النخلة الحمراء

من أرابيكا، الموسوعة الحرة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 05:17، 12 يوليو 2023. العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
النخلة الحمراء
يكلى
تقسيم إداري
البلد  اليمن
مديرية مديرية الحداء
المسؤولون
محافظة محافظة ذمار
معلومات أخرى
التوقيت توقيت اليمن (+3 غرينيتش)

النخلة الحمراء هي قرية من قرى مديرية الحداء تقع إلى الشرق من ذمار على بعد 35 كم، ويحدها من الشمال قرية الزيلة ووادي وجبال النقيل، ومن الجنوب قرية الحذفة ووادي الجهارنة وجبال الصنمية، ومن الشرق جبال الحيد ووادي الحرورة، وغرباً قرية رياش ووادي وجبال علان، وكان اسمها القديم «يكلى»، وهي مدينة خربة أعلى عزلة الكميم بالحداء، وتعرف باسم النخلة الحمراء حاليا [1] وعثر فيها عام 1348هـ على تمثال (ذمار علي يهبر وابنه ثأران) الملك السبئي المعروف.[2]

ويورد «الهمداني» في كتابه «صفة جزيرة العرب» (يكلى) ضمن مخلاف ذي جره، وتنسب إلى «يكلى بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن حمير»، وفي حصن النخلة الحمراء يوجد بقايا من البناء يدهش الناظرين، وهو بالأحجار العظيمة (البلق) البيضاء المنجورة كأنها قطعة صابون، ويضيف القاضي «السياغي» أن كل حجرة متداخلة بما فوقها وتحتها لا يقدر أحد ينتزع منه حجرة واحدة، وما كان هذا به إلا بالحريق، ويبدو أن المدينة قد تعرضت للحريق، ويشير د. أحمد فخري في كتابه «اليمن ماضيها وحاضرها» إلى أنه في عامي (1931 - 1932م) حفر (راثينس Rathiens) في موقع النخلة الحمراء بأمر ولي العهد آنذاك الأمير «أحمد» ووجد فيه آثاراً كثيرةً، كما يذكر الأستاذ «عبد الله الثور» في كتابه «هذه هي اليمن» أن ولي العهد الأمير «أحمد» قد وجه في عام 1939م بالتنقيب عن الآثار في الموقع، واستخرج عدة تماثيل منها التمثالين البرونزيين المعروضين في المتحف الوطني بصنعاء.

تمثـالا ذمار علي وابنه ثأران

تعتبر التماثيل من أهم الشواهد الأثرية المكتشفة، فهي تعطينا فكرة واضحة عن المعتقدات والطقوس الدينية التي كان يزاولها الإنسان القديم في عصوره السحيقة، كما أنها تطلعنا على نوعية الملابس التي كانوا يرتدونها وكيفية تصفيف شعور رؤوسهم ولحاهم، وإذا نظرنا إلى فن النحت عند اليمنيين القدماء سنجد أن أعمال النحت نفذت على مواد من الرخام والمعادن كالذهب والبرونز كتماثيل لبعض الملوك والسيدات، وقد وجد تمثال من النحت البديع في منطقة مكيراس للأعضاء التناسلية عند كل من الرجل والمرأة، ولربما يرمز ذلك إلى إله الخصب كما تشير السنبلة إلى ذلك أيضاً، وهناك تماثيل كثيرة عثر عليها في بعض المواقع الأثرية في اليمن، وهي مصنوعة من البرونز، ومن هذه المكتشفات عثر في مأرب سنة 1952م على عدد غير يسير من تلك التماثيل البرونزية منها تمثال معروض في المتحف الوطني يمثل شخصاً نقش عليه اسمه، ويرجح أنه من أقدم التماثيل البرونزية التي عثر عليها حتى الآن، وفي مدينة تمنع عاصمة دولة قتبان عثر على تمثالين من البرونز يمثل كل منهما لبوة بكفل أسد يعتليها غلام عاري يمسك قوساً بيمناه ويقبض بيسراه سلسلة كانت تنتهي بطوق يحيط بعنق اللبوة. فالتماثيل اليمنية البرونزية - عموماً - ذات قيمة متميزة، فهي لا تتميز بكثرتها فحسب وإنما بجودة صنعها ودقتها، وأبرز هذه التماثيل التي عثر عليها حتى الآن هما تمثالا ذمار علي وابنه ثأران يهنعم. عثر على هذين التمثالين عام 1931م في النخلة الحمراء (يكلى) حيث وجدا مكسوران وقطعهما متناثرة وصادئة، وفي عام 1977م عقدت اتفاقية بين اليمن وألمانيا الاتحادية لترميمهما ومحاولة صياغتهما كاملين (طبق الأصل)، وقد مرت عملية الترميم بثلاث مراحل أساسية هي معالجة القطع وتشطيفها، والثانية هي إعادة صب التمثالين صياغة جديدة، (صورة طبق الأصل)، والمرحلة الثالثة هي إعادة التركيب، وفي أواخر سنة 1983م أعيد هذين التمثالين إلى اليمن وهما الآن معروضان في المتحف الوطني بصنعاء وهما ذو تأثير.

نبذة تاريخية عن الملك ذمار علي وابنه ثأران

كان «ذمار علي» وابنه «ثأران يهنعم» من مؤسسي الدولة السبئية الحميرية الموحدة أو ما عرف في الموروث العربي واليمني بدولة التبابعة، وذلك في الربع الأول من القرن الرابع الميلادي، وكان قد سبقهما شمر يهرعش الذي حكم اليمن من أدناه إلى أقصاه تحت اسم ملك «سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات»، وبعده بعدد من السنيين كرس «ذمار علي» ثم ابنه «ثأران يهنعم» ذلك الواقع الذي استمر حتى الغزو الحبشي لليمن عام 525م؛ ومما يؤيد ذلك أن «ذمار علي» وابنه «ثأران» قد حازا على اللقب الملكي في هذه الفترة حيث نقش بالخط المسند على صدري التمثالين عبارة ملكا سبأ وذي ريدان وهما «ذمار علي» وابنه «ثأران» قد أمرا بأن يصاغ لهما هذان التمثالان من البرونز، وقررا أن يقدماهما إلى أنصارهما ورجالهما من أسرة بني ذرانح وعلى رأسهم ثلاثة من كبار هذه الأسر، وهم «بأهل أخضر» و «شرح سميدع» و «ماجد»، وذلك لكي ينصب هذان التمثالان على مدخل المنتدى أو بهو الاستقبال والجلوس والمداولات أي (المسود) الخاص ببني ذرانح التابع لقصرهم المسمى (صنع) القائم في النخلة الحمراء - قديماً في أراضي الحداء – وقد شرح هذا النقش وعلق عليه الأستاذ «مطهر الإرياني».

وبصورة عامة فإن لهذين التمثالين دلائل حضارية وتاريخية كونهما يمثلان شخصيتين بارزتين في تاريخ اليمن القديم لعبت دوراً كبيراً في توحيد اليمن أرضاً وشعباً، كما يبرزان ـ أيضاً ـ الصلات الثقافية بين حضارة البحر المتوسط وجنوب الجزيرة العربية من خلال الكتابة القصيرة بالخط اليوناني الذي ظهر في الركبة اليسرى للتمثال، كما نلمح فكرة أخرى هي أن الختان لم يكن معروفاً في تلك العصور القديمة عند الإنسان اليمني القديم.

مراجع