تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
صفقة الأسلحة التشيكية المصرية
كانت صفقة الأسلحة المصرية التشيكوسلوفاكية اتفاقًا بين الاتحاد السوفيتي ومصر برئاسة جمال عبد الناصر، وأعلن في سبتمبر 1955، لإمداد مصر بما قيمته 83 مليون دولار من الأسلحة السوفيتية الحديثة، من خلال تشيكوسلوفاكيا. وكانت الصفقة نقطة تحول رئيسية في الحرب الباردة وأثرت بشكل كبير على الصراع العربي الإسرائيلي.
التاريخ
بدلاً من الوقوف إلى جانب أي دولة عظمى، تولى عبد الناصر دور الكابح وحاول أن يلعب قبالة القوى العظمى كي يجعلها تتنافس مع بعضها البعض في محاولات لشراء صداقته.[1] وكان الخيار الأول لعبد الناصر لشراء الأسلحة هو الولايات المتحدة، ولكن خطبه المتكررة المعادية لإسرائيل ورعايته للفدائيين الذين قاموا بغارات على إسرائيل جعلت من الصعب على إدارة أيزنهاور الحصول على موافقة الكونغرس على بيع الأسلحة إلى مصر. وكان الرأي العام الأمريكي معاديًا للغاية لبيع الأسلحة لمصر التي قد تستخدم ضد إسرائيل، وعلاوة على ذلك خشي أيزنهاور بدء سباق تسلح في الشرق الأوسط.[2] وأشاد أيزنهاور بالإعلان الثلاثي باعتباره وسيلة لحفظ السلام في الشرق الأدنى. وفي عام 1950، من أجل الحد من المدى الذي يمكن أن ينخرط فيه العرب والإسرائيليون في سباق تسلح، فقد وقعت الدول الثلاث التي سيطرت على تجارة الأسلحة في العالم غير الشيوعي، وهي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، على الإعلان الثلاثي، حيث التزمت بالحد من عدد الأسلحة التي يمكن أن تبيعها في الشرق الأدنى، وأيضًا لضمان أن أي مبيعات أسلحة إلى جانب واحد يقابلها مبيعات أسلحة من الكمية والنوعية على قدم المساواة مع الآخر.[3] ورأى أيزنهاور أن الإعلان الثلاثي الذي يحد بشدة من عدد الأسلحة التي يمكن أن تشتريها مصر في الغرب، باعتباره أحد العناصر الرئيسية في الحفاظ على السلام بين إسرائيل والعرب، واعتقد أن إطلاق سباق تسلح سيفضي حتمًا إلى حرب جديدة.
وقد بذل المصريون محاولات مستمرة لشراء الأسلحة الثقيلة من تشيكوسلوفاكيا قبل صفقة عام 1955 بسنوات.[4]
وكان عبد الناصر قد ترك الأمر معروفًا في 1954–55 أنه كان يفكر في شراء أسلحة من الاتحاد السوفيتي كوسيلة للضغط علي الأمريكيين في بيع الأسلحة التي رغب فيها.[5] وكان أمل عبد الناصر أن إدارة أيزنهاور في مواجهة احتمال شراء مصر للأسلحة السوفيتية، وهكذا تصبح تحت النفوذ السوفيتي، سوف تضطر لبيع مصر الأسلحة التي أرادها.[5] خروتشوف الذي أراد كثيرًا كسب الاتحاد السوفياتي نفوذ في الشرق الأوسط، كان أكثر من مستعد لتسليح مصر إذا ثبت أن الأمريكيين غير راغبين.[5] وخلال المحادثات السرية مع السوفيت في عام 1955، كانت مطالبات عبد الناصر بالأسلحة مرضية بإسهاب لأن الاتحاد السوفيتي لم يوقع على الإعلان الثلاثي.[6] واستقبلت الأنباء في سبتمبر 1955 عن شراء مصر لكمية ضخمة من الأسلحة السوفيتية عبر تشيكوسلوفاكيا بالصدمة والغضب في الغرب، حيث اعتبر هذا زيادة كبيرة في النفوذ السوفيتي في الشرق الأدنى.[7] وفي بريطانيا، اعتبرت زيادة النفوذ السوفيتي في الشرق الأدنى تطورًا مشؤومًا هدد بوضع حد للتأثير البريطاني في المنطقة الغنية بالنفط.[8]
التفاصيل
اشتملت الصفقة على منظومات الأسلحة التالية:[بحاجة لمصدر]
- 150 طائرة مقاتلة من طراز ميغ 15
- 50 قاذفة بعيدة المدى من طراز إليوشن إي أل-28
- 70 طائرات نقل عسكرية من طراز إليوشن إي أل-14
- 230 دبابة قتال رئيسية من طراز تي-34
- 200 من حاملات الأفراد المدرعة بي تي أر-152
- مئات قطع المدفعية، مختلف أنواع
الأثر
هناك شبه اتفاق عالمي بين المؤرخين على أن الصفقة هي التي قادت إسرائيل إلى البدء في التخطيط لحرب ضد مصر، والتي ستخاض في الوقت الذي تراه إسرائيل مناسبًا بدلًا من انتظار هجوم مصري–توجت بالعدوان الثلاثي (أزمة السويس).[9]
المراجع
- ^ Gaddis, John Lewis (1998) pp. 170–172.
- ^ Burns, William Economic Aid and American Policy towards Egypt, pp. 16–17
- ^ Neff, Donald Warriors at Suez, p. 73.
- ^ Guy Laron (فبراير 2007). "Cutting the Gordian Knot: The Post-WWII Egyptian Quest for Arms and the 1955 Czechoslovak Arms Deal". wilsoncenter.org. ص. 16. مؤرشف من الأصل في 2019-04-02.
Egyptian representatives were able to sign a new commercial agreement with Czechoslovakia on 24 October 1951, which included a secret clause stating that "the government of Czechoslovakia will provide the Egyptian government with arms and ammunition - to be selected by Egyptian experts - worth about 600 million Egyptian pounds, to be paid in Egyptian cotton." The Egyptian experts requested 200 tanks, 200 armored vehicles, 60 to 100 MIG-15 planes, 2,000 trucks, 1,000 jeeps, and other items…. Czechoslovakia would not be able to supply weapons to Egypt in 1952. And each year, from then until 1955, Prague kept finding new reasons to delay the shipments
- ^ أ ب ت Gaddis, John Lewis (1998) p. 171.
- ^ Neff, Donald Warriors at Suez, pp. 93–94.
- ^ Goldman, Marshal Soviet Foreign Aid, New York: Frederick Praeger, 1968, p. 60.
- ^ Adamthwaite, Anthony "Suez Revisited" pages 449–464 from International Affairs, Volume 64, Issue # 3, Summer 1988 page 450.
- ^ "The Historical Place of the Czech-Egyptian Arms Deal", Fall 1955, Motti Golani, Middle Eastern Studies, Vol. 31, No. 4, Israel (Oct., 1995), pp. 803–827 نسخة محفوظة 23 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.