جامع النهرين
جامع النهرين هو أحد مساجد صنعاء القديمة التاريخية، يقع في حي باب السباح ويطل على السائلة، اسمه منسوب إلى الناحية التي عُمِّر فيها إذ هي مشهورة بهذا الاسم منذ صدر الإسلام. كما حكى المؤرخين أنه وجد قبر في النهرين منذ عهد الخليفة ابو بكر الصديق.[1][2]
جامع النهرين | |
---|---|
صورة جانبية للمسجد من الداخل
| |
معلومات أساسيّة | |
الموقع | صنعاء القديمة |
الإحداثيات الجغرافية | 15°21′11″N 44°12′54″E / 15.3531°N 44.2149°E |
الانتماء الديني | الإسلام |
المنطقة | اليمن |
المدينة | العاصمة صنعاء |
الطبيعة | مسجد، مدرسة |
الوضع الحالي | مهدوم |
نوع العمارة | مسجد، مدرسة |
بدء الإنشاء | القرن الأول هجرية |
المواصفات | |
القباب | 1 |
المآذن | 1 |
تعديل مصدري - تعديل |
وسع فيه محمد بن علي، وهو شريف من أشراف ذهبان -حي في منطقة جَدِر شمال صنعاء- وقد شملت عملية التوسيع التي تمت منتصف القرن ال 13 الهجري بعض الإصلاحات في المسجد وزيادة مساحته.[2] كما جدد عمارة الصوح (صحن أو ردهة المسجد) الحاج علي الوزان سنة 1311 هجرية/1893م.[2] بعد ذلك جرت عدة عمليات تجديد متعاقبة للجامع، حيث تم التجديد الثالث في سنة 1361هـ/1942م، وفيه أُجريت إصلاحات على المسجد، بالإضافة إلى بناء سبيل (خزّان مياه عام) إلى الجنوب من المسجد على يسار الطريق المؤدي إلى قبة المتوكل على الله القاسم. أما التجديد الرابع فكان عبارة عن توسعة في الجهة الشمالية من مساحة المسجد الأصلي، في سنة 1389هـ/ 1969م، والتي قام بها رجل الإحسان عبد الله بن محمد الجوفي، أحد تجّار صنعاء، وكانت مساحة تلك التوسعة أكبر من المسجد الأصلي نفسه. وفي سنة 1393هـ/ 1973م، قام ابنه محمد بن عبد الله بن محمد الجوفي بتجديد خامس مماثل للتجديد السابق، حيث أضيفت مساحة جديدة في الجهة الشرقية من المسجد الأصلي، ومساحة هذه التوسعة كانت أيضًا أكبر من مساحة المسجد الأصلي. وفي وقت لاحق قام المحسن نفسه محمد بن عبد الله بن محمد الجوفي، بتجديد سادس تمثّل بإضافة منشأة جديدة إلى المسجد، وهي عبارة عن مسجد للنساء يقع أسفل الزاوية الشمالية الشرقية للمسجد الحالي. تلا ذلك التجديد السابع وكانت هذه الإضافة على نفقة العلّامة حمود بن عباس المؤيد، وكانت عبارة عن مظلة (سقيفة) من الخرسانة محمولة على دعامتين مربعتين لتغطية وتظليل المدخل الشرقي للمسجد، وقام ببنائها الحاج محسن الآنسي ما بين عامي 1975 و 1977م، وتم جلب حجارة المظلة من محاجر ذهبان. أما التجديد الثامن والأخير، فقد تم عام 2002م وفيه تم هدم وبناء الملحقات الواقعة جنوب غرب المسجد، وهي ما يسمى بـ «المطاهير»، وهي أماكن الوضوء والاغتسال، وهي عبارة عن حمامات سفلية يعلوها طابق ثاني، كما تم هدم منازل الطلبة، وأعيد بناؤها من جديد بالحجارة والأسمنت. كما أُصلحت في هذا التجديد مجاري المياه والحمامات التابعة للمسجد.[3]
هدم المسجد
في يناير 2021، وفي عملية مفاجئة ومثيرة للشكوك والجدل قام مكتب الأوقاف بأمانة العاصمة صنعاء التابع لحكومة الحوثيين بصنعاء، وبصورة انفرادية، بهدم المسجد بحجة «انحراف قبلة المسجد» حسب ادعاء المكتب. وقد تركت عملية الهدم وما زالت آثارًا نفسية وخيمة على الأهالي والناس المترددين على هذا المعلم الإسلامي المقدس الذي تم بناؤه في عهد الخلافة الأولى، وعلى أناس آخرين وهيئات ومؤسسات مهتمين بالآثار والتراث، واصفين ما حدث اعتداء صارخ على أحد المعالم الإسلامية التاريخية والتي اعتاد المصلون وطلبة العلم ارتياده منذ مئات السنين. كما احتجت وزارة الثقافة والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية والهيئة العامة للآثار والمتاحف وأهالي الحي الموجود فيه المسجد على عملية الهدم، معتبرين السبب غير مقنع ويضع علامات استفهام كثيرة حول الدوافع الحقيقية من وراء هدم الجامع، ملمحين أنها دوافع مذهبية وسياسية بحتة، لأنه كان من الممكن تصويب انحراف القبلة بطرق كثيرة، وليس بهدم المسجد كاملاً. فيما ادعى البعض أن السبب الحقيقي من وراء هدم المسجد هو منع الأهالي المجاورين للمسجد للخطيب «الحوثي» من إمامة المسجد وإلقاء خطبة الجمعة فيه. كما عبر الائتلاف الوطني لمنظمات المجتمع المدني عن استهجانه لعملية الهدم بالقول إنه لا يحق لأحد أن يفتي بخراب جامع أثري، مؤكداً أنه إذا كانت هناك فعلًا فتوى شرعية مكتوبة تنص على هدم الجامع، فكان ينبغي أن يناقشها العلماء كي يحددوا موقفهم من هذه الفتوى قبل عملية الهدم، لأن مسّ أي مبنى في صنعاء القديمة، سواء كان جامعًا أو بيتًا أو أي مرفق آخر، وخصوصًا المساجد، يعتبر جريمة في حق مدينة تاريخية هي ضمن مدن التراث الإنساني، وأن أي مبنى تم بناؤه أو ترميمه قبل عام 1986، أي قبل إعلان صنعاء القديمة ضمن قائمة التراث الإنساني، يجب أن يخضع لقانون هيئة الحفاظ على المدن التاريخية لعام 2013. كما احتج مندوب اليمن لدى منظمة اليونسكو على عملية الهدم واصفًا عملية هدم مسجد النهرين، والذي يعد من التراث العالمي المسجل لدى المنظمة، بأنها جريمة قد تؤثر على وضع صنعاء القديمة المدرجة ضمن قائمة المنظمة للتراث العالمي، وهي موضوعة أصلًا ضمن قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.[3][4][5][6]
يحتوي الجامع في جانبيه الشرقي والغربي مدرستين لتدريس العلوم الشرعية الإسلامية. كما أشتهر الجامع بحلقات العلم التي كان يقيمها العالم اليمني الراحل حمود عباس المؤيد، تقام في الجامع صلاة الجمعة يقيمها العلامة يحيى الديلمي. يعد الجامع منارة علمية درس فيه العديد من الأعلام في مجالات الفقه واللغة وأصول الدين، منهم الشيخ المقرئ محمد حسين عامر.[7][8]
انظر ايضاً
مراجع
- ^ إبن القاسم، يحيى بن (1996). يوميات صنعاء في القرن الحادي عشر، ٦٤٠١-٩٩٠١ ه. المجمع الثقافي،. مؤرشف من الأصل في 2021-02-14.
- ^ أ ب ت حجري، محمد بن (1979). مساجد صنعاء: عامرها وموفيها. مكتبة اليمن الكبرى،. مؤرشف من الأصل في 2021-02-14.
- ^ أ ب "جامع النهرين.. قصة الهدم وانحراف القبلة | خيُوط". www.khuyut.com. مؤرشف من الأصل في 2023-01-03. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-03.
- ^ "الأسباب الحقيقية التي دفعت الحوثيين إلى هدم جامع النهرين – المشاهد نت". مؤرشف من الأصل في 2023-01-03. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-03.
- ^ "صنعاء.. ميليشيا الحوثي تهدم مسجداً تاريخياً". العربية. 13 فبراير 2021. مؤرشف من الأصل في 2023-01-03. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-03.
- ^ "هدم مسجد أثري في صنعاء يفجر سخطاً واسعاً في الأوساط اليمنية". الشرق الأوسط. مؤرشف من الأصل في 2023-01-03. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-03.
- ^ "أعلام يمانيون". www.yemen.gov.ye. مؤرشف من الأصل في 2019-03-20. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-14.
- ^ مؤيد، حمود بن (2002). النور الاسنى: الجامع لاحاديث الشفاء. مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية،. مؤرشف من الأصل في 2021-02-14.