أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/512

من أرابيكا، الموسوعة الحرة

هذه نسخة قديمة من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 14:33، 22 فبراير 2022 (بوت: إصلاح التحويلات). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة، وقد تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة الحالية.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عندما بلغت سلطنة زنجبار أقصى اتّساعها قُرابة سنة 1856 كانت قد بسطت سيطرتها على الإقليم السواحليّ بأكمله، وهو إقليمٌ يتمثَّلُ بمُدُن وموانئ الساحل الشرقي لقارة أفريقيا.
عندما بلغت سلطنة زنجبار أقصى اتّساعها قُرابة سنة 1856 كانت قد بسطت سيطرتها على الإقليم السواحليّ بأكمله، وهو إقليمٌ يتمثَّلُ بمُدُن وموانئ الساحل الشرقي لقارة أفريقيا.

الإقليم السواحليّ في شرق أفريقيا لهُ تاريخٌ طويل بدأ مُنذ عصورٍ قديمة، لكنَّه مرَّ بأهمِّ مراحله بعد أن بدأ التجار العرب والفرس والهنود بالتَّوافدِ إليه في القرن السابع الميلادي لتأسيس المدن والمستوطنات التجارية، والتي وصلت قمة ازدهارها بعد أن تحوَّلتْ إلى دويلاتٍ صغيرةٍ عديدة حكمها أمراءٌ مُسلمون بدءاً من القرن الثالث عشر، ومن أهمّها سلطنة زنجبار التي اتَّسعَ حُكمها ليشمل كافّة الإقليم السَّواحلي قبلَ أن تستوليَ عليها الإمبراطورية البريطانية حتى القرن العشرين. والمقصُود باصطلاح الإقليم السواحليّ هو السَّاحلُ الشرقي لأفريقيا، حيث يتميَّز هذا الإقليم بثقافة وحضارة خاصَّتين تختلفان عن ثقافة الأجزاء الأخرى من القارة الأفريقية، وتبدأُ الحدود الجغرافية لهذا الإقليم من المدن الساحليَّة في شرقي الصومال وتمتدُّ جنوباً حتى دولة موزمبيق، حيث تتبعُ إليه شواطئ وجُزرٌ تعودُ إلى ست دولٍ حديثة. سكنَ قوم البانتو الزّنوج ساحل أفريقيا مُنذ ما قبل التاريخ، وبدؤوا بالاتّصال مع أوائل التجار العربِ والفُرس الوافدين إلى المنطقة في القرن الثامن بعد الميلاد، وتوسَّع النشاطُ الإسلامي التجاري بسُرعة بحيثُ بدأ بعضُ المُسلمين بالاستقرار على السَّاحل وتأسيس مُدُن ودويلات خاصَّة بهم فيه، والتي كان عددُها لا يقلُّ عن ثلاثين مدينة مُهمّة مع بدء القرن الخامس عشر، من أهمِّها مومباسا ومقديشو وكيلوا وزنجبار وبمبا وماليندي وسُفَالة. وقد تكوَّنَت لهذه المُدُن ثقافة فريدةٌ خاصَّة بها نتجت عن امتزاج الثقافة الأفريقية الأصلية مع ثقافة المُهاجِرين العرب والمُسلمين، بل ووُلدت منها لغةٌ جديدةٌ مُستقلَّة هي اللغة السواحلية، التي تُعتَبر الآن ثاني أكثر اللغات انتشاراً في قارَّة أفريقيا بعد اللغة العربية، ويتحدَّثها حوالي خمسين مليون إنسان. وصلتِ الحضارة السواحلية أوجَ ازدهارها في القرن السادس عشر للميلاد، عندما بدأت بالاصطدام مع الإمبراطورية البرتغالية. وقد سعى البرتغاليُّون لإرساء سيطرتِهم على التجارة المُزدهرة في منطقة السَّاحل الأفريقي، فاحتلُّوا مدينة كيلوا الكينيَّة في سنة 1505 وبعدها سائرَ المُدُن السواحليَّة، إلا أنَّ البرتغال فشلتْ بتأسيس نفوذٍ مُستقرٍّ لها في المنطقة، وتضاءَلت سيطرتُها على الساحل تدريجياً حتى انتهتْ تماماً في عام 1698، حيثُ بدأت سلطنة عُمَان ببسطِ سيطرتها على الإقليم السواحليِّ مكانَها، واستتبَّ لها النّفُوذ على التجارة بين العرب والسواحليّين لمُدَّة قرنيْن من الزَّمن.

تابع القراءة