ميل معدل الربح إلى الانخفاض

من أرابيكا، الموسوعة الحرة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبد العزيز (نقاش | مساهمات) في 06:52، 21 نوفمبر 2021 (بوت:التعريب V4). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

ميل معدل الربح إلى الانخفاض هو فرضية في الاقتصاد والاقتصاد السياسي، وضحها كارل ماركس في الفصل 13 من كتابه رأس المال، المجلد الثالث.[1] أشار اقتصاديون مختلفون مثل آدم سميث،[2] وجون ستيوارت مل،[3] ودايفيد ريكاردو،[4] وستانلي جيفونز[5] صراحة إلى ميل معدل الربح إلى الانخفاض كظاهرة تجريبية تتطلب مزيدًا من التفسير النظري، لكنهم اختلفوا في ما يتعلق بأسباب حدوث هذه الظاهرة.[6]

في مخطوطته جرندريسه لعام 1857، وصف ماركس ميل معدل الربح إلى الانحفاض بأنه «أهم قانون بالنسبة للاقتصاد السياسي»، وسعى إلى تقديم تفسير له بالارتكاز على نظريته حول تراكم رأس المال.[7] في كتاب رأس المال، المجلد الثالث، وصف ماركس هذا الميل بأنه «اللغز الذي يدور حوله الاقتصاد السياسي برمّته منذ آدم سميث»، وقد اعتبر نظريته الخاصة لميل معدل الربح إلى الانخفاض «واحدة من أعظم الانتصارات» على جميع النظريات الاقتصادية السابقة.[8] وضح الاتجاه بالفعل في الفصل 25 من كتاب رأس المال، المجلد الأول (حول «القانون العام لتراكم رأس المال»)، لكن في الجزء 3 من مسودة مخطوطة الكتاب نفسه، المجلد الثالث، والذي حرره فريدريك إنجلز بعد وفاة ماركس، توفّر تحليل مستفيض للنظرية الجديدة.[9]

صرح جيفري هدجسون بأن نظرية ميل معدل الربح إلى الانخفاض «يعتبرها معظم الماركسيين العمود الفقري للماركسية الثورية. بحسب هذا الرأي، فإن دحضها سيؤدي إلى إعادة صياغة الماركسية نظريًا وعمليًا».[10] صرح ستيفن كولنبرغ بأن ميل معدل الربح إلى الانخفاض «لا تزال واحدة من أهم القضايا التي نوقشت في الاقتصاد»، لأنها تطرح تساؤلًا وجوديًا متعلقًا بالرأسمالية وهو« إذا نمت الرأسمالية، فهل يؤدي هذا النمو إلى تقويض ظروف وجودها وبالتالي يدخلها في أزمة»؟[11]

اعتبر ماركس ميل معدل الربح إلى الانخفاض دليلًا على أن الإنتاج الرأسمالي لا يمكن أن يكون شكلًا دائمًا من أشكال الإنتاج، لأن مبدأ الربح نفسه سينهار في النهاية.[12] مع ذلك، وبما أن ماركس لم ينشر أبدًا أي مخطوطة عن ميل معدل الربح إلى الانخفاض بنفسه، ولأن هذا الاتجاه صعب الإثبات، أو الدحض، أو حتى القياس، ولأنه من الصعب اختبار وقياس معدل الربح، فإن هذه النظرية الخاصة بماركس ما تزال موضع جدل حول العالم.

آدم سميث ودايفيد ريكاردو وكارل ماركس

آدم سميث

في نظرية ميل معدل الربح إلى الانخفاض الخاصة بآدم سميث، ينشأ الاتجاه نحو الهبوط من نمو رأس المال الذي ترافقه زيادة في المنافسة. يمكن أن يؤدي نمو رأس المال نفسه إلى انخفاض متوسط معدلات الربح.[13]

دافيد ريكاردو

فسر دافيد ريكاردو نظرية معدل الربح لآدم سميث بشكل خاطئ، معتقدًا أن المنافسة المتزايدة تؤدي إلى انخفاض متوسط معدل الربح، فجادل بأن المنافسة يمكن أن تؤدي فقط إلى تسوية الفروقات في معدلات الربح على الاستثمارات في الإنتاج، ولكنها لن تُخفض معدل الربح العام.[14] بغضّ النظر عن بعض الحالات الاستثنائية، ريكاردو يدعي أن متوسط معدل الربح يمكن أن ينخفض فقط في حال ارتفعت مستويات الأجور.[15]

كارل ماركس

في كتاب «رأس المال»، انتقد كارل ماركس فكرة دافيد ريكاردو. جادل ماركس بأن ميل معدل الربح إلى الانخفاض هو «تعبير خاص عن النمط الرأسمالي للتطور التدريجي للإنتاجية الاجتماعية لليد العاملة». لم ينكر ماركس أبدًا أن الأرباح يمكن أن تنخفض بصورة متقطعة لأسباب عديدة،[16] لكنه اعتقد أن هناك سببًا هيكليًا لميل معدل الربح إلى الانخفاض، بغض النظر عن تقلبات السوق.

جادل ماركس بأن التطور التكنولوجي أتاح وسائل إنتاج أكثر كفاءة. ستزداد الإنتاجية المادية نتيجة لذلك، ما معناه أن كل وحدة من رأس المال المستثمر سيكون بإمكانها إعطاء ناتج أكبر. في الوقت نفسه، ستستبدل الابتكارات التكنولوجية الأشخاص بالآلات، وستنخفض التركيبة العضوية لرأس المال. إذا افترضنا أن اليد العاملة هي الوحيدة القادرة على إنتاج قيمة إضافية جديدة، فإن هذا الإنتاج المادي الأكبر سيجسد قيمة متناقصة تدريجيًا، وقيمة فائضة بالنسبة لقيمة رأس المال المستثمر، وعليه، فإن متوسط معدل الربح يميل للانخفاض على المدى الطويل.

جادل ماركس أن معدل الربح سينخفض على المدى الطويل، ليس لأن الإنتاجية قد تراجعت، وإنما لأنها زادت، مدعومة باستثمار أكبر في المعدات والمواد.[17] ذكرت روزا لوكسمبورغ في كتابها عام 1899 الإصلاح الاجتماعي أم الثورة؟ :

يكمن تهديد وجود الرأسمالية في تقدمها السلس أكثر من الأزمات التي يمكن أن تواجهها. إنه تهديد الانخفاض المستمر في معدل الربح، ليس بسبب التناقض بين الإنتاج والتبادل، ولكن بسبب نمو إنتاجية اليد العاملة نفسها.[18]

كانت الفكرة الأساسية لدى ماركس أن التقدم التكنولوجي الشامل  يميل إلى تقليل الاعتماد على اليد العاملة على المدى الطويل، وبالتالي سيؤدي إلى انخفاض معدل الربح نسبة إلى رأس المال الإنتاجي، بمعزل عن تقلبات السوق.[18]

ميول متناقضة

اعتبر ماركس أن ميل معدل الربح إلى الانخفاض هو ميل عام في تطور النمط الرأسمالي للإنتاج. لكنه مجرد ميل، لأن هناك «عوامل مضادة» لا يجب أن نغفلها، وهي عوامل ترفع معدل الربح في العادة. في مسودة مخطوطة حررها فريدريك إنجلز (لم ينشرها ماركس بنفسه)، ذكر ماركس ستة من هذه العوامل:[19]

  • استغلال أكبر كثافة للعمل (رفع معدل استغلال العمال).
  • تخفيض الأجور لتصبح أقل من قيمة قوة اليد العاملة.
  • تخفيض كلفة عناصر رأس المال الثابت بوسائل مختلفة.
  • نمو فائض السكان النسبي (جيش الاحتياط لليد العاملة) الذي يظل عاطلاً عن العمل.
  • التجارة الخارجية التي تخفض تكلفة المدخلات الصناعية والسلع الاستهلاكية.
  • الزيادة في استخدام رأس المال من قبل الشركات المساهمة، وهو ما يؤدي إلى نقل جزء من تكاليف استخدام رأس المال في الإنتاج إلى الآخرين.[20]

مع ذلك، اعتقد ماركس أن الاتجاهات التعويضية لا يمكنها منع معدل الربح من الانخفاض.[21]

التأثيرات الأخرى

من الواضح أن هناك العديد من العوامل الأخرى المرتبطة بالربحية والتي لم يناقشها ماركس بالتفصيل،[22] بما في ذلك:

  • التخفيضات في وقت دوران رأس المال الصناعي (وخاصة استثمار رأس المال الثابت).[23]
  • الاستهلاك المتسارع والإنتاجية الأسرع.[24]
  • مستوى تضخم الأسعار لأنواع مختلفة من السلع والخدمات.[25]
  • الضرائب، والرسوم، والمنح، والسياسات الائتمانية للحكومات، إضافة إلى تكاليف الفائدة والإيجارات.[26]
  • استثمار رأس المال في مجالات من الإنتاج غير الرأسمالي، ما يقلل من التكوين العضوي لرأس المال.[27]
  • الحروب العسكرية أو الإنفاق العسكري الذي يمكن أن يتسبب بتوقف الأصول الرأسمالية أو تدميرها، أو أن يحفز الإنتاج الحربي.[28]
  • العوامل الديموغرافية.[29]
  • التقدم في التكنولوجيا والثورات التكنولوجية التي تقلل من تكاليف المدخلات.[30]
  • مدخلات الموارد الطبيعية البديلة، أو الزيادة في تكلفة مدخلات الموارد الطبيعية غير البديلة.[31]
  • دمج الصناعات الناضجة ضمن أوليغارشية (حكم الأقلية) من الناجين.[32]
  • لا تجذب القطاعات الناضجة رؤوس أموال جديدة بسبب انخفاض عوائدها.
  • استخدام أدوات الائتمان بهدف خفض التكاليف الرأسمالية للإنتاج الجديد.

نظر أيضًا

مراجع

  1. ^ It is also referred to by Marx as the "law of the tendency of the rate of profit to fall" (LTRPF). As explained in the article, there are disputes about whether there is such a law or not. Other terms used include "the falling rate of profit" (FROP), the "falling tendency of the rate of profit" (FTRP), "decline of the rate of profit" (DROP), and the "tendential fall of the rate of profit" (TFRP). The average rate of profit on production capital is usually written as r = S/(C+V).
  2. ^ آدم سميث, The Wealth of Nations, chapter 9. See also Philip Mirowski, "Adam Smith, Empiricism, and the Rate of Profit in Eighteenth-Century England." History of Political Economy, Vol. 14, No. 2, Summer 1982, pp. 178–198.
  3. ^ جون ستيوارت مل, Principles of Political Economy (1848), Book 4, chapter 4. Bela A. Balassa, "Karl Marx and John Stuart Mill." Weltwirtschaftliches Archiv, Bd. 83 (1959), pp. 147–165.
  4. ^ دافيد ريكاردو, Principles of Political Economy and Taxation, chapter 6. Maurice Dobb, "The Sraffa system and critique of the neoclassical theory of distribution." In : E.K. Hunt & Jesse G. Schwartz, A Critique of Economic Theory. Penguin, 1972, p. 211–213.
  5. ^ وليم ستانلي جيفونز (1871), The Theory of Political Economy. Harmondsworth, Penguin Books, 1970, pp. 243–244.
  6. ^ Aspromourgos, Tony, "Profits", in: James D. Wright (ed.), International Encyclopedia of the Social & Behavioural Sciences. Amsterdam: Elsevier, 2015, 2nd edition, Vol. 19, pp. 111–116.
  7. ^ Marx Engels Collected Works, Volume 33, p. 104. Grundrisse, Penguin edition 1973, p. 748.
  8. ^ Karl Marx, رأس المال: المجلد الثالث, Penguin 1981, p. 319; and Letter of Marx to Engels, 11 July 1868, in: Marx Engels Selected Correspondence. Moscow: Progress Publishers, 1975, p. 194, or MECW Vol. 43, pp. 20–25, at p. 24.
  9. ^ كارل ماركس, رأس المال: المجلد الثالث, Penguin ed. 1976, pp. 317–375.
  10. ^ Geoffrey M. Hodgson, After Marx and Sraffa. Essays in political economy. New York: St Martin's Press, 1991, p.28.
  11. ^ Stephen Cullenberg, The Falling Rate of Profit: Recasting the Marxian Debate. London: Pluto Press, 1994, p.1.
  12. ^ كارل ماركس, رأس المال: المجلد الثالث, Penguin ed. 1981, p. 350 and 368.
  13. ^ Michael Heinrich, "Begründungsprobleme. Zur Debatte über das Marxsche “Gesetz vom tendenziellen Fall der Profitrate", in Marx-Engels-Jahrbuch 2006, Berlin: Akademie Verlag 2006, p. 50. Lefteris Tsoulfidis & Dimitris Paitaridis, "Revisiting Adam Smith's theory of the falling rate of profit". International Journal of Social Economics, Vol. 39 issue 5, 2012, pp. 304–313.
  14. ^ Francisco Verdera, "Adam Smith on the falling rate of profit: a reappraisal." Scottish Journal of Political Economy, Vol. 39, No. 1, February 1992; cf. Karl Marx, جرندريسه, Penguin 1973, p. 751.
  15. ^ Heinrich, p. 51. See David Ricardo, On the Principles of Political Economy and Taxation. In: Piero Sraffa (ed.), The Works and Correspondence of David Ricardo. Vol. I. Cambridge, 1951, pp. 289–300.
  16. ^ Karl Marx, رأس المال: المجلد الثالث, Penguin 1981, p. 319.
  17. ^ كارل ماركس, Capital, vol. 3, edited by فريدريك إنجلز. New York: International Publishers, 1967 (orig. ed. 1894). Chapter 2, "The Rate of Profit", and chapter 13, "The Law as Such". جون ويكس (اقتصادي), Capital and exploitation, chapter 8. Princeton University Press, 1980).
  18. ^ أ ب أرنست ماندل, "Economics", in: David McLellan (ed.), Marx – the First 100 Years. Fontana, 1983.
  19. ^ كارل ماركس, رأس المال: المجلد الثالث, Penguin ed. 1981, p. 339f.
  20. ^ Marx regarded dividends as an ex post distribution from gross profit revenue (a fraction of surplus value), but he acknowledged that the specific pattern of distribution of portfolio capital between different types of placements could affect the overall average rate of return on capital investments. The overall yield on share capital is typically higher than the rate of interest, but lower than the gross profit rate on total enterprise capital (the latter rate which includes both distributed and undistributed profits, and tax). Hence, the larger the proportion of distributed profits (dividends) to shareholders in total gross profit, the lower the general profit rate on capital will be - "if" share capital is considered as a separate component in the total capital assets invested, rather than as a duplication of real capital assets in the form of notional "paper" assets, or "if" the average rate of profit is calculated as the weighted mean of rates of return on different types of business investment. Obviously, the more profit is distributed to shareholders, the less is available for reinvestment in the business, unless shareholders opt to reinvest their profits in the same business. In modern times, though, a very large chunk in the total distribution of stocks is held for less than one accounting year, or, at most, for around one and a half years (this is called "the increase in portfolio (or equity) turnovers", or "the decrease in average stock holding periods"). The investors are, in this case, primarily concerned with comparative risks, and with the net capital gain they can get from short-term positive changes in stock prices, as weighed against broker's fees and likely dividend yields (often the share parcels traded are large, which lowers the transaction costs per share). See: Marx, رأس المال: المجلد الثالث, Penguin 1981, pp. 347–348; أرنست ماندل, "Joint-stock company", in: Tom Bottomore (ed.), A Dictionary of Marxist Thought, 2nd edition. Oxford: Basil Blackwell, 1991, pp. 270–273; David Hunkar, "Average Stock Holding Period on NYSE 1929 To 2016". Topforeignstocks.com, 1 October 2017. [1] نسخة محفوظة 14 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  21. ^ كارل ماركس, رأس المال: المجلد الثالث, Penguin ed. 1981, p. 356.
  22. ^ أرنست ماندل, Late Capitalism. London: NLB, 1975.
  23. ^ أرنست ماندل, Late Capitalism. London: NLB, 1975, chapter 7.
  24. ^ أرنست ماندل, ´´Late Capitalism´´. London: NLB, 1975, chapter 7.
  25. ^ أرنست ماندل, Late Capitalism. London: NLB, 1975, chapter 13.
  26. ^ Karl Marx, جرندريسه, Penguin 1973, p. 751.
  27. ^ Marx, رأس المال: المجلد الثالث, Penguin 1981, p. 320. فريتز ستيرنبيرغ, Der imperialismus. Berlin: Malik-Verlag, 1926; أرنست ماندل, "Agricultural Revolution and Industrial Revolution", in: A.R. Desai (ed.), Essays on Modernization of Underdeveloped Societies, Vol. 1, 1971 (Bombay: Thacker & Co.). Reprint as: "Agricultural Revolution and Industrial Revolution", International Socialist Review, vol. 34, No. 2 (February 1973), 6–13.
  28. ^ أرنست ماندل, Late Capitalism. London: NLB, 1975, chapter 9.
  29. ^ [2][وصلة مكسورة] Allin Cottrell and Paul Cockshott, "Demography and the falling rate of profit". Wake Forest University & Department of Computing Science, University of Glasgow, February 2007.[3] نسخة محفوظة 12 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  30. ^ أرنست ماندل, Late Capitalism. London: NLB, 1975, chapter 6.
  31. ^ أرنست ماندل, Late Capitalism. London: NLB, 1975, p. 542, 577.
  32. ^ Josef Steindl, Maturity and Stagnation in American Capitalism. New York: Monthly Review Press, 1952.