أرابيكا:خطة ويكيميديا الاستراتيجية 2017

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 03:23، 2 يوليو 2023 (‏ بوت: إصلاح أخطاء فحص أرابيكا من 1 إلى 104). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)


thumbtime=00:37
thumbtime=00:37

مرحباً بكُم في صفحة حوار
ويكيميديا الاستراتيجي

نقاشات الأسابيع المنصرمة

التحدي الخامس: كيف يمكن لحركة ويكيميديا أن تُلبّي حاجات متصفحي الإنترنت الحالية والمستقبلية مع تغيّر توزيع سكان العالم بصورةٍ كبيرة خلال الخمسة عشر سنة القادمة؟

الفكرة الأولى

مع تغيّر توزيع السُكَّان في العالم، كيف يمكن لحركة ويكيميديا أن تساعد على تحسين المعرفة وإيصالها إلى المزيد من الناس. من المُتوقَّع أن يرتفع عدد سكان أفريقيا بنسبة 40% مستقبلاً، كما سيستحسَّنُ الاتصال بالإنترنت والقدرة على القراءة والكتابة خلال الخمسة عشر سنة التالية. وأما اللغة الإسبانية فيعتقد أنها ستصبح ثاني أكثر لغة منتشرةٍ في العالم بعد 35 عاماً. هذا يعني أنَّ الثقافات السائدة في العالم ستتغيَّر، وقد تكونُ مواقع ويكيميديا الحالية أقلَّ فائدةً بالنسبة للقسم الأكبر من سُكَّان العالم.

بنيت الفكرة المكتوبة هنا على ورقة بحثية، بعنوان التفكير بعام 2030: التغيرات السُكَّانية - كيف يمكن لحركة ويكيميديا أن تزيدَ من وصوليتها للعالم في عام 2030؟

أفكارٌ أساسية من التقرير

  • توزيع سُكَّان العالم يتغيَّر: ففي عام 2030، من المُتوقَّع أن يصل عدد سُكَّان العالم إلى 8.4 مليارات، أي أنَّه سيرتفعُ بنسبة 15%. ولكن خلال هذه الفترة فمن المُرجَّح أن لا يتغير عددُ سكان قارة أوروبا تقريباً، وأما سُكَّان الأمريكيتين فسيزدادون بدرجة بسيطة (حوالي 128 مليون شخص)، بينما يتوقع من قارة أفريقيا أن يزداد سكانها بنسبة 40% - وهو ما يعادل نحو 470 مليون إنسانٍ جديد.[5 1]
  • سُكَّان العالم يزدادون عمراً: سيرتفعُ وسطي عمر الإنسان في العالم من 29.6 إلى 33 سنة. وسيظلّ سكان قارة أفريقيا هم الأكثر شباباً، إلى سيرتفعُ وسطي الحياة من 19.6 إلى 21.4 سنة.[5 1]
  • القوى العاملة في العالم تتغيَّر: من المُرجَّح أن تتناقصَ القوى العاملة، إذ سيقلّ عدد الناس المنتمين للفئة العمرية التي بين 15 إلى 64 سنة. فسينخفضُ معدَّل الخصوبة في قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية، ممَّا سيؤدي إلى ارتفاع العمر الوسطيّ وتناقُصِ أفراد المجتمع القادرين على العمل بنسبة 5-6%.[5 2] على سبيل المثال، يتجاوزُ عدد من يبلغون سنّ التقاعد (65 عاماً فأكثر) ربع سُكَّان اليابان في الوقت الحالي، بينما يعادل 15% فقط من سكان الولايات المتحدة.[5 3] ولتتعاملَ اليابان مع هذا الوضع فقد أرجئت سنّ التقاعد إلى ما بعد سن الخامسة والستين. وهو ما قد تفعله بلدانٌ أخرى، فعندَ حلول سنة 2050، ستكونُ هناك 32 دولة في العالم تبلغ نسبة المتقاعدين فيها 25% أو أكثر من السُكَّان.[5 4]
  • المستويات التعليمية تتزايد: مستوى التعليم في العالم يرتفعُ بصورة مستمرَّة، إذ سيزيد عدد القادرين على القراءة والكتابة من 83% من السُكَّان إلى 90% بين سنتي 2015 و2030. وسيكونُ أكبرُ ارتفاعٍ من هذا النوع في أفريقيا، حيث ستزيد نسبة من يستطيعون القراءة والكتابة من 62% (2015) إلى 80% (2030). كما سترتفعُ هذه النسبة في آسيا من 83% (2015) إلى 90% (2030). وستبقى النسبة ثابتةً تقريباً في أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث تبلغُ 99-100%.[5 5]
  • في عام 2050، سترتفع اللغة الإسبانية من المركز الرابع إلى الثاني في العالم: إذ يُتوقَّع أن يصبح ترتيب اللغات الخمس التي لها أكبر عددٍ من المتحدثين في العالم - بذلك الحين - هو الصينية، ثم الإسبانية، ثم الإنكليزية، ثم الهندية، وأخيراً العربية. وهذا يعني أنَّ اللغة الإسبانية سترتفعُ من مركزها الحالي، وهو الرابع بين لغات العالم، إلى المركز الثاني، لتتجاوزَ بذلك الإنكليزية.[5 6]

الفكرة الثانية

تظهر البحوث الأخيرة أنَّ معظم قراء أرابيكا (في سبعةٍ من أكثر البلدان التي تستخدم فيها الموسوعة) لا يفهمون شيئاً يذكر عن كيفيَّة عمل أرابيكا، وتنظيمها، وتمويلها، وإنتاج محتواها. وتسودُ هذه الحالة - بصورة خاصة - بين الفئة العمرية ما بين 13-19 عاماً. كما قد توصَّل الباحثون إلى أنَّ القرَّاء يجدون أهمَّ سماتِ أرابيكا هي فائدتها لهُم، وسهولة قرائتها، و"مجانية محتواها". ولكنَّهم لا يرونَ أو لا يعونَ أن أرابيكا تهتمّ بتقديم "محتوى محايد وموضوعيّ" أو "محتوى شفَّاف وحُرّ". وهذا يعني أنَّنا لا زلنا بحاجةٍ للتوعية أكثرَ عن عملنا.

استُمِدَّت هذه الفكرة من دراسة حديثةٍ عن وعي القُرَّاء وتصورهم واستخدامهم لأرابيكا. وقد شملت هذه الدراسة استقصاءاتٍ في فرنسا، وألمانيا، واليابان، وروسيا، وإسبانيا، وبريطانيا، والولايات المتحدة من خلال نماذج استبيانٍ إلكترونية متاحةٍ على الحواسيب الثابتة والمحمولة والأجهزة الذكية.

الخلاصات الأساسية للبحث

الوعي
  • في البلدان السبعة مجتمعة، تبيَّن أن 80% تقريباً من القُرَّاء يستطيعون معرفة أرابيكا من خلال شعارها. كانت نسبة الوعي بأقصاها في إسبانيا (89%) وأدناها في اليابان (64%).
  • عندما سُئِلَ القرّاء: "عندما تريدون الوصول إلى المعلومة، ما هي المواقع الثلاثة التي تتصفَّحُونها عادةً؟"، كانت إجابتهم هي غوغل (بنسبة 85%)، ومن ثمَّ أرابيكا (45%)، فاليوتيوب (43%)، فالياهو (19%)، وأخيراً الفيسبوك (17%).
  • بالإجمال، وجدنا أن 20% من القراء تعرَّفُوا على أرابيكا للمرة الأولى من خلال الإنترنت، و20% من خلال المدرسة. ولكن ثمَّة اختلافاتٌ بين الفئات العمرية المختلفة، إذ وجدنا أنَّ 35% من الفئة العمرية 13-19 عاماً عرفوا عن أرابيكا في المدرسة، بينما 73% من الفئة العمرية 36-49 عاماً عرفوا عنها من خلال الإنترنت.
التصور
  • في البلدان السبعة كُلّها، أجمعَ القُرّاء الذينَ يعرفُون أرابيكا على أنَّها ترتبطُ لديهم بفكرة "إيصال المعرفة الحُرّة لكل شخص" (8.5 من 10)، و"نفعهم في عملهم" (8.3 من 10). إلا أنَّ أقلَّ فكرةٍ مطروحة وجدوها مرتبطة بأرابيكا هي "المحتوى المحايد" (7.0) و"الشفافية" (6.9). كما ثمَّة اختلافات كبيرة بالإجابات حسب الفئات العمرية، فالبالغون 13-19 عاماً لديهم تصور أضعفُ عن أرابيكا من كافة النواحي المذكورة تقريباً.
  • وأما عندما سُئِلَ القرّاء الذين يعرفُون أرابيكا عن أهمِّ جانبٍ منها بالنسبة إليهم، فكانت الإجابة هي أنَّها "مفيدة"، وأنها "تُقدّم المعرفة الحُرّة للجميع"، وأنها "سهلة القراءة". وأما الأقلّ أهمية بالنسبة إليهم فكانت "شفافية المحتوى" و"خلوّها من الإعلانات".
  • كما ثمَّة إجماعٌ عامّ، بين جميع الفئات العمرية، على أنَّ أرابيكا قد تكونُ بحاجةٍ إلى "محتوى أكثر موثوقية" (57%)، و"محتوى أكثر جودة" (51%)، و"محتوى أكثر حيادية" (44%)، و"المزيد من الوسائط المرئية" (41%).
الاستخدام
  • ضمنَ البلدان التي شاركت بالاستقصاء، يبدو أنَّ أكبر جمهورٍ لأرابيكا يوجد في إسبانيا، حيث أنَّ 91% من مستخدمي الإنترنت المنتمين للفئة العمرية 13-49 عاماً يعرفُونها، و89% منهم يقرؤون فيها دورياً. وبالمقارنة مع الرقم الوسطي لجميع البلدان السبعة، فإنَّ نسبة الوعي بأرابيكا هي 84%، ونسبة قرائتها 81%.
  • وأما حسب البلد، فإنَّ 75% من قراء أرابيكا في روسيا و73% منهم في إسبانيا يقرؤون بأرابيكا مرة واحدة - على الأقلّ - أسبوعياً. كما أنَّ 24% من القراء الروسيين والإسبانيين يستخدمونها يومياً على الأقلّ. وأما أقلُّ معدلات القراءة فقد كانت في اليابان وبريطانيا، حيث لم تتجاوز 60% من القرّاء الذين يستخدمونها أسبوعياً.
  • وفي الإجمال فإنَّ نصفَ قرّاء أرابيكا - تقريباً - يأتون من الحواسيب الثابتة والمحمولة، والنصف الآخر من الهواتف الذكية. ومن المُرجَّح كثيراً للقراء من الفئة العمرية 13-35 عاماً أن يفتحوا ويكيبدييا من خلال هواتفهم المحمولة، كما أنَّ الفئة العمرية 13-19 عاماً هي أكثرُ من يصل إلى أرابيكا من خلال التطبيقات الصوتية مثل سيري وأليكسا (21% من الفئة 13-19 عاماً، مقابل 10% من الفئة 36-49%).

للمزيد من المعلومات عن هذا الأمر، نرجو منك قراء المُلخَّص الكامل عن الموضوع.

اقترح حلاً

نرجو منك أن تناقش، أدناه، موضوع التحدي الحالي.

  1. على الميتا ويكي: توجَّه - فضلاً - إلى صفحة النقاش

ملاحظة: ستُقدَّم ملاحظاتكم إلى فريق الاستراتيجية في مؤسسة ويكيميديا، وسيُستَفادُ منها في إيجاد طرق واقعية وفعَّالة للتعامل مع التحديات المطروحة هنا.

المراجع

  1. ^ أ ب "World Urbanization Prospects: The 2014 Revision". United Nations, Department of Economic and Social Affairs, Population Division. Accessed 2017-06-15
  2. ^ Lee, Ronald, and Andrew Mason. “The Price of Maturity: Aging Populations Mean Countries Have to Find New Ways to Support Their Elderly.” Finance & Development 48.2 (2011): Pages 6–11.
  3. ^ Schlesinger, Jacob M.; Martin, Alexander. "Graying Japan Tries to Embrace the Golden Years". Wall Street Journal. November 29, 2015. Accessed 2017-06-15.
  4. ^ Rodionova, Zlata. "Japan’s Elderly Keep Working Well Past Retirement Age". The Independent. Retrieved 2017-06-15
  5. ^ Country Profiles”. International Futures, Pardee Center. Accessed June 25, 2017.
  6. ^ Graddol, David. “The Future of English: A guide to forecasting the popularity of the English language in the 21st century”. Accessed June 24, 2017

التحدي الرابع: كيف يُمكِن لأرابيكا أن تظلَّ فعَّالة مع تغيّر وسائل صناعة ونشر وعرضِ المعرفة في العالم؟

الفكرة الأساسية

تشير أبحاثُنا إلى أنَّ ثمة تغيّرات تمسّ استخدام المعرفة في العالم كُلِّه - إما بسبب انتشار استعمال الإنترنت بأماكن غير مسبوقة، أو بسبب التحوّل نحوَ الهواتف المحمولة.

  • ففي الأماكن التي تتَّصلُ بالإنترنت حديثاً فحسب، أصبح محتوى الهواتف هوَ الأكثر طلباً.
  • وأما على مستوى العالم بأكمله فإنَّ ثمة تغيّراً في مواقع الإنترنت يجعلها تتحوَّلُ من منصَّات "بسيطة" بواجهتين (واحدةٌ للحاسوب وأخرى للهاتف) إلى منصَّات مُعقَّدة وعميقة تستفيدُ من تقنياتٍ متطوّرة كثيرة، مثل الذكاء الاصطناعي وما سواه.

ستسبَّبُ هذه التغيرات بتجديد الطريقة التي يستخدم الناسُ فيها المعرفة.

استُمِدَّت الفكرة الأساسية المطروحة أعلاهُ من ورقة بحثيَّة أعدَّها فريقُ استراتيجية الحركة، بعنوان التفكير بعام 2030: التغيّرات القادمة في التقنية التي ستؤثّر على حركة ويكيميديا.

تتنبأ البحوثات المُجْرَاة على المواقع الناشئة والابتاكر التقني (في الهواتف المحمولة وغيرها) بأن أسلوب تعلّم الناس وتواصلهم مع العالم سيختلف. ويمكن رؤية هذا بطرقٍ عدَّة، مثل تغيّر أسلوب تطوّر المحتوى المعرفي في جميع أنحاء العالم، إضافةً إلى تغيّر أسلوب تفاعل الناس مع بعضهم نتيجة التقدم التقني، إذ ستصبح المعرفة جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للناس.

آثار التغيرات الجديدة على ويكيميديا

على المدى القريب - الهواتف المحمولة

“الإنترنت هو الهواتف، والهواتف هي الإنترنت” هكذا يقول مُلخَّص تقرير Global Mobile Trends[4 1] الصَّادر عن وكالة GSMA Intelligence. “فطوال الجيل القادم من المتصفحّين والمستخدمين، ستكون فكرة الإنترنت نفسها مرتبطةً تماماً بالهواتف المحمولة، والعكسُ سيكونُ صحيحاً أيضاً”.[4 2] ويشير الباحثون إلى أنَّ تصفّح الإنترنت من خلال الهواتف لا زال منخفضاً على مستوى العالم، فنسبته لا تتجاوزُ 40% في آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ومن بين سكان العالم البالغ عددهم 7.3 بلايين، لا يستخدمُ منهم سوى 3.4 بلايين الإنترنت من خلال الهواتف المحمولة (حسب تقديرات الباحثين). إلا أنَّ إحدى الحواجز التي يُقدِّمها تحول الإنترنت نحو الهواتف المحمولة هو النقصُ في المحتوى المُوجَّه نحو المستخدمين المحليِّين.[4 1] وتوحي نتائج الأبحاث بأنَّ هذا التحول قد يكونُ فرصة مواتية لحركة ويكيميديا للتعاون مع صانعي المحتوى في المجتمعات حديثة العهد بالإنترنت بأفريقيا وآسيا، كما قد تكونُ لها أفضليَّة كبيرة لو بادرت إلى تطوير تطبيقات وآليات مناسبة للوصول إلى مواقع ويكيميديا من خلال الهواتف المحمولة، ولإقامة شراكات تساعد على دخول الويكي إلى البلدان الجديدة على الإنترنت.

المواقع الناشئة وأنواعها

بحسب تقريرَيْن صادرَيْن عن جهتين مستقلَّتين[4 3] حول الابتكار التقني واستخدامه، فإنَّ ثمة أربعة أنواع من منصَّات المحتوى ستنتشرُ بصورة كبيرة في العالم منذ الآن وحتى عام 2030:

  1. سيؤدي تطوّر الذكاء الاصطناعي (AI) والتطبيقات الصوتية إلى صناعة منصَّات للمعلومات والتعليم تلعبُ دوراً في الحياة اليومية للناس. يعني هذا أنَّ اعتماد مستخدم الإنترنت على المواقع والبرامج النصيَّة سينخفض، مقابل ازدياد الاعتمادية على التطبيقات التي يمكن توجيهها بالصَّوت والكلام. وقد تُغيِّر هذه الاختراعات من طريقة جمع وتركيب وتحليل المعرفة. ففي المستقبل، من المحتمل أن يعتمد الويكيبيديّون على أنظمة الاذكاء الاصطناعي لكتابة مقالاتهم، وقد يُغيّر هذا من طريقة كتابة المقالات وكيفيتها، إذ قد تصبحُ الحاجة إلى مراجعة المعلومات وتنقيحها أكثر أهميَّة من كتابة المقالات الجديدة.
  2. كما من المحتمل أن يغيّر الواقع الافتراضي (Virtual reality) من أسلوب تعاطي الناس مع المعرفة. فالواقع الافتراضي يُوفِّر تجربة ثلاثية الأبعاد داخل الحاسوب تماثل الحياة الحقيقية، وبالتالي فإنَّ إدماجها بالنصوص والمقالات قد يكونُ صعباً. قد يُقلّل هذا الأمرُ من أهمية أرابيكا، لكنه سيعطي فرصةً لإنشاء مشاريع شقيقة جديدة للبيانات والمعلومات تتناسبُ مع المتطلبات الجديدة.
  3. من جهةٍ اخرى، ستُضِيف أدوات الواقع الجديد (Augmented reality) وسائل ليتعاطى الناسُ مع العالم الحقيقي بطريقةٍ جديدة. قد يساعد التوجّه نحو هذه التقنية في وصول الناس إلى مواقع ويكيميديا بصورة أسهل وأكثر فعالية، وقد يحدث ثورة في التعليم والتدريب وغير ذلك من المجالات.
  4. ومع ذلك ربّما يستمرُّ بعض الناس باستخدام وسائل التواصل القديمة، وقد يكونُ ذلك للحفاظ على خصوصيَّتهم مع كثرة الاتصال الشديدة التي تُسبِّبُها التقنية.

الآثار السلبية المحتملة

يشير الباحثون، في تلخيص نتائجهم، إلى النتائج السلبية المحتملة لهذه التغيرات:

  • عندما يولّد الذكاء الاصطناعي المحتوى من الصِّفْر فهو يعتمدُ على مصادر المعلومات التي تلاعبَ بها التحيّز الإنساني، ممَّا يعني أن الانحياز في المعلومات قد يزدادُ مع الوقت.
  • قد يتسبَّبُ عدم تلقِّي الناس لأي محتوى - إلا لو كان يتوافقُ مع تفضيلاتهم - بتضاؤل الوصولية لأنواع المحتوى الأخرى.
  • قد تتسبَّبُ غزارة المعلومات المتاحة على الدَّوام بصعوبة التفكير النقديّ بالمعلومات الجديدة قبل استقبالها.
  • ستتَّسِعُ الفجوة الرقميَّة (وهي الفجوة بين الأشخاص المُطّلعين على المعلومات من خلال الإنترنت وغير المُطّلعين عليها) بصورة شديدة في المجتمعات الإنسانية.
  • قد تزيدُ الآلات الجديدة التي تعتمدُ على الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي من عدد منصَّات المحتوى الربحيَّة. ولو حدثَ هذا فإنَّ متصفّحي الإنترنت قد ينتقلُون - مرَّة أخرى - من صانعي محتوى إلى مستهلكين خاملين، ممَّا سيجعلُ المعرفة أقلَّ حيادية وأكثر انحيازاً.
  • قد يُصِبحُ من الصَّعب أكثر على المعلّمين والمؤرّخين وموثّقي المعلومات أن يصلوا إلى جميع أشكال المعرفة والمحتوى الت ييحتاجونها.

المراجع

  1. ^ أ ب "Global Mobile Trends". GSMA Intelligence, October 2016. Accessed June 27, 2017.
  2. ^ "Global Mobile Trends," slide 8
  3. ^ NOTE: The numbered list 1-4 was drawn from two reports: Mary Meeker, "Internet Trends Report 2017". Kleiner Perkins. May 31, 2017. Accessed June 27, 2017. Amy Webb, “2017 Tech Trends Annual Report”. Future Today Institute, 2017. Accessed June 27, 2017.

التحدي الثالث: مع تطلّع ويكيميديا لعام 2030، كيف يمكننا مكافحة التفشّي الزائد للمعلومات الكاذبة؟

كجزءٍ من الخطة الاستراتيجيةي لعام 2030، ستعملُ مؤسسة ويكيميديا مع باحثين مستقلّين للوصول إلى فهمٍ للاتجاهات الأساسية التي ستؤثّر على مستقبل المعرفة الحرة في العالم. فيما يلي تقريران مُفصَّلان بهذا الخصوص من عمل Dot Connector Studio، وهي شركة اسراتيجية وبحوث إعلامية متمركزة في فيلادلفيا تهتمّ - بصورة خاصة - بدراسة كيفيَّة استغلال المنصَّات الناشئة للتأثير على المجتمع. بالإضافة إلى شركة Lutman & Associates المتمركزة في سينت باول، والتي تختصّ بالتخطيط الاستراتيجي والتقييم وتهتمّ بالتقاطعات القائمة ما بين الثقافات والإعلام.

الفكرة الأساسية

المعلومات الكاذبة تزدادُ انتشاراً في العالم الآن، ممَّا سيُصعِّب على الويكيبيديِّين إمكانية الوصول إلى مصادر موثوقة.

أعدَّ باحثو ويكيميديا ورقة بحثيَّة بعنوان ترقّب عام 2030: المصداقية أمام الدعاية والمعلومات الكاذبة،[3 1] صنَّفُوا فيها الاتجاهات الحالية بالعالم لنشر المعلومة إلى فئتين أساسيَّتين: تكمنان في انتشار المعلومات غير الصَّحيحة بالمصادر نفسها، أو في طرق الوصول إليها. ودرسَ الباحثون ثلاثة تأثيرات عالمية أساسيَّة لكلّ من هاتين الفئتين: هي التقنية، والسياسة، والتجارة.

وعلى وجه الخصوص، درسَ الباحثون الاتجاهات الآتية وكيفية تأثيرها على مستقبلنا:

  • سيُغيِّر تطور التقنية، خلال السنوات القادمة، من طريقة تناقل المحتوى في المصادر الخارجية التي نستخدمها على أرابيكا: إذ سيصبح للذكاء الاصطناعي دورٌ مهمّ في التسريع من آليَّات إنتاج المحتوى المعرفيّ. وقد يبدو أنَّ هذا سيزيدُ من عدد المراجع ويجعل الوصول لها أكثر سهولة، إلا أنَّه قد يجعلُها - أيضاً - أكثر تحيُّزاً وأقلَّ حياديَّة. وقد تتحوَّلُ هذه المسألة إلى مشكلة كبيرة جداً عندما يبدأ الذكاء الاصطناعي بتوظيف المعلومات غير الصَّحيحة التي صنعها كحقائق يمكن - بناءً عليها - تجميعُ البيانات وصناعة المزيد والمزيد من مصادر المحتوى غير الدَّقيقة.[3 2] وقد يضعُ هذا عقبة جديدة أمام الويكيبيديِّين في التأكّد من موثوقية المصادر وصيانة محتوى الموسوعة.
  • كما من المُتوقَّع أن تتغيَّر واجهات التقنية لتصبح أكثر شخصيَّة (حي يكونُ الاعتماد على الهواتف الذكية، والمساعدات الصوتية، وغير ذلك) للوصول إلى الإنترنت، بما فيه مواقع ويكيميديا، ممَّا سيجعلُ تصفّح مشاريع الويكي أكثر صعوبةً بواجهاتها الحالية.
  • تشهد حرية التعبير عن الرأي، حول العالم، تحديات كبيرة الآن.[3 3] [3 4] [3 5] [3 6] [3 7] [3 8] فبعضُ الحكومات ورجال السياسة والمسؤولين يذيعون أنباءً أو معلوماتٍ غير دقيقة لتحقيق مصالحهم. وهذه المشكلة تتجاوزُ المنشورات النصيَّة إلى الوسائط الأخرى، مثل الصور والتسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو، التي أصبحَ التلاعبُ فيها سهلاً بفضل التقنية الحديثة. وهذا يؤثّر على الشبكة المعرفية بكاملها، ويجعلُ الحفاظ على حيادية أرابيكا أكثرَ صعوبة.
  • ورغم تقلُّص الرقابة المفروضة على مواقع ويكيميديا، إلا أنَّ بعض الحكومات (مثل الصينية والتركية) لا زالت مُهتمَّة بمنع الوصولية لها. وبما أنَّ تطور تقنية نطاق HTTPS جعلت حجبَ صفحات مُحدَّدة من موقعٍ كبير - مثل أرابيكا - أمراً معقداً، فإنَّ هذا يُقلِّص من إمكانية حجبِ أرابيكا على المدى القريب، إلا أنّ علينا أن نستمرَّ بتطوير آليات مكافحة الرقابة مستقبلاً.
  • من جهةٍ أخرى، تنامَت الآن شركات الشبكات الاجتماعية، مثل تويتر والفيسبوك، بحيثُ تحوَّلت إلى قنواتٍ لإذاعة المعلومات الخاطئة أو غير الدقيقة. وهذا الأمرُ يتفاقمُ مع تسبّب الشبكات الاجتماعية بتقلّص الاعتمادية على المصادر الموثوقة وذات السّمعة، ولذلك فإنَّنا قد نحتاجُ لابتكاراتٍ جديدة للتعرّف على المعلومات الكاذبة واستبدالها بأخرى دقيقة.
  • لا زالت الشركات الربحيَّة تُطوِّر تطبيقاتٍ ومنتجاتٍ ومنصَّات تجذبُ اهتمام عُموم الناس، ممَّا يجعلُ الوصولية لمواقع ويكيميديا أقلّ، كما ستشيرُ الأبحاث المستقبلية بتفاصيل أكثر.

توحي الأبحاثُ المجراة عن المعلومات الكاذبة بوجود حلولٍ محتملةٍ لهذه المشكلات. ننصحُكَ بقراءة تلخيصات هذه الأبحاث أولاً، ومن ثمَّ أن تشاركنا رأيكَ حول قدرتنا - كحركة - على مساهمة العالم في جعل المعرفة موثوقة وصادقة.

المراجع

  1. ^ Considering 2030: Misinformation, verification, and propaganda
  2. ^ Bilton, Nick. "الأنباء الكاذبة على وشك أن تصبح أكثر انتشاراً ممَّا كنتَ تراها في أسوأ كوابيسك". Vanity Fair. 26 يناير 2017. وصل إليه في 30 مايو 2017.
  3. ^ Reporters Without Borders. "2017 World Press Freedom Index – tipping point?" April 26, 2017. Updated May 15, 2017. Accessed May 28, 2017.
  4. ^ Nordland, Rod. "Turkey's Free Press Withers as Erdogan Jails 120 Journalists." The New York Times. November 17, 2016. Accessed June 7, 2017.
  5. ^ Reporters Without Borders. "Journalism weakened by democracy's erosion". Accessed May 29, 2017.
  6. ^ Paul, Christopher and Miriam Matthews. The Russian "Firehose of Falsehood" Propaganda Model: Why It Might Work and Options to Counter It. Santa Monica: RAND Corporation, 2016.
  7. ^ Broderick, Ryan. "Trump Supporters Online Are Pretending To Be French To Manipulate France's Election". BuzzFeed News. January 24, 2017. Accessed June 7, 2017.
  8. ^ Tufekci, Zeynep. "Dear France: You Just Got Hacked. Don't Make The Same Mistakes We Did". BuzzFeed. May 5, 2017. Accessed June 7, 2017.

تحدي الأسبوع الثاني: كيف يمكننا تغطية خلاصة المعرفة البشريَّة إذا كان توثيقُ قسمٍ كبيرٍ منها عصياً علينا؟

الأفكار الأساسية

لا زالت معظم المعرفة البشرية غير مُغطَّاةٍ على مواقع ويكيميديا، ممَّا سيجبرنا على البحث عن طرقٍ جديدةٍ لاستقطاب المصادر والتحقّق منها.

يعتمدُ تعريفنا الحاليّ “للمصادر الموثوقة” على عاداتٍ متعارفٍ عليها في الثقافة الغربية بالأساس، مستمدَّة من توثيق التاريخ والمعرفة -بكلّ أشكالهما - في بلدان العالم الغربي المستمرّ منذ قرونٍ طويل. إلا أنَّ هذه الشروط على المصادر لا يمكن تلبيتها في كلّ بلدان العالم، ممَّا يخلقُ تحيّزاً (لصالح مصادر متاحةٍ في أماكن مُحدَّدة من العالم) يتعارضُ مع أن تكون أرابيكا "خلاصةً للمعرفة البشرية".

على سبيل المثال، من الصَّعب جداً العثورُ على مصادر موثوقة ثانويَّة تتحدَّثُ عن ثقافات القارة الأفريقية، إما لأنَّ ثقافة تلك البلدان لا يتمّ تناقلها على صورة نصوص مكتوبة (إنما شفهياً فقط)، أو لأنَّ جميع المصادر المتاحة عنها مكتوبة من منظورٍ غربيّ بحت.[2 1] تعملُ بعض المُنظّمات على توثيق التاريخ الشفهي لثقافات أفريقيا في صورٍ مختلفة، وقد يمكننا الاستفادة من أعمالها كمصادر لمشاريع ويكيميديا.[2 2][2 3]

ساعدنا عملنا - في مشاريع ويكيميديا - على أن نصبح خبراء بتمييز المصادر الموثوقة عن غيرها، خصوصاً عندما تأتي هذه المصادر من منابع تقليدية، مثل المجلات الأكاديمية المُدقَّقة أو الصّحافة والإعلام. إلا أنَّ تحدّي الاستراتيجية للأسبوع الماضي يشير إلى أنَّ القراء لم يعودوا متهمّين كثيراً بالمصادر المعتمدة (مثل المواقع "ذات السّمعة")، بل أصبحوا أكثر اعتماديَّة، في معلوماتهم، على الشخصيَّات التي يثقونَ بها في شبكاتهم الاجتماعية.[2 4] قد يكون هذا الاتجاه الجديدُ فرصةً للويكيميديِّين لإيجاد طرقٍ جديدةٍ للحصول على المصادر، تكونُ أكثر مرونةً بالنسبة لثقافات البلدان النامية وقادرةٌ أكثرَ على التجاوُب مع رغبات القرّاء.

لا زال نشرُ المعرفة الموثوقة في طور التغيّر والتحسّن إلى الآن.

اقترح حلاً

نرجو منك أن تناقش، على الصفحة الآتية، موضوع التحدي الحالي.

ملاحظة: ستُقدَّم ملاحظاتكم إلى فريق الاستراتيجية في مؤسسة ويكيميديا، وسيُستَفادُ منها في إيجاد طرق واقعية وفعَّالة للتعامل مع التحديات المطروحة هنا.

المصادر

  1. ^ مقابلة لأوزو إيوالا، وهو مؤلّف نيجري ومستشار في استراتيجية ويكيميديا، مع زاك ماكوني في 14 يونيو 2017
  2. ^ يُوثّق الأرشيف الشعبي لأرياف الهند معلوماتٍ عن الطبيعة المهنيَّة واللغويَّة والإنسانيَّة لُسكَّان الهند بأسلوبٍ سرديّ ومع صور ونصوص وفيديو. مقابلة لآدام هورسشيلد، أحد المؤسّسين، والأم جونز مع كاثرين ماهر في 16 يونيو 2017
  3. ^ LEAP Africa تُوثّق معلومات عن قادة تاريخيّين تناقلها الناس شفيهاً، والذين ليست لدينا سوى فكرة قليلة عنهُم من كتابات المستوطنين الأوربيين. ملخصات 58 مقابلة مع الخبراء (يونيو 2017)، السطر العاشر.
  4. ^ مسوّدة نتائج بحث إندونيسيا لشهر مايو 2017

تحدّي الأسبوع الأول: كيف يمكن لمحتوى مشاريع ويكيميديا أن يحافظ على أهميَّته مستقبلاً؟

الأفكار الأساسية

أنموذج الموسوعة الجامد، الذي نلتزمُ به الآن، لا يساعُد على تلبية احتياجات الجيل الجديد من القرّاء.

بحسب البحوثات العرقية/الجغرافية التي أجريناها، فإنَّ من المُحتمل أن يرغبَ الجيلُ القادم من القرّاء بمنصَّات تعليميَّة تتفوّق على أرابيكا من حيثُ أسلوبها ووسيلتها في طرح المعلومة. اتَّضح من اجتماع خبراء الاستراتيجية في نيرويبي (كينيا) يوم 29 مايو 2017[1] أنَّ النظام التعليمي الحكومي لم يَعُد فعالاً من نواحٍ عديدة، خصوصاً - ولكن ليس حصراً - بالنسبة لسُكّان الدول النامية. فالنَّاسُ الآن يسعُون للتعلّم بوسائل جديدة تكونُ أسهل وأكثر متعة للتعاملُ معها. وأما مُلخَّص المقابلات التي أجريت مع 58 خبيراً (يونيو 2017)،[2] فيظهر أنَّ أرابيكا ومشاريعها الشقيقة تحوَّلا إلى وجهة على الإنترنت تُقصَدُ للحصول على المعرفة الغزيرة، ولكنها لا تساعد في الحصول على إجابات سريعة للأسئلة التي تتراودُ إلى أذهان القرّاء.[3]وأما في نتائج بحوثات إندونيسيا لشهر مايو 2017، فيبدو أنَّ العديد من الباحثين عن المعلومة على الإنترنت - في وقتنا الحاليّ - يرغبُون بمحتوى مختصرٍ ومرئيّ وسهل القراءة أكثر من ذي قبل.[3]

نشرُ المعرفة أصبح مرتبطاً كثيراً بمشاركتها مع الآخرين.

أظهرت نتائج البحوث الجغرافية/العرقية ونتائج دراسة أخرى (عن وعي عامَّة الناس بأرابيكا) أنَّ الجيل الشابّ، نظراً لثورة الهواتف الذكية، يميلُ لاستخدام الإنترنت والاستفادة منهُ بأسلوبٍ جديد. ولكون هذه أحدث مجموعةٍ من الناس حصلت على اتصال بالإنترنت، فإنَّ الاهتمام بها أمرّ جوهريّ.[4] يبدو أيضاً أنَّ الشباب منغمسُون جداً في استعمال الشبكات الاجتماعية وبرامج المحادثة، وهُم يفضّلون - إجمالاً - الوصول للمعلومات من خلال هذه المنصَّات.[5] ويرى المختصّون بهذا المجال أنَّ ثمة طرقاً جديدة في استعمال الإنترنت تتضَّحُ الآن، فعلى سبيل المثال، من الرائج أن يسأل الشباب أصدقائهم عن معلومات مُحدَّدة من خلال برامج المحادثة، عوضاً عن سؤالهم على أرض الواقع.[5] كما أنَّ الشكّ وعدم الثقة بالمعلومة باتَ منتشراً، ولم تَعُد حتى "المصادر الموثوقة" مقبولةً بالضّرورة: فالشباب يضعُون الآن ثقتهم بمن يعرفونهم - شخصياً - على الشبكات الاجتماعية ويحترمُون آرائهم ووجهات نظرهم، عوضاً عن الرّجوع إلى الجهات أو المؤسَّسات المُختصَّة بموضوع المعلومة التي يريدونها.[3] ولعلَّ في كلّ هذه التغيرات تهديداً لمستقبل أرابيكا بالنسبة للجمهور العامّ لمتصفّحي الإنترنت، الذي كُنّا نستهدفه في السابق.

مثال قصصيّ

قد يُفضّل بعض الأشخاص الاطّلاع على التحدي الذي نناقشهُ على صورة سردٍ موضوعي، بينما قد يُفضّل آخرون أن يقرؤوه على هيئة قصَّة. لذلك، جهَّزنا قصة تخيلية (لكنها مبنيَّة على الإفادات الواقعية للبحوث) تسعى لتمثيل محتوى هذه الصفحة بطريقةٍ مختلفة.

فلتتعرَّف إلى مايكل وأنيسة، وهُمَا مراهقان يعيشيان على قارَّتين مختلفتين، ويعيشيان حياتهما بأسلوبَيْن متباينَيْن. (اضغط لقراءة المزيد)
مايكل هو فتى مراهق يعيشُ في واشنطن العاصمة، بالولايات المتحدة. يملكُ مايكل - وكلّ أصدقائه - هواتف محمولة، ويستعملونها للتواصل مع بعضهم، وتبادل المحتوى الذي يثير اهتمامهم، وحلّ واجبات مدرستهم. يعرفُ مايكل وجميع أصدقائه ما هي أرابيكا، ولكنَّهم يميلون لاستخدام بصورةٍ أقلّ من آبائهم (46% من الأبناء، مقابل 72% من الآباء، يتصفّحون ويكبيديا أسبوعياً).[6] وهم لا يستخدمونها إلا للبحث عن موضوع مُحدَّد (في 41% من المرات)، أو لمساعدتهم في دراستهم (23 من المرات). أحدُ المواقع الثلاثة الأكثر زيارةً من جهاز مايكل هو اليوتيوب. لا يمكن لمايكل تخيّل عالم لا توجد فيه شبكات اجتماعية، وهو - وأصدقاؤه - متواجدون طوالَ اليوم على هواتفهم.[7] يرى مايكل أن الفيسبوك يخصّ "كبار السن"، وأما وسيلته المُفضَّلة في الوصول إلى أصدقائه فهيَ سناب شات. وهو يتصفَّحُ الإنترنت من خلال وسائل كثيرة، مثل حاسوبه الرئيسي، وهاتفه المحمول، وصوتيات Amazon Echo في غرفة معيشته. ويهتمُّ مايكل - مثل والديه - بفائدة المحتوى بالنسبة له أكثر من جودة هذا المحتوى، أو حريَّته، أو موضوعيَّته في الطرح.[6]

وأما أنيسة فيه في سنّ الخامسة عشرة، وتعيشُ في مدينة باندونغ بإندونيسيا. تعتبر عائلة أنيسة ثريَّة نسبياً، ولذلك فإنَّ لديه هاتفاً محمولاً (مثل 21% من سكان البلاد فقط).[8] وليسَ في منزل أنيسة أيّ جهاز حاسوب، ولذلك فهي تعتمدُ على هاتفها - بصورة كليَّة - في تصفّح الإنترنت. وهي غالباً ما تستخدمه للتواصل مع صديقتها من خلال الوتسأب، أو للوصول إلى معلوماتٍ بلغتها الأمّ. وعائلة أنيسة وجميع أصدقائها متجذّرون تماماً في الشبكات الاجتماعية، ولذلك فإنَّ هاتفها يعتبر امتداداً لعلاقاتها معهم. تثقُ أنيسة بالمعلومات التي تسمعها من أصدقائها والأشخاص الذين تتابعُهم على الشبكات الاجتماعية. وقد تستعينُ - أحياناً - بمواقع إنكليزية للحصول على المعلومة، مثل أرابيكا، ولكنها لا تنتبهُ لأنَّ اسمَ الموقع الذي تستخدمه هو أرابيكا أساساً. ترسلُ أنيسة لصديقاتها محتوى مقتضباً يختصّ بالموضوعات التي يهتمّون بمعرفتها، وهي لا تكترثُ بتصفّح الإنترنت في سبيل تعلّم أي شيء جديد.