انقلاب قبرص 1974

من أرابيكا، الموسوعة الحرة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 05:04، 28 أغسطس 2023 (بوت:نقل من تصنيف:1974 في قبرص إلى تصنيف:قبرص في 1974). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
انقلاب قبرص 1974
معلومات عامة
التاريخ 15 يوليو 1974
الموقع قبرص
النتيجة نجاح الانقلاب
المتحاربون
قبرص الحكومة القبرصية

فصائل من الحرس الوطني القبرصي موالين لمكاريوس
مليشيات حركة الديمقراطيين الاجتماعية

منظمة إيوكا-ب

بدعم من:
اليونان اليونان

القادة
مكاريوس الثالث نيكوس سامبسون

انقلاب قبرص 1974 هو انقلاب عسكري جرى يوم 15 يوليو 1974، وقام به كلاً من الجيش اليوناني في قبرص والحرس الوطني القبرصي والمجلس العسكري اليوناني 1967-1974. أطاح مدبرو الانقلاب برئيس قبرص الحالي رئيس الأساقفة مكاريوس الثالث من منصبه واستبدله بالقومي المؤيد لإينوسيس (الوحدة مع اليونان) نيكوس سامبسون.[1][2][3] تم وصف نظام سامبسون على أنه دولة دمية، وهدفها النهائي هو ضم الجزيرة إلى اليونان؛[4][5][6] ولفترة قصيرة أعلن الانقلابيون إنشاء «جمهورية قبرص اليونانية».[7][8] واعتبرت الامم المتحدة الانقلاب غير شرعي.

البداية

تأسست جمهورية قبرص سنة 1960 بموجب اتفاقيتا لندن وزيورخ، وكان القبارصة اليونانيون والقبارصة الأتراك هم المجتمعان المؤسسان. ومع ذلك في أعقاب التعديلات الدستورية التي اقترحها مكاريوس الثالث ورفضها القبارصة الأتراك،[9] اندلع العنف الطائفي في جميع أنحاء الجزيرة، وانتهى تمثيل القبارصة الأتراك في الحكومة جزئيًا بسبب المنع القسري وجزئيًا بسبب الانسحاب الطوعي، فبدأ القبارصة الأتراك العيش في الجيوب.[10]

وضعت اليونان سياسة وطنية لتحقيق إينوسيس (اتحاد الجزيرة مع اليونان) منذ الخمسينيات من القرن الماضي.[11] فبعد 1964 حاولت الحكومة اليونانية السيطرة على سياسات مكاريوس، وبعد عدم رغبته في طاعة أثينا، حاولت زعزعة استقرار حكومته. بينما تحولت السياسة اليونانية إلى سياسة أكثر تعاونًا بعد 1967 عندما تولى المجلس العسكري المتطرف السلطة في اليونان، فقد دعمت مجموعة إيوكا-B اليمينية المتطرفة ضد ماكاريوس.[12] واعتقد ديميتريوس يوانيديس القائد الفعلي للمجلس العسكري أن مكاريوس لم يعد مؤيدًا حقيقيًا لإنوسيس، واشتبه في أنه متعاطف مع الشيوعية.[2] وخلال سنوات 1971 و 1974 أعدت الحكومة اليونانية خمس خطط للإطاحة بحكومة مكاريوس.[13]

الانقلاب

الرئيس المخلوع مكاريوس (في الوسط)، وسامبسون (على اليمين) الزعيم الجديد.

تزعم ديميتريوس يوانيديس أحد قادة المجلس العسكري اليوناني الانقلاب، وأدار الضباط اليونانيون الحرس الوطني القبرصي للاستيلاء على القصر الرئاسي في نيقوسيا.[14] فاحترق المبنى بالكامل تقريبًا.[15] ونجا مكاريوس بصعوبة من الموت في الهجوم، حيث هرب من الباب الخلفي وتوجه إلى بافوس، فتمكن البريطانيون من انقاذه بعد ظهر يوم 16 يوليو، ونقل جواً من أكروتيري إلى مالطا في طائرة نقل تابعة لسلاح الجو الملكي، ومن هناك إلى لندن في صباح اليوم التالي.[1][2][16] وحضر في يوم 19 يوليو اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك وألقى خطابًا ذكر فيه أن اليونان قد غزت قبرص.[17]

وُصِف النظام الجديد بأنه نظام دمية متطرف للمجلس العسكري اليوناني.[18][19][20] ففي يوم 15 تموز بين الساعة 8 صباحًا و 9 صباحًا، أعلن قادة التمرد على قناة هيئة البث القبرصية الحكومية نجاح انقلابهم، مدعين: «تدخل الحرس الوطني لحل المشكلة. [...]. ومات مكاريوس». ولكن أعلن مكاريوس قبل رحلته من بث خاص في بافوس أنه على قيد الحياة. وفرضت الحكومة الجديدة رقابة شديدة على الصحافة وأوقفت طباعة الصحف اليسارية. استمرت الصحف اليمينية ماتشي وإثنيكي وآغون في النشر، وكان أسلوبها دعائي للغاية. لم يعلن سامبسون صراحة عن نيته بالانضمام إلى السلطة في الأيام التي أعقبت الانقلاب، بل ركز بدلاً من ذلك على قمع أي دعم لمكاريوس والدعاية المكثفة لتشويه سمعة حكومته.[21]

وردا على ذلك ذكر رؤوف دنكتاش زعيم الإدارة القبرصية التركية أنه يعتقد أن الأحداث هي بين القبارصة اليونانيين، ودعا القبارصة الأتراك إلى عدم الخروج، وطلب من قوة الأمم المتحدة إلى اتخاذ تدابير أمنية واسعة النطاق للقبارصة الأتراك.[22] لم يقم الحرس الوطني القبرصي بأي محاولات لدخول الجيوب القبرصية التركية، لكنه أغار على منازل القبارصة اليونانيين والأتراك على حد سواء في القرى المختلطة لمصادرة الأسلحة. وأفادت الحكومة التركية بأن الذخيرة تنتقل إلى قبرص عبر خطوط أولمبيك الجوية، مما أثار انتباه قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص.[23] ولا يزال من غير المؤكد إن عانى القبارصة الأتراك كنتيجة مباشرة للانقلاب، لكن سامبسون كان يُنظر إليه على أنه شخصية غير جديرة بالثقة بسبب سياساته المؤيدة للإينوسيس ودوره الوحشي ضد القبارصة الأتراك سنة 1963.[14]

في أعقاب الانقلاب بدأ المجلس العسكري الذي أنشئ حديثًا حملة قمع ضد أنصار مكاريوس، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وعدد كبير من المحتجزين وفقًا لفرانك هوفميستر. لا يزال غير معروف عدد الوفيات الناجمة عن الانقلاب،[14] حيث سردت جمهورية قبرص الوفيات الناجمة عن الانقلاب بين المفقودين بسبب الغزو التركي. وفقًا لـ Haralambos Athanasopulos فقد تم وضع ما لا يقل عن 500 قبرصي يوناني في قائمة المفقودين من القبارصة اليونانيين البالغ عددهم 1617 شخصًا وألقي اللوم في وفاتهم على الأتراك والقبارصة الأتراك.[24] وفقًا لملليت في 19 يوليو 1974 اندلعت اشتباكات عنيفة في بافوس، وحتى باستثناء بافوس بلغ عدد القتلى بسبب الاقتتال الداخلي بين القبارصة اليونانيين حوالي 300 مدني و 30 جنديًا يونانيًا، ونقلت جثثهم إلى أثينا.[23]

النتائج

رداً على الانقلاب غزت تركيا الجزيرة يوم 20 يوليو 1974، بحجة أن الإجراء كان متوافقًا مع معاهدة الضمان (1960)،[25][26] للسيطرة على الشمال وتقسيم قبرص على طول ما أصبح يُعرف بالخط الأخضر الذي يقطع حوالي ثلث إجمالي الأراضي. استقال سامبسون جراء ذلك وانهار النظام العسكري الذي عينه، وعاد مكاريوس. فأسس القبارصة الأتراك حكومة مستقلة لما أطلقوا عليه اسم دولة قبرص الاتحادية التركية (TFSC) برئاسة رؤوف دنكتاش. وأعلنوا في 1983 عن جمهورية شمال قبرص التركية في الجزء الشمالي من الجزيرة، والتي لا تزال دولة بحكم الأمر الواقع.[27]

انظر أيضا

المراجع

  1. ^ أ ب Mallinson، William (30 يونيو 2005). Cyprus: A Modern History. I. B. Tauris. ص. 80. ISBN:978-1-85043-580-8. مؤرشف من الأصل في 2021-01-03.
  2. ^ أ ب ت "CYPRUS: Big Troubles over a Small Island". تايم. 29 يوليو 1974. مؤرشف من الأصل في 2008-03-07.
  3. ^ Cook، Chris؛ Diccon Bewes (1997). What Happened Where: A Guide to Places and Events in Twentieth-century History. Routledge. ص. 65. ISBN:978-1-85728-533-8. مؤرشف من الأصل في 2022-03-30.
  4. ^ Papadakis، Yiannis (2003). "Nation, narrative and commemoration: political ritual in divided Cyprus". History and Anthropology. ج. 14 ع. 3: 253–270. DOI:10.1080/0275720032000136642. S2CID:143231403. [...] culminating in the 1974 coup aimed at the annexation of Cyprus to Greece
  5. ^ Atkin، Nicholas؛ Biddiss، Michael؛ Tallett، Frank (23 مايو 2011). The Wiley-Blackwell Dictionary of Modern European History Since 1789. ص. 184. ISBN:9781444390728. مؤرشف من الأصل في 2021-02-04.
  6. ^ Journal of international law and practice, Volume 5. Detroit College of Law at Michigan State University. 1996. ص. 204.
  7. ^ Strategic review, Volume 5 (1977), United States Strategic Institute, p. 48. نسخة محفوظة 2022-04-08 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ Allcock, John B. Border and territorial disputes (1992), Longman Group, p. 55. نسخة محفوظة 2022-04-08 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ Eric Solsten, ed. Cyprus: A Country Study, Library of Congress, Washington, DC, 1991. نسخة محفوظة 2021-03-03 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ Ker-Lindsay، James (2011). The Cyprus Problem: What Everyone Needs to Know. Oxford University Press. ص. 35–6. ISBN:9780199757169. مؤرشف من الأصل في 2021-12-07.
  11. ^ Huth، Paul (2009). Standing Your Ground: Territorial Disputes and International Conflict. University of Michigan Press. ص. 206. ISBN:9780472022045. مؤرشف من الأصل في 2022-04-29. From early 1950s onward Greece has favored union with Cyprus through a policy of enosis
  12. ^ Doyle، Michael W.؛ Sambanis، Nicholas (2011). Making War and Building Peace: United Nations Peace Operations. Princeton University Press. ص. 263–4. ISBN:9781400837694. مؤرشف من الأصل في 2022-07-08.
  13. ^ Athanasopulos 2001, p. 152. نسخة محفوظة 2022-07-09 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ أ ب ت Hoffmeister, Frank (2006). Legal aspects of the Cyprus problem: Annan Plan and EU accession. EMartinus Nijhoff Publishers. ص. 34–5. ISBN:978-90-04-15223-6. مؤرشف من الأصل في 2022-05-03.
  15. ^ "Presidential Palace". Presidency of the Republic of Cyprus. مؤرشف من الأصل في 2015-04-25. اطلع عليه بتاريخ 2015-04-15.
  16. ^ Constandinos، Andreas (2009). America, Britain and the Cyprus Crisis of 1974: Calculated Conspiracy Or Foreign Policy Failure?. AuthorHouse. ص. 206. ISBN:9781467887076. مؤرشف من الأصل في 2022-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2015-03-05.
  17. ^ UN The Official Record of United Nations Security Council 1780th Meeting (19.07.1974) نسخة محفوظة 2022-07-06 على موقع واي باك مشين.
  18. ^ Coakley، John (2013). Pathways from Ethnic Conflict: Institutional Redesign in Divided Societies. Routledge. ص. 131. ISBN:9781317988472. مؤرشف من الأصل في 2021-08-30.
  19. ^ Madianou، Mirca (2012). Mediating the Nation. Routledge. ص. 39. ISBN:9781136611056. مؤرشف من الأصل في 2022-06-03.
  20. ^ Förster، Larissa (2013). Influence Without Boots on the Ground: Seaborne Crisis Response. Government Printing Office. ص. 161. ISBN:9781935352037. مؤرشف من الأصل في 2022-06-03.
  21. ^ Jüngling، Emili (يونيو 2005). "Perception of the facts about the coup in Cyprus (15th of July 1974) in the Cyprus daily press" (PDF). 2nd LSE PhD Symposium on Modern Greece: “Current Social Science Research on Greece”. Hellenic Observatory, كلية لندن للاقتصاد, London. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2022-01-22. اطلع عليه بتاريخ 2015-04-16.
  22. ^ "Türk Birliği Alarma Geçti" (بTürkçe). Milliyet. 16 Jul 1974. p. 7.
  23. ^ أ ب "Kıbrıs'ta Türk Evlerinin Aranmasını Protesto Ettik" (بTürkçe). Milliyet. 19 Jul 1974. p. 7.
  24. ^ Athanasopulos، Haralambos (2001). Greece, Turkey and the Aegean Sea: A Case Study in International Law. McFarland. ص. 15. ISBN:9780786450039. مؤرشف من الأصل في 2023-04-21.
  25. ^ Farid Mirbagheri (2010). Historical Dictionary of Cyprus. Scarecrow Press. ص. 83. ISBN:978-0-8108-5526-7. مؤرشف من الأصل في 2022-04-21. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-27.
  26. ^ Richard C. Frucht (31 ديسمبر 2004). Eastern Europe: An Introduction to the People, Lands, and Culture. ABC-CLIO. ص. 880. ISBN:978-1-57607-800-6. مؤرشف من الأصل في 2022-06-19. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-27. وصلت العملية إلى عتبة حرجة في 1974 عندما جرى انقلاب قومي فاشل بتحريض من المجلس العسكري اليوناني ضد الحكومة القبرصية ليكون ذريعة من تركيا أن تغزو وتحتل الجزء الشمالي من الجزيرة. اليونان و ...
  27. ^ لم يعترف بجمهورية شمال قبرص التركية إلا تركيا نفسها. يجب على شركات الطيران التي ترغب في السفر إلى جمهورية شمال قبرص التركية أن تهبط أولاً في تركيا ثم تقلع مرة أخرى إلى شمال قبرص.