اشتراكية بوذية

الاشتراكيّة البوذيّة (بالإنجليزية: Buddhist socialism)‏ هي إيديولوجيا سياسيّة تدعم تطبيق الاشتراكية بناءً على المبادئ البوذية. تسعى كل من الاشتراكيّة والبوذيّة إلى إنهاء معاناة الإنسان عن طريق تحليل الأوضاع وإزالة الأسباب الرئيسة للمعاناة عن طريق البراكسيس. وتسعى كلتيهما أيضًا إلى تحوُّل الوعي الإنسانيّ (الروحانيّ والسياسيّ على الخصوص) لوضع حد لاغتراب الإنسان وأنانيته.

من المفكرين الذين يمكن اعتبارهم اشتراكيّين بوذيّين: بوذاداسا، وأمبيدكار، وهان يونغ-آن، ونورودوم سيهانوك.

يُعتبر بوذاداسا أول من صاغ مصطلح "الاشتراكيّة الدهاميّة Dhammic socialism"، حيث إنه يعتقد أن الاشتراكيّة هي الحالة الطبيعيّة التي تعني أن كل الأشياء توجد معًا بانسجام في نظام واحد.

«انظر إلى الطيور: سترى أنهم يأكلون من الطعام بقدر ما تحتمله بطونهم فقط. ولا يمكنهم تناول أكثر من ذلك، إنهم لا يمتلكون صوامع لحفظ الطعام وتخزينه. انظر إلى الأسفل حيث النمل والحشرات: هذا هو كل ما يمكنهم فعله. انظر إلى الأشجار: الأشجار تمتص من الماء والغذاء بقدر ما يمكن للجذع أن يحتمل فقط، ولا يمكنهم أخذ أكثر من هذا. وبالتالي فإن تعدي بعض الناس على حقوق غيرهم أو نهب ممتلكاتهم لإقامة المجتمع لا يمكن أن يتوافق مع قانون الطبيعة وما يحدث طبيعيًّا، هذا هو ما يكوِّن المجتمع وما يضمن استمراره على حاله، حتى أصبحت الأشجار كثيرة، والحيوانات كُثُر، والبشر كُثُر أيضًا في هذا العالم. لقد كانت حرية الامتلاك مدارة بواسطة الطبيعة في شكل الاشتراكيّة الطبيعيّة.»

شعر هان يونغ-آن أن المساواة واحدة من المبادئ الأساسيّة للبوذيّة. وفي حوار نُشر في 1931، تحدث يونغ-آن عن رغبته في استكشاف الاشتراكيّة البوذيّة.

«إنني أخطط حاليًا إلى الكتابة عن الاشتراكيّة البوذيّة. كما أن هناك اشتراكيّة مسيحيّة كنظام للأفكار في الديانة المسيحيّة، لا بد أن يكون هناك اشتراكيّة بوذيّة في الديانة البوذيّة.»

قال دالاي لاما الرابع عشر للتبت، تينزن غياتسو:

«من كل النظريات الاقتصاديّة الحديثة، يقوم النظام الاقتصاديّ الماركسيّ على مبادئ أخلاقيّة، بينما لا تهتم الرأسماليّة سوى بالعائد والربح (...) إن فشل النظام في الاتحاد السوفيتي البائد لم يكن فشلًا للماركسيّة، ولكنه كان فشلًا للشموليّة. ولهذا السبب لازلت اعتبر نفسي نصف ماركسيّ نصف بوذيّ.»