معركة بسكرة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 20:14، 9 سبتمبر 2023 (استرجاع تعديلات 105.157.248.28 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة Mr.Ibrahembot). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)

معركة بسكرة هي معركة قامت في مدينة بسكرة (في دولة الجزائر حاليًا) في العام 682 أو 683 بين البربر بملكهم كسيلة وحلفائهم من إكسارخوسية أفريقيا ضد جيش الدولة الأموية بقيادة عقبة بن نافع.[1]

معركة بسكرة
جزء من الفتح الإسلامي للمغرب والحروب الإسلامية البيزنطية
معلومات عامة
التاريخ 62 هـ (682 م)
الموقع قرب بسكرة
النتيجة انتصار البربر والإمبراطورية البيزنطية
المتحاربون
 الدولة الأموية الإمبراطورية البيزنطية
البربر
القادة
عقبة بن نافع كسيلة
القوة
300 5000 - 7000
الخسائر
كبير بسيط

قاد عقبة بن نافع رجاله في تجريدة عبر شمال أفريقيا، ووصل في النهاية إلى المحيط الأطلسي وسار جنوباً عابراً نهري درعا وسوس. بدوره، وقع في كمين نصبه التحالف البربري-البيزنطي عند تهودة جنوب بسكرة، فهُزم وقُتل. نتيجة لهزيمته، خرج المسلمون من منطقة إفريقية لعقد من الزمان.[2]

أحداثها

 
مسجد عقبة بن نافع، بمدينة سيدي عقبة التي سُميت على اسمه، بالقرب من موضع مقتله بولاية بسكرة.

وصل عقبة إلى بلاد جزولة في السوس الأقصى، واتصل بقبائلها فأسلمت. ثم قرر عقبة العودة إلى القيروان، وفي طريق العودة استمعت له الكثير من القبائل ودخلت في الإسلام، وانضم بعض رجالها إلى الجيش الإسلامي. وترك عقبة أحد أصحابه في منطقة وادي تنسيفت -في منتصف المسافة بين مدينتي مراكش والصويرة حاليًا- يدعى «شاكر» لتعليم البربر أصول الإسلام. وهذا الموضع عرف باسم هذا التابع، فهو «رباط شاكر» أو «رباط سيدي شاكر» أو «سيدي شيكر» حسب النطق الدارج بتلك الأنحاء. وحتى ذلك الوقت لم يجد عقبة مقاومة جدية، لكنه عندما دخل بلاد دكالة ودعا أهلها إلى الإسلام امتنعوا عليه ودبروا الغدر به بحسب الظاهر، فقاتلهم وهزمهم، لكن ذلك كلف المسلمين غاليًا، إذ قتل الكثير منهم بما فيهم عددٌ من القادة، فسمي ذلك الموضع بـ«مقبرة الشهداء».[3] ثم تابع سيره حتى وصل إلى بلاد هسكورة، حيث يقول بعض الباحثين أن معركةً أخرى جرت بين المسلمين وأهل تلك الأصقاع انتهت بهزيمتهم،[4] فيما قال آخرون أن بربر هسكورة فروا من أمام عقبة، وأنه لم يقاتله أحد بعد ذلك من أهل المغرب.

ولما بلغ عقبة مدينة طبنة، صرف جل عساكره إلى القيروان حتى بقي في قلةٍ من جنده،[5] يقدر عددهم بحوالي 300 رجل فقط،[6][7] معظمهم من الصحابة والتابعين. فاستغل كسيلة ذلك للثأر من المسلمين، واتصل بالروم والفرنجة وحشد منهم ومن قبائل البربر غير المسلمة جيشًا قوامه خمسون ألف مقاتلٍ تقريبًا، واعترض عقبة ومن معه عند تهودة في الزاب جنوب جبال الأوراس. فلما رأى عقبة جيش العدو أيقن بالنهاية، فأخلى سبيل أبي المهاجر وطلب منه الانصراف إلى المشرق، وكذلك من المسلمين الذين يرغبون في العودة، وصمم هو على أن يقتل في سبيل الله. لكن أبا المهاجر رفض وأفراد الجيش، بل أن أبا المهاجر رفض أن تفك قيوده كي لا يغرى بالانسحاب، ونزل هو والجنود عن خيولهم وكسروا أغماد سيوفهم كي لا تعاد فيها. وسرعان ما اشتبك عقبة ورجاله مع جيش كسيلة في معركةٍ غير متكافئة، فقتل عقبة وأبو المهاجر وأغلب الجيش، ووقع في الأسر قلة منهم محمد بن أوس الأنصاري ويزيد بن خلف العبسي، افتداهم ابن مصاد البربري المسلم صاحب قفصة، وأرسلهم إلى زهير بن قيس البلوي نائب عقبة على القيروان.[8]

موقع المعركة

 
كسيلة زعيم أوربة الذي قتل عقبة ورفاقه وسيطر على إفريقية بعدها لبضع سنوات.

ذكرت أغلب المصادر أن المكان الذي قُتل فيه عقبة ورفاقه هو بلدة تهودة من بلاد الزاب بالقرب من بسكرة، ورُوي عن شهر بن حوشب أن النبي نهى عن سكن تهودة وقال: «سوف يقتل بها رجال من أمتي على الجهاد في سبيل الله تعالى ثوابهم كثواب أهل بدر وأهل أحد، وأنهم ما بدلوا حتى ماتوا»، وجاء عن شهر أنه قال: «سألت جماعة من التابعين عن هذه العصابة التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذلك عقبة بن نافع وأصحابه قتلهم البربر والنصارى بمدينة يقال لها تهودة فمنها يحشرون يوم القيامة وسيوفهم على عواتقهم حتى يقفوا بين يدي الله عز وجل.».[9] وحكم علماء الحديث على هذا الحديث بالوضع، لأن راويه إِسحاق بن أبي عبد الملك الملشوني كان يضع الأحاديث.[10] وسُمِّيت المنطقة المجاورة بسيدي عقبة، ويقع اليوم مسجد وضريح يُنسب لعقبة بن نافع في مسجد «عقبة بن نافع» بمدينة سيدي عقبة التي تبعد عن مدينة بسكرة بحوالي 20 كلم، وهو المسجد ذكره ابن خلدون وقال فيه: «إنه أشرف مزار في بقاع الأرض لما توفر فيه من عدد الشهداء والصحابة التابعين». ويعد ثالث أقدم المساجد في المغرب العربي بعد مسجد القيروان ومسجد أبي المهاجر دينار.[11][12]

المراجع

  1. ^ McKenna، Amy (2011). The History of Northern Africa. Britannica Educational Publishing. ص. 40. مؤرشف من الأصل في 2016-05-27.
  2. ^ Conant، Jonathan (2012). Staying Roman : conquest and identity in Africa and the Mediterranean, 439-700. Cambridge New York: Cambridge University Press. ص. 280–281. ISBN:0521196973.
  3. ^ ابن خلدون؛ تحقيق: خليل شحادة (1408 هـ - 1988م). كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر (الجزء السادس) (ط. الثانية). بيروت - لبنان: دار الفكر. ص. 108. مؤرشف من الأصل في 10 يوليو 2020. اطلع عليه بتاريخ 27 ديسمبر 2015م. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= و|سنة= (مساعدة)
  4. ^ پروڤنسال، إيڤاريست ليڤي؛ ترجمة: علي عبد الرؤوف البمبي، علي إبراهيم منوفي، السيد عبد الظاهر عبد الله (2000). تاريخ إسپانيا الإسلامية من الفتح إلى سقوط الخلافة القرطبية. القاهرة - مصر: المجلس الأعلى للثقافة. ص. 220. مؤرشف من الأصل في 10 يوليو 2020. اطلع عليه بتاريخ 22 يناير 2016. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= و|سنة= (مساعدة)
  5. ^ المالكي، أبو بكر عبد الله بن محمد؛ تحقيق: بشير البكوش - محمد العروسي المطوي (1414 هـ - 1994م). كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية (الجزء الأول) (PDF) (ط. الثانية). بيروت - لبنان: دار الغرب الإسلامي. ص. 25. اطلع عليه بتاريخ 2 يناير 2016م. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= و|سنة= (مساعدة)
  6. ^ أبو العباس أحمد بن خالد بن محمد الناصري الدرعي الجعفري السلاوي، شهاب الدين؛ تحقيق: جعفر الناصري، محمد الناصري. الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، ج 1. الدار البيضاء - المغرب: دار الكتاب. ص. 132. مؤرشف من الأصل في 2021-05-14.
  7. ^ ابن عبد الحكم، عبد الرحمن (1415 هـ). فتوح مصر والمغرب، ج 1. مكتبة الثقافة الدينية. ص. 226. مؤرشف من الأصل في 13 مارس 2017. اطلع عليه بتاريخ 3 أبريل 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  8. ^ ابن الأثير الجزري؛ تحقيق: أبو الفداء عبدُ الله القاضي (1407 هـ - 1987م). الكامل في التاريخ، الجُزء الثالث (ط. الأولى). بيروت - لبنان: دار الكُتب العلميَّة. ص. 309. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  9. ^ ابن عبد المنعم الحميري؛ تحقيق: إحسان عباس (1980م). الروض المعطار في خبر الأقطار. ص. 142. مؤرشف من الأصل في 2021-04-03. اطلع عليه بتاريخ 2021-04-03. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة) و|موقع= تُجوهل (مساعدة)
  10. ^ "هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن السكن في " تهودة " ولعنها ؟ - الإسلام سؤال وجواب". islamqa.info. مؤرشف من الأصل في 2021-04-03. اطلع عليه بتاريخ 2021-04-03.
  11. ^ "مسجد عقبة بن نافع.. شاهد على الفتوحات الإسلامية في الجزائر". العين الإخبارية. 26 مايو 2018. مؤرشف من الأصل في 2019-07-05. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-08.
  12. ^ "مساجد لها تاريخ : ضريح عقبة بن نافع بالجزائر : همزة وصل حضارية بين القيروان والغرب الاسلامي". تورس. مؤرشف من الأصل في 2021-05-08. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-08.