هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها

شعبة المجموعات الخاصة

من أرابيكا، الموسوعة الحرة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 01:27، 15 مارس 2023 (بوت: إصلاح التحويلات). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

شعبة المجموعات الخاصة (إس سي إٍس)، التي يرمز لها «إف «6، [1]هي برنامج سري للغاية مشترك بين وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي، ومكلّف بوضع أجهزة التجسس في الأماكن التي يصعب الوصول إليها مثل السفارات الأجنبية ومراكز الاتصالات والمنشآت الحكومية الأجنبية. أُسس في أواخر سبعينيات القرن العشرين واتخذ بيلتسفيل، في ولاية ماريلاند مقرًّا له،[2] شاركت شعبة المجموعات الخاصة في عمليات امتدت من الحرب الباردة إلى الحرب العالمية على الإرهاب.

المهمات

شعبة المجموعات الخاصة هي أحد برامج الميزانية السوداء [3]إذ وُصفت بأنها «قوة المهمات المستحيلة» للولايات المتحدة وهي مسؤولة عن «المراقبة الدقيقة والسرقة والتنصت على المخابرات الهاتفية والسطو».[4][5][6][7] يقع مقرها في بيلتسفيل بولاية ماريلاند في مبنى غامض وأُطلق عليها سابقًا «سي إس إس جي». يوجد في جوارها مركز بيلتسفيل للمراسلة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية والذي ترتبط فيه شعبة المجموعات الخاصة عن طريق كبل ألياف ضوئية. تُزوّد شعبة المجموعات الخاصة بالعاملين من قبل وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي. [8][9]وفقًا للمؤرخ الاستخباراتي جيمس بامفورد، فإن «منصب رئيس شعبة المجموعات الخاصة تتناوب عليه وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي». يستقر عملاء شعبة المجموعات الخاصة خارج سفارات وقنصليات الولايات المتحدة في الخارج، ويستخدم العملاء غالبًا غطاء الخدمة في السلك الدبلوماسي أو غطاء سلك الاتصالات الدبلوماسي عندما يتنقلون.[10][11] مهمتهم هي اعتراض المعلومات الحساسة من مصادر التجسس، والأسلحة النووية والشبكات الإرهابية وتهريب المخدرات وقضايا أخرى متعلقة بالأمن القومي.[4]

أُسست شعبة المجموعات الخاصة للتغلب على مشكلة أن وكالة الأمن القومي عادة تعترض الاتصالات «بشكل سلبي» من خلال وسائل الاعتراض المتنوعة الخاصة بها حول العالم، إذ أن التطور المتزايد في أجهزة الاتصالات الخارجية يجعل الاعتراض السلبي غير مجدٍ، ويتطلب بدلًا من ذلك وصولًا مباشرًا إلى معدات الاتصالات. في الوقت نفسه، تتمتع وكالة الاستخبارات المركزية بوصول إلى عملاء مختصين بالعمليات السرية، وبالتالي لديها قدرة أكثر على الوصول إلى أجهزة الاتصال الخارجية، ومع ذلك تفتقر إلى خبرة وكالة الأمن القومي في عمليات التنصت على الاتصالات. وبالتالي أُنشأت شعبة المجموعات الخاصة لتجمع بين إمكانات مخابرات اتصالات وكالة الأمن القومي مع إمكانات العمل السري لوكالة الاستخبارات المركزية من أجل تسهيل الوصول إلى أنظمة الاتصالات الخارجية المتطورة.[12][13]

تستخدم شعبة المجموعات الخاصة تقنيات أجهزة استماع سرية لحشرها في السفارات الأجنبية ومراكز الاتصالات وتجهيزات الحواسيب وشبكات الألياف البصرية والمنشآت الحكومية. لم تعترف الحكومة الأمريكية بوجودها بشكل رسمي ولا يُعرف الكثير عن الأساليب والتقنيات التي تستخدمها. التقرير الداخلي الوحيد عن شعبة المجموعات الخاصة قدّمه كنديّ اسمه مايك فروست الذي كشف كتابه «عالم الجواسيس» المنشور في عام 1994، أن البرنامج كان معروفًا بالنسبة للمطّلعين بالشؤون في ذلك الوقت باسم «كوليج بارك». اعتبارًا من عام 2008 ورد أن شعبة المجموعات الخاصة استهدفت موظفي الاتصالات الأجانب بشكل رئيسي مثل مدراء قواعد البيانات ومدراء الأنظمة ومتخصصي تكنولوجيا المعلومات[14]

خلال شهر أكتوبر من عام 2013 أدت تقارير المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن، إلى كشف النقاب عن تنصت شعبة المجموعات الخاصة بشكل منتظم على المكالمات الهاتفية الخاصة بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على مدى فترة 10 سنوات، والتي أدت بالإضافة إلى نشاطات أخرى مثل التنصت وتسجيل كميات كبيرة من اتصالات مواطنين وقادة جنوب أمريكيين وأوروبيين بشكل منتظم، إلى رد فعل دبلوماسي عنيف وواضح من قبل الحكومة الأمريكية.[15]

التاريخ

الخلفية

تأسس برنامج شعبة المجموعات الخاصة عام 1978 خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.[16]

زادت تقنيات التشفير في التطور العلمي والتكنولوجي، وبحلول نهاية القرن العشرين ثَبُت أن العديد من الإشارات المشفرة غير قابلة للكسر. بسبب هذه المشكلة المتمثلة بعدم القدرة على اعتراض وتشفير الاتصالات الخارجية من خلال وسائل سلبية، تنشّطت تقنيات وأساليب التنصت، إذ احتاجت الحكومة الأمريكية بدلًا من ذلك إلى اعتراض الاتصالات من مصدرها، وبذلك وُسّع برنامج شعبة المجموعات الخاصة في عام 1990 من أجل تلبية هذه الحاجة.[17][18][19]

تسريبات سنودن

وفقًا للوثائق التي سربها إدوارد سنودن، فإن شعبة المجموعات الخاصة هي جزء من برنامج مراقبة عالمي يُعرف باسم «ستيت روم».[20]

النشاطات

الحرب الباردة

أفادت تقارير أن عملاء شعبة المجموعات الخاصة خبؤوا أجهزة التنصت في الحمامات المتواجدة على عتبات نوافذ السفارة السوفييتية في العاصمة واشنطن.

الاختراق

اختُرق برنامج شعبة المجموعات الخاصة من قبل خبير التحقيقات الفيدرالي الشهير مول روبرت هانسن في تسعينيات القرن العشرين، والذي قدم معلومات حساسة لموسكو حول عمليات التنصت الخارجية الأمريكية المتطورة جدًا. مع ذلك، كان البرنامج سريًا جدًا لدرجة أنه بعد اعتقال هانسن فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي يصفه بمصطلحات عمومية بأنه «برنامج ذو نفقات وقيمة وأهمية عالية للحكومة الأمريكية».[6]

أفغانستان

عندما أرادت إدارة كلينتون في عام 1999 قتل أسامة بن لادن بعد تفجيرات السفارة الأمريكية لعام 1998، دخل عملاء شعبة المجموعات الخاصة بشكل سري إلى أفغانستان لوضع أجهزة التنصت داخل نطاق أجهزة الراديو التكتيكية للقاعدة.[21]

الصين

انتشرت إشاعات أن شعبة المجموعات الخاصة كانت متورطة في عمليات عام 2001 التي زُرع فيها 27 جهازًا صغيرًا، تتم السيطرة عليها من خلال الأقمار الصناعية في طائرة «بوينغ 767-300 إي آر» التي كانت تستخدم كطائرة رسمية للرئيس الصيني جيانغ زيمين. اكتُشف وجود الأجهزة قبل أن تُشغّل.[22]

الحرب العراقية

قبل الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، وُصفت شعبة المجموعات الخاصة بأنها «المحرك الرئيسي» للمراقبة الالكترونية في البلاد. قام عملاء شعبة المجموعات الخاصة ببناء العديد من الأنتينات الهوائية موزعة في أنحاء الريف العراقي، وقادرة على اعتراض اتصالات الأمواج الميكروية العراقية. كانت هذه الاتصالات العراقية صعبة الاعتراض لأنها توجه الرسالة اللاسلكية من قمة تل إلى قمة تل آخر بحزمة عريضة وبزاوية مائلة للغاية، وبالتالي تكون متبدّدة جدًا بحيث لا يمكن اعتراضها عن طريق الهواء أو المركبات الفضائية.[23]

جنّدت الحكومة الأمريكية في عام 1998 عميلًا أستراليًا لصالح شعبة المجموعات الخاصة وأرسلته إلى العراق. أرسل العميل تقريرًا يُعرب فيه عن قلقه مما كان يحدث في العراق إذ كان هناك «كميات كبيرة من البيانات، ولم يكن يتلقّ ملاحظات فيما إذا كانت جيدة أو سيئة أو مفيدة». قال في تقاريره أيضًا إن «هذه كانت عملية استخباراتية ضخمة لجمع المعلومات- وهي عملية لم تكن متوافقة مع ما كان من المفترض أن تقوم به لجنة الأمم المتحدة الخاصة» في ذلك الوقت.[23]

بعد الغزو كان عملاء شعبة المجموعات الخاصة مكلفين بملاحقة صدام حسين وكانوا يزرعون أجهزة تنصت متطورة في المناطق المستهدفة من أجل اعتراض الاتصالات التي حُلّلت من قبل خبراء تحليل الصوت.[24][25]

الحرب على الإرهاب

شاركت شعبة المجموعات الخاصة في عمليات التنصت في سبيل دعم الحرب على الإرهاب من خلال إنشاء مراكز تنصت في أنحاء عواصم الشرق الأوسط، وللشخصيات القريبة من شبكة أسامة بن لادن الإرهابية. في عام 1999 راقب فريق شعبة المجموعات الخاصة معسكرات تدريب القاعدة بالقرب من خوست.

عندما حددّت الولايات المتحدة موقع مجمع أسامه بن لادن في آبوت آباد في الباكستان، أسس عملاء شعبة المجموعات الخاصة قاعدة لهم في شقة كانت وكالة المخابرات المركزية قد استأجرتها على بعد ميل من المجموعة. وجّهوا أشعة الليزر على نوافذ المجموعة ومن خلال تحليل الاهتزازات كانوا قادرين على حساب عدد الأشخاص في الداخل والخارج، وتأكدوا أيضًا من وجود شخص واحد لم يغامر بالخروج من المجموعة أبدًا. قُتل بن لادن خلال غارة شنتها قوات العمليات الخاصة الأمريكية في 2 مايو عام 2011.[26][27]

المراجع

  1. ^ Brown، David W. (12 أبريل 2012). "Inside the secret world of America's top eavesdropping spies". The Week. مؤرشف من الأصل في 2019-12-05.
  2. ^ "Eyeballing the CIA/NSA Special Collection Service". Cryptome. 13 مايو 2002. مؤرشف من الأصل في 2018-07-09. Several years ago, according to sources, SCS relocated to a new, 300-acre, three-building complex disguised as a corporate campus and shielded by a dense forest outside Beltsville, Maryland. {{استشهاد ويب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
  3. ^ Classification Guide 356-01 Accessed October 27, 2013 نسخة محفوظة 4 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ أ ب Lichtblau، Eric (February 28, 2001). "Spy Suspect May Have Revealed U.S. Bugging; Espionage: Hanssen left signs that he told Russia where top-secret overseas eavesdropping devices are placed, officials say". لوس أنجلوس تايمز. ص. A1 นิเจ้าบ๊องต๋อยเซมเบ้. مؤرشف من الأصل في April 17, 2001. اطلع عليه بتاريخ أكتوبر 2020. {{استشهاد بخبر}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  5. ^ Lathem، Niles (1 مارس 2001). "Feds to Offer FBI 'Mole' Sing-or-die Deal". نيويورك بوست. ص. 4.
  6. ^ أ ب آن كوري (anchor), John Pike (guest), بيت وليامز (guest) and جيمس بامفورد (guest) (27 فبراير 2001). "Congress to Hold Closed Hearings on Accused Spy Robert Hanssen Later This Week". Today. هيئة الإذاعة الوطنية. مؤرشف من الأصل في 2018-10-07.
  7. ^ Kaihla، Paul (نوفمبر 2001). "Weapons of the Secret War". بيزنيس 2.0. مؤرشف من الأصل في 2003-10-04.
  8. ^ Pike، John (28 أبريل 1996). "CIA/NSA CSSG Special Collection Service, "Communiciations Support Group," 11600 Springfield Rd, Beltsville, MD". اتحاد العلماء الأمريكيين. مؤرشف من الأصل في 2001-08-03.
  9. ^ Aid، Matthew (21 سبتمبر 2012). "The Spies Next Door: The Top 10 Beltway Intel Centers Hiding in Plain Sight". فورين بوليسي. مؤرشف من الأصل في 2014-10-27. اطلع عليه بتاريخ 2014-07-06.
  10. ^ Bamford، James (September 16, 2001). "Booknotes" (Interview). برايان لامب. سي-سبان. مؤرشف من الأصل في November 15, 2011. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020. {{استشهاد بمقابلة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  11. ^ Pike، John (28 أبريل 1996). "State Department: Beltsville Communications Annex". اتحاد العلماء الأمريكيين. مؤرشف من الأصل في 2001-08-03.
  12. ^ Isnard, Jacques (23 Feb 2000). "Une alliance secrète entre la NSA et la CIA" [A Secret Alliance Between the CIA and the NSA]. لو موند (بالفرنسية). Archived from the original on 2013-04-10.
  13. ^ Bowman، Tom (18 يوليو 2002). "Report faults decisions by intelligence agencies; Management actions in allocating resources are blamed in Sept. 11". بالتيمور صن. ص. 3A.
  14. ^ Bamford، James (2008). The Shadow Factory: The Ultra-Secret NSA from 9/11 to the Eavesdropping on America. Knopf Doubleday Publishing Group. ISBN:9780385521321. مؤرشف من الأصل في 2020-05-10.
  15. ^ "Embassy Espionage: The NSA's Secret Spy Hub in Berlin" Der Spiegel, 27 October 2013 نسخة محفوظة 5 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ Roslin، Alex (6 أكتوبر 2001). "Cyberspies and saboteurs: Hackers on the payroll of U.S. security agencies". The Gazette. مونتريال. ص. A1. مؤرشف من الأصل في 2001-12-16.
  17. ^ Diamond، John (10 ديسمبر 1999). "To Catch a Spy Because the FBI Noted Inept Actions of a Russian Near the State Department, Espionage Was Uncovered". شيكاغو تريبيون. ص. 1, 1:2.
  18. ^ Loeb، Vernon (29 يوليو 2001). "Test Of Strength; For two years, Air Force general Michael Hayden has waged a secret struggle to overhaul the world's most powerful spy agency. Nothing's riding on his success but the future of America's national security". واشنطن بوست. ص. 9.
  19. ^ Finder، Joseph (29 أبريل 2001). "Bugging the World". ملحق مراجعة كتاب نيويورك تايمز. ص. 9.
  20. ^ لورا بويتراس, Marcel Rosenbach and Holger Stark. "Codename 'Apalachee': How America Spies on Europe and the UN". دير شبيغل. مؤرشف من الأصل في 2019-07-09. اطلع عليه بتاريخ 2013-12-22.
  21. ^ Gellman، Barton (19 ديسمبر 2001). "Broad Effort Launched After '98 Attacks". واشنطن بوست. ص. A1.
  22. ^ "Air turbulence a test for ties". جريدة جنوب الصين الصباحية. 24 يناير 2002. ص. 12.
  23. ^ أ ب Vest، Jason؛ Madsen، Wayne (March 2, 1999). "A Most Unusual Collection Agency". ذا فيليج فويس. مؤرشف من الأصل في August 15, 2001. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020. {{استشهاد بخبر}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  24. ^ McDougall، Dan؛ Ward، Sharon (14 أبريل 2003). "Saddam may have fled as house of cards collapses". The Scotsman. ص. 10.
  25. ^ Thwaites، George؛ Thomas، Ian؛ Sanderson، Elizabeth؛ Patel، Pravina؛ Stewart، Will (13 أبريل 2003). "Has Moscow Saved Saddam? ; The War in Iraq as the Tyrant Continues to Evade Capture by Agents from Five Countries, Damning Evidence That the Russians Even Spied on Tony Blair to Help Iraqi Regime". Mail on Sunday. ص. 6.
  26. ^ Calvert، Scott (8 مايو 2011). "Listening for Bin Laden: the NSA's Intercept of a Phone Call by a Courier May Have Been a Key Piece of Evidence Leading to the Terrorist Leader's Compound". بالتيمور صن. ص. A1.
  27. ^ "Laden's killing: other side of the story". Assam Tribune. 3 يونيو 2011.