعِ، لا بذخٌ لدينا ولا فخرُ'''
{{بيت|'''عزَفنا عنِ الدُّنيا، على وجدِهَا بِنَا'''|'''فمنها لنا وصلٌ، ومنّا لها هَجرُ'''}}
'''عزَفنا عنِ الدُّنيا، على وجدِهَا بِنَا'''\\'''فمنها لنا وصلٌ، ومنّا لها هَجرُ'''
{{بيت|'''وأحسنُ شيءٍ في الدُّنا زُهدُ قادرٍ'''|'''عليها، فما يُصبِيهِ مُلكٌ ولا وَفْرُ'''}}
'''وأحسنُ شيءٍ في الدُّنا زُهدُ قادرٍ'''\\'''عليها، فما يُصبِيهِ مُلكٌ ولا وَفْرُ'''
{{بيت|'''ولولا سؤالُ اللهِ عن خَلقِه الذي'''|'''رعيناهُمُ حِفظاً إذا ضَمَّنا الحَشرُ'''}}
'''ولولا سؤالُ اللهِ عن خَلقِه الذي'''\\'''رعيناهُمُ حِفظاً إذا ضَمَّنا الحَشرُ'''
{{بيت|'''لَمِلْنَا عن الدُّنيا، وقُلنا لها: اغرُبي'''|'''لك الهجرُ مِنا، ما تمادى بنا العُمرُ'''}}
'''لَمِلْنَا عن الدُّنيا، وقُلنا لها: اغرُبي'''\\'''لك الهجرُ مِنا، ما تمادى بنا العُمرُ'''
{{بيت|'''فما خيرُ مُلكٍ أنت عنه مُحَاسَبٌ'''|'''ومملكةٍ، مِن بعدِها الموتُ والقبرُ'''}}
'''فما خيرُ مُلكٍ أنت عنه مُحَاسَبٌ'''\\'''ومملكةٍ، مِن بعدِها الموتُ والقبرُ'''
{{بيت|'''فقُل لملوكِ الأرضِ: ما الفخرُ في الذي'''|'''تعدُّونَهُ مِن فِعلِكم، بل كذا الفَخرُ'''}}
'''فقُل لملوكِ الأرضِ: ما الفخرُ في الذي'''\\'''تعدُّونَهُ مِن فِعلِكم، بل كذا الفَخرُ'''}}
{{نهاية قصيدة}}
يشير أسامة في نهاية قصيدته إلى فتح [[تل باشر]] و[[أعزاز|تل عزاز]] وغيرهما من الحصون والمدن التي فتحها المسلمون واستعادوها من الصليبيين، وأشار أسامة إلى أن الهدف من هذه المعارك كان ابتغاء ثواب الله، وإعادة بلاد المسلمين إلى أصحابها، وليس الفخر والبذخ.<ref name="مولد تلقائيا11" />
يشير أسامة في نهاية قصيدته إلى فتح [[تل باشر]] و[[أعزاز|تل عزاز]] وغيرهما من الحصون والمدن التي فتحها المسلمون واستعادوها من الصليبيين، وأشار أسامة إلى أن الهدف من هذه المعارك كان ابتغاء ثواب الله، وإعادة بلاد المسلمين إلى أصحابها، وليس الفخر والبذخ.<ref name="مولد تلقائيا11" />


ولأسامة بن منقذ قصيدة أخرى في وصف معارك المسلمين، أرسلها إلى طلائع بن رزيك رداً على قصيدة أرسلها طلائع تحدث فيها عن جهاد المسلمين في بلاد الشام، مطلعها:
ولأسامة بن منقذ قصيدة أخرى في وصف معارك المسلمين، أرسلها إلى طلائع بن رزيك رداً على قصيدة أرسلها طلائع تحدث فيها عن جهاد المسلمين في بلاد الشام، مطلعها:
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''ألا هكذا في اللهِ تَمضي العزائمُ'''|'''وتَمضي لدى الحربِ السيوفُ الصَّوارمُ'''}}
'''ألا هكذا في اللهِ تَمضي العزائمُ'''\\'''وتَمضي لدى الحربِ السيوفُ الصَّوارمُ'''}}
{{نهاية قصيدة}}
فأجابه أسامة بقصيدة مطلعها:<ref name="مولد تلقائيا11" /><ref>[https://archive.org/details/waq81905/page/n273/mode/2up ديوان أسامة بن منقذ، ص274-277]</ref>
فأجابه أسامة بقصيدة مطلعها:<ref name="مولد تلقائيا11" /><ref>[https://archive.org/details/waq81905/page/n273/mode/2up ديوان أسامة بن منقذ، ص274-277]</ref>
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''لكَ الفضلُ مِن دونِ الوَرى والمَكارمُ'''|'''فَمَنْ حاتمٌ، ما نال ذا الفخرَ حاتمُ'''}}
'''لكَ الفضلُ مِن دونِ الوَرى والمَكارمُ'''\\'''فَمَنْ حاتمٌ، ما نال ذا الفخرَ حاتمُ'''}}
{{نهاية قصيدة}}
=== زلزال شيزر (552هـ) ===
=== زلزال شيزر (552هـ) ===
[[ملف:Shayzar northern part.JPG|تصغير|300بك|أطلال من قلعة شيزر]]{{مفصلة|زلزال حماة 1157}}
[[ملف:Shayzar northern part.JPG|تصغير|300بك|أطلال من قلعة شيزر]]{{مفصلة|زلزال حماة 1157}}
سطر 259: سطر 244:


وقد حزن أسامة كثيراً على وفاة أقاربه، فقال في رثائهم:<ref name="مولد تلقائيا13">[https://archive.org/details/waq112582/page/n233/mode/2up محمد علي الهرفي، ص234-235]</ref><ref>[https://shamela.ws/book/33436/319 أبو شامة المقدسي، ج1 ص336-338] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233704/https://al-maktaba.org/book/33436/319 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
وقد حزن أسامة كثيراً على وفاة أقاربه، فقال في رثائهم:<ref name="مولد تلقائيا13">[https://archive.org/details/waq112582/page/n233/mode/2up محمد علي الهرفي، ص234-235]</ref><ref>[https://shamela.ws/book/33436/319 أبو شامة المقدسي، ج1 ص336-338] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233704/https://al-maktaba.org/book/33436/319 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''ما استدرج الموتُ قومي في هلاكهم'''|'''ولا تخرمهم مثنى ووحدانا'''}}
'''ما استدرج الموتُ قومي في هلاكهم'''\\'''ولا تخرمهم مثنى ووحدانا'''
{{بيت|'''فكنتُ أصبر عنهم صبرَ محتسب'''|'''وأحمدُ الخطبَ فيهم عَزَّ أو هانا'''}}
'''فكنتُ أصبر عنهم صبرَ محتسب'''\\'''وأحمدُ الخطبَ فيهم عَزَّ أو هانا'''
{{بيت|'''وأقتدي بالورى قبلي فكم فقدوا'''|'''أخاً وكم فارقوا أهلاً وجيرانا'''}}
'''وأقتدي بالورى قبلي فكم فقدوا'''\\'''أخاً وكم فارقوا أهلاً وجيرانا'''
{{بيت|'''ماتوا جميعاً كرجع الطرفِ وانقرضوا'''|'''هل ما ترى تارك للحين إنسانا'''}}
'''ماتوا جميعاً كرجع الطرفِ وانقرضوا'''\\'''هل ما ترى تارك للحين إنسانا'''
{{بيت|'''لم يترك الدهر لي من بعد فقدهم'''|'''قلباً أجشمه صبراً وسلوانا'''}}
'''لم يترك الدهر لي من بعد فقدهم'''\\'''قلباً أجشمه صبراً وسلوانا'''
{{بيت|'''فلو رأوني لقالوا مات أسعدُنا'''|'''وعاش للهم والأحزان أشقانا'''}}
'''فلو رأوني لقالوا مات أسعدُنا'''\\'''وعاش للهم والأحزان أشقانا'''
{{بيت|'''هذي قصورهم أمست قبورَهم'''|'''كذاك كانوا بها من قبل سكانا'''}}
'''هذي قصورهم أمست قبورَهم'''\\'''كذاك كانوا بها من قبل سكانا'''
{{بيت|'''بنو أبي وبنو عمي دمي دمهم'''|'''وإن أروني مناواة وشنآنا'''}}
'''بنو أبي وبنو عمي دمي دمهم'''\\'''وإن أروني مناواة وشنآنا'''
{{بيت|'''يُطَيِّبُ النفسَ عنهم أنهم رحلوا'''|'''وخلفوني على الآثار عجلانا'''}}
'''يُطَيِّبُ النفسَ عنهم أنهم رحلوا'''\\'''وخلفوني على الآثار عجلانا'''}}
{{نهاية قصيدة}}
=== في حصن كيفا (559-570هـ) ===
=== في حصن كيفا (559-570هـ) ===
قضى أسامة في دمشق قرابة عشر سنين، أحس بعدها بالتعب الشديد والإرهاق من جراء العمل المتواصل، فغادر دمشق متجهاً إلى حصن كيفا سنة تسع وخمسين وخمسمائة (559هـ/1163م) حيث مكث في هذا الحصن عشرة أعوام تقريباً قضاها في الكتابة والتأليف. قال [[ابن عساكر]]: «ذكر لي [أسامة] أنه ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وقدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، وخَدَمَ بها السلطانَ وقُرِّبَ منه، وكان فارساً شجاعاً، ثم خرج إلى مصر فأقام بها مدة، ثم رجع إلى الشام وسكن حماة، واجتمعتُ به بدمشق وأنشدني قصائد من شعره سنة ثمان وخمسين وخمسمائة».<ref name="مولد تلقائيا15" /> وقال [[ياقوت الحموي]]: «ورماه الحدثان إلى حصن كيفا مقيماً بها في ولده، مؤثراً لها على بلده، حتى أعاد الله دمشق إلى سلطنة [[صلاح الدين الأيوبي|الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب]] سنة سبعين».<ref>[https://shamela.ws/book/9788/574#p1 معجم الأدباء، ج2 ص573] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234139/https://al-maktaba.org/book/9788/574#p1 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
قضى أسامة في دمشق قرابة عشر سنين، أحس بعدها بالتعب الشديد والإرهاق من جراء العمل المتواصل، فغادر دمشق متجهاً إلى حصن كيفا سنة تسع وخمسين وخمسمائة (559هـ/1163م) حيث مكث في هذا الحصن عشرة أعوام تقريباً قضاها في الكتابة والتأليف. قال [[ابن عساكر]]: «ذكر لي [أسامة] أنه ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وقدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، وخَدَمَ بها السلطانَ وقُرِّبَ منه، وكان فارساً شجاعاً، ثم خرج إلى مصر فأقام بها مدة، ثم رجع إلى الشام وسكن حماة، واجتمعتُ به بدمشق وأنشدني قصائد من شعره سنة ثمان وخمسين وخمسمائة».<ref name="مولد تلقائيا15" /> وقال [[ياقوت الحموي]]: «ورماه الحدثان إلى حصن كيفا مقيماً بها في ولده، مؤثراً لها على بلده، حتى أعاد الله دمشق إلى سلطنة [[صلاح الدين الأيوبي|الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب]] سنة سبعين».<ref>[https://shamela.ws/book/9788/574#p1 معجم الأدباء، ج2 ص573] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234139/https://al-maktaba.org/book/9788/574#p1 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
سطر 277: سطر 261:
=== عودته إلى دمشق واجتماعه بصلاح الدين الأيوبي (570-584هـ) ===
=== عودته إلى دمشق واجتماعه بصلاح الدين الأيوبي (570-584هـ) ===
قطع أسامة إقامته في حصن كيفا وعاد إلى دمشق عندما سمع بقدوم صلاح الدين إليها، وكانت تربطه علاقة طيبة بصلاح الدين، إذ كانا يعملان جميعاً في بلاط نور الدين زنكي، وقد رحب صلاح الدين كثيراً بأسامة، وأغدق عليه الأموال والأعطيات، وكان يستشيره في كثير من أموره، ولما قدم أسامة على صلاح الدين أنشده قوله:<ref name="مولد تلقائيا13" /><ref name="مولد تلقائيا19">{{استشهاد بويكي بيانات|Q114679727|ج=12|ص=331|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref>
قطع أسامة إقامته في حصن كيفا وعاد إلى دمشق عندما سمع بقدوم صلاح الدين إليها، وكانت تربطه علاقة طيبة بصلاح الدين، إذ كانا يعملان جميعاً في بلاط نور الدين زنكي، وقد رحب صلاح الدين كثيراً بأسامة، وأغدق عليه الأموال والأعطيات، وكان يستشيره في كثير من أموره، ولما قدم أسامة على صلاح الدين أنشده قوله:<ref name="مولد تلقائيا13" /><ref name="مولد تلقائيا19">{{استشهاد بويكي بيانات|Q114679727|ج=12|ص=331|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref>
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''حَمِدتُ على طولِ عُمري المَشيبا'''|'''وإن كنتُ أكثرتُ فيه الذنوبا'''}}
'''حَمِدتُ على طولِ عُمري المَشيبا'''\\'''وإن كنتُ أكثرتُ فيه الذنوبا'''
{{بيت|'''لأني حييتُ إلى أن لقيتُ'''|'''بعدَ العدوِّ صديقاً حبيبا'''}}
'''لأني حييتُ إلى أن لقيتُ'''\\'''بعدَ العدوِّ صديقاً حبيبا'''}}
{{نهاية قصيدة}}
وكان صلاح الدين معجباً بشعر أسامة، قَالَ الْعِمَاد الكاتب: «وَهُوَ لشغفه بِهِ يفضله على جَمِيع الدوّاوين».<ref name="مولد تلقائيا8" /> وكان شديد الإكرام لأسامة؛ «فَلَمَّا جَاءَ أنزلهُ أرحب منزل، وَأوردهُ أعذب منهل، وَملكه من أَعمال المعرّة ضَيْعَة زعم أَنَّهَا كَانَت قَدِيماً تجْرِي فِي أملاكه، وَأَعْطَاهُ بِدِمَشْق دَاراً وإدراراً، وَإِذا كَانَ بِدِمَشْق جالسه وآنسه، وذاكره فِي الْأَدَب ودارسه. وَكَانَ ذَا رَأْي وتجربة وحنكة مهذبة، فَهُوَ يستشيره فِي نوائبه، ويستنير بِرَأْيهِ فِي غياهبه، وَإِذا غَابَ عَنهُ فِي غَزَوَاته كَاتبه وأعلمه بواقعاته ووقعاته، ويستخرج رَأْيه فِي كشف مهماته وحلّ مشكلاته، وَبلغ عمره ستّاً وَتِسْعين سنة، فَإِن مولده سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مئة، وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مئة».<ref name="مولد تلقائيا8" />
وكان صلاح الدين معجباً بشعر أسامة، قَالَ الْعِمَاد الكاتب: «وَهُوَ لشغفه بِهِ يفضله على جَمِيع الدوّاوين».<ref name="مولد تلقائيا8" /> وكان شديد الإكرام لأسامة؛ «فَلَمَّا جَاءَ أنزلهُ أرحب منزل، وَأوردهُ أعذب منهل، وَملكه من أَعمال المعرّة ضَيْعَة زعم أَنَّهَا كَانَت قَدِيماً تجْرِي فِي أملاكه، وَأَعْطَاهُ بِدِمَشْق دَاراً وإدراراً، وَإِذا كَانَ بِدِمَشْق جالسه وآنسه، وذاكره فِي الْأَدَب ودارسه. وَكَانَ ذَا رَأْي وتجربة وحنكة مهذبة، فَهُوَ يستشيره فِي نوائبه، ويستنير بِرَأْيهِ فِي غياهبه، وَإِذا غَابَ عَنهُ فِي غَزَوَاته كَاتبه وأعلمه بواقعاته ووقعاته، ويستخرج رَأْيه فِي كشف مهماته وحلّ مشكلاته، وَبلغ عمره ستّاً وَتِسْعين سنة، فَإِن مولده سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مئة، وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مئة».<ref name="مولد تلقائيا8" />


ومدح أسامة صلاح الدين الأيوبي بعدة قصائد منها قوله:<ref name="مولد تلقائيا21" /><ref>[https://shamela.ws/book/12815/283 خريدة القصر، العماد الكاتب، ج2 ص350] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222232952/https://al-maktaba.org/book/12815/283 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
ومدح أسامة صلاح الدين الأيوبي بعدة قصائد منها قوله:<ref name="مولد تلقائيا21" /><ref>[https://shamela.ws/book/12815/283 خريدة القصر، العماد الكاتب، ج2 ص350] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222232952/https://al-maktaba.org/book/12815/283 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''يا ناصِرَ الإِسلام حينَ تخاذَلَتْ'''|'''عنه الملُوك ومُظْهِرَ الإِيمانِ'''}}
'''يا ناصِرَ الإِسلام حينَ تخاذَلَتْ'''\\'''عنه الملُوك ومُظْهِرَ الإِيمانِ'''
{{بيت|'''بك قد أَعزّ اللهُ حِزْبَ جُنودِهِ'''|'''وأَذَلَّ حِزْبَ الكفرِ والطُّغْيانِ'''}}
'''بك قد أَعزّ اللهُ حِزْبَ جُنودِهِ'''\\'''وأَذَلَّ حِزْبَ الكفرِ والطُّغْيانِ'''
{{بيت|'''لمّا رأَيْتَ النّاسَ قَدْ أَغواهمُ الشّـ'''|'''ـيطانُ بالِإلْحادِ والعِصْيانِ'''}}
'''لمّا رأَيْتَ النّاسَ قَدْ أَغواهمُ الشّـ'''\\'''ـيطانُ بالِإلْحادِ والعِصْيانِ'''
{{بيت|'''جَرَّدْتَ سَيْفَكَ في العِدى لا رَغْبَةً'''|'''في المُلكِ بل في طاعِة الرَّحمنِ'''}}
'''جَرَّدْتَ سَيْفَكَ في العِدى لا رَغْبَةً'''\\'''في المُلكِ بل في طاعِة الرَّحمنِ'''
{{بيت|'''فضربْتَهم ضَرْبَ الغرائب واضِعاً'''|'''بالسَّيْفِ ما رفعوا من الصُّلْبانِ'''}}
'''فضربْتَهم ضَرْبَ الغرائب واضِعاً'''\\'''بالسَّيْفِ ما رفعوا من الصُّلْبانِ'''
{{بيت|'''وغَضِبتَ للهِ الذي أَعطاك فَصْـ'''|'''ـلَ الحُكْمِ غِضْبَةَ ثائرٍ حَرَّانِ'''}}
'''وغَضِبتَ للهِ الذي أَعطاك فَصْـ'''\\'''ـلَ الحُكْمِ غِضْبَةَ ثائرٍ حَرَّانِ'''
{{بيت|'''فقتلتَ مَنْ صَدَق الوَغى ووسَمْتَ مَنْ'''|'''نجَّى الفِرارُ بِذِلَّةٍ وهَوانِ'''}}
'''فقتلتَ مَنْ صَدَق الوَغى ووسَمْتَ مَنْ'''\\'''نجَّى الفِرارُ بِذِلَّةٍ وهَوانِ'''
{{بيت|'''وبذلتَ أمَوالَ الخَزائن بعد ما'''|'''هَرِمَتْ وراء خَواتمِ الخُزَّانِ'''}}
'''وبذلتَ أمَوالَ الخَزائن بعد ما'''\\'''هَرِمَتْ وراء خَواتمِ الخُزَّانِ'''
{{بيت|'''في جمع كلِّ مُجاهدٍ ومُجالِدٍ'''|'''ومبارزٍ ومُنازِلِ الأَقرانِ'''}}
'''في جمع كلِّ مُجاهدٍ ومُجالِدٍ'''\\'''ومبارزٍ ومُنازِلِ الأَقرانِ'''
{{بيت|'''من كلِّ مَنْ يَرِدُ الحروبَ بأَبيضٍ'''|'''عَضْبٍ ويَصْدُرُ وهو أَحْمَرُ قانِ'''}}
'''من كلِّ مَنْ يَرِدُ الحروبَ بأَبيضٍ'''\\'''عَضْبٍ ويَصْدُرُ وهو أَحْمَرُ قانِ'''
{{بيت|'''ويخوض نيران الوغى وكأنّهُ'''|'''ظَمْآنُ خاضَ مَوارِدَ الغُدْرانِ'''}}
'''ويخوض نيران الوغى وكأنّهُ'''\\'''ظَمْآنُ خاضَ مَوارِدَ الغُدْرانِ'''
{{بيت|'''قومٌ إِذا شِهدوا الوغى قال الورى'''|'''ماذا أَتى بالأُسْدِ مِنْ خَفّان؟'''}}
'''قومٌ إِذا شِهدوا الوغى قال الورى'''\\'''ماذا أَتى بالأُسْدِ مِنْ خَفّان؟'''
{{بيت|'''لوْ أَنهم صَدَموا الجبال لَزَعْزَعوا'''|'''أَركانها بالبِيض والخِرْصان'''}}
'''لوْ أَنهم صَدَموا الجبال لَزَعْزَعوا'''\\'''أَركانها بالبِيض والخِرْصان'''
{{بيت|'''فهمُ الذّخيرةُ للوقائع بالعِدى'''|'''ولفتحِ ما اسْتَعْصى من البُلدان'''}}
'''فهمُ الذّخيرةُ للوقائع بالعِدى'''\\'''ولفتحِ ما اسْتَعْصى من البُلدان'''}}
{{نهاية قصيدة}}
ومدح أسامة صلاح الدين الأيوبي بقصيدة أخرى، أرسلها إليه سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة (572هـ)، مطلعها:<ref name="مولد تلقائيا21" /><ref>[https://shamela.ws/book/12815/288 خريدة القصر، العماد الكاتب، ج2 ص355] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233031/https://al-maktaba.org/book/12815/288 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
ومدح أسامة صلاح الدين الأيوبي بقصيدة أخرى، أرسلها إليه سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة (572هـ)، مطلعها:<ref name="مولد تلقائيا21" /><ref>[https://shamela.ws/book/12815/288 خريدة القصر، العماد الكاتب، ج2 ص355] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222233031/https://al-maktaba.org/book/12815/288 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
[[ملف:Damascus-77.jpg|تصغير|300بك|[[جبل قاسيون]]، دُفن أسامة بن منقذ في سفحه سنة 584هـ/1188م. (صورة لمدينة دمشق من عام [[1870]]).]]
[[ملف:Damascus-77.jpg|تصغير|300بك|[[جبل قاسيون]]، دُفن أسامة بن منقذ في سفحه سنة 584هـ/1188م. (صورة لمدينة دمشق من عام [[1870]]).]]
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''لا زلتَ يا مَلِكَ الإسلامِ في نِعَمٍ'''|'''قرينُها المُسعدانِ: النصرُ والظفرُ'''}}
'''لا زلتَ يا مَلِكَ الإسلامِ في نِعَمٍ'''\\'''قرينُها المُسعدانِ: النصرُ والظفرُ'''}}
{{نهاية قصيدة}}
=== وفاته ===
=== وفاته ===
قضى أسامة بقية أيامه في دمشق، حتى بلغ عمره ستاً وتسعين سنة، وكان يشكو الكبر والضعف، ويتحسر على نفسه وما آل إليه حاله، وكان يقول:<ref name="مولد تلقائيا13" /><ref>[https://shamela.ws/book/9788/577 معجم الأدباء، ج2 ص576] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234155/https://al-maktaba.org/book/9788/577 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
قضى أسامة بقية أيامه في دمشق، حتى بلغ عمره ستاً وتسعين سنة، وكان يشكو الكبر والضعف، ويتحسر على نفسه وما آل إليه حاله، وكان يقول:<ref name="مولد تلقائيا13" /><ref>[https://shamela.ws/book/9788/577 معجم الأدباء، ج2 ص576] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201222234155/https://al-maktaba.org/book/9788/577 |date=22 ديسمبر 2020}}</ref>
{{بداية قصيدة}}
{{أبيات|
{{بيت|'''لا تحسدنَّ على البقاءِ مُعمَّراً'''|'''فالموتُ أيسرُ ما يؤولُ إليهِ'''}}
'''لا تحسدنَّ على البقاءِ مُعمَّراً'''\\'''فالموتُ أيسرُ ما يؤولُ إليهِ'''
{{بيت|'''وإذا دعوتَ بطولِ عمرٍ لامرئٍ'''|'''فاعلمْ بأنكَ قدْ دعوتَ عليهِ'''}}
'''وإذا دعوتَ بطولِ عمرٍ لامرئٍ'''\\'''فاعلمْ بأنكَ قدْ دعوتَ عليهِ'''}}
{{نهاية قصيدة}}
وقد وافاه الأجل يومَ الثلاثاء، الثالث والعشرين من رمضان سنة أربع وثمانين وخمسمائة (584هـ)،<ref name="مولد تلقائيا5" /><ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q113580573|ج=6|ص=460|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref> الموافق [[14 نوفمبر|14 تشرين الثاني (نوفمبر)]] [[1188]]م. ولما علم صلاح الدين الأيوبي بوفاة أسامة عزَّى ابنه، ثم تقبل العزاء فيه من علية القوم، وقال لهم: «مات اليوم شاعر الأمة وفارسها»، وأمر بدفنه في [[جبل قاسيون]].<ref name="مولد تلقائيا13" />
وقد وافاه الأجل يومَ الثلاثاء، الثالث والعشرين من رمضان سنة أربع وثمانين وخمسمائة (584هـ)،<ref name="مولد تلقائيا5" /><ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q113580573|ج=6|ص=460|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref> الموافق [[14 نوفمبر|14 تشرين الثاني (نوفمبر)]] [[1188]]م. ولما علم صلاح الدين الأيوبي بوفاة أسامة عزَّى ابنه، ثم تقبل العزاء فيه من علية القوم، وقال لهم: «مات اليوم شاعر الأمة وفارسها»، وأمر بدفنه في [[جبل قاسيون]].<ref name="مولد تلقائيا13" />