مجتمع غير نقدي

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 21:27، 18 نوفمبر 2023 (تدقيق لغوي (طفيف)). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)

يشير مصطلح المجتمع غير النقدي إلى وضع اقتصادي تُنقل البيانات الرقمية (عادةً ما تكون أموالاً إلكترونية) بين أي طرفين بينهم معاملات مالية بدلاً من استخدام الأموال التي تتمثل في هيئة عملات ورقية أو نقدية.[1] وقد نشأت هذه المجتمعات اعتماداً على نظام المقايضة وغيرها من طرق التبادل الأخرى كما أصبح من الممكن القيام بالتعاملات غير النقدية عبر العملات الإلكترونية كعملة بيتكون لBitcoin. يسلط هذا المقال الضوء على معنى مصطلح المجتمع غير النقدي من حيث التوجه المستقبلي والآثار المترتبة على استبدال المجتمع للعملات النقدية بنظيرها الإلكتروني، أي بمعنى آخر تُسجل العملة الرسمية (المال) وصرفها بشكل رقمي فقط.

رجل يدفع ثمن القهوة بواسطة هاتف أيفون 6 بكل سهوله.

تم طرح هذا المفهوم على نطاقٍ واسع خاصة وأن العالم يعيش موجة استخدامٍ سريع ومتزايد للأساليب الرقمية في تسجيل وإدارة وتبادل الأموال في التجارة والاستثمار والحياة اليومية في أماكن كثيرة من العالم بالإضافة إلى التعاملات المالية التي كان يتم القيام بها نقداً على مر العصور إلا أنها تتم غالباً بشكل إلكتروني في الوقت الحاضر.[2][3] قد وضعت بعض الدول عدداً من الحدود للتعاملات المالية وقيمها التي يمكن تطبيق نظام الدفع النقدي فيها بشكلٍ قانوني.[4]

وقد بدأ التوجه نحو إستخدام المعاملات والتسويات غير النقدية في الحياة اليومية منذ التسعينيات عندما أصبحت المعاملات المصرفية الإلكترونية واسعة الانتشار. ومنذ عام 2010 إلى وقتنا الحالي توسع الاعتماد على وسائل الدفع الرقمية بشكل أكبر في العديد من البلدان بما في ذلك الجهات الوسيطة كموقع باي بال التجاري وأنظمة المحفظة الرقمية التي تشغلها الشركات كشركة أبل بالإضافة إلى المدفوعات الرقمية بواسطة البطاقة الإلكترونية أو الهاتف الذكي أو الفواتير الإلكترونية والمصرفية وجميعها تستخدم بشكل واسع وبحلول عام 2010 أصبح استخدام النقد في بعض أنواع المعاملات المالية أمراً اعتيادياً على مر التاريخ لدفع المناقصات المادية والمبالغ النقدية الكبيرة التي يتم التعامل معها بنوع من الشك في بعض الحالات بسبب تنوعها وسهولة استخدامها في عملية غسيل الاموال وتمويل الإرهاب والحظر النشط من قبل بعض الموردين وتجار التجزئة[5] وهذا ما يعبر عنه ب"الحرب على المبالغ النقدية"[6] ". وقد سجلت المملكة المتحدة منذ عام 2016 أن واحداً من بين سبعة أشخاص لم يعد يستخدم العملات النقدية في تعاملاته ولا يحملها[7] في حين أظهرت دراسة استقصائية للمستهلك في عام 2016 أن 75٪ ممن شملهم البحث يفضلون بطاقة الائتمان أو بطاقة القرض كوسيلة للدفع في حين أن 11٪ فقط يفضلون الدفع النقدي.[8] وبحلول عام 2017 ساهمت طرق الدفع الرقمية كتطبيق فينمو و سكوير في المعاملات غير النقدية حيث يسمح تطبيق فينمو للأفراد بالدفع بشكلٍ مباشر للأخرين دون الحاجة إلى العملات النقدية بينما يعد تطبيق سكوير ابتكاراً يسمح للمشاريع التجارية الصغيرة باستقبال مدفوعات عملائها رقمياً.

كما أعتبر هذا التغيير أمراً مثيرا للجدل ومشؤوماً ومثيراً للرعب في بعض الأوقات وذلك لأنه مفهوم مرتبط بأسعار الفائدة السلبية وضريبة المعاملات المصرفية ونظام الضرائب العالمي[9][10] فمثل هذه الخطوة قد تكون امراً مفيداً وخطيراً على حد سواء خاصة مع آثارها واسعة الانتشار، ومن جانب آخر قد تكون ذات فوائد كبيرة على الحكومات والاقتصادات المركزية في إطار التضخم السلبي العالمي والتيسير الكمي والمراقبة المركزية للنقود. غير أن عدم استخدام النقد منح الدولة القومية ومقدمي الخدمات للطرف الثالث السيطرة الكاملة على المعاملات والاستثمارات والاستخدام الفردي بالإضافة إلى المعلومات التي تخص كل هذا حيث أن الفرد لا يستطيع تجنب أموال الطرف الثاني كنظام خارجي قادر على التحكم بهذه الأموال. وقد عملت العديد من البلدان على تنظيم وحظر العملات الرقمية الخاصة كنظام بتكوين.  بينما يفترض أن يعود بفائدة على مكافحة الجرائم والإرهاب.,[11] وقد برزت العديد من المخاوف مما يوصف بالعواقب الخطيرة والغير مقصودة.[12] مما يعني أنه قد يكون الناس مجبرين على قبول أسعار الفائدة السلبية كما أن المال سيتم التحكم به بشكلٍ أكثر تفصيلاً ومثالاً على ذلك: قد تصبح بعض أنواع المبالغ النقدية تكون بلا قيمة ان لم تنفق بطريقة أو في أوقات محدده مالم سيؤدي ذلك إلى انخفاض قيمته تدريجياً، هذا النظام يجعل مدخرات الفرد والمعلومات التي تخص دخله والتعاملات المالية التي يقوم بها يمكن أن تصبح في متناول أي شخص قادراً على الوصول إلى تلك السجلات إما بطرق مشروعة (السلطة الأمنية أو سلطات الضرائب) أو بطرق غير مشروعة (المخترقين والأشخاص الذي لديهم القدرة على الوصول إلى المعلومات ذات العلاقة).[13] وهذا يعني أيضاً أنه وبكل بساطة يمكن حرمان الناس جماعات أو أفراد من أموالهم النقدية، وذلك في حاله فقدانهم القدرة على الوصول إلى حساباتهم في وسائط الصرف غير النقدية Iويعد المجتمع غير النقدي مجتمعاً يسهل التعاملات المالية بشكلٍ كبير ويجعلها أمراً مريحاً إلا انه يزيد من الجهل بالإنفاق الفردي وقابلية التعرض للاحتيال[14] كما يجعل المستهلكين أقل وعياً بمقدار استهلاكهم عند قيامهم بتمرير بطاقتهم لإتمام معامله ما بدلاً  من تحديد ميزانية لحاجاتهم والدفع نقداً كما أنه يجعل الأفراد أكثر عرضة للنصب ويعود السبب في المعاملات النقدية. وكلا نوعي الاحتيال على بطاقات الائتمان يكون عندما يحصل اللصوص على بيانات البطائق يدوياً أو من خلال برنامج إلكتروني خفي.[15]

مبلغ النقد المتداول

بالرغم من ان فكرة المجتمع غير النقدي قد تم نقاشها ودراستها على نطاق واسع الا أن الدول مازالت تستمر في طباعة الأوراق النقدية. ويضم الجدول الموضوع ادناه والمأخوذ من موازنات الدول الأعضاء في بنك التسويات الدولية معظم الأوراق النقدية العالمية . وتعد دولة جنوب أفريقيا التي تتعرض مقدار طباعتها للأوراق النقدية لتقلبات واسعة بالمقارنة مع الدول الآخرى استثناء إلى جانب السويد التي بدأت بتقليل ضخ عملتها الورقية منذ عام 2007،[16]  القيم الموجودة في هذا الجدول منسبة إلى عدد السكان في كل دولة، ولذا فإنه قد تم تحجيمها نسبةً إلى التغيرات السكانية وحتى وإن بلغت الزيادة 3% فأنها ستظل أعلى من أي نمو في الناتج المحلي.

مبلغ النقد المتداول:

الحصة المقدرة للمدفوعات التي تتم بواسطة  الطرق غير النقدية

الدولة %
سنغافورة 61
هولندا 60
فرنسا 59
السويد 59
كندا 57
بلجيكا 56
المملكة المتحدة 52
الولايات المتحدة الأمريكية 45
أستراليا 35
ألمانيا 33
كوريا الجنوبية 29
إسبانيا 16
البرازيل 15
اليابان 14
الصين 10
الإمارات العربية المتحدة 8
تايوان 6
إيطاليا 6
جنوب أفريقيا 6
بولندا 5
روسيا 4
المكسيك 4
اليونان 2
كولومبيا 2
الهند 2
كينيا 2
تايلاند 2
ماليزيا 2
السعودية العربية 1
بيرو 1
مصر 1
أندونيسيا 0
نيجيريا 0

العملات الورقية والعملة المتداولة في نهاية العام
يتم التعبير عن القيم بالعملة الأصلية وتكون القيمة الإجمالية للفرد.

الدولة    متوسط العام 2011 2012 2013 2014 2015
تركيا 12.1% 751 815 993 1,115 1,332
كوريا 11.9% 975,301 1,084,361 1,259,466 1,483,891 1,711,506
المكسيك 8.0% 7,017 7,270 7,802 8,934 10,303
الهند 7.9% ₹8,871 ₹9,696 ₹10,546 ₹11,431 ₹12,965
البرازيل 6.0% R$825 R$941 R$1,016 R$1,091 R$1,103
هونج كونج 6.0% 37,962 42,063 47,110 48,649 50,763
سنغافورا 5.5% 5,301 5,481 5,863 6,292 6,943
السعودية 5.4% 4,928 5,234 5,547 5,879 6,407
الولايات المتحدة 5.1% $3,453 $3,725 $3,926 $4,218 $4,433
سويسرا 4.4% 7,401 8,091 8,495 8,622 9,169
روسيا 3.8% ₽48,284 ₽53,598 ₽57,942 ₽61,523 ₽58,270
منطقة اليورو 3.8% €2,721 €2,787 €2,913 €3,089 €3,280
استراليا 3.8% $2,639 $2,739 $2,873 $2,999 $3,175
كندا 3.2% $1,937 $1,995 $2,058 $2,134 $2,271
اليابان 3.2% ¥692,858 ¥715,452 ¥744,471 ¥769,088 ¥811,266
المملكة المتحدة 3.2% £913 £948 £968 £1,019 £1,067
جنوب افريقا -3.7% R2,137 R3,021 R2,253 R2,521 R1,765
السويد -6.9% 10,515kr 10,059kr 8,849kr 8,578kr 7,362kr

المعاملات غير النقدية مقابل إنخفاض النقد 

إن المعيار العام لقياس مدى قرب دولة ما من أن تصبح مجتمعاً غير نقدي يتمثل في عدد المدفوعات غير النقدية في التعاملات المالية بن الأفراد في هذه الدولة أو المعاملات من شخص إلى آخر والتي تتم في ذلك البلد. فعلى سبيل المثال تقوم بلدان الشمال الأوروبي بمعاملات غير نقدية أكثر من معظم الدول الاوربية الأخرى.

يبلغ متوسط الدفع بالبطاقات للفرد الواحد في السنة 88.4 في البلدان ال 33 التي يغطيها الكتاب السنوي لبطاقات الدفع من 2015 إلى 2016 وبالمقارنة. فإن المتوسط الدنماركي يقدر ب 268.6 سنويا، أما المتوسط الفنلندي 243.6،  في حين أن المتوسط الايسلندي هو 375.5 والمتوسط النرويجي 353.7،  والمتوسط السويدي 270.2.وهذا يجعل المدفوعات بالبطاقة في بلدان الشمال الأوروبي ضعفين ونصف إلى أربعة اضعاف أعلى من المتوسط الأوروبي [17]

ويمكن للنقد أن يلعب دوراً كخازن للقيمة النقدية تماماً  كالسلع مثل الألماس والذهب والفضة والبلاتين أو العقارات والتحف ويمكن أن تتفاوت مستويات النقد المتداول على نطاقٍ واسع بين بلدين ذات مقياس مماثل للمعاملات غير النقدية. فعلى سبيل المثال تمتلك الدنمارك أكثر من ضعف المبلغ النقدي المتداول كالسويد وبنسبة أعلى بكثير من الأوراق النقدية ذات القيمة الأكبر والتي تقدر ب 1000 ألف كروني.

وقد قررت كوريا الجنوبية إنهاء تعاملاتها المالية باستخدام العملات المعدنية كعملة رسمية بحلول عام 2020، لذا عند قيامك بأي صفقة نقدية بشكلٍ كامل فما عليك إلا تنسى مسألة حصولك على مبلغ نقدي قيمتة أقل من قيمة أصغر عملة ورقية وهي 1000ون أي ما تساوي أقل من دولاراً أمريكي واحد. هذا التغيير في التعامل النقدي سيزيد بلا شك وبشكل أكبر من عدد التعاملات الالكترونية في البلد ولكن بسبب الاستخدام واسع الانتشار للعملة الورقية من فئة 50,000 يعني أنه مازال بإمكان المواطنين استخدام العملة الورقية كوسيلة لتخزين النقد بسهولة. 

وغالباً ما ترتبط السيطرة الكبيرة للأوراق النقدية لأي عملة ما بالنشاط الإجرامي والتزوير والتهرب من دفع الضرائب حيث أعلنت المملكة المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية أن الأوراق النقدية من فئة 5 باوند أو أقل هي العملات الرسمية فقط نتيجة لخوفهم من تزوير النازيين للنقد. من جانب آخر، أعلنت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1969 أن الاوراق النقدية من فئة 100 دولار أو أكثر تعد عملة رسمية باستثناء تلك التي تحتفظ بها الحكومة فإنه سيتم اتلافها وبذلك لن يتم إصدار أوراق نقدية جديدة في المستقبل. فقد سجل عام 1945 آخر تاريخ لطباعة الأوراق النقدية من هذه الفئة كما قامت كندا بالشيء نفسه مع الأوراق النقدية من فئة 1000 دولار في عام 2000 . للسويد فقد قامت بطباعة أوراق نقدية من فئة 10,000كرونا في عام 1939 وعام 1958 إلا أنها أعلنت انها غير صالحة للصرف نقديا بعد تاريخ 31 من ديسمبر عام 1991.وكذلك أعلنت جمهورية سنغافورة أنها ستتوقف عن طباعة الأوراق النقدية من فئة 10,000دولار سنغافوري كما أعلنت منطقة اليورو أن الأوراق النقدية الرائجة من فئة 500 يورو لن تشملها الاصدارات النقدية القادمة بيد أن البنك المركزي الأوربي لم يعلن بعد عن رغبته في خفض مقدار النقد في التداول أو حتى استبدال قيمتها ببساطة بأوراق نقدية ذات رواجٍ أقل. 

انظر أيضاً

مراجع

  1. ^ of Cash/CostofCashStudyFinal.pdf "THE COST OF CASH IN THE UNITED STATES" (PDF). The Fletcher School Tufts University. ص. 9. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2018-10-01. اطلع عليه بتاريخ 2016-12-17. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  2. ^ Sweden leads the race to become cashless society | Business | The Guardian نسخة محفوظة 24 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ UK moves towards cashless society نسخة محفوظة 24 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ "Cashless-Society.org". Cashless-Society.org. مؤرشف من الأصل في 2018-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2017-01-27.
  5. ^ A cashless society? Some retailers turn noses up at currency نسخة محفوظة 11 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ Negative Interest Rates and the War on Cash نسخة محفوظة 03 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ Alex West (23 أكتوبر 2016). "One in seven Brits no longer carries cash, as we become increasingly reliant on card and smartphone payments". thesun.co.uk. The Sun. مؤرشف من الأصل في 2019-05-31. اطلع عليه بتاريخ 2016-11-12.
  8. ^ "2016 User Consumer Study" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2019-08-02.
  9. ^ The Sinister Side of a Cashless Society نسخة محفوظة 01 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ Banking Transaction Tax is a Dangerous Idea نسخة محفوظة 12 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ The Sinister Side of Cash نسخة محفوظة 05 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ What Happens When We Become A Cashless Society? نسخة محفوظة 23 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ Economics Professor: Negative Interest Rates Aimed at Driving Small Banks Out of Business and Eliminating Cash نسخة محفوظة 30 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ "Consumers' Attitude and Perception towards Doing Cashless Transactions: An Empirical Study in Vadodara". مؤرشف من الأصل في 2019-12-27.
  15. ^ Lydia, Segal,; Benjamin, Ngugi,; Jafar, Mana, (2011). "Credit Card Fraud: A New Perspective On Tackling An Intransigent Problem". Fordham Journal of Corporate & Financial Law (بEnglish). 16 (4). Archived from the original on 2018-09-14.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
  16. ^ Statistics on payment, clearing and settlement systems in the CPMI countries - Figures for 2015 نسخة محفوظة 24 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ Financial Cards and Payments in Denmark نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.