أتراك المسخيت ويعرفون باسم (بالتركية: Ahıska Türkleri)‏; (بالجورجية: თურქი მესხები)‏ (t'urk'i meskhebi) هم أتراك العرقية وكانوا يعيشون في منطقة مسخيتي جورجيا (سابقاً)، على طول الحدود مع تركيا. بدأ الوجود التركي في المسخيت مع الغزو العثماني من 1578،[9] وعلى الرغم من أن القبائل التركية استقروا في المنطقة في وقت مبكر من القرنين الحادي عشر والثاني عشر. اليوم أصبح أتراك المسخيت ينتشرون بشكل واسع في مختلف أنحاء دول الاتحاد السوفياتية السابقة (وكذلك في تركيا والولايات المتحدة) وذلك بسبب عمليات الترحيل القسري خلال الحرب العالمية الثانية.[9] في ذلك الوقت، كان الاتحاد السوفياتي يستعد لإطلاق حملة ضغط ضد تركيا وجوزيف ستالين يريد الإنهاء على الشعب التركي في مسخيت.[10] في عام 1944، اتُهم الأتراك المسخيت بالتهريب وأعمال اللصوصية والتجسس بالتعاون مع أقاربهم عبر الحدود التركية.[11] شجعت السياسات القومية في ذلك الوقت شعار: «جورجيا للجورجيين» وأن الأتراك المسخيت ينبغي أن يُرسلوا إلى تركيا «التي ينتمون إليها».[12][13] تم ترحيل ما يقرب من 115,000 الأتراك المسخيت إلى آسيا الوسطى، وكان فقط بضع مئات تمكنوا من العودة إلى جورجيا منذ ذلك الحين.[12]

أتراك المسخيت
التعداد الكلي
التعداد
350,000–400,000 (2006 تقدير أكاديمي)[1]
600,000 (2011 تقدير أكاديمي)[2]
التقديرات الحالية: 500,000[3][4] to 600,000[5]
مناطق الوجود المميزة
 كازاخستان
150,000[6]
 أذربيجان
90,000–110,000[6]
 روسيا
70,000–90,000[6]
 قيرغيزستان
50,000[6]
 تركيا
40,000[7]
 أوزبكستان
15,000[7]
 أوكرانيا
10,000[7]
 الولايات المتحدة
9,000[7]
 جورجيا
600–1,000[6]
اللغات
الدين

أصل وتسميات

 
أتراك مسخيتيون يحملون لافتة كتب عليها "أحفاد العثمانيين: الأتراك المسخيتيين

أصل المسخيت لا يزال غير معلوم ومثير للجدل. لكن يمكننا القول أن هناك اتجاهين رئيسيين:

  1. الاتجاه المؤيد للأتراك: إن هؤلاء السكان هم من أصل تركي، وهم يمثلون عرقية أخرى في جورجيا.[14]
  2. الاتجاه المؤيد للجورجية: التأريخ الجورجي قد قال أن الأتراك المسخيت، الذين يتحدثون لهجة قارص من اللغة التركية وينتمون إلى المذهب الحنفي للإسلام السني، ببساطة جورجيين متتركين تحولوا إلى الإسلام في الفترة ما بين القرن السادس عشر و 1829 عندما كانت المنطقة من سكان مسخيت جاواختی تحت حكم الإمبراطورية العثمانية.[15]

ومع ذلك، فقد قال أناتولي ميخائيلوفيتش كازانوف أنه «من الممكن جدًا أن أتباع هذا الرأي المُبسط عن التاريخ العرقي للجماعة، ولا سيما إذا قورنت ذلك مع مجموعة أخرى جورجية مسلمة (أجاريون)، على الرغم أنهم احتفظوا بدينهم» الإسلام«، لكن إلى حد ما أيضًا تغير الثقافة التقليدية الجورجية وتحديد الهوية الخاصة بهم. وخلافًا لذلك، فإن الثقافة التقليدية لأتراك المسخيت، على الرغم من أنه يحتوي على بعض العناصر الجورجية، فكانت مماثلة لتلك الموجودة في تركيا».[15] وقد قالت كاثرين توملينسون أن في الوثائق السوفيتية عام 1944 حول ترحيل الأتراك المسخيت كان يشار إليهم باسم «الأتراك»، وأنه كان بعد الترحيل الثاني في أوزبكستان من أن مصطلح «أتراك المسخيت» اخُترع.[16] وعلاوة على ذلك، وفقًا لرونالد ويكسمان، فإن مصطلح «المسخيت» جاء فقط استخدامه في أواخر الخمسينات من القرن الماضي.[17] في الواقع، معظم هؤلاء السكان يسمون أنفسهم باسم «الأتراك» أو «أتراك أهسكا» في إشارة إلى المنطقة، وهذا يعني «الأتراك من منطقة أهسكا».

التاريخ

 
المنطقة التاريخية من سكان مسخت جورجيا.

الهجرة العثمانية

في 1578، غزت الامبراطورية العثمانية مسخيت، على الرغم من أنه لم يكن جزء آمن من الإمبراطورية العثمانية حتى 1639، عندما تم التوقيع على معاهدة وضعت حدًا للمحاولات الفارسية أن تأخذ المنطقة.[18]

الحكم السوفيتي

1944 الترحيل من جورجيا إلى آسيا الوسطى

في 15 نوفمبر عام 1944، ثم أمر السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفييتي جوزيف ستالين بترحيل أكثر من 115,000 الأتراك المسخيت من وطنهم،[19] الذين طردوا من بيوتهم سرًا وساقوا على عربات السكك الحديدية.[20] توفي ما لا يقل عن 30,000 إلى 50,000 من المهجرين بسبب الجوع والعطش والبرد ونتيجة لعمليات الترحيل والحرمان عانوا كثيراً في المنفى.[21][20] كما ألقى حراس السوفياتي بالأتراك المسخيت في السكة الحديدية عبر المنطاق الواسعة، وغالبًا بدون طعام أو ماء، أو مأوى ووفقًا للتعداد السوفياتي عام 1989، عاش 106,000 الأتراك المسخيت في أوزبكستان، 50,000 في كازاخستان، و21,000 في قيرغيزستان.[19] وبالمقارنة مع القوميات الأخرى الذين تم ترحيلهم خلال الحرب العالمية الثانية، لم يذكر أي سبب لإبعاد الأتراك المسخيت، التي ظلت سرية حتى عام 1968.[10] كان فقط في عام 1968 أن الحكومة السوفياتية اعترفت أخيرًا بأن الأتراك المسخيت الذين قد تم ترحيلهم حيث كان السبب وراء ترحيل الأتراك المسخيت لعام 1944 الاتحاد السوفياتي كان يستعد لإطلاق حملة ضغط ضد تركيا.[10] في يونيو 1945 فياتشيسلاف مولوتوف، الذي كان آنذاك وزير الشؤون الخارجية، قدم الطلب إلى السفير التركي في موسكو بإستسلام ثلاث محافظات أناضولية (قارص، أرداهان وأرتوين).[10] كما كانت موسكو تستعد أيضًا لدعم المزاعم الارمنية إلى عدة محافظات أناضولية أخرى، بدى الحرب ضد تركيا ممكنًا، وجوزيف ستالين يريد مسح الحدود الجورجية التركية الاستراتيجية التي عاش بها أتراك المسخيت.[10] خلافًا للمجموعات الأخرى المسلمة المُّرحلة، المسخيت لم يسمح لهم بالعودة إلى وطنهم. في أبريل 1970، طالب قادة الحركة الوطنية التركية المسخيتية السفارة التركية في موسكو للحصول على إذن للهجرة إلى تركيا كمواطنين أتراك إذا استمرت الحكومة السوفييتية رفضها السماح لهم الاستيطان في المسخيت. ولكن كان رد الحكومة السوفيتية هو اعتقال قادة المسخيت.[22]

عام 1989 الترحيل من أوزبكستان إلى بلدان سوفيتية أخرى

في عام 1989، اندلعت أعمال شغب بين الأتراك المسخيت الذين استقروا في أوزبكستان والأوزبك.[19] ونمت مشاعر الاستياء القومي ضد هؤلاء السكان الذين تنافسوا مع الأوزبك على الموارد في وادي فرغانة المكتظة بالسكان. فأدى إلى مئات القتلى والجرحى من أتراك المسخيت، ودُمرت ما يقرب 1000 من ممتلكاتهم وهرب الآلاف من الأتراك المسخيت إلى المنفى.[19] غالبية أتراك المسخيت الذي بلغ عددهم آنذاك إلى 70,000 ذهبوا إلى أذربيجان، في حين ذهب الباقي إلى مناطق مختلفة من روسيا (وخصوصًا كراسنودار كراي) وكازاخستان وقيرغيزستان[19][23] وأوكرانيا.

التركيبة السكانية

 
أماكن استقرار الأتراك المسخيت عام 1926.

وفقًا للتعداد السوفياتي عام 1989، كان هناك 502,207 تركي يعيشون في الاتحاد السوفياتي.[1] ومع ذلك سجلت السلطات السوفياتية الكثير من الأتراك المسخيت على أنها تنتمي إلى جنسيات أخرى مثل «الأذرية»، «الكازاخية»، «القيرغيزية»، «والأوزبكية».[1] وبالتالي، لا يظهر التعداد الرسمي بالضرورة انعكاسًا حقيقيًا من السكان الحقيقين للأتراك المسخيت؛ فعلى سبيل المثال، وفقًا لتعداد أذربيجان 2009، كان هناك 38,000 تركي يعيشون في البلاد. لكن ليس هناك أي تمييز في التعداد بين أتراك المسخيت وأتراك تركيا الذين أصبحوا مواطني أذربيجان، وتصنف كلا الفريقين في التعداد الرسمي باسم «الأتراك» أو «الأذر».[24] وفقًا لمفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين التقرير الذي نشر في عام 1999، أن 100,000 من أتراك المسخيت الذين يعيشون في أذربيجان وذكر معهد باكو للسلام والديمقراطية في عام 2001، أن ما بين 90,000 و 110,000 من أتراك المسخيت الذين يعيشون في أذربيجان،[25][26] وبالمثل فإن التقديرات الأكاديمية توصلت أيضًا إلى أن المجتمع التركي المسخيتي بالأرقام في أذربيجان 90,000 إلى 110,000.[25]

في الآونة الأخيرة، وبعض الأتراك المسخيت في روسيا، وخاصة تلك الموجودة في كراسنودار، واجهت عداء من السكان المحليين. عانى أتراك كراسنودار المسخيت انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحرمان من جنسيتهم. وهم محرومون من الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية ويحظر عليهم امتلاك العقارات والتوظيف.[27] وهكذا منذ عام 2004 وغادر العديد من الأتراك منطقة كراسنودار للولايات المتحدة كلاجئين. لا يزالون ممنوعون من العودة إلى الوطن بشكل كامل لجورجيا.[28]

الثقافة

الدين

أتراك المسخيت مسلمون ذات الغالبية السنية مع أقلية شيعية.[8]

اللغة

الأتراك المسخيت يتكلمون بلهجة الأناضول الشرقية من تركيا، والتي تنحدر من مناطق قارص، أرداهان، وأرتوين.[29] وقد تأثرت اللهجة التركية المسخيتية أيضًا بلغات أخرى (بما في ذلك الأذرية، الجورجية، الكازاخستانية، القيرغيزية، الروسية، والأوزبكية).[29]

مصادر

  1. ^ أ ب ت Aydıngün et al. 2006، 1.
  2. ^ Seferov & Akış 2011، 393.
  3. ^ Todays Zaman (15 أغسطس 2011). "Historic Meskhetian Turk documents destroyed". Todays Zaman. مؤرشف من الأصل في 2016-03-05. اطلع عليه بتاريخ 2012-02-21.
  4. ^ Kanbolat، Hasan (7 أبريل 2009). "Return of Meskhetian Turks to Georgia delayed". Todays Zaman. مؤرشف من الأصل في 2016-03-04. اطلع عليه بتاريخ 2012-02-21.
  5. ^ Assembly of Turkish American Associations (5 فبراير 2008). "ATAA and ATA-SC Visit Ahiska Turks in Los Angeles". Todays Zaman. مؤرشف من الأصل في 2016-03-04. اطلع عليه بتاريخ 2012-02-21.
  6. ^ أ ب ت ث ج Aydıngün et al. 2006، 13.
  7. ^ أ ب ت ث Aydıngün et al. 2006، 14.
  8. ^ أ ب Aydıngün et al. 2006، 15.
  9. ^ أ ب Aydıngün et al. 2006، 4.
  10. ^ أ ب ت ث ج Bennigsen & Broxup 1983، 30.
  11. ^ Tomlinson 2005، 107.
  12. ^ أ ب Kurbanov & Kurbanov 1995، 237.
  13. ^ Cornell 2001، 183.
  14. ^ Helmut Glück: Metzler Lexikon Sprache, 2005, p. 774
  15. ^ أ ب Khazanov 1995، 195.
  16. ^ Tomlinson 2005، 111.
  17. ^ Wixman 1984، 134.
  18. ^ Tomlinson 2005، 110
  19. ^ أ ب ت ث ج UNHCR 1999b، 20
  20. ^ أ ب Minahan 2002، 1240.
  21. ^ Polian 2004، 155.
  22. ^ Bennigsen & Broxup 1983، 31.
  23. ^ UNHCR 1999b، 21.
  24. ^ The State Statistical Committee of the Republic of Azerbaijan. "Population by ethnic groups". مؤرشف من الأصل في 2013-07-23. اطلع عليه بتاريخ 2012-01-16.
  25. ^ أ ب UNHCR 1999، 14.
  26. ^ NATO Parliamentary Assembly. "Minorities in the South Caucasus: Factor of Instability?". مؤرشف من الأصل في 2017-03-26. اطلع عليه بتاريخ 2012-01-16.
  27. ^ Barton, Heffernan & Armstrong 2002، 9،
  28. ^ Coşkun 2009، 5.
  29. ^ أ ب Aydıngün et al. 2006، 23.

وصلات خارجية

قائمة المراجع